الثورة الليبية في الصحافة الغربية

القذافي "يقذف" شعبه في معركة البقاء الأخيرة

عربيات خاص
صور وفيديو

أثارت المذابح التي تجري في ليبيا على يد النظام استهجان العالم، حيث اختار الرئيس الليبي معمر القذافي والذي حكم ليبيا 42 عاما أن يواجه احتجاجات شعبه بشن حرب استخدم فيها الأسلحة الثقيلة والقذائف، ومع حجب الاتصالات السلكية واللاسلكية عن ليبيا واجهت وسائل الإعلام العربية والعالمية صعوبة في تغطية الأحداث الجارية. في هذا التقرير ترصد "عربيات " أصداء الثورة الليبية في الصحف العالمية.


واشنطن بوست:العلاقة المتوترة بين ليبيا وأمريكا لا تسمح بالتدخل لوقف العنف


 ركزت الواشنطن بوست الأمريكية على إدانة وزيرة الخارجية الأمريكية "هيلاري كلينتون" لاستخدام العنف ضد المدنيين, وأكدت على أن أمريكا تسعى إلى التواصل مع الأصدقاء في مختلف أنحاء العالم للضغط على الحكومة الليبية لإيقاف هذا العنف. كما أوضحت الواشنطن بوست أن الولايات الأمريكية المتحدة تمكنت من استخدام علاقتها بمصر للضغط على الرئيس السابق محمد حسني مبارك لتلبية المطالب الشعبية، أما مع توتر العلاقة بين الإدارة الأمريكية والرئيس القذافي قبل الأحداث فليس من المتوقع أن يكون للضغوطات والمفاوضات ذات الأثر على الرئيس أو الجيش الليبي، كما أن النفوذ الاقتصادي الأمريكي على ليبيا يعد ضعيفاً  والمساعدات المالية لاتتجاوز مليون دولار للسنة المالية الماضية والتي اتجهت لدعم برنامج نزع السلاح في ليبيا.
الجدير بالذكر أنه لايوجد سفير أمريكي حالياً في ليبيا حيث تم استدعاء السفير "جين كرتس" إلى واشنطن للتشاور معه حول المعلومات التي سربتها "ويكيليكس" على لسان السفير الذي وصفه بأنه "غريب الأطوار".
هذا وقد استعرضت الواشنطن بوست العلاقة بين الولايات الأمريكية وليبيا والتي تحسنت في العام 2008م، بعد أن كانت ليبيا دولة منبوذة للعقود الثلاث الماضية ولكن مع تخليها عن البرنامج النووي والأسلحة الكيميائية ومكافحة الإرهاب في عام 2003م سعت الحكومة الأمريكية لإزالتها من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
هذا وقد أكد الدبلوماسي الأمريكي "ديفيد ماك" أن الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" لم يجري أي محادثات مع الرئيس الليبي "معمر القذافي" حول الأحداث الجارية.


الاتحاد الأوروبي بين الاستنكار والمخاوف من التهديدات الليبية


وفي السياق نفسه أشارت فرانس 24 تردد الاتحاد الأوروبي من اتخاذ موقع حيال العنف الذي يمارس على المحتجين في ليبيا، حيث أصدر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بياناً أدانوا فيه القمع المتواصل ضد المحتجين في ليبيا واستنكروا العنف الذي أدى إلى قتل المدنيين، مطالبين بالوقف الفوري لاستخدام القوة، ودعوة ليبيا إلى احترام حرية التعبير والحق في التجمع السلمي. وتابع البيان: (أن الاتحاد الأوروبي يدعو أيضا السلطات إلى السماح لوسائل الإعلام بالعمل بحرية في جميع أنحاء البلاد).
هذا وقد استقبلت السلطات الليبية البيان بضغوطات معاكسة حيث هددت الاتحاد الأوروبي بإيقاف تعاونها في مكافحة الهجرة السرية إذا استمر في تشجيع التظاهرات الاحتجاجية التي تعم البلاد، حيث يراهن الأوروبيون على تعاون ليبيا لمكافحة الهجرة غير المشروعة إلى سواحل الاتحاد الأوروبي عبر المتوسط ولمراقبة حدودها، وتعتبر ليبيا نقطة عبور مفضلة للمهاجرين السريين الوافدين من أفريقيا، نظراً لأن سواحلها تمتد مع ست دول أفريقية بطول ألفين كلم وحدودها بامتداد أربعة آلاف كلم .
الأمر الذي دفع بعض دول الاتحاد الأوروبي للتحفظ في إبداء التصريحات فبدا وزير الخارجية الايطالي "فرانكو فراتيني" حذراً في تصريحاته حول ليبيا مساء الأحد وقال: (إيطاليا هي أقرب جيران تونس وليبيا ونشعر بالقلق من تأثيرات الأحداث الجارية على الهجرة في جنوب المتوسط)


