رائدة التعليم النسائي في المملكة العربية السعودية

تكريم الأميرة عفت الثنيان

عربيات - خاص

سجل يوم الثلاثاء الموافق 20/2/2001م تكريم من نوع خاص أقامه (الملتقى الثقافي) بمدينة جدة لذكرى صاحبة السمو الأميرة عفت الثنيان حرم المغفور له الملك فيصل على شرف صاحبة السمو الملكي الأميرة سارة بنت فيصل بن عبدالعزيز.

وكما كانت حياة تلك الإنسانة وسيرتها العطرة رائعة ومشرفة جاء تكريمها على مستوى عطاءاتها.... عكست سيدات الملتقى وضيوف الحفل المكانة الخالدة التي تحتلها الأميرة عفت رحمها الله في قلوب كل امرأة سعودية بعد ان رفعت مشعل التعليم في البلاد وادخلت والفتاة السعودية في عهد جديد تنطلق منه نحو مستقبل مشرق... وهانحن نحاول اليوم أن نجعل من صفحات عربيات مرآه ناصعة تعكس ذلك الحب والتقدير لرمز العطاء والإرادة وللذكرىالتي لن تموت أبداً لأن التاريخ سجل أعمالها بأحرف من نور والقلوب حفظتها بكل الحب والفخر والإعتزاز.


كلمة عضوات الملتقى
ألقتها الدكتورة/ نورة خالد السعد أوضحت فيها أحداث (الملتقى) وأثنت فيها على عطاءات الأميرة عفت رحمها الله قائلة: "يفنى الجسد ويبقى العمل الصالح والذكرى العطرة... ونحن نتشرف اليوم بتكريم ذكرى عطرة لامرأة تميزت بعطاءها في مختلف مجالات الحياة وكانت تستثمر مالديها من قدرات ذهنية ومالديها من مخزون انساني لتدفع المرأة بشكل خاص وتدعم دورها في بناء مجتمعها".

 

"تفاعلها الإجتماعي" السيدة. سعاد الحسيني الجفالي
ثم تقدمت السيدة (سعاد الجفالي) لإلقاء كلمتها حيث قالت: "شرف لي أن أشارك في ذكرى رائدة النهضة النسائية في المملكة العربية السعودية بعد أن رافقتها في مراحل تطور المملكة قبل مايقارب 47 سنة، شاهدت فيها عن قرب كيف أن مجد وصولجان السلطان لم يبعدها عن أسلوب حياتها وبساطة تعاملها وعملها الدؤوب للإرتقاء بكل شيء حولها، فأسست أول مدرسة للفتيات...وكانت دائماً قوية وواثقة بنفسها  إلى جانب تواضعها وتحسن استقبالها للضيف....لها تجربة واسعة في الحياة فكانت أمتع اللحظات هي لحظات سردها لذكرياتها منذ وصولها للملكة لأداء العمرة قبل 70 عام وهي في ربيع عمرها وسرعان ما تأقلمت آنذاك وتكيفت وأعطت بكل حماس حتى تركت هذه البصمات الخالدة.... ولقد كانت رحمها الله لا تنشغل أبداً عن الأعمال الخيرية التي ارتبطت بها فاذكر مساندتها لقضية القدس ودعمها لها حتى أنها طوال 40 سنة لم تنقطع تبرعاتها ولا لعام  واحد من أجل القدس وأبناء القدس.... من جهة أخرى كانت عاشقة للفن والجمال والطبيعة وتميزت بشكل خاص بحبها لزهرة (الأوركيد)..."

 

"مدارس دار الحنان" الأستاذة. سيسيل رشدي
بدأت الأستاذة (سيسيل رشدي) كلمتها بسؤال: "لماذا كل هذه الأهمية لدار الحنان؟"... و أجابت على ذلك السؤال بكلمة الرئيس العام لتعليم البنات في المملمة العربية السعودية عام1983م حيث قال (فتحت مدارس دار الحنان لتكون مجس نبض على قلب الأمة... ولقد نجحت التجربة بفضل الله وبها افتتحنا تعليم البنات في المملكة)... وتستطرد قائلة "كانت الملكة عفت رحمها الله أول مشعل يضيء الدرب أمام الفتاة السعودية بتأسيسها لهذه المدرسة وكان وراء نجاح المؤسسة رجاحة عقلها ووعيها ومتابعتها لكل صغيرة وكبيرة إلى جانب محاولتها الدائمة لإثبات دور المرأة ودفعها للتعليم والعمل ففي بداية عهد دار الحنان كان يصعب إيجاد مدرسات لبعض المناهج وكانت تصمم على عدم منحها إلا للنساء وتدقق في الإختيار إلى أن تصل لما تطمح إليه... وهاهي ثمرة تخطيطها نراها في ماثلة أمامنا في صفوة نساء المملكة اللواتي تخرجن من دار الحنان"

