الحسون: التبادل الثقافي لاينفصل عن التبادل الاقتصادي

التبادل الطلابي، تجربة استعرضها منتدى جدة الاقتصادي

نهى البركاتي، سلطان المنصوري
صور وفيديو

ألقى منتدى جدة الاقتصادي التاسع الضوء على برنامج التبادل الطلابي ليضيف إلى أهداف التبادل الاقتصادي تبادل معرفي وثقافي، وقد ضم البرنامج عدد من الطلاب الأمريكيين المنتسبين لجامعات مختلفة من ولايات متفرقة  في أمريكا بالإضافة للطلاب السعوديين المنتسبين لعدد من الكليات والجامعات السعودية.

 

 

 

آراء حول البرنامج
علقت الأستاذة مضاوي الحسون عضو مجلس إدارة غرفة جدة على برنامج التبادل الطلابي، فقالت:" كنا بحاجة لهذه الإضافة, لأن التبادل الثقافي يفتح أبواب الفكر ويدعم التواصل الحضاري ويؤهل الطالب بثقافة الحوار وأسلوب طرح الأفكار وضرورة الإصغاء إلى الآخرين مما سينعكس بالتأكيد على شخصية الملتحقين بالبرنامج  ويساعدهم على التفاعل بشكل أكبر مع مجتمعهم".
وعن فترة التبادل الطلابي والتي تم تحديدها بالثلاث أسابيع، قالت:" أعتقد أن هذه الفترة كافية كبداية خاصة و أن البرنامج الذي وضع للطلاب مكثف".

أما الدكتور زياد أبوزنادة أمين عام الغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة فاعتبر أن البرنامج بوسعه تخريج (سفراء للحقيقة)، قائلاً:" في فترة السبعينات الميلادية كان هناك انفتاح على البعثات حيث تجاوز عدد المبتعثين 70 ألف، غير أن البعثات توقفت لفترة قبل أن يعاد تفعيلها مؤخراً حيث بلغ عدد المبتعثين حوالي 20 ألف, وجاء اليوم برنامج التبادل الطلابي ليقدم فائدة مزدوجة فهو من جهة يعرف الطالب الأمريكي على ثقافة المجتمع السعودي والعالم العربي وآلية الرد على الإعلام الغربي الذي  يهضم حق العالم العربي بتصويره بصورة تختلف عن الواقع"... ويضيف:" الطالب الأمريكي أتيحت له فرصة ليشاهد الحقيقة ويتعرف علينا بلا تزيف، وأعتقد أن كل مشارك في هذا البرنامج قد أصبح من (سفراء الحقيقة) الذين بوسعهم أن يصححوا المعلومات المغلوطة عنا عندما يعودوا لموطنهم, كما أن البرنامج يعد من جهة أخرى فرصة لطلابنا للتعرف على الآخر والاقتراب منه واستيعاب رؤاه".

وعن الانعكاس الاقتصادي للبرنامج، يقول:" الحوار بين الحضارات هو العمود الفقري للاقتصاد وعليه تقوم عليه الشراكات والتحالفات الناجحة"... ويضيف:" لازلنا في كثير من الأحيان نجد من يفكر في ذاته ومصلحته بعيدا عن مصلحة الآخرين متناسياً أن مصلحته لن تتحقق إلا إذا تحققت مصالحهم، لذلك أعتقد أن فالفرد هو الأساس في حل هذه المشكلة وهو بحاجة إلى تبادل الحوار والمعرفة وتطبيق أفضل مايجده لدى الآخر، وكلما ازداد نضج الفرد الثقافي يتمكن من خوض تجربة الاحتكاك والاستفادة والحوار بإيجابية دون أن يصاب بصدمة ثقافية أو يشعر بالإحباط من الفارق بين وضعه الحالي ووضع غيره"... وتعليقاً على فترة البرنامج، يقول:" الفترة قصيرة إلى حد ما ولاتتيح للطالب سوى الاطلاع على أفضل الأمور بطريقة انتقائية هنا أو هناك بينما المطلوب أن يتعرف على السلبيات والإيجابيات".

البرنامج بعيون الطلاب
الطالبة نوف العطيوي تصف تجربتها في برنامج التبادل الطلابي فتقول:" التجربة رائعة لأننا قمنا بتعريف السعودية لأشخاص لا يعرفون عنها سوى ما تتناوله وسائل الإعلام عن الإرهاب والإرهابيين, وقد كانت مفاجأة بالنسبة لهم أن يتعرفوا على مجتمعنا وحضارتنا وثقافتنا وكذلك على الشركات التي قاموا بزيارتها"... وعن استفادتها الشخصية، تقول:" زرنا العديد من الشركات المختصة بإنتاج الطاقة والمعنية بشؤون البيئة، فتعرفنا على آلية عملهم وتأثيرهم على الاقتصاد بالإضافة إلى التأثير والتأثر المتبادل بينهم وبين الشركات الأخرى، ولقد جمعنا كل تلك المعلومات لإعداد فيلم وثائقي عن الرحلة حتى يستفيد زملائنا من المعلومات التي حصلنا عليها"... وتضيف:" من جهة أخرى استشعرنا مسؤولية تمثيل وطننا وديننا كما تعرفنا على الفارق بين الرحلات التعليمية والرحلات الترفيهية التي اعتدنا عليها".
وعن الفارق بين المستوى التعليمي والثقافي للطالب السعودي والأمريكي، تقول:" مستوى التعليم كان تقريبا موحد, أما عن المستوى الثقافي فهناك معلومات كثيرة كنا نعرفها عن بلدهم بينما هم أنفسهم لم يتعرفوا عليها إلا من خلالنا".

