صحيفة المدينة

لقاء ملحق الأربعاء

عربيات

فاطمة مشهور- جدة
قالت رانية سلامة رئيسة تحرير مجلة عربيات الالكترونية الذي دفعني لدخول المجال الاعلامي انه كان يستهويني فأنا شغوفة بالكتابة والتحليل والنقاش وخوض للنشر الالكتروني فقد استحوذ الانترنت على اهتمامي كمجال جديد وغير تقليدي يحتوي على مساحة واسعة للانطلاق نحو افاق اعلامية جديدة. واضافت ان المصاعب التي واجهتها حفزتني على الاستمرار في هذا المجال وكونت فريق عمل ضم كوادر صحفية شابة. وقال انها لا تضع نفسها في قائمة الاعلاميات او الصحفيات فهي تدير موقعا الكترونيا شاملا جزءا من اجزاءه النشر الالكتروني واضافت ان الصحفية لم تنل فرصتها الكامة لاثبات الذات في ظل افتقاد جامعاتنا السعودية للتخصص الاعلامي النسائي. ونفت ان تحول مجلة عربيات الى مطبوعة ورقية وتعتبر تحول اي عمل الكتروني الى ورقي تعتبره افلاس وخلل في التخطيط. فإلى الحوار مع رئيسة تحرير مجلة عربيات الالكترونية:

* كيف كانت بداية عملك في هذا المجال الاعلامي؟

 - تخرجت من القسم العلمي بمدارس دار الحنان وحصلت على بكالوريوس الادب الانجليزي من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة في عام 1997م.. ولم يكن لدي تصور محدد لطبيعة العمل الذي أود الانخراط فيه. فالاعلام يستهويني كمجال جديد وغير تقليدي يحتوي على مساحة واسعة للانطلاق نحو آفاق اعلامية جديدة بدأت دراستها بتأن ولم يكن امامي سوى خيار واحدة هو الاعتماد على البحث والجهد الذاتي للتعلم. وقد خدمتني اللغة الانجليزية في تلك المرحلة لأبدأ بدراسة مشاريع النشر الالكتروني الاجنبية ابتداء من مبادئ النشر الى الامور البرمجية والفنية التي وجدت متعة وفائدة كبيرة باستكشافها وتجربتها لفترة طويلة اعتبرتها بمثابة التدريب الى ان وصلت لمرحلة اتقانها والقدرة على تطويرها وتطويعها لتلبية متطلبات المشروع الذي اعتزم اطلاقه وفق رؤية جديدة تناسب المتصفح العربي دون ان تفتقد للحرفية والقيمة.

* ألم تثن المصاعب التي واجهتها من عزيمتك في مراحل الاعداد لهذا المشروع؟

- التحدي هو الذي يحركني دائما للاقدام على اي عمل. وربما لو لم اواجه مراهنة بفشل مثل هذا المشروع الالكتروني بمحتواه الجاد في ذلك الوقت وصعوبة الوصول لمصادر تعليمية. ربما لم اكن لأقدم على هذا العمل بنفس الاصرار.. فالمصاعب هي التي حفزتني على الاستمرار وخطوت بتأن يحفه الحرص على الالمام بـ(ألف باء) هذا المجال الى ان بدأت ملامح المشورع تتضح معالمها. عندها بدأت بتكوين فريق عمل ضم كوادر صحفية شابة واخرى من زميلات الدراسة اللاتي اشرفت كل منهن على احد الأبواب بحسب تخصصها الدراسي وانطلقت عربيات كشبكة شاملة تضم اول مجلة عربية بمحتوى خاص في عام 2000 وبادارة نسائية سعودية.

* المتابع لمشوارك واعمالك يلمس لديك خبرة كبيرة في المجال الاعلامي فهل لديك تطلعات لخوض تجربة في الصحافة المطبوعة؟

 - في الواقع انا لا اعرف نفسي كاعلامية أو صحفية فانا ادير موقعاً الكترونياً شاملاً جزءا من اجزاءه النشر الالكتروني ولم يسبق لي العمل في مطبوعات ولا اتطلع إلى ذلك فانا سعيدة بمجال عملي الذي عكفت عليه سنوات لاحترفه ولا يهمني تصنيف نفسي بقدر ما يهمني تقييم عملي.. لكن متى ما نال النشر الالكتروني ما يستحقه من اهتمام في العالم العربي واعتراف بكونه مجال اعلامي سأكون عندها سعيدة بتصنيف نفسي كاعلامية لان علاقتي ببقية وسائل الاعلام المتعارف عليها طفيفة لا تتجاوز كتابة المقالات الاسبوعية وبالرغم من انها تجربة اعتز بها واستفدت منها كثيراً الا انني لا اعتبر الصحافة المطبوعة مجال عملي ولا تحتل مساحة واسعة من طموحاتي لأنني وجدت نفسي في النشر الالكتروني وتفكيري ينصب على إدارة موقعي وتطويره.

