كنت أحلم بصالون (مي زيادة)

السيدة مها فتيحي صاحبة (صالون المها) الأدبي

مي كتبي - عائشة ضياء

في هذا العالم  تتشابه الأشياء بما فيها البشر  في طريقة حياتهم وملامحهم .... ولكن يختلف ويتباين العطاء والإحساس والتفاعل ... اليوم في هذا العدد  من "عربيات" نقف أمام إنسانة تستحق لقب " سيدة متميزة " بكل جدارة ... فهي للخير ساعية و للأدب عاشقة ... و هي إنسانة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ و صفات جميلة .... عندما تجلس معها وتستمع لحوارها تلمس ثقافتها ووعيها ورقي فكرها ... وعندما تتحدث عن العروبة والقدس والإسلام تتوقد مشاعرك معها .... و لقد أتاحت لنا هذه السيدة الكريمة في "عربيات" شرف إستضافتها لتحكي لنا قصة صالونها الأدبي النسائي و نشاطاتها الإجتماعية والخيرية المتعددة  التي تعكس جانب من جوانب شخصيتها المعطاء ..... فهذا الحوار سيعرفكم على السيدة( مها أحمد فتيحي ) و على دورها في عدة مجالات .... أبرزها العطاء  بلا حدود ...

في البداية نحب أن نتعرف على قصة الصالون الأدبي، كيف بدأ؟و لماذا سُمي "صالون مها الأدبي"؟
في البداية أحب أن أقول إنني معترضة على تسميته "صالون مها الأدبي"لأنه يوحي بالفردية و انا مؤمنة بأهمية العمل الجماعي، و أتمنى أن يُطلق عليه إسم "صالون سيدات جدة"..حكايته بدأت معي بالصدفة فأنا لست أديبة و لا يوجد لدي أي مساهامات في مجال الأدب،لكنني كنت مأخوذة بفكرة الصالونات الأدبية التي كانت تدار في الماضي كصالون الأديبة "مي زيادة" و كنت عندما أقرأ عن هذه الصالونات و عن النقاشات التي تدور فيها  من أحاديث و نقاشات تشعر المرء بقيمته الإجتماعية و كيانه كإنسان..كنت أقرأ و أحلم بشئ كهذا و قرأت كتاب أنيس منصور "كانت لنا الأيام.." الذي يتحدث فيه عن صالون الأديب و المفكر الكبير :عباس محمود العقاد..و هذه القرائات غذَّت الحلم بداخلي، إلى أن جاء يوم أتت فيه أستاذة أمريكية متخصصة في الدراسات العربية من جامعة "جورج واشنطن" و طلبت بأن تلتقي بالأديبات و الكاتبات السعوديات و كان يتم اللقاء في أماكن مختلفة و ليس في مكان ثابت و إستغربت الأستاذة الأمريكية أن الأديبات و الكاتبات السعوديات لا يعرفن بعضهن البعض و عدم معرفتهن ببعض البعض سبب تساؤلاً لديها، وكانت والدة إحدى الصحفيات الشابات التي سبق لها زيارتي متواجدة في هذه الإجتماعات و هي الكاتبة (نبيلة محجوب)..و في وقت لاحق إتصلت بي الكاتبة و روت لي حكاية هذه الإجتماعات و قالت لي أنها كانت تفكر بي و بأمنيتي فقلت لها "هاتي من الآخر" منزلي تحت تصرفكم و تصرف كل كاتبة و أديبة و بالفعل وضعنا خطة الصالون الأدبي ليكون مكان ثابت تلتقي فيه الأديبات بشكل شهري ليناقشن فيه قضايا ذات أهمية و كتب ذات قيمة و وضعت خطته ليكون هادفاً و ليس تافهاً.. وليكون مكان يتيح فرصة التعارف بين الأديبات و إلقاء الضوء على أعمالهن و بدأ نشاط الصالون منذ عام تقريباً.


لكن يوجد النادي الأدبي السعودي في جدة فلماذا لم تفكرن بأن يكون هو مركز الصالون الأدبي النسائي؟ 
المشكلة أن النادي الأدبي السعودي في جدة مخصص للرجال..فلو توفر للنساء إمكانية حضور الندوات و المحاضرات و الأمسيات التي تقام حتى لو عن طريق الدائرة التلفزيونية المغلقة فما كنا لجئنا إلى الدوائر الخاصة و أتمنى في المستقبل لهذه القنوات الشخصية أن تأخذ صفة رسمية في النادي الأدبي ليكون هناك إعتراف بدور المرأة و إعطائها حقها من الإستفادة و المشاركة..
 
لك دور بارز في جمعية البر في جدة فما هي حكايتك مع هذه الجمعية؟
حكايتي مع جمعية البر أتت عن طريق الترتيب الإلهي.. كنت أفكر بطريقة مثمرة لإستغلال أوقات الفراغ لبناتي بدل الذهاب الى الحفلات و الأسواق، وبدأت ببناتي أولاً ثم دعوت بعض صديقاتهن و بدأت معهن بمناقشة الأمور التي تهمهن و تستهويهن ثم قمنا بوضع بعض الخطط و اتسعت الدائرة بإنضمام الأمهات..بدأت أولاً بإستغلال أرض بجوار منزلي عليها ملعباً لكرة السلة..و كانت هذه خطوة أولى لإستثمار وقت الفراغ لديهن بشئ مفيد.. و في مرة من المرات سنحت لي فرصة لقاء زوجة رئيس مجلس إدارة الجمعية السيدة "فوزية القصيبي" بعد الإنتهاء من تجديد الجمعية و قالت لي أن هناك ملاعب يجب إستغلالها، فقلت لها أنني على إستعداد تام بأن أشرف عليها،و ذهبت الى هناك و نقلت نادي الفتيات الى الجمعية و بما أن في الجمعية فتيات المسكن الداخلي أعددت ناديين.. الأول نادي البسمة و هو النادي الذي أنشأته من قبل و الهدف الأساسي منه هو الدعم المادي للنادي الآخر الذي أنشئ لفتيات الجمعية تحت مسمى" نادي المودة".


هل تديرين نشاطات أخرى عن طريق الجمعية إلى جانب إدارة الناديين؟
نعم، لقد بدأت منذ عام تقريباً تنظيم رحلات ثقافية للفتيات لإتاحة الفرصة لهن ليتعرفن على ثقافات أخرى والهدف الأساسي من هذه الرحلات هو تعريفهن بالحضارة الإسلامية... ولقد أخذت مجموعة من الفتيات و ذهبت معهن إلى بلاد الأندلس،غرناطة و قرطبة و إشبيلية ليتعرفن على المعالم الإسلامية هناك. و كانت الرحلة ناجحة جداً الحمد لله..و هناك أتيحت لنا فرصة التعرف على المسلمين الأسبان..و إلتقيت بسيدة إسبانية مسلمة شرحت لها الهدف من تنظيم رحلات كهذه و الجدير بالذكر هو أنني تلقيت خطاباً من هذه السيدة تريد أن تنظم رحلات للمسلمين الأسبان ليتعرفوا على المعالم الإسلامية في باقي الدول الإسلامية.. وهذه خطوة ممتازة لإنعاش الروح الإسلامية في بلد تعاني من أقلية المسلمين فيها.