"خشبتا مسرح احتضنتا تفاصيل دقيقة وحكايات مهمشة"

حميمية الطائف تشجع على الفوز بجوائز مهرجان الطائف المسرحي للشباب

الطائف: سلطان المنصوري
صور وفيديو

دشن وكيل وزارة الثقافة والإعلام -الدكتور ناصر الحجيلان - فعاليات مهرجان الطائف المسرحي للشباب في دورته الأولى يوم الثلاثاء الماضي، والذي انطلق برعاية معالي وزير الثقافة والإعلام ونظمته فرع جمعية الثقافة والفنون بمدينة الطائف، ويستمر لمدة أسبوع يشمل عدد من الفعاليات المسرحية والندوات التطبيقية والعروض الفلكلورية الشعبية والسهرات الغنائية.

 وأكد الحجيلان أثناء افتتاحه للمهرجان على أن: "الجمعية تقوم بعمل جبار، وأعمال فنية رائعة من سواء كانت سينمائية،و مسرحية أو فن التشكيلي".
 وأثنى الحجيلان على المجهودات العظيمة التي قدمتها إدارة المهرجان المسرحي حيث قال: "أعلم أن الذين يعملون هم فنانون صادقون بكل طاقاتهم وقدراتهم رغم الإمكانيات المحدودة والدليل الذي رأيته الليلة في مهرجان الطائف، وأنا سعيد بالذين قدموا الدعم المادي والمعنوي للمهرجان".
ولم يخفِ الحجيلان عن رغبته في مشاركة المرأة المثقفة فعاليات الجمعيات ولو من خلال حضورها، ووعد بنقل هذا الهم الثقافي الاجتماعي لمناقشته مع وزير الثقافة والإعلام ونائبه.
 وألقى الأستاذ جمعان الذويبي -مدير المهرجان - الكلمة الافتتاحية وشدد فيها على أن الهدف من هذا المهرجان هو تشجيع الشباب واستثمار طاقاتهم، وقال الذويبي: " نلتقي اليوم في افتتاح الدورة الأولى من هذا المهرجان ونحن نشع بالفرح، الفرح ليس من أجل إقامة الفعالية بحد ذاتها بل من أجل أننا نحقق هدفاً هاماً من أهداف الجمعية وهو الاهتمام بالشباب الموهوب وتوفير فرص الإبداع لهم". بينما شكر رئيس اللجنة العليا للمهرجان، مدير فرع الجمعية بالطائف- الأستاذ فيصل الخديدي-جهود جميع اللجان والداعمين، ووزارة الثقافة والإعلام، وإدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالرياض، والذين كانوا يدعمون إقامة المهرجان خطوة بخطوة متمنياً للشباب الفائدة وللحضور المتعة.
 ثم تم تقديم عرضاً مسرحياً افتتاحياً للمهرجان بعنوان: " تنويعات" من تأليف المسرحي الشاب إبراهيم الحارثي، ومن إخراج مساعد الزهراني.
العرض ناقش قضية الفنان والمثقف والعلاقة بين الثقافة والفن، وأتت فكرة العمل كما يسردها الكاتب إبراهيم الحارثي لـ عربيات: "الفكرة كانت عبارة عن متحف وكانت كل أحداث العمل تسير بداخله، ويضم أكثر من تمثال لمختلف الشخوص الذين يقدمون فناً سامياً مساعداً في الحراك وناهضاً بالثقافة لمتابعي جملة هذه الفنون، والتماثيل كانت لممثل ومخرج وشاعر وملحن".
 وعن النواحي الإخراجية يقول الحارثي: "المخرج مساعد الزهراني قام بتوظيف المشهدية البصرية التي بدأ بها العمل مستخدماً ضوء الكشافات التي كان الممثلون يلعبون بها تحت قطعة كبيرة من البلاستيك، فأوصل فكرة العمل باستخدام أدواته التي وظفها على خشبة المسرح مستفيداً من آداء الممثلين الذين كانوا في غاية الجمال، ووظفوا تكويناتهم وتقمصوا شخوص العمل بشكل ممتاز".


