أنصح كل أم باستخراج بوليصة تأمين على صحة وليدها واستثمار كنوز الحبل السري

البروفيسور حسان عبدالجبار يكشف لـ"عربيات" أسرار العلاج بالخلايا الجذعية

عربيات: جدة - ردينة رفعت دشيشة
صور وفيديو

لأنهم أغلى ما نملك...
نهديهم ما يتمنون...
ونحفظ لهم أغلى ما يملكون...
نحفظ لهم معجزة الحاضر... ونحفظ لهم علاج الغد... ونحفظ لهم خلايا العمر...

كلمات تصدرت نشرة تعريفية عن أحدث ماتوصل إليه العلم الحديث من علاج للأمراض المستعصية، فماهو علاج الغد؟ وماهي خلايا العمر؟، وكيف يمكننا أن نهديها لأبنائنا؟... هذا ما سنتعرف عليه مع ضيف "عربيات" البروفيسور/ حسان عبد الجبار أستاذ طب النساء والولادة الذي يدعو الأمهات إلى استخراج بوليصة تأمين لأطفالهن عند الولادة، ويتطلع إلى استثمار الدول في (بنوك الخلايا الجذعية) لتحقيق حلم الشفاء للمواطنين، ويؤكد أن أسرار المستقبل العلاجية تكمن في الحبل السري.

في البداية بروفيسور حسان ماهي الخلايا الجذعية؟
"stem cells" أو الخلايا الجذعية هي عبارة عن خلايا منشئية تتكون منها أعضاء الجسم المختلفة أثناء التطور الجنيني... فهي خلايا غير مخلقة تتخلق لأعضاء وبالتالي ينشأ منها جسم الإنسان... وهي موجودة في مختلف أعضاء الجسم لإعادة تنشيط وتجديد الخلايا المصابة.

كيف تم اكتشافها؟
منذ القدم في الطب نعلم أن هناك خلايا جذعية، ولكن لم نكن على دراية بإمكانية استخدامها، كما أننا كنا نعلم أن تكوين الجنين يبدأ بخلايا وكل خلية تعتبر خلية جذعية... ومع الوقت تبين لنا أن هذه الخلايا هي نفسها الموجودة في الدم والعظام وأخيراً في المشيمة التي من السهل الحصول عليها ومن هنا بدأت الأبحاث تتعمق في هذا المجال.

إذن الحبل السري لا يعتبر المصدر الوحيد للخلايا الجذعية؟
لا، بل توجد ثلاث مصادر للخلايا الجذعية :
1) الخلايا الجذعية التي تؤخذ من (الأجنة البشرية) أي من الجنين الذي يتراوح عمره ما بين 5 أيام إلى أسبوعين والجنين في هذه المرحلة يكون غني جداً بالخلايا الجذعية التي تكون أي جزء من خلايا الإنسان... ولكن هذه العملية مكلفة جداً وتعتبر غير أخلاقية في بعض الدول لأنها شجعت بعض النساء على الإجهاض لبيع الأجنة، لذلك ابتعدنا عن هذه الطريقة ولا نستخدمها.

2 ) الخلايا الجذعية التي تؤخذ من البالغين، ومصدرها جسم الإنسان البالغ وهي تؤخذ من النخاع العظمي أي من نفس العظم مثل عظمة الحوض أو الصدر وهذه مشكلتها أنها تعتبر مؤلمة وتتطلب تخدير عام وتحتاج إلى وقت طويل، إضافة إلى أن كمية الخلايا الجذعية التي تؤخذ منها قليل جداً... كذلك بالإمكان الحصول عليها من الدم وفي هذه الحالة ينبغي أخذ كميات كبيرة من الدم ومن ثم تصفيته وفي النهاية لا نحصل إلا على كمية بسيطة جداً من الخلايا الجذعية.

3 ) المصدر الثالث والأخير وهو الأهم، الخلايا الجذعية التي تؤخذ من الحبل السري... وهذه الخلايا تكون إما موجهة أو غير موجهة، والخلية الجذعية هنا يجب توجيهها داخل الجسم، فبمجرد إعطاء الجسم خلية جذعية نجدها تتوجه إلى المكان المصاب وتتحول إلى الخلايا المطلوب علاجها.

