النشاط التراثي والثقافي والنسائي

الجنادرية 16

دينا شهوان

ضمن كوكبة رائعة من الفوانيس التراثية افتتح ولي العهد السعودي مهرجان الجنادرية السادس عشر حيث بدأت فعاليات مهرجان الجنادرية الوطني الـ 16 للتراث والثقافة و الذي ينظمه الحرس الوطني السعودي وسط أجواء من القلق العربي على الأوضاع  الراهنة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو قلق يبدو واضحاً من خلال حضور الانتفاضة في الأوبريت الغنائي  لهذه السنة.

ولقد  توهجت الفوانيس في قرية الجنادرية قرب الرياض، حيث افتتح ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير عبد الله بن عبد العزيز،  نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز .

 أولى فعاليات "الجنادرية 16" التي تقتصر عادة على كبار المسؤولين وضيوف المهرجان ،  تم تقديم  الأوبريت الغنائية التي يشارك فيها "للمرة الأولى" فنانون من جميع البلدان الخليجية ".
وأكملت اللجان العاملة في المهرجان كل استعداداتها لإقامة الأمسيات الثقافية والأدبية والتراثية.ويشهد اليوم الأول من فعاليات المهرجان انطلاق سباق الهجن السنوي الكبير إلى جانب الأوبريت.
ويولي المهرجان الجانب التراثي اهتماماً كبيراً من خلال عرض الموروث الشعبي في مختلف جوانبه وصوره الحية، وذلك في القرية الشعبية المقامة بالجنادرية ، وتضم السوق الشعبية بأنشطتها الحرفية والاجتماعية والصناعات اليدوية من مختلف مناطق المملكة، إلى جانب المزرعة التقليدية والألعاب الشعبية وعرض متكامل عن الصور الاجتماعية السائدة في أنحاء المملكة كافة ،  مثل زفة العروس والمسحراتي.

ويضمن البرنامج  الثقافي ايضا محاضرات وندوات وامسيات   تتناول الحوار العربي مع الدكتور( اسامة الباز) مستشار الرئيس المصري و محاضرات عن مستقبل السعودية بعد جيل والحركة الفكرية في جنوب المملكة  والحوار الاسلامي وامسية عن الشعر العربي الفصيح وندوة موضوعها الانسان والمجتمع في الرؤيا الاسلامية ومحاضرةالإسلام وافريقيا وندوة عن  مستقبل الاقتصادات الإسلامية في عصر الإقتصاد العالمي الجديدومحاضرة عن الشورى في النظام الإسلام  ومقارنتها بالنظم الغربية  الاخرى.
وندوة عن  العلاقات الدولية الراهنة وقضايا الحرب والسلام في الرؤية الإسلامية  مقارنة بالاوضاع الدولية الراهنة والنظر في امكانية تطوير الامم المتحدة وامسية شعرية شعبية وندوة عن  رعاية الموهوبين في العالم العربي وامسية شعرية من الشعر الفصيح .
يحتوى اوبريت الجنادرية الذي كتب كلماته هذا العام الشاعر( مساعد الرشيدي) على لوحة غنائية للقدس وللطفل محمد الدرة وكذلك اداء الدبكة الفلسطينية الى جانب لوحات سعودية وطنية ومواويل خليجة تقدم للمرة الاولى خلال اوبريت الجنادرية السادس عشر .


من كلمات اللوحة الفلسطينية
يالصامدة القدس
الذود من دونك فخر
والموتلجلك عرس
يا محمد الدرة
هونفسه الرامي
اللي طغى شره
واللي اقترفقانا
وصبرا وشاتيلا
في كفه الدامي

عرض بدء فعاليات مهرجان الجنادرية السادس عشر للنشاط النسائي

عقدت اللجنة النسائية للتراث اجتماعا برئاسة ( أ.فاطمة  بنت محمدالسلوم) رئيسة اللجنة النسائية للتراث  وذلك لتوزيع المهام الإشرافية على جميع عضواتاللجنة النسائية للتراث حيث وزعت الأعمال الى لجان لإستكمال كافة الاستعداداتالازمةلإقامة البرامج التراثية ، التي تعكس حضارة وهوية وثقافة هذه البلادالمباركة .
ولقد قسمت المهام كالاتي :  اللجنة الإعلامية باشراف( أ.هدى النعيم)و(سالمة الموشي)،ولجنة العلاقات العامة (وفاء شما) و(نورة سلطان)،  ولجنة التنظيم (فاطمه الهويدي)، (بدرية الدخيل)، (كفاية آل سعود) وبرنامج الحرف اليدوية (موضي المقيطب) وصالة الفنون التشكيلية ( امل فروانه )  والالعاب الشعبية  (امل الجندل )، والصالة الثقافية (منيرة العلي )، (د عواطف سلامة ) .
ولقد صرحت أ.هدى النعيم مديرة القسم النسائي فيمركز الأمير سلمان الإجتماعيوعضو اللجنة النسائية للتراث والمشرفة على اللجنةالإعلامية ، عن أهمية وبدءفعاليات المهرجان.

