مطيتها العمل الحُر ووجهتها العالمية وزادها التخطيط

أمل الجبرين.. "رحّالة"

صور وفيديو

تصف شابة الأعمال السعودية أمل البندر الجبرين نفسها بأنها "رحّالة"، وهو ذات الاسم الذي اختارته لمشروعها الأول الذي نظمت من خلاله معرضها عام 2008م لإبراز ورعاية المواهب السعودية الواعدة في جدة، وواصلت مسيرة عقد الشراكات الاستراتيجية حتى بات المعرض متنقلاً، ينطلق هذا العام في شهر رمضان بمعرض الخزامى بالرياض تحت شعار "موهبتك.. مهنتك".

رحَّالة، ميزتي التنافسية

"تعبيراً عن الانتقال من حالة إلى أفضل منها، ومن مرحلة إلى أخرى، مع وجود الرؤية الواضحة والهدف"... هكذا عبرت الجبرين عن تعريفها للمسمى، واستدركت: "والدي بندر بن عبدالمحسن الجبرين – يرحمه الله - هاجر من مدينة حائل في شمال المملكة العربية السعودية، إلى مدينة جدة في غربها طلباً للرزق، وحفز أبناءه على طلب العلم والرزق في مدن مختلفة داخل وخارج المملكة. واليوم، أعتبر هذه المرونة في الترحال طلباً للرزق ميزة تنافسية تعلمناها منه".

وعن انعكاس هذه الرؤية على عملها تقول: "حتى في العمل كنت رحالة، فعملت 8 سنوات في القطاع الخاص وتحديداً في مجال العلاقات العامة لأكتسب خبرة قبل إطلاق مشروعي الأول في مجال تنظيم الفعاليات... وهو المشروع الذي أقمته في جدة، وفي خاطري أن تتطور التجربة ويصبح معرضاً متنقلاً بين مدن المملكة وخارجها تدريجياً ليتسع نطاق الخدمة التي يقدمها للمواهب الواعدة. وفيما بعد انتقلت من مجرد تنظيم الفعاليات إلى التركيز على مجال التخطيط الاستراتيجي".

بندر الجبرين

هدفي تحويل الموهبة إلى مهنة

تبلورت الفكرة مع نتيجة توصلت إليها دراسات الجبرين، وعندها تقول: "استوقفني أمر في الدراسات الميدانية التي قمنا بها، وهو أن حلم معظم طلاب الجامعة أو المتخرجين حديثاً من الشباب أن يكون مديراً. وعندما مارست الإدارة وجدت أنها تكليف لا تشريف، وأدركت أن العمل الحر قد يعطيك الحق في أن تطلق على نفسك ما تشاء من مسميّات وظيفية، غير أن التحدي الحقيقي يكمن في أن تنجح بالمهمة لا أن تحمل اللقب. ومن وجهة نظري ريادة الأعمال بوسعها أن تجعل كل سعودي مدير ولو كان هذا هو أقصى طموح الشاب السعودي فالأمر هين (إبدأ مشروعك و أدره)، وهذا ما نعمل على مساعدتك لتحقيقة".

الجائزة تعد إمتداداً لقناعة والدي، ويستحقها الأكثر إبداعاً وطموحاً

من تلك الدراسة ولدت فكرة المعرض لتمهيد الطريق للشباب ومساعدتهم على تحقيق طموحاتهم، واستندت الجبرين كذلك على رؤية والدها التي أرادت من خلالها أن تطبق وصيته، وعن ذلك تقول: "أضفت جائزة تقدر بمبلغ 150 ألف ريال سعودي لمن تنطبق عليه مقولة والدي (المنجز، هو من يجعل مصدر رزقه مصدراً لعزه)"... وتضيف: "هذه الجائزة تعني لي أن أبي لا يزال حيّاً بشكل آخر من خلالي؛ فكل ما فعلته هو محاولة استنساخ مسيرته من الفقر إلى الفخر، والبحث بين رواد الأعمال عن من يشبه والدي وتنطبق عليه المقولة، ومن هنا أضفنا للمعرض فكرة جائزة بندر الجبرين للإنجاز"... وعن شروط الجائزة ومميزاتها تقول: "تُمنح لصاحب الموهبة الذي يطمح لتحويل موهبته إلى مهنة، وقد حصل على الجائزة في دورتيها الأولى والثانية ست أشخاص، منهم المهندس ماجد فخري (مخترع الخط النجدي)، والطالبة سارة الخطيب (مصممة الثوب السعودي من الجنوب بإطار حديث). والأول قد بدأ بالمبلغ شركته الخاصة، أما سارة الخطيب فقررت أن تتخصص في مجال تصميم الأزياء لتحويل موهبتها إلى مهنة"... وعن الجديد الذي ستقدمه الجائزة هذا العام في دورتها الثالثة، تقول: "الجديد هذا العام حصول الفائز كذلك على خدمات تخطيط استراتيجي لمشروعه، لمدة تصل إلى 5 سنوات".