التفاصيل الصغيرة والمهمشة


ومنذ اليوم الأول للعروض المسرحية تأخذك حكايا التفاصيل الصغيرة والمهمشة، فتجد أن عرض "مجرد نفايات" الذي قدمته الجمعية العمانية للمسرح يسري بك إلى تفاصيل الرسائل الإنسانية الذاتية في ظل الضغوطات والمستجدات الحياتية سواءً السياسية أو الاجتماعية، ويحاول البطل الانتحار أكثر من مرة لكنه يفشل نظراً لمرحلة الجبن الداخلية التي يعاني منها، ويرسل البطل إشارات علنية وضمنية عن مفاهيم الحرية وعن خيانات بعض الأشخاص الذين لا يستحقون إلا العيش في مرمى النفايات ويردد عبارة: "النفايات في كل المدينة". ويتحدث لـ عربيات رئيس الوفد العماني الدكتور سعيد السيابي عن العمل بقوله: "تم تقديم هذا العرض في مهرجان داخل جامعة السلطان قابوس، وكما تم تقديمه في فرنسا وفي بريطانيا مع وفد ممثل للسلطنة العمانية للثقافة فكان من ضمن العرض المسرحي مجرد نفايات وهو عرض للكاتب المعروف العراقي قاسم مطرود، وإخراج الفنان خالد الجابري، وتمثيل عبدالحكيم الصالحي، والنص هو نوع من التوازن ما بين الواقع المؤلم الذي يشعر بعصارته المجتمع مع العسكريين الذي كانوا يجبروه على القيام بأعمال غير إنسانية كان يرفضها في البداية إلى أن اشتدت الضغوط، وهذه صورة موازية لما هو قائم بالعراق كدولة تم الهجوم والسيطرة عليها".


المهرجان تأسيس لمستقبل المسرح في المملكة

وعن فوائد مهرجان الطائف المسرحي للشباب يقول السيابي: "نستفيد من تجربه المسرح السعودي نحن المسرحيين والفنانين، هذا مهرجان الشباب والذين قدموا المسرحية هم شباب أيضاً من السلطنة العمانية، والفائدة كبيرة حيث التقينا بكوميديين كبار والتقينا بممثلين كبار والتقينا بمخرجين وممثلين شباب، وأرى أن هذا المهرجان يؤسس لشيء كبير للمستقبل في المملكة ليس العروض فقط بل هناك ندوات تطبيقية أيضا وهذا أيضًا يضيف فائدة أخرى لنا كمتابعين ومسرحيين".
وعن كيفية استفادة الشاب المسرحي من هذه المهرجانات يشدد السيابي على أن المهرجان: "يصقلهم ويقدم إمكانياتهم على خشبة المسرح، أيضاً هم لابد أن يتابعوا عروض زملائهم في مناطق أخرى من المملكة ليستفيدوا من المخرجين والفنيين والجمهور العريض الذي يحضر لهذا المخرج".
ولم يخفِ السيابي ابتهاجه الحقيقي من المهرجان فكرة وتنظيماً بل أيضاً باهتمامهم بتكريم الأستاذ جميل عسيري وهو فني مسرحي حيث لأول مرة يتم تكريم فني في مهرجان مسرحي وهذه التفاتة عظيمة وإيمان بدوره المهم.


هل تأكل الأرصفة أمنيات الأطفال؟


مسرح قاعة "فهد ردة" بجمعية الثقافة والفنون بالطائف احتضن أحاديث الأرصفة في عرض "رصيف 7" حيث تكبر الأرصفة بالدهس وتصبح السجائر ندبة على الأرصفة عند سحقها بالأقدام، وتحدثت المسرحية عن علاقة الأرصفة بمن حولها وبمن يعبروا ويسيروا من عليها فرصيف يعشق الدراويش، وأرصفة تشتم روائح من يمروا من عليها، وأرصفة تقسمت حسب فئات البشر، ولعل ذلك ما حرض البطل على أن يسأل أحد الأرصفة: "هل تأكل أمنيات الأطفال؟" والعمل من تأليف الشاب صالح زمانان، وإخراج سلطان الغامدي وشاركت به فرع جمعية الثقافة والفنون بنجران.


