قطعت إجازتي من أجل عربيات وجمهور الإنترنت

الفنان عاصي الحلاني: أول أغنية لي كان مقابلها (علقة) ساخنة

عربيات- مي كتبي
صور وفيديو

عاصي الحلاني المطرب اللبناني الذي إشتهر بالأغاني الفلكلورية اللبنانية و الأغاني البدوية، و استطاع أن يحتل مكانة مميزة وصل إليها بموهبته الأصيلة و الحس الفني الذي يتمتع به... ولعل أكثر مالفت نظري في هذا الفنان هو إحترامه الشديد للآخريين فعندما تكررت اتصالاتنا به لإجراء لقاء وفي كل مرة نجده مسافراً... تمكنت أخيراً من الإتصال به ووجدته على الطرف الآخر يجيب بنفسه على الهاتف فنقلت له رغبتنا باستضافته في(عربيات)، وقلت له (لقد تعبت حتى أتمكن من الحديث معك في بيروت لطلب هذا اللقاء)... فسكت قليلاً كأنه يفكر بأمر ما ثم حدد الموعد... وفاجأني يوم اللقاء بأنه كان في الجبل يقضي إجازته مع عائلته لكنه قطع الإجازة خصيصاً لأجل تلبية دعوة (عربيات) وجمهوره على الإنترنت... وبصراحة شديدة تحدث (عاصي الحلاني) وباح (لعربيات) بما لم يبح به من قبل.

متى بدأت الغناء و ماذا تذكر عن أول يوم بدأت فيه بالغناء؟
لا أذكر تحديداً أول يوم بدأت فيه الغناء لأنني أغني منذ أن كنت طفلاً صغيراً في المدرسة،لكن في عام 1985م قررت أن أغني أغنية خاصة بي و كان عمري آنذاك خمسة عشرة عاماً...و حينها كنت أتعلم العزف على العود في معهد الموسيقى و في احدى المرات داهمني أستاذي و أنا أعزف و أغني و قال لي : ( لديك صوت جميل) فجاوبته( هذا ما يقوله لي الجميع)...فقال( لماذا لا تفكر إذن بأن تغني فعلياً) فقلت له في حينها: ( من سيقوم بتلحين الأغنية و من أين سأحصل على الكلمات) قال : ( أنا ألحنها لك و سأحصل لك على الكلمات)...و لا أخفيك أن موضوع عمل أغنية خاصة بي كان بثابة المعجزة بالنسبة لي ، و بالفعل قام أستاذي بتلحين الأغنية و أتى بالكلمات من أحد الشعراء... لكن عندما عدت إلى منزلي و قلت لأهلي تعرضت للتوبيخ و أخذت (عَلقة)ساخنة!!!

 

لماذا ؟
لأنهم لم يرغبوا أن أنشغل عن الدراسة بأمر آخر...و على فكرة كنت أذهب إلى معهد الموسيقى دون علمهم!!! و أخذت (عَلقة )أكبر عندما علموا كلفتها،فالأغنية في ذلك الوقت كانت تكلفتها ستة آلاف ليرة لبنانية و أبي كان موظفاً في الدولة و معاشه في الشهر ألف ليرة فقط...و بصراحة شعرت بقهر شديد و وجدت نفسي أشاهد أفلام"عبد الحليم حافظ" خاصة تلك التي تروي حكاية شاب فقير و موهوب يعاني و يتعذب ليصل إلى مبتغاه ...خاصة فيلم " معبودة الجماهير" كنت أشاهده مراراً و تكراراً فهذا الفيلم يروي حكاية شاب كان لا شئ و استطاع أن يتفوق على "معبودة الجماهير" بموهبته...و دأبت على مشاهدة هذه الأفلام و في كل مرة كنت أتأثر أكثر...

 

ماذا فعلت بعد ذلك؟
أذكر أنني بعت سلسالاً من الذهب كنت أملكه و بدأت أجمع المال من هنا و هناك حتى استطعت أن أصل الى المبلغ المطلوب ، و سجّلت أول أغنية و كانت بعنوان "سلمت عليك" لكن بعد كل هذا العناء الأغنية فشلت ولم تنجح نهائياً!!! فخبرتي كانت ضعيفة حتى صوتي لم يكن ناضجاً بالقدر الكافي و لم يكن لدي خيار آخر كنت فقط أريد أن أغني...( و يسترسل قائلاً )و في عام 1986م غنيت مرة أخرى و لم تنجح أيضاً ..فالحرب كانت طاغية و الدعم الإعلامي مفقود ...لكن في عام 1988م دخلت في مسابقة(إستديو الفن)و نجحت في فئة الغناء الفلكلوري...و في عام 1989م سجّلت أول ألبوم غنائي لي و بدأ المشوار و منذ ذلك العام الى الآن و أنا أصدر في كل عام ألبوم غنائي...

