الحاجة إلى الطاقة عند المرأة الحامل تختلف باختلاف حجم الجنين

الدكتور خالد المدني: الغذاء المتوازن يوفر للحامل جميع احتياجاتها ما عدا الحديد

ياسمين دبوس
صور وفيديو

يلعب الغذاء دوراً أساسياً في صحة النساء الحوامل، ويؤثر تأثيراً مباشراً على صحة الأجنة وهي في أطوار نموها داخل الرحم، مما يساعد على ولادة سهلة لطفل يتمتع بصحة جيدة. من هنا يولي الأخصائيون أهمية كبيرة للتغذية وينصحون الأمهات بانتهاج نظام تغذية متوازن يوفر لهن جميع الإحتياجات الغذائية بشكل يومي.

ومن المعلوم أنّ هناك تغيرات فيزيولوجية عدة تطرأ على جسم المرأة الحامل، منها زيادة كمية الدم، مما يؤدي إلى مضاعفة الإحتياجات من الحديد، وانخفاض في إفراز الحامض المعدي، مما يقلل من امتصاص الحديد والكالسيوم، بالإضافة إلى زيادة في إفراز بعض الهرمونات، كما تؤدي أيضاً إلى نمو الجنين نفسه.

وتفرض هذه التغيرات الفيزيولوجية على المرأة الحامل اتباع نظام غذائي يرتكز على الهرم الغذائي من أجل ضمان صحتها وصحة الجنين.

ويقول الدكتور خالد المدني، إستشاري التغذية والمشرف العام على إدارة التغذية التابعة لوزارة الصحة السعودية في منطقة مكة المكرمة، أنّ الغذاء الصحي المتوازن يوفر للحامل جميع احتياجاتها من العناصر الغذاية ما عدا الحديد.

ويضيف الدكتور المدني قائلاً إنّ هذا النظام يعتمد على تنويع الغذاء اليومي لتحتوي الوجبات على الخضراوات والفاكهة والحليب ومنتجاته والبقوليات واللحوم والحبوب والنشويات والسكريات، مما يوفر للجسم الكمية المطلوبة من البروتين (60 غرام) والدهنيات (73.3 غرام) والكربوهيدرات (325 غرام)، بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن.

ويشير الدكتور المدني إلى أنّ معدل السعرات الحرارية المطلوب يومياً لدى المرأة الحامل يصل إلى 2200 سعرة حرارية. وتؤكد إحدى الدراسات التي نشرتها المجلة الأميركية للتغذية العيادية (American Journal of Clinical Nutrition) في عددها الصادر في أيار سنة 2000 أنّ الحاجة إلى الطاقة عند المرأة الحامل تختلف باختلاف حجم الجنين، فكلما كان حجم الجنين أكبر، كلما احتاجت المرأة الحامل لكمية أكبر من الطاقة.

وتُعتبر الكربوهيدرات، وهي العنصر الغذائي المتواجد في النشويات (البطاطا والمعجنات) والسكريات (المأكولات والمشروبات التي تحتوي على السكر)، هي المصدر الأساسي للطاقة عند الإنسان.

ويشير باحثون في المركز التعليمي حول صحة الحوامل والأجنة في الولايات المتحدة الأميركية (Pregnancy and Newborn Health Education Center) إلى أنه ليس على النساء الحوامل التخلي عن جميع المأكولات والمشروبات التي يحبونها، والتي تحتوي على كميات كبيرة من السكر أو الدهنيات، ولكن بشرط الإعتدال، والتأكد من أنّ الجنين يحصل على كل الفيتامينات والمعادن والسعرات الحرارية التي يحتاجها.

أما بالنسبة للحديد، فقد أشارت مقالة نشرتها المجلة الأميركية للتغذية العيادية (American Journal of Clinical Nutrition) في عددها الصادر في تموز سنة 2000 إلى إنّ احتياجات المرأة الحامل التي تزن حوالي 55 كلغ قبل الحمل للحديد هي 0.8 ملغ من الحديد يومياً في الأشهر الثلاثة الأولى، و4 إلى 5 ملغ من الحديد يومياً في الأشهر الثلاثة التالية وفوق ال6 ملغ من الحديد يومياً في الأشهر الثلاثة الأخيرة.

وتلعب السوائل دوراً أساسياً في المحافظة على توازن صحة الأم والجنين خلال فترة الحمل، فهي تنقل العناصر المغذية في الأكل من المرأة إلى الجنين كما تساهم في منع الإمساك والتهاب المثانة. والأهم من ذلك ، فإن الإكثار من شرب السوائل يمنع جفاف الجسم الذي قد يؤدي إلى حدوث تقلصات في الرحم وإلى حصول ولادة عاجلة أو خديجة.

أما بالنسبة للرياضة، فيقول الأخصائيون أنه لا ضير من ممارستها أثناء فترات الحمل الطبيعي، وذلك لأن الرياضة تساعد على تخفيف آلام الظهر ومنع الإمساك وتنشيط الدورة الدموية والشعور بالحيوية والنشاط، كما أنها تجعل عملية الولادة أسهل. ولكن يشترط أصحاب الإختصاص أن تكون التمارين الجسمانية سهلة وخفيفة مثل المشي والسباحة.

وأخيراً، ينصح الأطباء المرأة الحامل بالإقلاع عن التدخين وعن تناول المشروبات الروحية، وذلك لأنّ الجنين قد يتضرر بطريقة مباشرة من ذلك. كذلك يوصي الأخصائيون المرأة الحامل بعدم تناول أي نوع من أنواع الأدوية دون استشارة الطبيب.

** تعتمد الزيادة المحبذة للوزن خلال فترة الحمل على الحالة الغذائية للمرأة الحامل قبل فترة الحمل سواء كان جسمها معتدلاً أو نحيفاً أو بديناً 

 

الحالة الغذائية للحامل قبل الحمل

الزيادة الكلية المحبذة في الوزن  أثناء الحمل

نحيفة

من 12.5 إلى 18 كيلو

وزن معتدل

من 11.5 إلى 16 كيلو

زيادة في الوزن

من 7 إلى 11.5 كيلو

بدينة

7 أو أقل كيلو