بين التفاؤل وعدمه انقسمت الآراء، ونجاح المصالحة مرهون بالشعب

"فتح" و"حماس" يطويان صفحة الانقسام

عبد الكريم حسين - فلسطين
صور وفيديو

بعد أربعة أعوام من الانقسام، وقعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) اتفاق المصالحة الفلسطينية برعاية مصرية وسط احتفالات في شوارع الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك بحضور عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، ومبعوث عن الأمين العام للأمم المتحدة وجميع الفصائل الفلسطينية.
وبعد الانتهاء من مراسم التوقيع، تم عقد اجتماع مغلق بين الرئيس محمود عباس و رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، حيث تم التأكيد على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة بالتوافق.
عربيات استطلعت عدد من الآراء حول المصالحة الوطنية والتي تمت بين شقي الخلاف الفلسطيني حيث قال الشاب ماجد دغلس - 21 عاماً : " المصالحة الوطنية – هذا وإن نجحت- لن تساعد الشعب الفلسطيني على مقومات الصمود؛ لأن البرامج السياسية والخطط التنموية، لا تزال قاصرة على فهم احتياجات الشعب الفلسطيني".
ويعتقد دغلس بأن الفكرة ليست بنجاح المصالحة وفشلها، بل في البرنامج السياسي والخطة الاقتصادية والاجتماعية الذي ستتبناه حركتي "حماس" أو "فتح" وسيكون دون المستوى، ويكفي إن ننظر للأسماء المرشحة لرئاسة الوزراء، فالدور الكبير يكون من نصيب رأس المال على السياسة في فلسطين".

ويرى علاء كنعان -25 عاماً-  بأن المصالحة الفلسطينية لا يمكن أن تتجزأ، فمسألة الانقسام  تقف في حالة صراع على السلطة والنفوذ بين حركتي "حماس" و"فتح"، فهي ليست مصالحة بقدر ما تكون تقسيم بين الفصائل الفلسطينية، ويضيف: "من الممكن إن تنجح المصالحة الفلسطينية في حال كان الشعب الفلسطيني غير متأثر من تداعيات عدم المصالحة؛ كالاعتقال ورواتب الفلسطينيين، كما أن هناك تخوف في الوضع السياسي من سياسة إسرائيل في التعامل مع المصالحة الوطنية".

ويقول: "بكل تأكيد، الوجه المشرق في القيادة المصرية، يدل على مدى الحرية والتأثير على القرار الفلسطيني في توقيع المصالحة، كما يدل على أن القيادة المصرية السابقة كانت تتعرض للضغوطات من أمريكا وإسرائيل لعدم إنجاح المصالحة".

ويعتقد الشاب حازم محمد جعايصة-  27 عاما-  بأن المصالحة جاءت كنتيجة طبيعية لما يحدث من تغير في القيادات السياسية في العالم العربي، ونتيجة للثورات الشعبية العربية والتي عبّرت عن دور الشباب والشعب في التغيير والوصول إلي حياة أفضل"، ويضيف: "كما أن هذه المصالحة لم تأتي من أجل تلبية مطامع حزبية كسابقاتها، وإيجاد مكانة لهذه الأحزاب في لعب دور في الساحة السياسية من أجل تحقيق أهداف ومكاسب خاصة بعيدة عن تطلعات الشعب وحاجاته، وأن أي محاولة من الأحزاب للتهرب من استحقاقات هذه المصالحة سيضعها في مأزق كبير أمام الفلسطينيين".
ويرى جعايصة بأن ثورة الشباب المصرية كانت المشجع والعامل المساعد في إتمام اتفاق المصالحة الفلسطيني خاصة وأن توحيد الفلسطينيين كانت إحدى مطالب الشباب في مصر.

ويقول الشاب هشام محمد- 34عاما- : "سيكتب للمصالحة الفلسطينية النجاح، وستختلف عن باقي المعاهدات التي وقعت من قبل وتم نقضها، و يأتي ذلك لعدة أسباب أهمها أنها جاءت نتيجة نداء وحاجة مفقودة لجميع ألوان الطيف الفلسطيني، واستمرار الاستيطان والتعنت الإسرائيلي في التهرب من الاستحقاقات الدولية، وعدم التقدم في عملية السلام، كل ذلك توجب وجود صف واحد ومجتمع من أجل مواجهة هذه المخاطر".

 

وبدورها تقول رندة أبو رمضان-  25 عاما- : "المصالحة حتى الآن حبر على ورق، وبعض صيحات من الفرح أطلقها الشعب في شوارع البلد، لا أريد إن أتسرع بالحكم عليها، لننتظر بعض الوقت"، وتضيف: "المخاوف تكمن في تحرك إسرائيلي، قد يعرقل الجهود الفلسطينية، كإعلان حرب مثلا أو تضييق اقتصادي قد لا يحتمله القطاع، فالمصالحة الفلسطينية وليدة ثورة مصر، ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك".

  

 

 

نجاح المصالحة معقود على الشعب

 

ومن جانبه يقول الكاتب والمحلل السياسي الدكتور إبراهيم أبراش، لـ عربيات: "توقيع المصالحة  بداية لمشوار وتحدي للفلسطينيين، حتى يحولوا نصوص الاتفاق إلى واقع على الأرض، وهذا الأمر يحتاج إلى درجة كبيرة من الحذر في التعامل مع كل خطوة من خطوات المصالحة؛ لأن المصالحة التي تم التوقيع عليها تشمل عناصر متعددة منها: فتح معبر رفح، قضية شرايط، إعادة إعمار غزة، والتهدئة، وتشكيل الحكومة، ثم الانتخابات، وإعادة بناء منظمة التحرير على أسس صحيحة".

أما عن موضوع الضمانات لعدم نشوب خلاف بين الحركتين، فيقول أبراش: "في أي اتفاق للمصالحة يأتي بعد خلاف وانقسام يكون هناك في الحقيقة تخوفات من التطبيق، لكن الضمان الأساسي للمصالحة هو الشعب نفسه، لذا على الشعب الفلسطيني احتضان المصالحة، وعليه منع أي طرف من إعاقتها، فالإرادة الفلسطينية هي التي ستضمن نجاح المصالحة، ولا أنكر أنه مع  كل خطوة من خطوات المصالحة سيكون هناك مخاوف وحذر، وهذا الأمر يحتاج إلى احتضان من الدول العربية ودعم دولي للمصالحة".

وحول مكان توقيع المصالحة، يقول أبراش : " اختيار مصر كان وراءه الجغرافيا السياسية وأقصد بها: طبيعة العلاقات الإستراتيجية بين مصر وفلسطين، وصورة مصر كأكبر دولة عربية، ولها كلمة مسموعة أمام الفلسطينيين أو العرب، كما أنها محايدة لفلسطين، و ما يجري في فلسطين وبالتحديد في القطاع يهدد أمنها القومي، لذا كان لا بد أن تكون المصالحة على أرضها، خاصة وأنها المكون الأساسي للقضية الفلسطينية".