استغلت شركات الدعاية والإعلان الإسرائيلية أحداث الحرب لطرح حملات دعائية

خبراء الدعاية والإعلان في اسرائيل يطرحون حملات دعائية تحمل صور الرئيس العراقي صدام حسين

صحيفة يديعوت أحرونوت

مع تصاعد الحرب في العراق، يتزايد على شاشات التلفزة عرض الإعلانات والوصلات ذات الصلة بالأوضاع الراهنة. فقد شاهدنا، في الأيام الأخيرة، الرئيس العراقي، صدام حسين، "يعرض" منتوجات إسرائيلية بشكل فكاهي على المشاهدين.

ولأن الفكاهة تساعد على مواجهة المخاوف وإزالة القلق، فإن خبراء الدعاية والإعلان يستخدمونها لطمأنتنا. ويوضح ألون زايفيرت، مدير قسم الإبداع في مكتب الدعاية "كيشر بارئيل" قائلاً: "إننا نعتقد أن ذلك سيساهم في تسويق المنتوج، لأننا نزيل القلق الكبير إزاء الأوضاع، ونسمح لأنفسنا بالضحك على شيء، ثمة إجماع ضده". ويشار إلى أن شركة "كيشر بارئيل" أضافت، مؤخرًا، صورة صدام حسين إلى الدعاية التي أنتجتها، لترويج الهواتف الخلوية من صنف "ESC".

وتعرض شبكة "ESC" لعبة جديدة للزبائن، تحث من يدخل إليها على قتل الرئيس العراقي، صدام حسين. ويقول أحد نصوصها: "إذا كان صدام حسين يجبرك على ملازمة البيت، فاضربه على رأسه".

ويدعي زايفيرت أن الحملة تحظى بردود فعل إيجابية، إذ يقول: "في السابق كان رابين ينتظر عبد الناصر، وكان ذلك مسموحًا ومشروعاً. أما اليوم، فالحديث هو عن صدام". وبحسب رأي زايفيرت، فإن استخدام صورة شخصية ينظر إليها بعين السلب يرفع من قيمة المنتوج. ويضيف: "هذا لن يزيد من مبيعات المنتوج، لكن الناس سيتعاملون بإيجابية مع المنتوج، نتيجة استخدام صورة صدام".

كما "تجندت" شركة "بلوكباستر" مستخدمة هذه النغمة الإعلامية، حيث قامت بحملة إعلانات تحتوي على شريط صور متحركة لصدام، وهو يتحدث بالعربية. وقد قررت الشركة، بسبب الأوضاع، الخروج في حملة تعلن فيها عن تمديد فترة استئجار الأفلام. ويقول بوعاز لاهَـف، من مكتب "فوغل ليفين"، الذي أنتج الشريط الدعائي للشركة: "حاولنا، من خلال هذه الحملة، نقل رسالة تقول بأن "بلوكباستر" تزيل صدام عن الشاشة. فبدل أن تقبع أمام الشاشة وتشاهد الأخبار، ثمة بديل يتمثل في مشاهدة الأفلام".

وأعادت شبكة النظارات "إيروكا" عرض حملتها الدعائية "الخطر العراقي" مجددًا، لكونها مناسبة لهذه الأيام. ويقول إيلون زرمون، أحد أصحاب شركة الإعلانات "زرمون غولدمان": "إن قرار "إيروكا" عرض الشريط الدعائي في هذه الأيام يعتبر خطوة شجاعة من جانبها، لأن الشركة اختارت مواجهة المخاوف من الحرب القريبة عن طريق الفكاهة ونشر حملة دعائية، في الوقت الذي تقوم فيه شركات أخرى في السوق بوقف أو إلغاء حملاتها الدعائية".

"سنتجاوز ذلك أيضًا"

وإذا لم يتمكن صدام من طمأنتكم، فربما تفعل ذلك شركة "ريشـِت" أو شركة "شطراوس". فـ"ريشـِت" تعلمنا في الوصلة التي تسبق الانتقال إلى الإعلانات بأننا "سنتجاوز ذلك أيضًا، معاً". وتعرض "شطراوس" شريطاً يضم مشاهد مختلفة من دعايات للشركة، ترافقها في الخلفية أغنية "ياحَد" ("معاً")، التي تؤديها فرقة "غايا"، إضافة إلى عناوين مثيرة، وذلك بهدف خلق شعور بالتفاؤل، وإثارة تداعيات إيجابية".

ويقولون في "شطراوس"، إن الشركة ملتزمة، في فترة الحرب أيضاً، بنقل رسالة الوحدة والتفاؤل. وجاء من الشركة: "لقد أعد هذا الشريط سلفـًا لعرضه في حالة الطوارئ، آخذين في الاعتبار أن سيل النشرات الإخبارية في حالة الطوارئ من شأنه أن يخلق شعوراً بالتوتر والقلق بين الجمهور. ولذلك، قررت الشركة إنتاج هذا الفيلم، في محاولة منها لبث مشاعر التفاؤل".