هل بالإمكان توضيح هذه العملية بأمثلة؟
نعم، فعلى سبيل المثال مريض القلب ليس بالضرورة أن نعطيه خلية قلبية بل نعطي جسم الإنسان المصاب خلية جذعية عادية وهي تقوم بالبحث عن العضو المصاب وتتوجه إليه ثم تبدأ بالتحول إلى خلية قلبية.

إذن بوسع الخلايا الجذعية أن تتحول إلى أنواع مختلفة من الخلايا؟
صحيح، وهذا ما يجعل العلم الحديث ينظر إلى الخلية الجذعية كأنها (السحر الطبي).

الخلايا الجذعية مطابقة للمولود ويستحيل رفضها مستقبلاً من قبل جهازه المناعي 

ذكرت في إجابة سابقة أن المصدر الأهم للخلايا الجذعية هو (الحبل السري)، لماذا؟ وما مالذي يميز الخلايا الجذعية المأخوذة من الحبل السري عن غيرها؟
أثبتت التجارب أن الحبل السري أو (المشيمة) التي كنا تعتبرها في الماضي من المهملات هي في الواقع ثروة صحية لكونها غنية بالخلايا الجذعية مما يحد من ضرورة استخدام الأجنة البشرية لهذا الغرض، وتتميز عن غيرها بمميزات عديدة منها:

1 ) أنها متوفرة فقط أثناء الولادة أي نحصل عليها مرة واحدة في العمر.

2 ) تكلفة الحصول عليها منخفضة نسبياً مما يجعلها في متناول الجميع.

3 ) عملية الحصول عليها وتخزينها لا تتطلب أي تدخل جراحي ولا تحتاج إلى تخدير عام ولا تسبب أي ألم للجنين أو الأم، وبوسع الطبيب المختص القيام بها بسهولة.

4 ) تعتبر أفضل مصدر للخلايا الجذعية من حيث الكمية والنوعية والفاعلية.

5 ) تعتبر هذه الخلايا مطابقة تماما لخلايا المولود لذلك يستحيل رفضها مستقبلاً من قبل الجهاز المناعي الخاص به، وبالتالي يمكن استخدامها بأمان للطفل الذي أخذت منه، ومن هنا قد تكون بمثابة (بوليصة تأمين) تستخرجها الأم على حياة طفلها... وهي تستخدم بعد حفظها مرة واحدة فقط سواء لمن أخذت منه أو لأحد أفراد عائلته.

6 ) توجد نسبة تتراوح ما بين 25% و 40 % لاحتمال تطابقها مع بقية أفراد العائلة شريطة أن يتطابق HLA للخلية الجذعية مع خلايا الفرد المنقولة إليه... فإذا ثبت وجود هذا التطابق نتلافى رفض الجسم للخلية.

7 ) بالإمكان تخزينها لفترات طويلة تتراوح وفقاً للتجارب التي أجريت حتى الآن بين 15-20 سنة، كما تشير جميع الأبحاث إلى إمكانية تخزينها مدى الحياة.

هل بوسعك أن تصطحب قراء "عربيات" في رحلة تعريفية عن خطوات الحصول على الخلايا الجذعية، وماتتطلبه هذه العملية من إجراءات وفحوصات؟
في البداية لابد أن تطلب الأم ذلك وتكون على دراية تامة بآلية الحصول على الخلايا الجذعية وحفظها... بعد ذلك تخضع لكشف كامل عن طريق تحليل الدم للتحقق من عدم وجود الأمراض وخاصة المعدي منها مثل ( الكبد الوبائي، الايدز، وغيرها)... فتخضع لهذه التحاليل لضمان نظافة العينة وخلوها من الأمراض... بالإضافة لذلك من الضروري معرفة تاريخ الحمل وإذا ماكانت الحامل تعاني من السكر أو الضغط وغيره.... من هنا ننتقل إلى عملية التجميع، فبعد إتمام الولادة الطبيعية وقص الحبل السري من المولود وقبل أن نقوم بعملية سحبه من الأم وقبل ولادة المشيمة "أي وهي ما زالت في الرحم" نستخدم حقنه طبية موصولة بكيس (يشبه الكيس الذي يستخدم للتبرع بالدم من الشريان أو الوريد) ونقوم بإدخالها في الوريد السري الموجود في الحبل السري نفسه ونسحب الدم من المشيمة دون أن تشعر الأم بأي ألم... بعد ذلك يتم الحفظ في درجة حرارة منخفضة، وحرارة الجو الطبيعية تعتبر مناسبة دون الحاجة إلى ثلاجات شريطة أن لا تتجاوز فترة الحفظ قبل نقلها إلى المعمل 72 ساعة حتى لاتفسد العينة.

