موصية بالإهتمام بالفن في المراحل الدراسية

جائزة الشارقة للنقد التشكيلي بحصاد خليجي لأول مرة

صور وفيديو
[title]

سلطان المنصوري – الشارقة: أعلنت أمانة جائزة الشارقة للنقد التشكيلي نتائجها الأسبوع الماضي والتي كان موضوع بحث دورتها الرابعة: "المفاهيمية في التشكيل العربي"، حيث حصد الباحث المغربي إبراهيم الحجري الجائزة الأولى عن بحثه: "المفهومية في التشكيل العربي - تجارب ورؤى"، وحصد الباحث المغربي محمد الزبيري الجائزة الثانية عن بحثه: "المفاهيمية في التشكيل العربي -  مخاوف وآمال"، وأعلن رئيس دائرة الثقافة والفنون الدكتور عبدالله العويس عن فوز الباحث السعودي سامي جريدي المنصوري بالجائزة الثالثة عن بحثه: "المفاهيمية في الفن التشكيلي السعودي" وهو أول باحث خليجي يحصل على هذه الجائزة منذ تأسيسها قبل أربع سنوات.

وعقدت أمانة الجائزة مؤتمراً صحافياً تحدث فيه أعضاء لجنة التحكيم عن الأبحاث الفائزة وعن موضوع هذه الدورة والقادمة وعدد الأبحاث التي وصلت، وقال الدكتور عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والفنون بالشارقة: "باتت جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي من الجوائز العربية الأكثر حضوراً في السنوات القليلة الماضية لما لها من سبق وريادة في مجال تخصصها البحثي على المستوى العربي، فهي تعمق الصلة بين الاشتغالات العلمية والتنظيرية عبر سلسلة من البحوث العلمية الموثقة والخاضعة لتحكيم قادر على انتخاب المتميز ونشره على النطاق العربي، ليحقق جملة من الأهداف الرامية لتعزيز مكانة البحث والكتابة النقدية في مجالات الفنون البصرية."، ثم افتتحت الندوة الصباحية الأولى والتي شارك فيها كلاً من الفائزين بالجائزة الأولى والثانية، والدكتور عبدالكريم السيد وأدارتها عضو لجنة التحكيم الدكتورة ريم وجدي.

وتطرقت أوراق الندوة إلى قراءات سريعة من البحوث الفائزة ثم نقاش حول وجود المفاهيمية وكينونته في العالم العربي التشكيلي. وأكد إبراهيم الحجري على أن المتلقي في الفن المفاهيمي متورط في قراءة العمل دون طلب المساعدة من الفنان صاحب العمل مشدداً على أهمية أن يركز الفنان التشكيلي على الاطلاع على التجارب العالمية والاهتمام بالنظريات الفنية المتجددة دوماً.

وسيطرت في الندوة الصباحية الثانية قضية ضعف المتلقي على محور الجائزة "الفن المفاهيمي" حيث خرجت المداخلات عن الموضوع وفتحت جدلاً بيزنطياً واسعاً تطرق إلى الحكومات وأنها من تبني الفن أو تقتله. وأدار الدكتور السوداني حسين جمعان - عضو لجنة التحكيم- هذه الندوة التي شارك بها الفنان والناقد التشكيلي سامي جريدي - الفائز بالجائزة الثالثة- والدكتور فيصل سلطان من لبنان. وقدم فيها الدكتور فيصل سلطان ورقة عن الفن المفاهيمي في ألمانيا حيث بداية انطلاقته والاعتراف رسمياً به في بينالي ألماني، وقال سلطان: "أنا لا أؤمن بالسياسة، لكنني أؤمن بالثقافة" و "الثقافة تعمّر، والسياسة تخرّب" وأوضح سلطان أن الفن المفاهيمي هو عالم من الفوضى وهو فن الفكرة بامتياز وأنه فن دون قوانين وتعليمات بل هو التحرر من القيود. والفن المفاهيمي هو انحياز للفكرة ودمج للفن بالحياة.

 من جهته شدد مدير الندوة الدكتور حسين جمعان على أنه يجب عدم احتساب أي عمل على أنه عمل مفاهيمي وقال: "هناك خطورة من الشخص الذي يحمل أكياس الطحين ويقول أنها مفاهيمية" واستنكر جمعان مهاجمة الفنانين المفاهيميين للوحة والكانفاس واعتبرها حساسية جديدة. وأوضح جمعان أن اللوحة محايدة والمفارقة في تأويلنا ورؤيتنا لها، ولم يخفِ جمعان استياءه من انعدام الثقافة اللونية لدى المجتمعات العربية بقوله: "الأمة العربية أمة إيقاعية، وليست لونية".

وركزت المداخلات في الندوات على المطالبة بالاهتمام بالفن خلال المراحل الدراسية ومنذ الطفولة. وضرورة التفرقة بين الفنانين المفاهيميين والدخلاء والمدعين.

أما الباحث سامي جريدي فأشار في ورقته ضمن الندوة إلى حداثة الفن المفاهيمي في السعودية بل وحداثة الفن التشكيلي أيضا في السعودية، واستعرض الجريدي تجربة عدد من الفنانين السعوديين في الفن المفاهيمي منهم: بكر شيخون، وعبدالناصر الغارم. وركز الجريدي على أن الفن المفاهيمي السعودي اتصف بالتمرد والثورة على مستوى الأفكار والخامات وتنوع الأساليب، وذكر أن ما حققه الفنان السعودي من نجاحات وإنجازات خلال الفترة البسيطة الماضية شكّل نقلة مهمة لفهم المسيرة التشكيلية السعودية في رسم الخطاب البصري الحديث. 

يذكر أن أمانة الجائزة نوهت أيضاً ببحث للدكتورة المصرية هبة عزت الهواري بعنوان: "المفاهيمية في التشكيل المصري بين الحراك الاجتماعي وإرهاصات الثورة"، وأشادت بمجموعة من الأبحاث وهي بحث: "المفاهيمية في العالم العربي - السؤال الصعب والإجابة الأصعب" للباحث الدكتور المصري خالد البغدادي، وبحث: "المفاهيمية في التشكيل العربي" للباحث المصري يسري القويضي، وبحث: "تطور المفاهيمية في التشكيل العربي" للباحث السوري خير الدين عبدالرحمن. بينما أقامت أمانة الجائزة مساء الخميس حفلاً تكريمياً للفائزين أفرز نقاشات متعددة حول الفن والنقد وبعض التجارب المختلفة.