لوس أنجلوس تايمز: إيطاليا اتخذت موقف " لا للإزعاج"


من جانبها استغربت صحيفة لوس انجلوس تايمز العلاقة بين ليبيا وايطاليا كمستعمر سابق، وإتاحة المجال من الرئيس الليبي لشركات إيطالية عملاقة بإمتلاك مشاريع ضخمة في ليبيا تعمل في مجال الغاز والبترول بقيمة تصل 25 بليون دولار ، كما يمتلك البنك المركزي الليبي 4% من حصة أكبر في إيطاليا، مشيرة إلى تعهد القذافي لروما بوقف اللاجئين الغير شرعيين الذين يستخدمون ليبيا كنقطة انطلاق للوصول إلى أوروبا وينتهي بمعظمهم الحال بالوصول إلى ايطاليا.
ووجهت بعض الانتقادات لرئيس الوزراء الايطالي "سيلفيو برلسكوني" لعدم إتخاذ موقف جاد، ودعته -هذه الانتقادات-  إلى الضغط على ليبيا لإيقاف ما يحدث على الأراضي الليبية من عنف خاصة بعد تأكيد رئيس الوزراء الايطالي بعدم رغبته في (إزعاج) القذافي خلال الأزمة ونتج عن هذه الانتقادات دعوة برلسكوني أخيرا المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي لبذل الجهود الهادفة إلى الحيلولة دون وقوع حرب أهلية في ليبيا معتبراً أن ذلك سيؤدي إلى عواقب يصعب التنبؤ بها.
كما أدانت لوس انجلوس تايمز العلاقة المتنامية بين بريطانيا وليبيا على مدى السنوات القليلة الماضية والتي كانت مثيرة للجدل، حيث أن المملكة المتحدة مدت ليبيا بالسلاح، والغاز المسيل للدموع والرصاص كما أنها تدفع ملايين الدولارات للتنمية في ليبيا مقابل الحصول على البترول والذي حصلت على حق التنقيب عنه في الأراضي الليبية شركة بريطانية بعقد تصل قيمته 800 مليون دولار.
وقال "هشام بن غلبون" -مقيم بريطاني، وعضو في الاتحاد الدستوري الليبي الذي يصنف كجماعة معارضة"،  بأنه يتوجب على الحكومة البريطانية تقديم الاعتذار للشعب الليبي لمساعدتهم للرئيس الليبي والذي وصفه بالديكتاتور.
وفي السياق نفسه اعتبر وزير الخارجية التشيكي "كاريل شوارزنبرغ" أن سقوط القذافي سيؤدي إلى "كوارث".
ورفضت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي "كاثرين آشتون" تهديد السلطات الليبية قائلة: (نتابع التهديدات الليبية، لكن في نهاية المطاف سيقوم الاتحاد الأوروبي بما هو منصف).
وقال وزير خارجية لوكسمبورغ "جان اسيلبورن" أن التهديدات التي يطلقها الرئيس الليبي - والذي وصفه بأنه "ديكتاتور يطلق النار على شعبه"-  ليست مخيفة، مشيداً بشجاعة الليبيين في مواجهة النظام المعزول، معتبراً أنه قد يحاكم دولياً أمام المحكمة الجنائية الدولية.
بينما قال وزير الشؤون الأوروبية الألماني "فيرنر هوير" إنه تحرك مزلزل، وفرصة كبرى للديمقراطية والتسامح، وأضاف: "حان وقت بروز الاتحاد الأوروبي على هذا الصعيد".
فيما أشارت صحيفة الجارديان البريطانية إلى اقتراب نهاية حكم القذافي الذي اعتبرته "قائداً مكروهاً".