هناء الرملي: المبادرة انطلقت من مكتبتي إلى "الفيس بوك" لتصل لمخيم غزة

أول مبادرة لدعم أطفال غزة بالكتب

جيهان محروس - القاهرة
صور وفيديو

عربيات - خاص: في منزلها الصغير جلست مقابل مكتبتها التي امتلأت بالكتب... عادت وهي تطلع على عناوين الكتب إلى رحلتها في الحياة، وشدتها كتب الأطفال التي تجاوزت 700 كتاب فقررت أن تتبرع بها لمن يستفيد منها، ومن هنا تحولت فكرة صغيرة إلى مبادرة كبيرة هي مبادرة "كتابي كتابك" التي توجهت إلى أطفال مخيمات غزة. أما صاحبة المبادرة فهي السيدة هناء الرملي التي تستضيفها عربيات لمعرفة المزيد عن الفكرة بعد استعانتها بالشبكة الاجتماعية (الفيسبوك) واستقبالها لعدد من المبادرات الخارجية.


في البداية، من هي هناء الرملي؟
أنا مواطنة أردنية، ومهندسة مدنية، وكاتبة، ومخرجة أفلام وثائقية مستقلة،كما أنني باحثة، وناشطة في مجال ثقافة الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات، كما إنني عضوة في عدد من النقابات والجمعيات كنقابة المهندسين الأردنيين، واتحاد كتاب الإنترنت العرب، والهيئة الإدارية فرع الأردن، والجمعية العالمية للمهندسين، و الجمعية الأردنية للحاسبات، والهيئة الأردنية للتضامن الاجتماعي والإنسان، و الهيئة التأسيسية، وجمعية يافا للتنمية الاجتماعية.

hana2_564679056.jpgمبادرة كتابي كتابك والتي أطلقتها الرملي إلى ماذا تهدف؟
مبادرة "كتابي كتابك" هدفها إنشاء مكتبة أطفال في كل مخيم فلسطيني وحي فقير، من خلال مركز أو جمعية خيرية في المنطقة أو المخيم، جاءتني الفكرة حينما وجدت أن لدي مكتبة كبيرة تزيد فيها كتب الأطفال عن  700 كتاب بين قصص وكتب تعليمية، ففكرت بأن تعم فائدة المكتبة على أكبر عدد ممكن من الأطفال والفتيان خاصة بعد أن أصبحوا أبنائي في مرحلة الشباب، فاتصلت بالمشرفة في قسم الأنشطة الثقافية "جندية الدهيني" بمركز خيري تنموي في مخيم غزة جرش وهو مركز البرامج النسائية، واقترحت عليها إنشاء مكتبة أطفال في المركز لديهم، فرحبت جداً بالفكرة، وقامت بتأمين مكتب متكامل تابع للمركز لهذا الغرض.
ومن ثم رغبت في تعميم هذه التجربة، وأشركت غيري في المبادرة تشجيعاً لثقافة التطوع والتبرع بالكتب المقروءة، خاصة كتب الأطفال التي قد تكون موجودة في كل بيت.

كيف قمت بنشر الفكرة؟
أنا متخصصة بشؤون الإنترنت، وثقافة الإنترنت المجتمعية، من حيث طرق استخدام الإنترنت وأخلاقياتها، وكثيراً ما كنت أطرح نفس موضوع الحوار"كيف تستثمر الفيس بوك ووجودك به في إنشاء مشروع خيري يخدم مجتمعك ووطنك"، لذا قمت في البداية بنشر المبادرة من خلال الفيس بوك، و بين قوائم الأصدقاء لدي، والتي تصل إلى أكثر من 8000 صديق، ولقد لمست الصدى من خلال مشتركي الفيس بوك بعدد من عروض المساهمة والمساعدة سواء من المقيمين في الأردن أو خارجها، ومن كافة الجنسيات العربية في الوطن العربي وبلاد الاغتراب.

لماذا مخيم غزة تحديداً؟
اخترت مخيم غزة لأنني أعرف مسبقا مشرفة الأنشطة الثقافية في مركز البرامج النسائية "جندية الدهيني"، ولأنني على إطلاع بجوانب من أنشطتهم التنموية المميزة التي تخدم سكان المخيم بكافة الشرائح، وكذلك أدرك مدى حاجة مخيم غزة للمشاريع التنموي، وفكرة المبادرة قائمة على أن نبدأ بمخيم وننشيء به مكتبة أطفال لتنتقل إلى المخيم الذي يليه، بالإضافة إلى وضع خطة لمتابعة آليه عمل المكتبة، وأساليب تحفيز الأطفال على القراءة بالتعاون مع المتطوعين في كل مركز خيري أو جمعية خيرية يتم الاتفاق معها.


