نجاح المرأة السودانية كقاضية شهادة نجاح للمرأة العربية

المستشار رشيدة أحمد الخضري: المرأة السودانية تعيش أزهى عصورها

عربيات : القاهرة - ممدوح الصغير
صور وفيديو

منذ طفولتها حلمت " رشيدة أحمد الخضري " بأن تعمل في محراب العدالة ... لم تتردد في أن تدخل كلية الحقوق جامعة القاهرة  فرع الخرطوم .... عشقها للقانون جعلها من المتفوقين الأمر الذي وفر لها وظيفة مستشار في وزارة العدل السودانية ... وعملت وكيلة للنيابة ... تفوقها في عملها رشحها للعمل في رئاسة الجمهورية السودانية مستشار في استشارية السلام وهي هيئة تابعة لرئاسة الجمهورية مهمتها متابعة قضايا السلام الخاصة بأمن الوطن.

 

حاورنا المستشارة رشيدة في القاهرة أثناء حضورها دورة نظمتها كلية الحقوق جامعة عين شمس عن الأبعاد القانونية والاقتصادية لقانون الملكية الفكرية..

تقول المستشارة لعربيات : (( المرأة في السودان عملت في القضاء منذ 50 عاما وحققت  نجاح كبير في مهنة القضاء ... فقد وصلت بعض القاضيات الى مناصب رفيعة في سلك القضاء مثل السيدة الفاضلة " مولانا فريدة  ، و المرأة السودانية بصفة عامة خدمت  المجتمع في  عملها الأمر الذي جعلها تصل الى منصب الوزيرة والسفيرة بل وصلت الى رتبة لواء في الجيش السوداني مثل اللواء " نور الشام " التي وصلت الى رتبة أعلى عسكرية في الجيش السوداني ولم تصل اليها امرأة من قبل .... ))

 

وعن عمل المرأة القاضية في السودان قالت : ((تجربة العمل القانوني للمرأة في السودان أثبت نجاحهه خاصة أن المرأة بعد تعيينها في وزارة العدل نجحت في ادارات كثيرة .... واسندت  لها الوزارة العمل في النيابات والمحاكم ، و ربما تكون السودان من الدول القليلة التي شغلت فيها المرأة منصب  النيابة .... فتنظر في القضايا وتفصل فيها خاصة قضايا محكمة الأسرة التي تعادل المحاكم الشرعية الخاصة بشئون الأسرة فالقاضية في محكمة الأسرة هي التي تحل كل نزاعات الأزواج في حالة فشل حلها بمعرفة الأسرة ونظرا لأن الأسرة  السودانية مرتبطة بالحب فإنه عند حدوث مشكلة بين الزوجين يتدخل الأهل لفض النزاع من أجل احتواء المشكلة وحلها قبل أن تنتقل إلى محكمة الأسرة )) .

 

وتؤكد المستشارة رشيدة أن البعض يؤكد أن الحكم الاسلامي يتجاهل طموح المرأة ... ولكن ما يحدث في السودان ينفي ذلك تماما ... فتقول : (( لدينا في السودان 25 جامعة معظم الدارسين فيها من الفتيات .... فالمرأة السودانية تعيش في أزهى عصورها .... وإذا كان الغرب يؤكد أن الحكم الاسلامي سوف يجهض طموحات المرأة فإنني أؤكد أن الاسلام لم يتجاهل عمل المرأة بل صان كرامتها ومنحها حقوقها وشرفها واذا كان الغرب يهاجم المرأة العربية بأنها غير حرة أو متحررة فإنني أعتقد أن المرأة العربية تعيش في حرية ولكن حرية في إطار عادات ومواريث حضارية  نحن بنات الشرق نعيش وهناك دستور يحكمنا أن هناك عيب .... وهو عكس ما تشعر به المرأة الغربية التي لا يتوافر في قاموس سلوكها معنى أو تعريف لكلمة عيب )) .

 

و عن ارتباط المرأة السودانية بزيها قالت: (( المرأة السودانية حريصة على ارتداء الزي الوطني  المعبر عن حضارة الشعب السوداني ففي هذا الزي وقار للمرأة وستر للمفاتن ... ولم تتأثر المرأة السودانية بالتقدم في فنون الأزياء العالمية كثيراً  لأنها ترغب في الحفاظ على تراثها )) .

 

و عن مساحة الابداع داخل شخصية المرأة السودانية تحدثت  المستشارة رشيدة (( المرأة السودانية تتميز شخصيتها  بمساحات كبيرة من الابداع .... وربما يعود ذلك للطبيعة المحيطة بها .... فالطبيعة الساحرة ترفع من الذوق وتنمي قدرات العقل .... ونلاحظ أن المرأة في جنوب السودان لديها حس فني يتجلى  في المشغولات التي تعتمد على الحرفة  وابداع العقل ... كما يوجد في السودان العديد من الفنانات التشكيليات اللاتي يقمن معرض الزهور السنوي للابداع الفن .ي.. وتشارك معظم المبدعات في السودان في العمل العام من أجل خدمة قضايا المجتمع )) .

 

عن تاثر المرأة السودانية بالثقافات الوافدة قالت : (( العالم أصبح قرية صغيرة بمفهوم العولمة .... و قضايا التحرر التي تنادي بها النساء في الغرب غزت كل العالم و الفتاة السودانية صارت تعي ما يدور من حولها من أحداث ... لكن  تماسك الأسرة السودانية هزم الثقافة الوافدة ... الأسرة السودانية يربطها رباط المحبة والمودة.. فالأم صديقة لابنتها .... و الصراحة هي دستور الأسرة ... لذلك  كل مشاكل الأسرة من ممكن على سبيل المثال أن تناقش أثناء وليمة الطعام في جو أسري صحي وتفاهم كبير )) .

 

وفي سؤالنا لها عن  الرجل في السودان وهل يفضل الزواج بأكثر من واحدة ... قالت : (( في جنوب  وغرب السودان نجد أن الرجل كثير الزواج ولكن لظروف اقتصادية ... في غرب السودان قبائل الزوج تريد أن يكون عزوة وأبناء يساعدونه في العمل في الأرض ... أما في الجنوب نجد أن الرجل يعيش في دور شهريار أو سي السيد .... والمرأة تعمل وتفلح في الأرض ... والرجل يبقى  في البيت غالباً ويكون متزوج أكثر من زوجة واحدة  ومعروف أن الجنوب بها مسلمين ومسيحيين وثنيين ... أما في وسط السودان والشمال ربما تقل نسبة زواج الرجل بأكثر من امرأة وإن حدث فإن المجتمع السوداني لا يرى ذلك عيبا لأن الدين الاسلامي لم يمنع ذلك بل أجازه بشرط العدل )) .

 

و عن أوجه التشابه بين المرأة السودانية والعربية قالت : (( ليس هناك فرق جوهري كلنا مسلمين وعرب نعيش في اطار عادات تحكمنا من قرون ماضية ... لسنا مختلفين عن المرأة السعودية .... بل نكاد أن نتشابه مع نساء الجزيرة العربية في تقديس دور الأسرة وحب العلوم الدينية )) .