"ثمرات دار الرعاية" الأستاذة. عزيزة الغمري
احدى طالبات القسم الداخلي بمدرسة (دار الحنان)وتحضر حالياً للماجستير في مناهج وطرق التدريس في كلية التربية بجدة تقول"يصعب الحديث عن انتماء طالبات دار الحنان لهذا الصرح العظيم ويصعب الحديث عن رائدته صاحبة السمو الملكي الأميرة عفت الثنيان رحمها الله...واذكر أنه لشدة اهتمامها بطالبات القسم الداخلي كانت عندما تأتي لحضور الحفلات السنوية تتوجه أولاً للقسم الداخلي لتستفسر عن مطالبنا ورغباتنا،كنا آنذاك أطفال فنجيبها (نريد أن نذهب إلى البحر) وسرعان ما تلبي طلبنا حتى كان منزلها العامر في البحر مسخراً لنا في نهاية كل أسبوع... ولها رحمها الله معي شخصياً موقف نبيل لا أنساه عندما أصبت بمرض صدري واشتدت حالتي فما كان منها إلا إصدار أمر بإرسالي للعلاج في مستشفى التخصصي بالرياض وكان المشرف على علاجي هو طبيبها الخاص ثم استضافتني في قصرها حتى تماثلت للشفاء".
 
"كلية عفت... الحلم الذي تحقق" للأستاذة الدكتورة. سميرة إسلام
تلا ذلك كلمة الأستاذة الدكتورة سميرة إسلام وهي أول سيدة عربية ومسلمة تحصل على جائزة اليونسكو للمرأة والعلوم، والعميدة المؤسسة لكلية عفت الأهلية،تقول"لم تكن كلية عفت قبل 45 عاماً سوى حلماً جميلاً تحلم به الأميرة عفت رحمها الله،فمنذ تأسيسها لمدرسة(دار الحنان) كانت تحلم بأن تكون تلك المؤسسة نواة ترعى الفتاة السعودية من الحضانة إلى الجامعة...و قد استدعتني في مرحلة الإعداد والتأسيس وكنت آنذاك في مهمة بمنظمة الصحة العالمية، ولازالت كلماتها في أذني حرفيا كما قالتها (يا بنتي أنا كنت دائماً أبغاك تشتغلي معايا لكن لم يكن لديّ العمل اللائق بمؤهلاتك... واليوم الحمدلله جاءت الفرصة وأبغاك تبيضي وجهي) فاستجبت فوراً لنداء عفت ونداء الوطن ولم أتردد في الإستقالة والعودة لتحقيق هذا الحلم الجميل.. كانت مؤمنة رحمها الله بأن الحياة رسالة وأتمنى أن نكون جميعاً مؤهلين لإيصال هذه الرسالة وتحقيق أملها الأخير(بيضي وجهي يا بنتي) وكل امرأة سعودية حظيت بشرف التعليم هي ابنتة عفت رائدة التعليم.
 

"رسالة محبة من الكويت" السيدة. منيرة خالد المطوع
وأخيراً تقدمت السيدة منيرة المطوع رئيسة جمعية المعوقين في الكويت بإلقاء كلمتها حيث قالت( بالأصالة عن نفسي ونيابة عن أعضاء الجمعية الكويتية لرعاية المعوقين وعن جميع أخواتنا الكويتيات أتقدم بالثناء والتقدير لأعمال هذه الإنسانة المتميزة في شتى مجالات العمل الإنساني والإجتماعي والثقافي... كانت رحمها الله تعمل في صمت وتترك إنجازاتها تتحدث عنها، فرفعت راية العلم منذ أكثر من نصف قرن حتى غدت المرأة السعودية بحق أعلى نساء الخليج مكانةً وعلماً وثقافة واحتلت أرفع المناصب المحلية والعالمية).

 
قالوا عنها
الأميرة سارة الفيصل: كانت تؤكد علينا أن تعليم المرأة هو سلاحها وتوصينا بالتمسك بالدين واحترام الناس جميعاً.

الأميرة لطيفة الفيصل: كانت بجوار والدي الفيصل نعم الرفيق وكانت توصينا بالشخصية المستقلة والجرأة والوضوح طالما كنا على حق.

الأميرة لولوة الفيصل: نشأت في كنف فيصل وعفت رحمهما الله وكانا وحدة متكاملة وشخصية واحدة تركت بصماتها الواضحة في مجرى حياتي.

الدكتور غازي القصيبي: كانت رائدة التعليم النسوي في المملكة يوم كان الكلام مجرد الكلام عن تعليم المرأة مغامرة غير مأمونة العواقب

أحمد محمد باديب: وماتت ملكة القلوب، أحبوها فسموها الملكة عفت، لأنها ملكت قلوبهم.

د.آمال شبكشي: لقد سطر التاريخ بمداد من ذهب قصة هذه السيدة العظيمة التي أسرت القلوب والعقول بكفاحها وطموحها اللامتناهي.

ندى الفايز: كانت رائدة سابقة بأفكارها العصر الذي عاشت فيه.