عفواً.. لا أستطيع النوم

مي ابراهيم كتبي

 

عفواً.. لا أستطيع النوم..

فالنوم.. منذور للأحلام..

و أحلامي ذابت كشمعة في الماء...

كنت رفيقة العشب في الحدائق..

كنت ألملم إخضرار الأشجار لألوّن به قلبي..

و كنت أنشد مع حوريات المروج ، أنشودة الليل الغافي على نجمة الكون

..........

كانت لي مزهرية ..

مرمرية بلون الشفق..

أملأها ليموناً و نرجساً و رماناً..

أحتضنها في كل المواسم...

أطوف بها في ليل الزنابق و الأرز..

و يمر الليل يصل إلى آخر ذاكرته

يترك ظله و يرحل

و أبقى وحيدة ..

لأرى في مرآتي المشروخة

و جهي و قناعي..

قناع ..للبشر و نفاقهم..

ووجه أراه أنا..ضال ،حزين..

صوته بلا صدى ..كإبرة في الرمل..

تتسع في عيناه مساحة الدمع..

...........

أحاول الهرب من وجهي..

لكن رقعة الهرب أضيق من ثقب باب..

حتى نورسي الفضي مستلقي في غرفة الإنعاش

بعدما إصطدم بحائط ظنه المدى..

و لا أتقن الموت لأبعث من جديد..

فكل شئ يترك ظله و يرحل

و أبقى مع ذاكرة مثقوبة

تصارع و تكابر..

...........

عفوا..لا أستطيع النوم

فنور أيقونتي..يخفت أمامي..

و مزهريتي تنكسر.. و لا تفوح رائحة الليمون و النرجس و الرمان..

فكل شئ يترك ظله و يرحل..

ما أحوجني للمنفى..

ليتقرح جرحي لآخر الوجع..

و لينزف قلبي الحافي فوق قارورة عطري المهشمة..

فربما أموت في المنفى و أبعث من جديد..

ربما تعود المزهرية ..

و يعود الليمون و النرجس و الرمان..

ربما أعود للحدائق

وتعدن الحوريات

ربما أنام  و أحلم ..ربما .. ربما..