"مجلس العدالة" لجامعة الملك سعود، ونقد لـ "في محطة الوصول"


وعرضت أيضاً ضمن فعاليات المهرجان مسرحية "مجلس العدل" المقدمة من جامعة الملك سعود بالرياض، وتحدثت عن القضاء، والظلم، والأحكام الجائرة، واستغلال القاضي لسلطته وكانت خشبة المسرح محتضنة لكرسيين مقلوبين وميزان مائلة كفتيه، النص هو للمؤلف توفيق الحكيم، ومن إخراج عايض البقمي.
"بناء لا ينتهي" هو العرض الذي قدمته جمعية الثقافة والفنون بأبها لباسل الهلالي تأليفاً وإخراجاً، ويحكي عن هدم بعض الأفكار والعادات التي استخدام اللون الأسود كدلالة عليها، والسعي إلى بناء أفكار وعادات مناسبة وملائمة وقابلة للتعايش واستخدم اللون الأبيض كدلالة عليها، وتجري مجريات المسرحية في الحديث عن الثقافة والقشور والسطحية وليس على الأفكار والقيم التي تبقى بجذورها لتقاوم التغيرات.
أما مسرحية "في محطة الوصول" التي قدمتها جامعة جازان وأخرجها سالم باحميش، فقد واجهت انتقادات كثيرة لعل من أهمها ما ذكره سلمان السليماني الذي قدم ورقة نقدية عن هذا العرض وقال: "كانت البداية ساطعة وسرعان ما خفت هذا السطوع مع تتالي السرد، فالحوارات أصبحت مستهلكة والحكايات مغرقة في الدرامية الرتيبة، والحوارية في العرض لم تكن متمكنة ورصينة بل بالغت في توظيف الظاهر والمعلوم مسبقاً، وغابت الواقعية الحقيقية عن النص إلا في بعض مقاطعه والبقية اتسمت بالإنشائية التي تتحدث عن السلام والتعايش والتسامح ونبذ العنف".
وحكاية المسرحية تتعلق بأحد الكتاب الصحافيين المحكوم عليهم بالإعدام وتدور بينه وبين أحد الجنود أحداث طويلة تحتضنها المسرحية ويقرر الجندي العفو عنه بعد سماع حكايته.


"عصف" مهرجان مستقل، وعرض ليته لم ينتهي


"عصف" هي المسرحية التي تمنى الكثير من المعلقين أنها لم تنتهي فهي كانت مهرجاناً مستقلاً حيث قدمتها جامعة الطائف وهي من تأليف فهد ردة الحارثي، وإخراج مساعد الزهراني، وسبق وأن حصلت على عدة جوائز في البحرين، والأردن، ومصر، والأحساء، وتدور أحداثها حول مجموعة تبحث عن ذاتها وتستمر في رحلة البحث ولسان الشخصيات يقول: "دعونا نبحث عن ذواتنا في ذواتنا" وتستمر الأسئلة بـ: "هل غادرنا نحن؟" وهي أسئلة تتعلق بالخلاص من الذات والمغادرة منها إليها، وهي رحلة لم تنته حيث ذكر المسرحي إبراهيم الحارثي الذي قدم قراءة نقدية لهذا العرض بأن: "عملية البحث تسير بخبرة ودراية لأن أحد الممثلين صاحب تجربة، والتجربة هنا تقودنا إلى عملية البحث وهي عملية سرمدية أزلية محفوفة بالكثير من الخوف والحذر عن البعض وممتلئة بالاندفاعية عند البعض الآخر".