دعنا سيدي ننتقل معك إلى المعمل، هل تخضع العينة لاختبارات أخرى هناك؟
نعم، في المعمل يتم فصل الخلايا الجذعية عن المكونات الأخرى وهذه العملية تستغرق 4 ساعات تقريباً... وبعد الفصل يتم إحصاء عددها ويجب أن يكون بين 100 و 200 مليون خلية ليتم حفظها فإن كان عددها أقل من ذلك لا يتم الحفظ وهذا قد يحصل فقط إذا انفصل الحبل السري أثناء الولادة وفقدت المريضة بعض الدم فتصبح كمية الخلايا الجذعية أقل... و أخيراً يتم مجدداً التحقق من سلامة العينة وفحصها للتأكد من خلوها من الأمراض المعدية وفي حالة وجود أي مرض معدي لا يتم حفظها.

بالرغم من أن الأم قد أجريت لها فحوصات من قبل؟
نعم، للتأكد من خلو الخلية الجذعية من الأمراض لابد من فحص الأم في البداية، ثم فحص العينة بعد ذلك في المختبر.

وفي حال تجاوز تلك المراحل بنجاح كيف تتم عملية الحفظ؟
يقوم المعمل بكتابة تقرير عن العينة ويعطيها رمز خاص ويتم تسجيله إلكترونياً في الحاسب الآلي ليكون لكل عينة رمز سري خاص بها ولايمكن فك الخلية لاحقاً إلا عن طريق هذا الرمز الذي يتم منحه للأم أو الأب، ثم تحفظ الخلايا في ثلاجة درجة حرارتها (-200).

حسناً، فلنفترض أن صاحب العينة قد تعرض لمشاكل صحية بعد سنوات كيف يمكنه الاستفادة منها؟
فلنفترض أنه بعد 40 سنة مثلاً احتاج هذا الشخص أو أحد أفراد عائلتة للعلاج عندها يتم طلب إرسال العينة إلى مقر العلاج في أي مكان في العالم حيث تخضع للفحص لمعرفة عدد الخلايا الجذعية والمفروض أن لا يكون قد تعرض لأي تغيير عن العدد الذي تم رصده قبل الحفظ ذلك أنه طوال فترة الحفظ يظل مجمداً ولكن يجري تكرار عملية إحصاء العدد للتحقق من أن الخلايا الجذعية المحفوظة تكفي لعلاج المرض الذي يعاني منه المريض.

 

احتمالات تحول الخلايا الجذعية إلى سرطانية ضئيلة، والتجارب تتم خارج جسم الإنسان

ماذا لو لم يكن العدد كافياً؟
يعكف العلماء في مراكز الأبحاث حالياً على القيام بتجارب كفيلة بزيادة عدد الخلايا المحفوظة مستقبلاً.

اسمح لي أن استوقفك عند هذه النقطة ذلك أنني أثناء البحث قبل إجراء هذا اللقاء توصلت إلى بعض المعلومات التي تشير إلى أن تنمية الخلايا الجذعية لمرات عديدة يجعلها أكثر استعدادا للتحول السرطاني، فما نسبة حدوث هذا التحول؟
أولا أحب أن أوضح نقاط هامة جداً وهي أننا في المختبر نقوم بالتالي :

1 ) نتعرف على العوامل التي تحول الخلية الجذعية إلى خلية عصبية أو خلية دم أو خلية عظمية... الخ، والتحويل يكون خارج جسم الإنسان حيث يتم إما بإضافة إنزيمات معينة أو بتغيير أخرى... والأبحاث والتجارب قائمة في هذا الإطار بكثرة.

