مؤكدة على أنها أنصفت المهمشين في مؤلفاتها

الروائية الألمانية نورة غونثر: حب التاريخ ألهمني سر الكتابة

رشيد فيلالي - الجزائر
صور وفيديو

تعد الكاتبة نورة غونثر (Nora Günther ) روائية وناشرة ألمانية معروفة، فهي خبيرة مختصة في الرواية التاريخية، من القرن السابع إلى القرن الثامن عشر، ولها عدة كتب منشورة في هذا المجال، إضافة إلى كتب أخرى تدخل ضمن نطاق رواية التشويق أو الرواية البوليسية، والكاتبة أيضا تعمل أستاذة محاضرة لها ورشات تعليمية حول فن الكتابة الإبداعية موجهة لأعمار مختلفة، وتتميز نصوص نورة غونتر عموما بتشريح دقيق لأغوار النفس البشرية عبر العصور من خلال صراعها مع لواعجها ومفارقاتها وتداخل مصائرها فضلاً عن جوانب أخرى مظلمة تظل مجهولة وبحاجة إلى سبر أعمق.
في هذا الحوار مع الكاتبة الذي خصت به عربيات نحاول التقرب إلى عوالمها ونظرتها الخاصة إلى فن الكتابة ورأيها فيما يحدث في عالمنا العربي من تحولات جذرية راهنة وغيرها من الأسئلة التي نجتهد في أن نعرف من خلالها ذواتنا عبر مرآة الآخر..

السيدة "نورة غونثر" أنتِ باحثة محاضرة في التاريخ وكاتبة روائية، برأيك هل في مقدرونا أن نعرف أسباب اهتمامك الكبير بالتاريخ دون غيره من مداخل المعرفة ؟
الحقيقة أنني منذ أن اكتسبت حب المطالعة وأنا أكرس قراءاتي حول قصص التاريخ ووقائعه، وزوجي بالمناسبة مؤرخ وهو يمدني بالعديد من هذه القصص المثيرة التي أثثت بها فضاءات رواياتي التاريخية ، فضلاً عن هذا فأنا لازلت أتلذذ بالغوص في عوالم التاريخ بغرض تلمس الأشياء كما هي في صميمها و حقيقتها وأصالتها ومن ثم أشرع في توصيف الحوادث بكل تفاصيلها الممكنة والمهمة.

هلا حدثتينا عن كتبك التي صدرت لك حتى الآن، عن دوافع تأليفها، والصدى الذي حققته لدى القارئ المتلقي على إثر صدورها؟
باختصار أقول أنه صدر لي حتى الآن ثلاثة كتب هي على التولي رواية في 364 صفحة بعنوان "إدانة عاصفة"، وهي تسرد وقائع وحشية ومؤثرة جداً زمن حرب الثلاثين عاماً، بحيث تشبه فيلم رعب مخيف يسلط الضوء على فترة تاريخية تعود تحديداً إلى النصف الثاني من القرن السابع عشر(1637)بمنطقة ساكسونية بألمانيا، وفيه اجتاحت البلدة حوادث مرعبة من الجرائم و الحروب والسلب والنهب واللعنات وسفك الدماء مما دمر مدينة بأكملها ومسح جيل كامل من الوجود.
الكتاب الثاني يقع في ثلاثمائة صفحة بعنوان" دون سابق إنذار" وهو عبارة عن رواية بوليسية حول دراما عائلية تدور أحداثها في عام 1990 وتتغذى على تناقضات وتفاصيل من مشاعر الشك والقلق القاتل الممض وأسرار الزوجية، حيث تتشابك العواطف البشرية الحساسة التي تبلغ حبكتها حد اللغز الذي يستعصى على الحل.
أما بالنسبة للكتاب الثالث فهو رواية تاريخية أيضا ألفتها بالاشتراك مع زوجي المؤرخ "غيرد غونتر" وتحمل عنوان " اجتياح لا يصدق : أريبو فرسان هاريغفيسته" في 356 صفحة من الحجم الكبير، وهذه الرواية التاريخية تسرد حوادث أبطالها، فالشخصيات عاشت في القرون الوسطى كذلك ومنها الماركيز هنري الثالث و فرسان شجعان، ورهبان ماكرين، وتجار وقصور ودير عبادة وغيرها من نسيج معقد لمصائر شخصيات وأقدار بشرية متصارعة.

التاريخ يكتبه الأقوياء ونصفت الضعفاء بإنتاجي


السيدة غونثر التاريخ كما تعلمين كتبه الأقوياء وأصحاب السلطة أي أنه خطاب رسمي، ألا ترين بأن المحرومين والمهمشين والمطحونين من البشر لهم الحق أيضا في الحديث عنهم ؟
كلامك صحيح، ولكن في كتبي تطرقت لهؤلاء وهؤلاء على كف سواء، حيث ستجد في نصوصي المنشورة حديثا عن الصغار والضعفاء والطبقات الهشة بكل أفراحها وتعاستها وأحلامها وعذاباتها، كتبت كذلك عن الفتيات والتجار، وعن الجنود و عن شخصيات فقدت المناصب وغيرها من الشخصيات الاجتماعية ومن دون تمييز.


كونك مهتمة بالتاريخ القديم والحديث، كيف تقرئين الثورات العربية الراهنة؟
أعتبرها خيراً وشيئاً إيجابياً، ولكنني لا أملك المعلومات والمعطيات الكافية حول هذه الأحداث الجارية في الوقت الراهن.


 ما لذي تطالعه السيدة غونثر هذه الأيام ؟
أنا بصدد قراءة ثلاثية للكاتبة"بيترا همسفار" وتحمل عنوان "خطة تكاد تكون مثالية"

كل الكتب التي قرأتها أثرت على كتاباتي 


 ما هو أهم كتاب في نظرك، بحيث ترك تأثيره البالغ على مسارك الأدبي؟
لا يوجد كتاب " أهم " لكن بالنسبة لي بدأت القراءة بالروائي الفرنسي هونوري دو بلزاك، كارل توخارت، ألكسندر دوما وفيكتور هيغو ومنذ ذلك الحين تسنى لي قراءة عدد هائل من الكتب وبالفعل كل هذه النصوص أثرت في كتاباتي بشكل أو بآخر.


لماذا اخترتِ الكتابة ؟
لأنني ببساطة أسعد وأنتشي حين أتخيل شخصيات مثيرة للاهتمام، وأسرد وقائع تترك انطباعها في النفس بشكل له سحريته وجاذبيته ومذاقه الخاص.


من هو الكاتب العربي الذي تفضلين القراءة له؟
لم أقرأ حتى الآن الشيء الكثير ضمن هذا المجال عدا جوانب من حياة بعض النساء العربيات.