59% من الأطفال في منطقة الشرق الأوسط يعانون من الحالة

كوكش يحذر من تزايد معدلات انتشار "النوموفوبيا" بين الأطفال

جدة - عربيات
صور وفيديو

يبدو أن مشكلة إدمان وسائل التكنولوجيا لدى الأطفال كالفيسبوك والواتس آب وغيرها أصبحت مؤرقة للكثير من الأهالي لما لها من تأثير كبير على صحة الطفل وسلوكه وبناء شخصيته وتفاعله في الأسرة والمجتمع،

وهذا ما أشارت إليه دراسة إحصائية أجرتها مجموعة "سوبيريور" للاستشارات، أشارت إلى أن 59 في المئة من الأطفال في منطقة الشرق الأوسط لديهم حالة النوموفوبيا التي نمت سريعاً في السنوات القليلة الماضية.

وفي هذا الصدد قال الدكتور معتز كوكش الخبير في تقنية المعلومات والباحث في مواقع التواصل الاجتماعي: "انتشر في الآونة الأخير ظهور نوع جديد من الرهاب يسمى نوموفوبيا (Nomophobia) وهو عبارة عن الشعور بالخوف من فقدان الهاتف المحمول أو السير بدونه".

وأضاف " الـ NomoFobia هي اختصار لـ No-Mobile-Phone Phobia وقد اكتشف هذا المصطلح لأول مرة في عام 2008 من قِبل المحققين البريطانيين, وهو يعني (الخوف من عدم وجود هاتف المحمول) ويشير إلى أشخاص عندما تنقطع التقنية عنهم بكل أنواعها يصابون بتشويش ذهني واضطراب واضح. هذا المصطلح لم يطلقه العلماء عبثا بل تم قبوله علميا وحتى في كل المجتمعات أصبح حالة واضحة (مثل مجتمع الكمبيوتر الكفي).

وحول دور الأهالي في حماية أطفالهم, قال الدكتور معتز كوكش: "إن الآباء والأمهات في حاجة إلى بذل المزيد من الجهد لمنع أطفالهم من تطويرها. حيث إن المؤشرات المشتركة التي تدل على النوموفوبيا هي إدمان الأطفال استخدام الإنترنت أو غيرها من أشكال التكنولوجيا مثل الكمبيوتر المحمول أو اللوحي، وغيره. ومن الشائع بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون النوموفوبيا أن يختبروا أعراض الانسحاب أي الحرمان من التكنولوجيا كما يجد بعض الناس صعوبة في الابتعاد عن أجهزتهم الإلكترونية".

وعن ردود أفعال الأطفال في هذه الحالة قال كوكش: "قد تجد الطفل المصاب بالنوموفوبيا يتعذب أحيانا ولا يمكن أن يطفئ الجهاز الخاص به، كما يكون الخوف من الاستهلاك العالي لبطارية الجهاز، وتفقد الهاتف دوما خوفا من تفويت رسالة نصية أو مكالمة أو إيميل لم يقرأه" .

وعن تهاون بعض الأمهات في التعاطي مع هذا النوع من الحالات قال كوكش: "هل تظنين أن هذا الأمر وهذه الحالة هي حالة مفتعلة ولا تعني شيئا؟ أنت مخطئة! حينما يبتعد الطفل المصاب عن تقنية الموبايل فإنه يحس كـأنه ضائع، وتغيب عنه حالة الأمن, في هذه الحالة فإن الطفل حينما يحس بأن أحدا ما يشغله عن هاتفه النقال أو التقنية التي يملكها فإنه يحاول أن يبتعد عن هذا الشخص، مما يؤدي إلى محدودية التواصل الاجتماعي في الحياة الحقيقة, وهذا يعني تقليل الخروج من البيت والتواصل مع الناس, والارتباط بالعالم الخارجي.

وعن حماية الأطفال من النوموفوبيا قال كوكش: "أوجه رسالة إلى ضرورة ترشيد استخدام التكنولوجيا في المدارس وتنظيمها وضرورة تشجيع الآباء والأمهات على الحد من الوقت الذي يمضيه أبناؤهم على الإنترنت أو على هواتفهم النقالة، وأود أن أذكر أن التكنولوجيا في حد ذاتها ليست أمراً سيئاً إذ يمكن أن تكون أداة مفيدة جداً للتعليم في المدارس لابد من تنظيمها. وأنصح الآباء والأمهات في المنزل أيضاً بمراقبة استخدام أطفالهم التكنولوجيا والتأكد من أنهم لن يتحوّلوا إلى مدمنين على هواتفهم المحمولة وأجهزة الكمبيوتر".

الجدير بالذكر أن هناك دراسة أشارت إلى أنه يمكن رصد النوموفوبيا من خلال مجموعة من التصرفات مثل أن يقوم الشخص بتفقد هاتفه المحمول أكثر من 30 مرة يومياً، أو أن يشعر بكل بساطة أنه يستحيل عليه الاستغناء عن هاتفه والعيش دونه.