 

meen3_842918333.jpgعبد الرحمن عطية طالب في كلية إدارة الأعمال، يصف تجربته قائلاً:" أقل ما يقال عنها أنها رحلة تثقيفية تعليمية تعرفنا خلالها على نظرة الشعب الأمريكي للشعب السعودي"... ويضيف ريان كركدان الطالب بكلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز عن الصعوبات التي واجهتهم قائلاً:" أهمها صعوبات الحصول على الفيزا وإجراءات الأمن في المطار وهي ليست جديدة بعد أحداث 11 سبتمبر".

 

 

 

 

 

على الجانب الآخر تحدثت الطالبة الأمريكية ميجن شالتن عن انطباعها، قائلة:" كانت فرصة رائعة بالنسبة لي أن أزور الدمام والرياض وجدة، ولقد وجدت أن الشعب السعودي مضياف ومثقف ويسهل تكوين الصداقات معه وبالفعل اكتسبت عدد من الأصدقاء خلال زيارتي بالإضافة إلى من كانوا معنا في البرنامج"... وتضيف عن استفادتها قائلة:"تعرفت على بعض الشركات السعودية واستفدت من المعلومات التي قدمها لنا البرنامج، كما لاحظت أن المعلومات التي يدرسها الطالب السعودي في نفس التخصص والمرحلة العمرية لاتختلف إلى حد كبير عن ما ندرسه"... وعن تأقلمها مع الثقافة الإسلامية والتقاليد العربية قالت:" أنا أحترم قوانين البلد وسعيدة بمدى تعاون الناس وتفهمهم"... أما عن استعدادها لتكرار الزيارة للمملكة، فقالت:" أتمنى ذلك، ولو أتيحت لي الفرصة للعودة من أجل السياحة أو العمل فسأكون سعيدة بذلك".

رنا الأموي – طالبة سعودية – ترى أن حجابها لم يمنعها من التواصل مع طلاب وطالبات أمريكا، وتضيف:" اتفق مع أحد الزملاء عندما اعتبر أن لكل منا حرية التعبير عن نفسه وحرية ممارسة دينه، فالعلاقات بين الطلاب مبنية على أسس إنسانية ولم يعد هناك فارق كبير بين الطالب في الغرب أو الشرق فالعولمة جعلتنا نتشابه في التفكير والدراسة مع وجود الفارق في السمات الشخصية والتي أصبحت أكثر انفتاحا لسماع الآخر ومناقشته على أسس منطقية... ولكن ما يؤسفني هو طريقة التعامل والتفتيش التي تعرض لها الطلاب السعوديون في مطار واشنطن العاصمة".

Meen4_967031339.jpgمهند مدير طالب في السنة النهائية في جامعة الملك عبد العزيز شارك في برنامج التبادل الطلابي وعنه يقول:" تم اختيارنا من بين المجموعة التي تطوعت العام الماضي ضمن فريق تنظيم منتدى جدة الاقتصادي 2007م حيث قامت كلية عفت بإجراء مقابلة شخصية معنا قبل أن يقع ترشيحها علينا"... ويضيف:" بالنسبة لي تعتبر جامعة ديوك من أهم الأماكن التي قمنا بزيارتها لما تقدمه من منحات دراسية للطلاب والطالبات من شتى أنحاء العالم، كما أن من أهم مشاريعهم (البيت الذكي) الذي أتمنى أن أرى مشاريع متطورة ومماثله له في بلدي، بالإضافة إلى وجود مركز للأبحاث يسهل عمل الطلاب و يمدهم بكل جديد في مجال بحثهم حتى يبدأ الطالب من حيث انتهى الآخرون, وأعجبت كذلك بالغابة التي زرناها والتي يجرى اختبار تأثير ثاني أكسيد الكربون عليها ضمن أبحاث المحافظة على البيئة, أما الأكثر إثارة وما لم نكن نتوقع أن تتاح لنا فرصة زيارته فهو مصنع للأسلحة الدفاعية"... ويضيف:" أستطيع أن أختصر الاستفادة الكبيرة التي حصلنا عليها بأنها كانت فرصة معرفة وتعلم وتعارف".