ماهي الانجازات التي حققتها المبادرة إلى الآن؟ وهل من جهات ممولة لها؟
تم إنشاء مجموعة خاصة بمبادرة "كتابي كتابك" في موقع الفيس بوك، وكذلك مدونة يتم فيها نشر المستجدات، وتم نقل مجموعة مكتبة الأطفال المؤلفة من 670 كتاب تقريباً إلى مركز البرامج النسائية، وساهمت مؤسسة عبد الحميد شومان بتقديم الأثاث المكتبي المتكامل من أرفف وطاولات وكراسي، إضافة للكتب، وأجهزة الكمبيوتر، وتدريب العاملين في المكتبة على إدارة المكتب. كما قمنا بوضع آلية عمل لجان للمبادرة مصنفة بحسب المهام عبر الإنترنت، وتم زيارة مركز البرامج النسائية في المخيم والاطلاع على المكان المخصص للمكتبة وأنشطة المركز والتعرف على العاملين به والمتطوعين والأطفال المستفيدين من خدماته. ونستعد الآن  لتصوير فيلم قصير (بروموشن) حول المبادرة سيتم قريبا عرضه على الإنترنت في اليوتيوب والفيس بوك ومن ثم نشره، على نطاق أوسع. أيضاً تم كتابة مجموعة شعارات لتشجيع الاطفال على القراءة من قبل المتطوعين في المبادرة تحديدا المبدعين في الكتابة المتخصصة للأطفال لنقوم بتصميمها كملصقات، وقمنا بالاتفاق مع فرقة فنية فلسطينية مقيمة في كندا على تأليف، وتلحين، وغناء، أغنية خاصة بالمبادرة موجهه للأطفال، تعد مساهمة وتبرع منهم للمبادرة.

ما هي نوعية الكتب التي سيتم عرضها ؟
بالأساس فكرة المبادرة انطلقت على تبرع الناس بالكتب التي لديها بالإضافة إلى  تبرع دور النشر والمكتبات، أما أما نوعية الكتب فهي الخاصة بالأطفال من عمر 5 سنوات وحتى 18 سنة، من قصص وروايات وكتب علمية وتاريخية وموسوعات وغيرها.

ما ردة فعل سكان المخيم على تلك المبادرة؟
المخيم بحاجة لأي مشروع تنموي خيري، وهناك العديد من المشاريع القيمة القائمة والتي تقدم خدمات مميزة لسكان المخيم. بخصوص المبادرة وفكرتها كانت رائدة على مستوى المخيم وجميع المخيمات كما وصلني من آراء وردود، وقد سألت الكبار والصغار حول فكرة المبادرة وإنشاء مكتبة خاصة بالأطفال بالمخيم فوجدتهم فرحين بهذه الفكرة جدا ومتحمسين لها، وكانت بالنسبة للكثير منهم حلم لطالما تمنوا تحقيقه وشغل الكثيرين ممن حرموا في طفولتهم من مكتبة أطفال عامة وإمكانية القراءة والإطلاع. واحتفت بها الأمهات لأن أولادهم لم يكن لديهم مكان للترفيه والتعلم حتى وجدت مكتبة منظمة يمكنهم زيارتها وقضاء أوقات الفراغ بها، بالإضافة لوجود أجهزة كمبيوتر في المكتبة تتضمن برامج وألعاب تعليمية تهدف إلى تحفيز الأطفال على التعلم والقراءة بأساليب مختلفة، وبهذا يتوفر الكتاب المطبوع والكتاب الإلكتروني والبرنامج التعليمية.

هل من ردود فعل خارجية تجاه المبادرة؟
الجميل في المبادرة أن عدد كبير من المقيمين في الخارج سوف يساهمون بها إما بتطبيقها في بلادهم مثل سوريا ولبنان، وفلسطين على نطاق المخيمات الفلسطينية، أو في الأحياء الفقيرة النائية في بلادهم، بالإضافة إلى التطوع بتزويدنا كتب أطفال من دور نشر عربية كبرى في أكثر من بلد عربي.

من خلال "مجلة عربيات" ما هي دعوتك للمجتمع لإنجاح المشروع؟
أدعو أفراد مجتمعنا المحلي والعربي سواء، أن يحاول كل فرد منهم المساهمة بما يتيسر لهم، فنحن لا نجمع تبرعات مادية وإنما عينية لكل ما يتعلق بإنشاء وتجهيز مكتبات عامة للأطفال.