 

 

لكن إسمك لم يظهر على الساحة الفنية إلا في عام 1993م و بعد أغنية (( و أنا مارق مريت)) تحديداً....
(و أنا مارق مريت) كانت الإنطلاقة الحقيقة لي لأنها تتسم بالحداثة و بنفس الوقت طابعها فلكلوري و انتشرت على مستوى العالم العربي كله...و أحبها الناس،لذا أعتبرها نقطة البداية الفعلية...

 

وما هو شعورك و تقييمك لهذا المشوار الذي قطعته  لتصل إلى النجومية و الشهرة؟
أنا سعيد جداً... فلقد كنت أظن أنه لن يأتي اليوم الذي سأصبح فيه نجماً مشهوراً و ما وصلت إليه اليوم لم يخطر على بالي أبداً و كان بالنسبة لي ضرباً من ضروب الحلم والمستحيل ، لأنني بصراحة كنت أدرك أن الفن يحتاج الى الكثير من المال و العلاقات والإمكانيات و أنا لا أنتمي الى عائلة ثرية بل الى عائلة إمكانياتها المادية محدودة جداً لذا كان الرهان دائماً على موهبتي.

 

هويتي لم تتغير لكني أحب التنويع

 

الحياة علّمتني أن (أتقي شر من أحسنت إليه)

 

دمعتي قريبة جداً!!

 

كنت من أوائل المطربين الذين انشأوا موقع على الإنترنت

 

هل تشعر أنك وصلت الآن الى مرحلة الإكتفاء؟
لا ليس بعد ، فأنا بطبعي طماع و لا أزال أشعر أنني أريد القيام بالعديد من الأعمال و لا يزال لدي العديد من الأحلام التي أريد أن أحققها و أشعر لو انني اكتفيت بهذا القدر ستخبو جذوة العطاء في نفسي...

 

و ما هو الحلم الذي تريد أن تحققه الآن؟
الحلم أتركه حلماً الى أن يتحقق ليحتفظ بنكهته الحالمة.

 

ألا ينتابك شعور بالخوف من المستقبل؟
طبعاً فأنا في حالة قلق مستديمة و عملي و نجاحي يضعاني في هذه الحالة...و أخاف من الغد كثيراً،فالمنافسة شديدة الآن و الأسماء الناجحة كثيرة...

 

و كيف يمكنك تقديم الجديد و المميز في ظل الكم الهائل من الأعمال...أليس الأمر صعباً؟
من يبحث يجد و من جد وجد...لديك أغنية ((و أنا مارق مريت)) كانت تحتوي على فكرة جديدة و أغنية ((متل الكذبة)) مختلفة عنها لكنها أيضا جديدة لأنها باللهجة اللبنانية و الإيقاع الغربي سوياً..و أغنية (( بحبك و بغار)) أيضاً و (( كيد عزّالك)) قالبها خليجي و خلفيتها غربية ...

 

لقد تغيرت هويتك الغنائية قليلاً عن الطابع الفروسي الذي اشتهرت به الى الطابع الغربي قليلاً لماذا؟
هويتي لم تتغير و لا شخصيتي ، لكنني أردت أن أواكب العصر لذا أحببت أن أنوّع قليلاً...فإذا يليق بنا بأن نلبس الكاوبوي فلماذا لا نلبسه؟

 

إذاً أنت تؤيد فكرة العولمة؟
نعم أؤيدها لكن ضمن حدود معينة و ضمن إطار معيّن فأنا مع الإنفتاح و التطور لكنني ضد التخلي عن التقاليد و التراث فالمهم أن يبقى الإنسان كما هو من الداخل كي لايتحول إلى (مِسخ)،و المهم أن يكون التغيير بالشكل اللائق أيضاً...

 

ما العنصر الذي تعيره إهتمام أكبر في العمل ، الكلمة أم اللحن؟
الكلمة تعني لي الكثير ثم يأتي اللحن و أحب لكل أغنية أغنيها أن تروي حكاية فأنا لا أريد أن أغني أغاني تعيش في لحظتها فقط،أريد أن تعيش أغنياتي أعوام و أعوام لأنني لا أريد أن أمر مرور الكرام أريد أن أترك بصمة تبقى من بعدي...

