القناة الثانية الإسرائيلية: ما قام به الشاب المصري عمل إجرامي يعاقب عليه القانون

الصحف الغربية تبرز خبر إسقاط العلم الإسرائيلي، وتستشف رغبة المصريين في قطع العلاقات

السباعي عبد الرؤوف
صور وفيديو

 عاش المصريون الأيام الأخيرة في غضب شديد جراء الاعتداء الإسرائيلي على عدد من الجنود المصريين الذين كانوا متواجدين بين الحدود المصرية - الإسرائيلية، الأمر الذي كان وراء تجمع المئات من الشباب حول العمارة التي توجد بها السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، حيث نددوا بما فعلته إسرائيل، مطالبين بغلق السفارة وإخراج السفير الإسرائيلي  من مصر.

الشاب محمد الشحات، ربما لم يكن أكثر الموجودين أمام السفارة غضباً، لكنه قرر أن يتصرف تصرفاً مختلفاً، وأن يعبر عن اعتراضه عما حدث للجنود المصريين بصورة واضحة، فقام بالتسلل إلى أعلى العمارة وانتزع العلم الإسرائيلي ورفع مكانه العلم المصري.

قوبل تصرف الشاب الشحات مشاعر فرح عمت القاهرة وم أمس، بينما كان الغضب واضحاً  على ردود فعل الإسرائيلين، فقالت مجلة (إسرائيل اليوم) على موقعها الإلكتروني: "ما حدث عمل من أعمال الغوغاء، ودليل جديد على أن المصريين لا يرغبون في الالتزام بمعاهدة السلام التي حافظ عليها نظام الرئيس السابق حسني مبارك".

من جانبها أشارت صحيفة (كرونيكال هيرالد) الكندية الى أن المصريين في مظاهراتهم تلك عبروا عن غضب كامن منذ ثلاثة عقود، وأن الثورة المصرية ساعدت المواطنين هناك على التعبير عن مشاعر الكراهية المكبوتة تجاه إسرائيل بشكل واضح، وأضافت: "إن إسقاط العلم الإسرائيلي ووضع العلم المصري مكانه تعبير صريح عن رغبة المصريين في طرد الإسرائيلين من بلادهم، مما يهدد بشكل واضح معاهدة كامب دافيد".

أما صحيفة (نيوز24) - التي تصدر من جنوب أفريقيا- فقد وصفت الشاب المصري الذي قام بإسقاط العلم الإسرائيلي ووضع العلم المصري بدلاً منه بأنه "سبايدر مان"، وتحدثت عن الحفاوة والسعادة التي استقبل بها المتظاهرون حول السفارة المصرية ما قام به الشاب، وأشارت إلى أن المصريين حول السفارة وفي المواقع الاجتماعية ينظرون إليه على أنه بطل قام بعمل تمنوا جميعاً القيام به.

 

ولقد أعدت صحيفة (تشارلوت أوبزرفر) في إطارعرضها لما حدث من مظاهرات حول السفارة وإسقاط العلم الإسرائيلي نشر نتائج الاستطلاع الذي سبق أن قامت به الإدارة الأمريكية والذي كشف أن 54% من المصريين يرغبون في إلغاء معاهدة السلام، وأبرزت الصحيفة قول "طارق الخولي" المتحدث باسم جماعة 6 ابريل بأن المصريين لن يقبلوا الانتهاكات الإسرائيلية التي كانت تحدث في عهد النظام السابق.

لم يكتفي المصريون بالهتافات العالية التي عبروا بها عن فرحتهم بل قاموا وفقاً لـ (نيوز.كوم) - الأسترالي- بإطلاق الألعاب النارية، ورفع الشاب المصري الأسمر الذي قام بهذا العمل البطولي على الأعناق، وأشار الموقع إلى أن المصريين خافوا أن يتم معاقبة الشاب على ما قام به فأخذوه بعيداً عن رجال الأمن، والتفوا حوله لحمايته من محاولات القبض عليه.

ونقل الموقع الاسترالي ما جاء في حديث الشاب المصري الذي أسقط العلم الإسرائيلي في حواره مع الجزيرة مباشر والذي قال فيه أن ما قام به هو رد فعل بسيط على ما حدث من انتهاكات للحدود المصرية، وأعرب عن توقعاته بوجود حراسة إسرائيلية فوق سطح السفارة وأنه خشي من احتمالات قتله برصاص الإسرائيلين ولكن الرغبة في اسقاط ذلك العلم الكريه كانت أكبر من مخاوفه.

ووصفت صحيفة (ريا نوفوستي) - الروسية - الاستقبال الذي استقبل به المتظاهرون محمد الشحات بأنه يشبه استقبال الأبطال الفاتحين، وأشارت الصحيفة إلى أن المتظاهرين قاموا بحرق العلم الإسرائيلي تعبيراً عن غضبهم لما حدث من قتل للجنود المصريين بواسطة هليكوبتر إسرائيلية.

من جانبها أبرزت (وكالة سي بي سي نيوز) الإخبارية تصريحات "عاموس جلعاد" - رئيس الهيئة الأمنية والسياسية بوزارة الدفاع الإسرائيلية - لراديو إسرائيل: "مقتل الجنود المصريين تم عن طريق الخطأ، و لم تكن هناك نية متعمدة لإيذائهم، وأن الحكومة الإسرائيلية تعد بالتحقيق في هذا الأمر".


أما (القناة الثانية الإسرائيلية) فقد وصفت المصريين الذين أسقطوا العلم المصري بالهمجيين، وأكدوا أن ما قام به الشاب المصري هو عمل إجرامي يعاقب عليه القانون، واستنكر التلفزيون الإسرائيلي هتافات المصريين المطالبة بطرد السفير وإلغاء معاهدة السلام.