مواهب مسرحية واعدة

الفنان الدكتور راشد الشمراني والفنان محمد المنصور كانا حاضرين طوال العروض المسرحية، حيث قاما بالثناء على العديد من المواهب المسرحية الشابة، كما قاما بحث الإعلاميين على تذكر أسمائهم لأنهم سيكونون علامة مفصلية في المستقبل المسرحي القريب.
شخصية كوميدية مسرحية في تعاملاتها داخل فرع جمعية الثقافة والفنون بالطائف فهو عضو في ورشة المسرح وممثل شاب له مشاركات عديدة داخلية ودولية حصد خلالها عدد من جوائز "أفضل ممثل".. الشاب المسرحي عبد العزيز الحارثي الذي كان يمثل "الصوت" في العرض المسرحي الافتتاحي "تنويعات"، أبهر الحضور وتلقى ثناءاً من الفنان راشد الشمراني نظير حركته المسرحية واستغلاله لكامل طاقته على الخشبة.

وفي حديث عربيات مع هذه الموهبة عاد للبدايات حيث قال: " كانت بدايتي منذ كان عمري 11 سنة حيث بدأت من المسرح المدرسي بإشراف الأستاذ فهد ردة الحارثي، ومنذ أن تخرجت من المرحلة الابتدائية لم أجد من يهتم بأمور المسرح حتى وصلت للمرحلة الجامعية، وفي حديث لي مع أبي عن التمثيل وعن الممثلين وعن المسرح بشكل عام أخبرته برغبتي في الذهاب لمكان يهتم بهذا المجال، وقد أخبرني أن هناك جمعية تهتم فعلاً فتشجعت وعندما ذهبت للجمعية وجدت الأستاذ فهد الحارثي الذي اهتم بي سابقاً وأكد لي وجود دورة لإعداد الممثل وبالفعل اتصل بي وأعلمني بموعد الدورة، ومن ثم أتيت وشاركت بالدورة، وبعدها قدمت أول عمل مسرحي في مسرحية (ابن زريق ليمتد ) تأليف: الدكتور راشد الشمراني، وإخراج: مساعد الزهراني، ومن هنا انطلق مشواري الفني، وقد شاركت في مهرجانات محلية ودولية، ومن المهرجانات المحلية مهرجان الجنادرية، ومهرجان الفرق الأهلية، وبالنسبة للمشاركات الخارجية في الدول العربية منها: مهرجان دمشق الدولي، ومهرجان الأردن للمسرح الحر، ومهرجان حمام سوسه بتونس، ومهرجان الجزائر الدولي للمسرح".
ويؤكد الحارثي على أن مهرجان الطائف المسرحي الأول للشباب يوفر ما يريده كل من لديه موهبة أو طاقة يريد استثمارها لأن الهدف منه هو إبراز هذه المواهب ودعمها ويقول الحارثي: " نريد باختصار أن تكون كل المهرجانات على هذا النهج لأن هذا المهرجان يهتم بأمور الشباب لكي يشعر الشباب بهذا الاهتمام حتى تتدفق طاقاتهم على أي نشاط مسرحي".

 

 

 

ومن جمعية الثقافة والفنون بأبها حضرت موهبة أخرى جعلت أحد المكرمين يعد الحضور بطاقة مسرحية مبهجة إن حظيت باهتمام مناسب.
المسرحي الشاب محمد يحيى الربعي، الذي شارك في عرض مسرحية بناء لا ينتهي يصر على أن "الرمانة الذهبية هي طموحاتنا" يقول لـ عربيات: "المهرجان مفيد جداً لنا كشباب لأن لنا فترة طويلة لم نشارك بمهرجانات مثل هذا المهرجان، وهذا يشكل لنا دافع كي ننطلق انطلاقة جديدة وجيدة".
ويبحث الربعي عن الاستفادة من الخبرات الموجودة ومن خلال النقد الذي يجعلهم يطوروا من أعمالهم، وعن احتياجات ومطالبات الشباب المسرحيين، ويذكر الربعي أن: "الدورات شيء مهم للشاب المسرحي كي يؤدي بطريقة أفضل، ونحتاج الدعم أيضاً، وأن تكون مهرجانات كثيرة لنا وليس هذا المهرجان فقط، صحيح أن هذا المهرجان مميز لكنه غير كافي للشباب المسرحيين ونتمنى استمرار هذه المهرجانات".