* متى برأيك سيتحقق ذلك الاعتراف بالنشر الالكتروني كمجال اعلامي؟

- اعتراف الجمهور قد توفر، فاكثر من خمسة ملايين زائر و18 مليون متصفح شهرياً للموقع اعتبرها اعترافا كافيا من المتصفح العربي بهذا المجال واهميته.. كذلك يوجد اعتراف دولي بمجال عملي فقد سعدت هذا العام بادراج اسمي في احدث اصدارات موسوعة ٌَّفَُىََّّىنُْذ نُ دبط س'دبط ٌفَُىُّفَْمَُّة عن مجال النشر الالكتروني كمؤسسة لاول مجلة الكترونية بمحتوى خاص باللغة العربية على شبكة الانترنت وقد اتاح لي ذلك فرصا اكبر للتواصل مع المختصين في هذا المجال لتبادل الخبرات.. لكن اتطلع مع هذا إلى المزيد من الاهتمام على المستوى المحلي والعربي للاعتراف بالاصدارات الالكترونية وتقييمها وسن القوانين المناسبة لها كمجال اعلامي جديد لابد من استثماره بالشكل الصحيح تلافياً للفوضى وحتى يتمايز الغث عن السمين.

* طالبت في أحد مقالاتك باصدار صحيفة مطبوعة يومية محلية للشباب.. لماذا؟

- الحقيقة هذا مطلب هام لو اولاه الناشرون والمؤسسات الصحفية بعض الاهتمام واستقطعوا جزء من التركيز على اصدار الصحف والمجلات النسائية والرياضية لاصدار صحيفة تكون بمثابة منبر اعلامي للشباب سيتحقق استفادة كبيرة لشريحة تقدر بـ60% من مجتمعنا.. فالشاب اليوم لا يشعر بان له مساحة واسعة للتعبير والمشاركة في صحفنا المحلية التي تحصره في زوايا ترفيهية ورياضية واستطلاعية ضيقة لا تتناسب مع ما يتطلع اليه ويجده في المنتديات الالكترونية لذلك نجد اقبالا منقطع النظير من الشباب السعودي على المنتديات التي اؤيد وجودها واؤمن بفائدتها الا ان ثمة خطر يلوح في الافق خاصة وان اغلبها لا يشكل بيئة صحية للنقاش ويفتقد القائمين عليها للوعي والتوجيه لاخماد الفتن وتقنين الاندفاع لدى الشباب.. كما ان اعتياد الشاب على تسجيل رأيه بالتخفي وراء اسم مستعار سينعكس لا محالة على ثقته بنفسه وبفقده تحمل مسؤولية ذلك الرأي وحصد التقدير أو النقد البناء عليه من المجتمع فاتطلع إلى اصدار صحيفة يومية للشباب لا لتلغي المنتديات ولكن لتنافسها وتحفزها على الارتقاء بارساء مفهوم الحرية المسؤولة، ولتعكس اهتمام المسؤولين والمجتمع بالتواصل مع هذه الشريحة والاهتمام بفكرها وتطلعاتها للمستقبل الذي للشباب دور اساسي في بنائه.

* ماذا عن منتدى عربيات؟ كيف تتعاملين معه؟

- منتدى عربيات انطلق مع انطلاقة المجلة ويستقطب حوالى ثلث اجمالي معلات الزيارة الشهرية للموقع وقد اوليناه اهتماما بالغا في عمليات تطوير الادوات الادارية لنتمكن من احكام السيطرة على الطرح وتلافي المشاكل الشائعة دون ان يشعر المشترك بسلطتنا الادارية بشكل منفر أو مباشر.. وقد تشعب المنتدى من أربعة اقسام إلى اكثر من 20 قسما بتخصصات مختلفة نشأ بعضها وتأسس بناء على رغبة الاعضاء انفسهم فلدينا على سبيل المثال منتدى تداول الاسهم السعودية الذي كان الأول من نوعه على شبكة الانترنت يتمتع بحكم ذاتي من قبل مؤسسه ومشرفيه المختصين في هذا المجال ونجاحهم في ادارته دفعنا إلى اصدار ملحق اقتصادي في المجلة يساعد على تواصل المهتمين بهذا المجال مع الرموز الاقتصادية والمكاتب الاستشارية لتحقيق الفائدة المرجوة من الخدمات التفاعلية.. وعلى غرار ذلك نعمل قدر المستطاع في كافة الأقسام على تحقيق التوازن والتواصل بين المشتركين والمختصين للتأكيد بان اراء واجتهادات رواد المنتدى محل اهتمام اصحاب الرأي متلافين خطورة النظر للمنتديات كساحة للانعزال عن الواقع والابتعاد عن المسؤولين ورواد المنابر الاعلامية الاخرى.

* من الملاحظ اتجاه الصحف الالكترونية إلى التحول لنسخ ورقية، فهل نتوقع ذلك لمجلة عربيات؟

- لا انوي مطلقاً تحويل مجلة عربيات إلى مطبوعة ورقية واعتبر تحول اي عمل إلكتروني إلى ورقي أو العكس افلاس وخلل في التخطيط لان كلا المجالين يسيران جنباً إلى جنب بخطوط متوازية لا يطغى احدها على الاخر ولا يعتبر احدها امتداد طبيعي للاخر الا اذا انجرف عن مساره.