2 ) تكمن المشكلة الحقيقية في محاولة زيادة عدد الخلايا الجذعية إذا لم تكن كافية للعلاج... فمثلا إذا كان لدينا 100 مليون خلية جذعية والعلاج يتطلب 500 مليون خلية فهنا أمامنا حل من اثنين إما أن نستخدم خمس عينات متشابهة ونعطيها للمريض، أو أن نأخذ المئة مليون خلية ونعمل على تنميتها إلى 500 مليون خلية وهذه العملية تدخل فيها مواد كيميائية عديدة بالتالي إذا لجأنا إلى هذه الطريقة فالإجابة على سؤالك قد تكون نعم من المحتمل أن تتحول الخلية الجذعية إلى خلية سرطانية ولكن هذا الاحتمال إذا تحقق فإنه يحدث في المعمل خارج الجسم... وأود أن أشير إلى أن هذه الطريقة لم تجري تجربة نتائجها على الإنسان، فالتجارب تتم في المعمل ثم على الحيوان ولكن داخل جسم الإنسان إلى الآن لم يثبت أن هناك حالات أعطيت خلية جذعية ثم بعد ذلك تحولت إلى خلية سرطانية، بل حتى الخلايا التي أخذت من جسد وأعطيت لآخر أثبتت نجاحها وفعاليتها.

إذن دعنا نعود إلى آلية تخزين هذه الخلايا، وهل التخزين مضمون أو توجد احتمالات لتعرض العينة للتلف؟
يتم تخزينها في (بنوك الخلايا) والتي بدأت تنتشر في أغلب دول العالم، وهنا في المملكة العربية السعودية يتوفر لدينا مركز "طب المستقبل" Future Med بجدة... أما التخزين بحد ذاته فيعتبر عملية مضمونة وأثبتت نجاحها دون مشاكل لوجود عوامل أمان عالية خاصة وأن الكهرباء و المياه متوفرة حتى في حالة انقطاعها، وتوجد احتياطات ففي حالة حدوث انفجار -لا قدر الله- هناك تجهيزات تضمن عدم تعرض الخلايا لأي ضرر... خبرة العلماء في هذا المجال تمتد إلى 20 سنة، وهناك عينات تم حفظها واستخدمت وكانت النتيجة إيجابية، لذلك كما أسلفت من المتوقع إمكانية حفظها مدى الحياة مادامت محفوظة (-200) درجة... ولابد أن أشير إلى أن معظم بنوك الخلايا الجزعية حالها حال بنوك الأموال تضم أوراق ومستندات وأرقام حسابات ولا يستطيع أي شخص الدخول عليها أو استخدامها دون إجراءات أمنية مشددة، وكما أن صاحب الرصيد يستطيع أن يحصل على أمواله من البنك فهو بوسعه أن يحصل على خلاياه الجذعية من بنك الخلايا الجذعية و لذلك أطلق عليه (بنك الخلايا الجذعية) وليس (مخزن الخلايا الجذعية) .

ذكرت في إجابة سابقة أن هذه الخلايا إذا تم سحبها عند الولادة يستحيل رفضها مستقبلاً من قبل الجهاز المناعي لهذا الإنسان، فهل مسألة التطابق والتوافق ستجعل قلة فقط من المرضى محظوظين بتوفر خلايا جذعية مناسبة لهم للزراعة مالم يكونوا قد خضعوا لتلك العملية عند الولادة؟
في الوقت الحاضر هذا صحيح، ولكن عندما تنتشر البنوك العامة في جميع الدول وتصبح مثل بنوك الدم فاعتقد أنه سوف يكون من السهل أن يجد كل مريض خلايا جذعية تتطابق مع خلاياه.

