صحيفة الشرق الأوسط

انتشار المواقع النسائية الالكترونية على الانترنت ظاهرة صحية

عربيات

 

جدة: ناهد أنديجاني
«ممنوع دخول الرجال» و«فقط للسيدات» و«للنساء فقط» كلها عبارات قد اعتاد المواطن السعودي أن يقرأها في الشوارع ولكن الغريب أنها أصبحت تقرأ على مواقع الانترنت النسائية.
والمواقع الإلكترونية النسائية التي هي نسخة طبق الأصل من المجلات النسائية الورقية، تعرض مواضيع تخص المرأة وعالمها المليء بالألوان وصرعات الموضة وتضم أبوابا في فنون الطبخ والتجميل، والأزياء، والديكور، والعناية بالطفل، ونصائح واستشارات تخدمها في فهم العلاقة الزوجية وممارسة فنونها وبعضها تضم استشارات طبية خاصة فيما يتعلق بالمشاكل النسائية الصحية، ومكتبة تضم عددا من الكتب العامة وكتباً دينية والفتاوى التي تتحدث عن الحجاب وسماع الأغاني وقصص التائبات وعذاب القبر وفتنته.

وموقع واحة المرأة الذي انطلق بداية عام 2000م موقع تشرف عليه أكثر من 30 امرأة من السعودية ودول الخليج والعالم العربي وأيضاً من بعض الدول الأجنبية، وقد حصل الموقع على أفضل موقع نسائي عربي من برنامج كليك على قناة أبو ظبي والجائزة الدولية الذهبية من I.A.W.M.D وحوله تقول مشرفة الموقع التي لم تحب أن يذكر اسمها «إن الهدف من إنشاء موقع نسائي هو سد بعض احتياجات المرأة الثقافية وتنمية المواهب النسائية في مجالات الكتابة والحوار ويكون الموقع بوابة إلكترونية للمرأة لتلبية احتياجاتها».

وموقع واحة المرأة كغيره من المواقع النسائية التي تهتم بالمواضيع الأسرية وتربية الأطفال ومواضيع الصحة والجمال والتغذية وبعض المواضيع الثقافية والتعليمية، ومن المجلات الالكترونية النسائية «مجلة بنات دوت كوم» التي أنشأت عام 1420هـ، وهي عبارة عن مجلة تديرها ثلاث محررات سعوديات تهتم بكل ما تحتاجه الفتاة من مستلزمات تضيف إلى ثقافتها في الموضة الشيء الكثير.

لكن هل ثقافة المرأة العربية هي ثقافة استهلاكية؟ تجيب شريفة الغوينم مشرفة موقع بنات دوت كوم على ذلك بقولها «نعم فهذه هي ثقافتها بصفة عامة، ولكن علينا ألا نغفل اهتمامها بأمور دينها والتي تعتبرالثقافة الحقيقية» وترى غوينم بأن المجلات الالكترونية صارت منافسة جيدة للورقية وتتوقع أن تصبح المجلة الالكترونية هي الرائدة في مجال توصيل المعلومات والأخبار إلى جميع أفراد المجتمع.

ومن الملاحظ أن أكثر هذه المواقع لا تقدم مواضيع سياسية وثقافية ليتم مناقشتها من قبل النساء كي تثري ثقافة الأخريات وكما تقول واحة المرأة «لا نقوم حاليا بنشر أخبار سياسية لأن هناك الكثير من المواقع الإخبارية المتخصصة في ذلك ولا نستطيع الوصول إلى مستواها حاليا» وترى سبب إفلاس هذه المواقع للمواضيع الثقافية هو بعد المثقفات عن استخدام النت وعدم تبينهن لمواقع ثقافية.

وعلى النقيض من تلك المواقع الالكترونية نجد موقع «لها أون لاين» الذي يهتم بثقافة المرأة وتزويدها بأخبار محلية وعربية وعالمية تخصها وتهتم بها، ويكتب به كثير من الكتاب المعروفين عربياً، وهذا لا يمنع من وجود بعض الصفحات الخاصة بتدليل المرأة وتقديم النصائح لها من قبل ذوي الخبرة.

وترى رانيا سلامة رئيسة شبكة ومجلة عربيات الإلكترونية أن انتشار المواقع النسائية الالكترونية على الانترنت ظاهرة صحية بحد ذاتها، ومبررة لأغراض تسويقية وذلك لوجود قاعدة جماهيرية عريضة لها وتقول «الانترنت فتحت نافذة جديدة للمرأة العربية التي سجلت وجودها بالتفاعل والتصفح فمن الطبيعي ان تتجه المواقع إلى استهداف هذه الشريحة، مع تحفظي على آلية استهدافها واستقطابها فالملاحظ أن أغلب المواقع النسائية قد أخطأت التقدير بتسطيح اهتمامات المرأة وحصرها على التجميل والديكور والطبخ متجاهلة حقيقة أن المرأة التي تتصفح النت في الغالب هي امرأة على درجة عالية أو على الأقل متوسطة من الثقافة ولها اهتماماتها بقضايا المجتمع والسياسة والأدب والاقتصاد».

ومجلة عربيات الإلكترونية هي نسائية في إدارتها فقط، لأنها مجلة شاملة مخاطبة الرجل والمرأة في آن واحد وتعلق سلامة «لا يمكن فصل الفكر والثقافة بين الجنسين، هناك إقبال من المرأة على المواضيع السياسية والاقتصادية ينافس إقبال الرجل» وتؤكد سلامة من مسألة إخفاق هذه المواقع في تثقيف المرأة العربية وتقول «لا زلنا بحاجة لوعي أكبر حتى تتجه المنافسة فيما بين المواقع إلى قيمة المحتوى».

وتشاركها الرأي هداية درويش رئيسة تحرير جريدة هداية نت الإلكترونية وترى أن الإبداع واحد ليست له هوية، وتقول بخصوص الخطاب الديني المتشدد في بعض المواقع النسائية المتمثل في المنتديات ومكتبة الموقع «نريد أن نقدم للعالم خطابا إعلاميا وليس خطابا إسلاميا متشددا نريد أن نحسن صورتنا أمام العالم غير الإسلامي عربيا أو أجنبيا» و(واحة المرأة) ترى أنه من الصعب تحديد التيارات الفكرية في مواقع يكتب فيه النساء من جميع أنحاء العالم وتقول «بشكل عام تركز في كتابتها على القضايا الاجتماعية والأسرية والصحية» وإذا كانت هناك أقلام متطرفة نابعة من أصحاب الفكر المنحرف الضال فهي غير موجودة على حد قولها.

 
المصدر