فنان العرب ينثر مسك الختام وراشد الماجد ينقذ الحفل الثاني من الصقيع

مهرجان جدة 22

عربيات - خالد الفاضلي

أنقذ (راشد الماجد) مهرجان جدة   22 من صقيع كثيف تراكم على فعاليات حفلات الغناء بسبب غياب نجوم خليجيين حققوا نجاحات باهرة في مهرجان جدة السابق.. أقيمت  حفلات غناء مهرجان جدة 22 أيام الخميس فقط.. وبدأ خميسها الأول (خالد عبد الرحمن) بمساندة (عبد العزيز المنصور) و (جواد العلي) في ليلة وصفتها الصحافة بأنها بداية جيدة مع تسجيل تميز وإنفراد (للمنصور).

 

ثم أتى الخميس الثاني بأجواء مختلفة وحفلة غنائية كادت أن تسقط في بدايتها نتيجة إخفاق الفنان السعودي ( محمد عمر ) كلياً  والفنان الشاب ( محمد السليمان ) جزئياً في تحريك ألف شخص أتوا ودفعوا تذاكر بين 200 و 1000  ريال بحثاً عن طرب يتوافق مع  ذائقتهم.

 

تغيرت ملامح الحفل نحو الأفضل مع إطلالة (  راشد الماجد ) عند فجر الساعة الواحدة والنصف برفقتة الموسيقار ( طارق عاكف ) وفرقتة الماسية على إمتداد ساعتين و13 أغنية بثت نشوة الطرب في جمهور بدا واضحا بأنه أتى من أجل حنجرة وتألق لا يملكهما إلا ( راشد الماجد ) القادر على  ترقيص وملامسة أعماق ورغبات جمهور ممتد من الطفل ( حسين  محمد المقشعي ) بسنوات عمره الأربعة ويوسف إسماعيل بسنواته الستة إلى العم ( سليمان الصالح ) ذي السبعة وخمسين عام....

 

لف راشد  عقده الغنائي  حول عنق وقلب الحضور ورصعه بـ ( حبيت أسلم عليك ) ، ( عمري ) ، ( غير الناس ) ، ( كل شي فيك جذاب ) ، ( الله لا يجيب الزعل ) ، ( المسافر ) ، ( حبيبي ) ، ( عود لي ) ، ( شيلي الطرحة ) ، ( مزيون ) ، ( سوي ) ، ( ياناسينا ) ، ( يازين إللي حضرت ) ، ( ياحي الله ) ، ( على  مين تلعبها ) ، ثلاثة عشر وردة    منتقاة بذكاء ومسنودة بأداء  موسيقي يرتقي  لمستوى السمفونيات القصيرة....

           

وبذل الماجد والفرقة الموسيقية جهداً  رائعاً  لتخليص الجمهور  من خمول ووجوم تركاه اللذان سبقاه  على المنصة ( فمحمد السليمان ) مائل بشدة نحو تقديم فلكلورات مطورة ومستمدة من بادية الشام وليس لها أي إمتداد  حقيقي في موروث مدن جدة والرياض والمنطقة الجنوبية وغالبية الجمهور  المتواجد في القاعة عدا أغنية ( الكنة ) الفائزة ببعض التفاعل لأن إذاعة mbcحقنتها في أذن المتلقي بتكرار غير مبرر فأصبحت واقع جميل...

 

 أما  الفنان ( محمد  عمر ) خلط الغث بالسمين و القديم بالجديد وبدأ  بأغنية وطنية ( لطلال مداح ) رحمه الله ، وانتهي بأغنية ( ياريم وادي ثقيف ) ، ولست  أدري ماذا يستفيد محمد من تكرار أغنية ذهبت كل اذن  متذوقة لها مع الموت أو أداراج ريح السنين وتجاوزت سن الطرب إلى هموم الأحفاد ورواتب التقاعد .... ثم خرج بعدها  بتصفيق أقل من الذي دخل به  ولم تشفع له ( على كذا أنا ما اقدر ) ولا  ( غض النظر ) أو ( عسل ) و أغنيات أخريات تبخرت من ذاكرة الجمهور والقاعة بمجرد الإعلان عن قرب قدوم ( راشد الماجد ) الذي انثنى على  أطراف القاعة يشدها بأيادي خفية حتي تكدس   جميع الحضور أمام المنصة وقضوا ليلتهم وقوفا على أقدام الرقص الأنيق المتناسق  مع إيقاع كل أغنية .... حتي أتت ( يالمسافر ) فغناها الجمهور بهدوء ورونق لاينقصة إلا الشمع والوجه الحسن ... وجلس الجميع يمارس حالة جديدة من الرقص تتسمر  فيه الأجساد وتتراقص الأعماق والدموع .... ثم فجاة  استطاع راشد إرجاع الحفلة إلى أجواء العشق ... و( شيلي الطرحة ) و ( ياناسينا ) و ( يازين اللي حضرت ) فانقسم الجمهور بين الرقص والغناء والاتصال  بواسطة الموبايل على  أسماء  ووجوه وذكريات تعني لهم الكثير.

فنان العرب ( محمد عبده ) ينثر مسك الختام على جمهوره إبداعاً

وكالعادة يتألق فنان العرب ( محمد عبده ) في الحفل الختامي الذي تقرر تأجيله إلى تاريخ 8 أغسطس وبعد أن راودت الجماهير شكوك بأن الحفل قد يلغى نظراً للإعلان من وقت لآخر عن تحديد موقع جديد لإقامة الحفل مما أوقع الجميع في حيرة سرعان ما انجلت بالإعلان النهائي عن إقامة الحفل في قاعة ( ليلتي ) بجدة ... حيث تألق فارس الليلة الأخيرة لمهرجان جدة بتقديم مجموعة مختارة بعناية من أغانيه القديمة بالإضافة لعدد من الأغني الجديدة التي تفاعل معها الجمهور وعلى رأسها رائعة الأمير ( عبدالرحمن بن مساعد ) "شبيه الريح" ....

 

ولم يسرق الإبداع الفني فنان العرب عن تقديم لمسة وفاء للموسيقار ( عمر كدرس ) عندما وجه له الدعوة بالصعود على المسرح وقيادة لحنه ( الشديد القوي ) وساعده على قيادة الفرقة جالساً بسبب وعكته الصحية .... وكان لهذه اللفتة أثر كبير لدى الموسيقار ولدى الحضور الذين أشادوا بأخلاقيات الفنان الكبير ووفاؤه لأهل الفن ...