هل أفهم من إجابتك أنه يوجد نوعين من بنوك الخلايا؟
نعم، فهناك بنوك خاصة وبنوك عامة... حفظ الخلايا في البنوك الخاصة يقدر بـ 5000 دولار أمريكي لمدة عشرين سنة تقريبا لأن التكنولوجيا المستخدمة في الحفظ مكلفة، ففصل الخلايا الجذعية وعدها ثم حفظها يعتمد على غاز ثاني أكسيد الكربون ولا بد من توفير هذا الغاز 24 ساعة لمدة عشرين سنة مثلاً... لذلك من الصعب أن تكون في متناول الجميع بهذه التكلفة، مما دفع حكومات بعض الدول الأوروبية وكذلك أمريكا إلى إنشاء (بنوك عامة) لحفظ الخلايا الجذعية مثلها مثل أي بنك للدم حيث يمكن للأم بحسب رغبتها أن تتبرع بحبلها السري عند الولادة، وفيما بعد إذا احتاج أي شخص إلى العلاج بالخلايا الجذعية بوسعه أن يتجه إلى أحد البنوك العامة بحثاً على الخلية التي تتطابق معه ليشتريها... ولابد من الإشارة إلى أنه في دبي أيضا تتوفر البنوك العامة للمواطنين والخاصة للمقيمين وللمواطنين الذين يفضلون حفظ خلاياهم الجذعية في بنك خاص... أما هنا في المملكة العربية السعودية وتحديداً في مدينة جدة فشركة (طب المستقبل) التي يتم تجميع الخلايا فيها وحفظها تعتبر قطاع خاص بالكامل، والمريض يتكفل بتكاليف حفظ عينته التي تحفظ باسمه وتظل غير قابلة للبيع ولا التصرف إلا بتفويض منه شخصياً... ولكن على حد علمي وزارة الصحة الآن جادة في دراسة تأسيس بنك عام للخلايا الجذعية لتتحقق استفادة أكبر للمرضى... فأي مريض يستطيع استخدام خليته الجذعية الخاصة إذا كانت قد حفظت له عند مولده بالإضافة لإمكانية شراء أخرى من البنك العام في حالة احتياجه لعدد أكبر من الخلايا. 

ولكن هل جميع المستشفيات مهيئة لتقديم العلاج عن طريق الخلايا الجذعية؟
توجد اليوم مراكز متخصصة في أمريكا و بريطانيا وكندا ودول غرب أوروبا ودول شرق آسيا، ففي كوريا على سبيل المثال نجحت أول حالة علاج عن طريق الخلايا الجذعية لفتاة ظلت مقعدة لمدة ست سنوات بسبب تعرضها لحادث وتم علاجها عن طريق الخلايا الجذعية.

ماذا عن المستشفيات في المملكة العربية السعودية؟
حتى الآن لا توجد مراكز متخصصة للعلاج ولكن هناك محاولة من وزارة الصحة و مركز الأبحاث بالتعاون مع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومجمع الرياض الطبي وجامعة الملك عبد العزيز لإنشاء مركز للخلايا بصفة عامة... ولكن شركة (طب المستقبل) تتوفر لديها قائمة بأسماء وعناوين جميع المراكز المتخصصة في العلاج وتتكفل بعملية التنسيق مع أي مركز يود المريض أن يتلقى العلاج فيه.

 

 الخلايا الجذعية تدخل إلى جسم الإنسان فتعيد الحياة إلى الخلايا الميتة وتعالج الأمراض المستعصية

ما هي الأمراض التي يمكن علاجها بالخلايا الجذعية؟
بما أن الخلايا الجذعية تعتبر المصدر لخلايا الجهازين الدموي والمناعي لذا فهي الآن تستخدم في علاج أمراض الدم وأذكر منها على سبيل المثال (الأنيميا المنجلية وأنيميا البحر المتوسط والهيموفيليا وأورام الغدد الليمفاوية وأورام الدم)، وكذلك في أمراض الجهاز المناعي... كما تستخدم في علاج أمراض الأعصاب وشلل الدماغ والشلل الرعاش والزهايمر... وهناك أمراض لو توصل العلم إلى علاجها في المستقبل فسوف تكون بمثابة صرخة في عالم الطب مثل السكر وأمراض القلب والضغط وأمراض الدماغ... على سبيل المثال لو كان المريض يجري عملية قسطرة للقلب واتضح أن هناك جلطة في القلب أدت إلى موت في الخلايا، بوسع الطبيب أن يأتي بالخلايا الجذعية ويعطيها للمريض أثناء القسطرة بسهولة... وقد تم بالفعل علاج حالات كثيرة لخلايا ميتة تكونت خلايا بديلة عنها عن طريق زرع الخلايا الجذعية.