 

 


ذائقة مسرحية عالية لدى الحضور

"تذكروا هذا الاسم جيداً" هذا ما نبّه إليه الدكتور الفنان راشد الشمراني بعد انتهاء عرض "مجرد نفايات" حيث كان يتحدث عن الفنان العماني المسرحي الشاب عبدالحكيم الصالحي.
ولعل الصالحي في حواره مع عربيات كان مبهوراً من المسارح التي تعرض عليها فعاليات المهرجان حيث ذكر في بداية حديثه عن طموحه في هذا المهرجان: "كان هدفي الوحيد أن اقدم عرض مشرف يرضي الجمهور السعودي، وأنقل صورة تؤكد على أن مسرح عمان حي رغم عدم توفر المسارح للأسف الشديد، وانبهرت جداً لوجود هذا المسرح، ولا يعد هذا المسرح الوحيد أو النموذجي بل يتوفر في السعودية مسارح أفضل بكثير، ولو مثل هذا المسرح موجود في السلطنة العمانية كان نعمة كبيرة".
ويتفق الصالحي مع زملاءه المسرحيين الشباب في حاجتهم إلى الدورات التدريبية ويقول: "المسرحي يحتاج إلى الدورات مثل دورات إعداد الممثل، يحتاج إلى نظريات، يحتاج أن يتفاعل وليس فقط أن يطبق النص هذا كممثل وانتهى الموضوع، أنا أعرض مسرحية وأجسد الشخصيات، يحتاج أيضًا مثل هذا المهرجان بتوفير جلسات نقدية حيث يحضرها الممثل المسرحي ليشبع نفسه نظريا،ً ويشبع نفسه بالأداء، كما يحتاج الممثل لمعاهد مسرحية".
كما أشار الصالحي إلى انبهاره أيضاً من الثقافة المسرحية التي وجدها لدى الحضور السعودي فحسب قوله: "لديهم ذائقة مسرحية فهم يعرفوا متى يصفقوا، ويعرفوا متى يصمتوا، ويعرفوا متى يهمهموا فيما بينهم".

إدخال المسرح في التعليم يصقل شخصية الإنسان


أحد الداعمين لمهرجان الطائف المسرحي الأول للشباب هو الدكتور راشد الشمراني وهو فنان مسرحي معروف،ودعمه تجاوز المفاهيم العادية فقد كان حاضراً لجميع العروض المسرحية، ومشيداً بالمواهب ومحرضاً على قراءتها ودعمها، لكنه كان منزعجاً من أن الثقافة الجادة لا تأخذ مكاناً يليق بها في ظل الثقافة الهابطة التي تنتشر ويفضلها التجار والداعمون.
وشكر الشمراني في حديثه لـ عربيات إدارة مهرجان الطائف بقوله: "كرموني بالدعوة والمساهمة في العمل، والنتائج التي رأيناها تفوق بكثير ما كنا نحلم به في ظروف واقعية نعيشها من خلال دعم المسرح أو الاهتمام فيه. فمسرح الشباب أو الفنون بشكل عام هي موقع حقيقي لصقل شخصيه الإنسان، وهي مصنع حقيقي لبث جمال الحق والخير، وللبحث عن أجمل ما في داخل كل شخص منا، كل شخص مهما كان يعتقد أنه لا يمتلك موهبة يصل إلى أنه يعتقد أنه لا قيمة له في الحياة، المسرح يبث هذا الشيء ويعطيه قيمة حقيقية لإنسانيته، فالمسرح من المفترض أن يكون منهج في المدارس لصقل الشخصية الحقيقة للإنسان".
وحث الشمراني الشباب الموهوب على الالتحاق بجمعيات الثقافة والفنون لأنها هي من تصقل الموهبة المسرحية لديهم وتساعدهم وتساندهم وتكتشف أجمل ما لديهم.
وعن ضعف الإنتاج المسرحي من قبل الشركات يعلق الشمراني بقوله: "دائما الفن الجاد هذا قدره ليس هنا فقط بل في العالم كله، الفن الجاد دائماً قدره التهميش لأنك تتكلم عن استهلاك وسوق استهلاكية في كل شيء، القاعدة الحقيقية التي تقف عليها كل هذه الأشياء هي العملة التي هي الريال أو سمها بأي عمله في العالم.
المسرح لأنه لا يمتلك هذا الاستهلاك، ولأنه يهتم بالإنسان حقيقة، ومع ذلك أجمل ما في المسرح هو المسرح الفقير الذي لا توجد به تكلفة، وهو الأعمق وهو الأجمل وكل شي فلذلك هذه مسألة الاقتصاد والمسرح لأنه لا يوجد مردود مادي ولكن يوجد مردود إنساني عظيم".