 

ساورني شعور أنك عصبي قليلاً و مزاجي فهل شعوري هذا صحيح؟!!
(يضحك طويلاً) و يعلق قائلاً: هل أنت محللة نفسية أم صحفية؟ فأنا أجلس أمامك و أنا هادئ جداً ..بالفعل أنا عصبي قليلاً لكن عصبيتي لا تدوم طويلاً فأنا أغضب بسرعة و أهدأ بسرعة أيضاً و سهل الاستفزاز  و أصاب بالتشنج و هذا شئ لا أحبه في نفسي..لكنني أملك العلاج ، فعندما أغني أهدأ !!! و أيضا مزاجي لكن ضمن حدود مقبولة.

 

ماذا عن حياتك كيف تحب أن تعيشها؟
أحب أن أعيش حياة عادية و لا أتقيد بشهرتي و لا أحب السهر فأنا ( بيتوتي) جداً و فوضوي جداً في حياتي!!!

 

تربطك علاقة حميمة بالخيل فمتى بدأت هذه العلاقة؟
منذ صغري و أنا أعشق الخيل ،لكنني بدأت أربي الخيل منذ سبع سنوات تقريباً لأن أحد أحلامي كان بأن أمتلك بعض الخيول و أربيها...

 

و ما هي الحوادث التي تعرضت لها بسبب الخيل؟
(أوف) لقد تعرضت الى العديد من الحوادث و وقعت عدة مرات من على ظهر الخيل و كسرت يدي و كتفي حتى باتت أصابع يدي لا تتحرك بصورة طبيعية (و يعلق ضاحكاً) أنا انسان مشوه الآن!!! لكن ماذا أفعل فأنا أحب الشقاوة!!!لكن ضمن حدود...

 

لقد ذكرت في حديثك عبارة (ضمن حدود ) كثيراً ألا تشعر بالقيد من هذه الحدود؟
لا إطلاقاً...فأنا أفعل ما يحلو لي إلى أن أشعر بالاكتفاء و هذه هي حدودي ، المهم أن لا أتعدى حدود الأدب و المنطق...

 

طالما ذكرت (الشقاوة) فهل كنت طفلاً شقياً؟
دعيني أبوح لك بسر ..أنا لم أعش طفولتي فأنا نشأت في ظل الحرب ، و الحرب أثرّت علّي كثيراً حتى في سن المراهقة لم أكن مجنوناً كالباقين و كنت أشعر أنه يجب أن أكون ناضجاً خصوصاً أنني بدأت أعمل منذ أن كنت في الخامسة عشر من عمري للحصول على المال...

 

 

و ما هي الدروس التي علمتك إياها الحياة؟
ا
لحياة علّمتني للأسف أن (أتقي شر من أحسنت إليه)...و علمتني أن أعتمد على ذاتي و أسعى بنفسي لأصل الى مبتغاي...

 

 

هل أنت إنسان صبور؟
أ
نا صبور جداً و لولا الصبر ما وصلت الى ما أنا عليه اليوم...لذا غنيت (( مالي صبر يا ناس)) لأنني مللت من كثرة ما صبرت..و دعيني أبوح لك بأمر لم أبح به من قبل و هو رغم انني أبدو جلوداً و متماسكاً إلا أن دمعتي قريبة جداً...

 

متى سنرى جديدك؟
إن شاء الله عملي الجديد سيرى النور في الشهر القادم و هو عمل يحتوي على العديد من المفاجئات و الأفكار الجديدة ...و هذا العمل يحتوي أيضاً على أغاني باللهجة العربية الفصحى...

 

هل لديك موقع على الإنترنت؟ وهل تعتقد بضرورة ذلك للفنان؟

نعم ... لقد كنت من أوائل المطربين العرب الذين أنشأوا موقع على الإنترنت و عمر هذا الموقع أربع سنوات...و أؤيد الإنترنت جداً لأنه يشكل سلطة تقنية قوية و هو قفزة تكنولوجية عظيمة و من شدة إعجابي بهذه التقنية أدخلت الإنترنت في فكرة فيديو كليب أغنية (( بحبك و بغار))...

 

إذن ما رأيك بفكرة مجلة "عربيات"؟

فكرة جميلة، و أجمل ما فيها أنها تصل إلى كل العرب في جميع أنحاء العالم بطريقة سهلة وتخدم القاريء كثيراً بثراء مواضيعها... و هناك شئ ملفت في هذه المجلة أيضاً أن عقول نسائية عربية تقف خلف نجاحها، و بالنسبة لي سأكون بين يدي "عربيات" و سأخصها بجديدي دائماً و إن شاء الله يظل التوفيق حليفكم.