ولكن هل يعتبر العلاج بالخلايا الجذعية حل مضمون وجذري أم مؤقت؟
في الوقت الراهن لا نستطيع الإجابة على هذا السؤال، ولكن بإمكاننا أن نقول أن نتيجة زراعة النخاع الشوكي تختلف إلى حد كبير عن النتائج التي تحققت لأشخاص أجريت لهم عمليات زراعة الخلايا الجذعية حيث سجلت الأخيرة نجاح كبير وأصحابها يمارسون حياتهم بشكل طبيعي جداً دون أعراض جانبية... عندما تنجح عملية العلاج بالخلية الجذعية فهذا بمثابة رجوع المريض إلى الصفر، أي لن يكون هناك احتمال لعودة المرض من جديد بعد انتزاع كل الخلايا المريضة وزراعة خلايا جذعية جديدة بدلاً عنها تؤدي إلى تكوين أعضاء جديدة، لذلك تعتبر أفضل نوع من العلاج لأنها تعطي خلايا طبيعية ولها فعالية أكبر بكثير من العقاقير.

بصراحة هل تصنف ماتوصل إليه العلم في هذا المجال بالحقائق العلمية أم أن الوقت لايزال مبكراً للحكم عليها؟
بالتأكيد أصنفها بالحقائق العلمية فالعلاج بالخلايا الجذعية له النتائج الملموسة على أرض الواقع، وأتمنى أن نكتشف حقائق أكثر و أهم في المستقبل بإذن الله.

هل يتحقق حلم تحويل الخلايا الجذعية مستقبلاً إلى كبسولات لعلاج جميع الأمراض؟

في نهاية حوارنا بروفيسور حسان عبد الجبار ماهي نصيحتك لقراء مجلة "عربيات"؟
نصيحتي لقراء "عربيات" أن يحاولوا البحث عبر محركات الإنترنت عن ( Stem Cells ) حيث ستظهر لهم 24 مليون نتيجة بحث ومعلومات متوفرة على شبكة الإنترنت عن هذه الثورة الطبية في العلاج بالخلايا الجذعية فهذا الموضوع أصبح يشغل ملايين الناس حول العالم والأطروحات حوله تتشعب لتتناول الشق العلاجي و الأبحاث وبنوك حفظ للخلايا... وقد تجاوز العلم المراحل النظرية وانتقل إلى المراحل العملية... كما أود أن أوضح أنه في العصر الحديث هناك اكتشافات طبية كثيرة منها مايستمر ومنها ما يتلاشى تدريجياً ويفشل، أما العلاج بالخلايا الجذعية فهو يتطور بشكل سريع وتتحقق من وراءه استفادة كبيرة أتوقع أن تتضاعف في المستقبل، بل وأتمنى بعد 10 سنوات أن تباع الخلايا الجذعية في الصيدليات مثلها مثل العقاقير، فمن يعاني من تلف في الأعصاب على سبيل المثال يصبح بوسعه أن يحصل على كبسولة من الخلايا الجذعية الخاصة بالأعصاب وهكذا.

هل هذا ممكن حقاً؟
ما دمنا نملك فرصة للاستفادة منها فما الضرر؟... المهم أن يستوعب الأطباء قبل العامة أهمية هذه الخلايا ويحرصوا على متابعة التطورات العلمية في هذا المجال، مع التركيز على أهمية تزويد مستشفياتنا بالأدوات اللازمة وتدريب الكادر الطبي والتمريضي لمواكبة هذه التطورات العلاجية.