اختلفنا

اختلفنا مين يحب الثاني أكثر، افتتاحية لقصيدة الشاعر المبدع أسيرالشوق، وافتتاحية لمشهد ممتع تخيلته وكل محب يحاول أن يثبت للآخر أنه يحبه أكثر... وترى من يملك القدره على الحب والعطاء أكثر المرأه أم الرجل؟.

هناك مقوله شهيره تقول (حب الرجل هو جزء من حياته، أما حب المرأه فهو كل حياتها).. بناءا على مسؤوليات الرجل ومشاغله والتزاماته وحتى طبيعته، هناك أشياء كثيرة تأتي في أغلب الأحيان قبل الحب أو تجعله يتقهقر ويتراجع من المركز الأول الى مراكز متأخرة.. وفي المقابل المرأه بطبيعتها العاطفية إذا أحبت تجعل الحبيب محور حياتها لتدور حوله الكواكب الأخرى.

ولكن مهلاً، فهذه التحليلات ليست قاعدة والحب والعطاء والتفاني والاخلاص كلها مشاعر لا تعتمد في تحديدها على جنس الانسان فقط بل هناك ظروف نشئة الحب وتكوين الشخصية. والواقع أثبت أن أقوى الرجال شخصيةً وإرادة هو أضعفهم عندما يدق قلبه بحب حقيقي... والرجل الذي يعتبر الحب حالة ضعف لا يجوز أن يقع فيها متى ما وجد المرأه القادرة على إقتحام أسوار عقله وقلبه يسلم لها راياته بطيب خاطر، ليس ضعفا كما كان يعتقد ولا عجزا كما يراه البعض، ولكنه (الـحـب) الذي يغير مجرى حياة الانسان ومفاهيمه ليغمره بالسعادة والتكامل مع الطرف الآخر... وهذا النوع من الحب هو الذي لاينساه الرجل مهما ابعدته عن محبوبته مشاغل الحياة... وهذا هو الفرق بين من يحب سريعا ومن لا ينطق بكلمة الحب إلا بعد أن يشعر بها تسري في كل خلايا عقله وقلبه لتصبح واقعا وجزء لايتجزأ من كيانه، في المقابل المرأة تجدها في أغلب الأحيان أكثر قابلية لنسيان ارتباط قديم خاصة اذا وجدت الأمومة والاستقرار طريقها الى حياتها.

من جهة أخرى هناك أشخاص يملكون القدره على التعبير وتظهر مشاعرهم فتنعكس على ملامحهم وتصرفاتهم لترى بريق الحب في أعينهم وتسمع همس الأشعارعلى شفاههم، فيصل الاحساس بسهولة للمحبوب ولا يجد غضاضه في إعلانه للعالم ولو بالوقوف على قمة جبل وهي حالة سعادة وتدفق مشاعر واندفاع تنشأ مع الحب وتساعد على ظهورها الجرأه التي يملكها الانسان في شخصيته... وهناك نوع آخر من البشر يحب بصمت... وتتلعثم عبارات الحب على لسانه وتضيع ليعجز عن التعبير... ويعجز عن الكلام مع أن قلبه يفيض حبا.. وهي معاناة يتسبب فيها الخجل والهدوء الملازمان لشخصية الإنسان، أو الضعف أوالشعور بأن حجم الحب الذي يحمله في قلبه أكبر من أن تجسده الكلمات فلا يصل إحساسه إلى الطرف الآخر إلا إذا كانا على درجة عالية من التفاهم والإنسجام تجعل كل منهما يشعر بكلمة الآخر دون أن ينطق بها.. ويقرأ عبارته قبل أن يكتبها.. وهي آخر درجات الحب وأصدقها وأكثرها قدره على كسر الحواجز ليغدو شخصان شخص واحد.. وتتحدث مشاعرهم لغه واحدة.

وأعود للقصيدة، اختلفنا مين يحب الثاني أكثر، انه السؤال الذي يوقظ الدافع للتعبير عن المشاعر والتنافس على العطاء، والأجمل هو الجواب.

اتـفـقـنـا إنـك أكـثـر وأنـا أكـثـر.

إنها معاهدة وهدنة بين القلوب يذيلها توقيع الحب.