 

الشراكات الاستراتيجية من رحَّالة إلى الخزامى

"نحن في عصر الشراكات، والنقلة كانت بحاجة إلى الشراكة مع جهات رائدة تؤمن بدورها في تنمية الإنسان"... هكذا تصف أمل الجبرين خطوتها للانتقال بالمعرض إلى محطة جديدة، قائلة: "مهدت شركة مداد الأرض الطريق لتنتقل التجربة إلى الرياض خلال شهر رمضان 2014م بتنظيمها للمعرض في قاعة الخزامى، فساندت الرؤية ضمن جهودها للاستثمار في التنمية المستدامة، ودورها في إقامة فعاليات ذات أبعاداً تنموية. كما وجدنا دعماً سخياً من الشركات الوطنية التي تؤمن بمسؤوليتها الاجتماعية وعلى رأسها مجموعة بن لادن السعودية، وشركة عمر فقيه للتنمية والاستثمار، وأشعر بالفخر لأن هؤلاء الشركاء يمثلون نماذجاً حية للعصامية التي تلهم الشباب، وخلف كل من هذه الكيانات الوطنية رجال صنعوا نجاحات تستحق أن نقتدي بها على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي".

معرض الخزامى

مبادرة نقط بيضاء، توظف الإبداع للتوعية وإبراز الإنجاز

ضمن المبادرات التي يعمل معرض الخزامى 2014م على إطلاقها، تأتي مبادرة نقط بيضاء بمفهوم جديد، تصفه الجبرين قائلة: "أردنا أن نضفي بعداً إنسانياً على الأعمال الفنية، ففكرة المسابقة هذا العام أن يقدم المشارك في المعرض والجائزة قطعة أو تصميم يعتمد على اللون الأبيض، وهي مبادرة للتوعية بمرض التصلّب اللويحي المتعدد المعروف بـ MS، ويتضمن المعرض توعية لأسر المصابين به، ورسالة تطمين وتفاؤل بأن الأمور تعود كما كانت وربما أفضل. هذه القصة البيضاء التي نترقب إنطلاقتها في شهر رمضان، مقتبسة من النقط البيضاء التي تظهر في صور جهاز الرنين المغناطيسي لهذا المرض، ونود أن تلهم المبدعين وتجعلهم يحولونها إلى قصص وأعمال فنية وحرفية بين أيدي العطاء والإبداع البيضاء الشابة التي تشاركنا معرض الخزامى ٢٠١٤م".

تنافسية المشاريع الصغيرة، آمال وتخطيط يخدم اقتصاد المنطقة

ماذا ينقص منشآت شباب الأعمال اليوم لتنمو؟ سألنا فأجابت أمل الجبرين بقولها: "أنا من جيل ما بعد الطفرة الذي يؤمن بالتنافسية العالية، ويملك رؤية شمولية لينجح بالعمل التجاري مع إضافة بعداً إجتماعياً إليه، فعلى سبيل المثال في مجال العلاقات العامة أحرص على أن يكون للعمل بعداً مجتمعياً، وللمبادرات أثراً اقتصادياً طويل المدى"... وتضيف: "في اقتصاد ضخم كاقتصادنا التواجد على الساحة صعب والاستمرار أصعب؛ لذا لابد من دعم القطاع الخاص والعام، ومساعدة المنشآت الصغيرة والمتوسطة على الفوز بالعقود التشغيلية للمشاريع"... وعن طموحاتها المستقبلية تختم الجبرين اللقاء بقولها: "أطمح إلى تعاون أكبر بين دول مجلس التعاون الخليجي، فهاجس تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة لينعكس على أدائها على الاقتصاد يعد هاجساً مشتركاً لدول المجلس، وتوجد مساحات شاسعة للتعاون في ظل تنوع الموارد والفرص، ومستقبل المنطقة اقتصادياً يتطلب فسح المجال للكوادر المؤهلة والطموحة وتمهيد الطريق لتنمية المشاريع الواعدة".