لوبي التسويق والإعلان

في سوقنا مافيا

رانية سليمان سلامة

أشارت (عكاظ) في عددها الصادر بتاريخ 4/أغسطس/2004 إلى تغريب المنتج الإعلاني نظراً لاحتكار الوكالات الأجنبية للسوق الإعلاني المحلي وهي مشكلة في غاية الأهمية خاصة وأنها تتجاوز تغريب المنتجات إلى احتكار أغلب الوظائف القيادية فيها لتقتصر على خبرات وافدة من دول شقيقة, و قد لايكون في هذا الأمر مشكلة إذا كانت هذه القيادات موجودة للاستفادة من خبراتها لفترات محددة أو لتدريب الكوادر السعودية وتأهيلها لتحل مكانها لكن الواقع مع الأسف أنها أصبحت تشكل ''مافيا'' أو ليكن المصطلح أخف وطأة يمكننا اعتباره ''لوبي'' يوجد على الأقل قيادي واحد من أعضائه في كل شركة ومن أهم شعارات هذا اللوبي ''الأقربون أولى بالمعروف'' ومن أهم أدواته الإيحاء لأصحاب العمل بأنهم يملكون العصا السحرية التي لايمتلكها الشاب السعودي لانجاح العمل دعائياً وتسويقياً وإبداعياً نظراً لخبرتهم الدولية في هذا المجال, والواقع أن كلمة السر لتحريك هذه العصا هي اللوبي المنتشر كخيوط العنكبوت في شركات الدعاية والإعلان وأذرعته الخفية في المؤسسات التجارية التي وإن خدمت سوق الإعلان بشكل مؤقت فإنها ستضره حتماً على المدى البعيد وسيبقى الفشل مصاحباً لمن لايعرف الأبواب الخلفية في هذا السوق ولمن لايستسلم لقوانينه التي فرضها هذا اللوبي على المعلن والمعلن لديه والعامل فيه.

وقد يكون هذا القطاع هو أكثر القطاعات حاجة للوضع تحت المجهر من قبل وزارة العمل والنظر في مسألة سعودته لا لأسباب عنصرية بغيضة ولكن لإصلاح آليات عمله وتطويعها بما يخدم طبيعة السوق السعودي وتوظيف كوادره المؤهلة والمحرومة من نيل فرصتها في هذا القطاع بسبب سيطرة الخبرات الوافدة عليه ... كما على صاحب العمل أن يدعم هذه السعودة ويتنازل بعض الشيء عن قناعاته فيمنح الثقة والصلاحيات لأبناء الوطن المتخصصين في هذا المجال.

فإلى جانب وجود الكوادر والخبرات السعودية المؤهلة في التسويق والإعلان والإدارة لن أغفل أصحاب الرؤى الإبداعية والمواهب التي تم صقلها بالدراسة وبرزت فيها كذلك مبدعات سعوديات في مجال التصميم الإعلاني.

فمن أجمل المعارض التي تشرفت بحضورها قبل مايقارب العامين معرض لطالبات قسم التصميم بكلية ''دار الحكمة'' حيث كان مشروع كل طالبة فيه إعادة تصميم شعارات وأغلفة ودعايات بعض المنتجات الوطنية وإبرازها في ثوب جديد يتميز بالحرفية والمستوى العالي والملفت للمستهلك السعودي, ودوما أتساءل منذ حضور ذلك المعرض متى ستجد تلك الأنامل والرؤى المبدعة فرصتها في سوق العمل الذي لايزال الشاب السعودي يعاني فيه من التهميش ?? ... الأمر أصعب بالتأكيد مما يحصر رؤاهم كمبدعين في تصميم الجرافيكس ومواقع الإنترنت وربما انشاء مؤسسات صغيرة تواجه صعوبات في بحر الحيتان الكبيرة وأسراره الغامضة إلى أن تحتضر .


* رئيسة تحرير مجلة (عربيات) الإلكترونية
[email protected]
المصدر: صحيفة عكاظ