الرضا على وجوه الحاضرين، والدورات التدريبية في الدورة القادمة


عربيات اتجهت بمطالبات الشباب المسرحيين بدورات تدريبية إلى منسق عام المهرجان الأستاذ أحمد الأحمري الذي ذكر أنه: "كان من المخطط أن تقام ورش عمل وندوات تدريبية هذا في بداية الأمر, لكن في الدورات القادمة سيكون للتدريب و لورش العمل حيز داخل فعاليات المهرجان, حاولنا نحن في المهرجان أن نجعل كل الوفود تتابع العروض اليومية, لأن الثقافة المسرحية تحتاج للاحتكاك مع الآخر وتنمية العقل من خلال المشهدية البصرية التي يتم عرضها على الخشبة, وتنمية الثقافة أيضا من خلال الندوات التطبيقية التي تحلل النص بشكل جيد واخترنا في هذه الدورة أشخاصاً مهتمين بالنقد الأدبي, باعتبار أن المسرح جزء رئيس من أجزاء الأدب, فحاولنا أن نسدد ونقارب وسط عدم إقامة الدورات إلا أننا ارتأينا أن نقوم بهذه الأمور, حتى تستفيد كل الوفود المشاركة".
ويؤكد الأحمري أن السبب وراء اختيار فئة الشباب لهذا المهرجان بقوله: "الشباب لديهم نتاج أدبي و فكري جيد و رائع, وقدموا أنفسهم خلال الفترة السابقة, ويحتاجون منا للالتفات لهم, فهم يحققون جوائز داخلية وأخرى خارجية, واستطاعوا في الفترة القليلة الماضية تقديم سيل من الانجازات ساهم في نقل المسرح السعودي, و قدموا الكثير في سبيل تطوير الحراك المسرحي".
وعن مستوى الرضا التنظيمي والفني للمهرجان لدى إدارة المهرجان يقول الأحمري: "المهرجان هو نتاج جهد شهور مضت, وأعتقد أننا كسبنا وجوهاً جديدة سواء من الممثلين أو الكتاب أو المخرجين, فالكل هنا يتنافس من أجل تقديم مشاهدة جميلة لنا, وهذا ما يهمنا نحن كلجنة عليا للمهرجان, أن نستفيد من الطاقات الشابة التي شاركت في المهرجان. واللجان العاملة التي عملت طوال الفترة الماضية, كان هدفها الأول والأخير نجاح مهرجان الطائف للشباب، وأعتقد أن ذلك تحقق لأن كل المشاركين بالمهرجان ترتسم على وجوههم علامات الرضا, وهذا هدفنا الذي نرغب في تحقيقه".
يذكر أن لجنة التحكيم التي تتكون من الأستاذ سامي الزهراني، الأستاذ نايف البقمي، الأستاذ زكريا المؤمني ستعلن يوم غد الأحد عن الفائزين الثمانية بجائزة "الرمانة الذهبية" التي تعد شعاراً لمهرجان الطائف المسرحي الأول للشباب.