مقاضاة شركات الاستضافة على حقوق النشر والتحريض

في مواجهة الإساءات.. هل سيربح المليار ؟

رانية سليمان سلامة

بالأمس رسوم كاريكاتورية تسخر من سيد العالمين حامل رسالتنا عليه أفضل الصلوات والتسليم، واليوم فبركة لفيلم ركيك يدين القرآن الكريم الذي يعبر عن هويتنا، وفي الغد القريب ينتظرنا فيلم عن أمهات المؤمنين، ولا أدري ما سيحمله لنا بعد الغد من إهانات؟.


عندما تتكرر الإساءة لديننا بشكل غير مسبوق فعلينا أن نراجع مواقفنا التي يبدو أنها حولت المحاولات الفردية التافهة إلى (صيحة) في عالم الاستفزاز و(موضة) في الحرب على الإسلام.


وعلينا أن ندرك بعد انتهاء الدرس الأول أن المرضى والمغمورين في الغرب أصبح تحقيقهم للشهرة مرهوناً بالإساءة للدين الإسلامي، فقد أثبتت التجربة أن هذه الأمة إذا غضبت تكون ردة فعلها حملة ترويجية للمنتج المسيء على جانبين، الأول ترويج إسلامي/إسلامي يضمن به المنتج تحقيق مليار مشاهد، والثاني لفت أنظار غير المسلمين إليه. وكالمعتاد تثور ثائرة الأمة الإسلامية ولا ينتج عنها سوى تحول المجرم إلى نجم في سماء الدفاع عن الحريات المزعومة.


من أضعف الإيمان أن تكون أمة المليار قد حفظت وملت كذلك من سيناريو المواجهة الثاني وهو باختصار(إساءة/مقاطعة/اعتذار/توقف عن المقاطعة/عودة إلى الإساءة) ليبدأ المسلسل الشيق من جديد.


وعلينا أن نعترف بأننا قد عجزنا عن تشكيل "لوبي" قوي في الخارج يدافع عن مصالحنا ويمارس الضغوط لإحقاق حقوقنا واكتفينا باحتلال "لوبيات" هي عبارة عن بهو في الفنادق التي (نسيح) فيها صيفاً وشتاءً وبينما عطلات متفرقات، كما أخفقنا عندما أسهبنا في سرد بطولاتنا والتغني بإنجازات أسلافنا بينما أثبتت تجربة بني صهيون أن أفضل وسيلة لكسب الشعوب هي الحصول على تعاطفهم، وأن ذلك التعاطف (الهولوكوستي) كان كفيلاً بأن تغزو العالم حملات الدفاع عن السامية المختلقة بينما يهان أسمى الأديان. كما يمنعنا ديننا من رد الإساءة بالمثل لأننا وحدنا نحترم جميع الرسل.


لا أهوى البكاء على اللبن المسكوب ولكني أؤمن أن السذاجة هي أن تواجه خصمك في كل مرة بنفس الآلية فتفشل ثم تتساءل لماذا لا يتحقق هدفك؟... لذلك بمجرد مشاهدتي للفيلم الأخير الذي يتعرض للقرآن الكريم أدركت أن أمامنا أبوابا إن لم نفتحها فلايجب أن نتذمر بعد اليوم.


أما أول المفاتيح فقد أهداه لنا -مع الأسف- رسام الكاريكاتير الدنمركي، الذي اتجه إلى مقاضاة صاحب فيلم "فتنة" بسبب استخدام رسومه دون إذن منه، وهو بذلك يذكر المليار بأن كافة مشاهد الفيلم مأخوذة عن قنواته الفضائية على أمل أن يتحرك أصحابها وكل من تم استخدام أقوالهم وخطبهم بعد إخراجها من سياقها إلى التوجه بحق ملكيتهم الفكرية إلى ساحات القضاء حيث لم يستأذن المذكور قبل استخدامها في فيلم فنون القص واللصق والتلفيق. أما المفتاح الثاني فتهديه لنا قوانين الاستضافة الدولية التي تفرض على أي شركة استضافة حذف الموقع الإلكتروني من خوادمها "سيرفراتها" إذا تحققت من شكاوى تفيد بوجود محتوى مخالف، ومن بين المخالفات المتفق عليها في الفضاء الإلكتروني عدم نشر محتوى لايملك صاحب الموقع حقوق ملكيته الفكرية أو إذن استخدامه، كما يمنع نشر أي محتوى يدعو للكراهية أو العنف أو الإرهاب، وقد استخدمت تلك القوانين ضد العديد من المواقع الإسلامية التي قامت شركات الاستضافة بحذفها بينما في المقابل لم نستخدم حقنا الذي قد يغني حتى عن تكبد أصحاب الحق لتكاليف باهظة في ساحات القضاء، فالمطلوب اليوم هو رسالة لشركات الاستضافة من القنوات الفضائية العربية والأشخاص المتضررين تطلب حذف محتوى محمي بحقوق الملكية، وأخرى من المليار بطلب حذف محتوى يدعو إلى الكراهية والتحريض.


عرجت سريعاً على مواقع الاستضافة التي انتشر فيلم فتنة من خلال سيرفراتها وتأكدت من وجود قوانين المحتوى ضمن اتفاقية استضافتها وأهمها:
CO-LOCATION.COM الولايات الأمريكية المتحدة/كاليفورنيا، "http://LEASEWEB.COM" LEASEWEB.COM هولندا/أمستردام، "http://IPN.DE" IPN.DE ألمانيا/برلين. تلك الشركات وغيرها بوسعها قانونياً أن تحرق المجهود البائس الذي بذله صاحب الفيلم، ليربح أكثر من مليار مسلم إحدى الجولات.


تنويه:
تعليقاً على مقال "أي كلام يا عبدالسلام" والذي تطرقت فيه إلى فكرة دعم السياحة بتعدد الزوجات استناداً إلى مانشرته بعض الصحف في تغطيتها لملتقى السياحة والاستثمار الخليجي تلقيت رسالة من الأخ حسن آل عمير تفيد بأنه قد أورد الفكرة من باب الدعابة ولم يكن جاداً وبدوري أعتذر له بالنيابة عن نفسي وبالأصالة عن غيري من الكتاب وأقول "بعض المزحات ثقيلة" فلا تلمنا.

رئيسة تحرير مجلة عربيات الإلكترونية
[email protected]
المصدر: صحيفة عكاظ