 قائلة :"يولي المهرجان الجانبالتراثي إهتماما كبيرا منخلال عرض من  الموروث الشعبي في شتى جوانبه وبصورةحية وذلك في القرية الشعبية المقامة  بالجنادرية ، والتي تشتمل على  السوق الشعبيبدكاكينه واجنحته الداخليةوالخارجية، و المتضمنة عرض للأنشطة الحرفية والإجتماعيةوالصناعات اليدوية والحرفالتقليدية والألعاب الشعبية .
أما عن إماراتالمناطق فهي عبارة عن نماذج مصغرة لهذه  المناطق  بطرازهاالمعماري المميزوحرفها وفنونها وعادتها وتقاليدها.

 ومن أولويات الجانب التراثي بالمهرجانإبراز  أوجه التراث الشعبي متمثلا في الحرف التقليدية واليدوية وذلكبهدف ربطهابواقع حاضرنا المعاصر والمحافظة عليها كهدف من أهداف المهرجانالرئيسيةوإبرازها،

 لما تمثله من إبداع إنساني تراثي عريق مستمر على مدار أجيال سابقة ،ومن الملاحظ انها تعد عنصر جذب جماهيري للمواطنات والمقيمات ، وقد تم إعدادبرنامج للحرف اليدوية أطلق عليه ( المراة الأمس ) تدور فكرته حول ربط المكانبالحرفة ، فقد لوحظ ان جميع الحرف متدواله  في جميع مناطق الممكلة ولكن مسمياتها  تختلف لذا اقترح ان يتم وضع تصور لربط المكان بالحرفة  فالمزرعة  كانت المراةتشارك الرجل من خلال الحصاد والبدر والسف وطحن الحب .
ومن ضمن النماذج بيتالعروس حيث توجد فيه اكثر من حرفة مثل الدلالةوالمشاطة ، ومن تزين العروس ونقشالحناء ومجموعة من الحرف في مكان واحد.كماستتاح للزائرات المشاركة في بعضالمسابقات الخاصة بهذه النماذج.واضافت في قولها" بان للفن التشكيلي دور مهم فيمهرجان الجنادية فمن خلال معرضللفن التشكيلي والذي يطرح قضية القدس وانتفاضةالأقصى . تظهر صورة الفن التشكيليالسعودي في الجنادرية لهذا العام وهذا المعرضيبرز دور التشكيلين تجاه القضيةالفلسطينية والمقدسات الإسلامية وقد تم وضعبرنامج للطفل ضمن صالة الفنونالتشكيلية من خلال مرسم ليظهروا ابداعاتهم وذلكباستخدام بعض أجهزة الكمبيوترالحديثة.
وسيكون للكتاب نصيب من خلال اقامةمعرض  يشارك فيه جميع القطاعات الخاصةوالحكومية ودور النشر والتوزيع.كماأكدت أ.هدى النعيم مشاركة العديد من القطاعات الحكومية سواء وزارات اوجامعات او امارات او مؤسسات او هيئات حكومية وغيرها من الجهات بمعارض داخل السوق الشعبي وخارجه .

حيث تمثل جوانب النهضة التنموية بعد مسيرة حضارية ويتم من خلالهاعرض المقتنيات والإنتاجات والإسهامات المميزة لكل قطاع،  وفي ختام قولهاوجهت اسمىايات الشكر والامتنان الى مقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسموالنائب الثاني على رعايتهم المتواصلة لإحتفالات الجنادرية والتي تحظى بحضور كبير متزايد عام بعد عام.

 

على شرف الأميرة نوف بنت عبدالعزيز انطلق النشاط التراثي

علىشرف صاحبة السمو الملكي الأميرة (نوف بنت عبدالعزيز آل سعود) انطلقت الفعاليات التراثية للمهرجان الوطني السادس عشر للتراث والثقافة.بدأ حفل الافتتاح بتلاوة القرآن الكريم ثم كلمة رئيسة اللجنة النسائية للتراث الاستاذة (فاطمة بنت محمد السلوم) ثم قصائد للشاعرات (بدرية العطا الله السعيد) و(تليدة الشمري) و(الشاعرة الراسية).
بعدها تم تكريم ضيفة الشرف والتي قامت بجولة في القرية الشعبية...وقد عبرت سموالأميرة (نوف بنت عبدالعزيز) عن سعادتها بحضور هذه المناسبة وهذا الحفل الكريم ونوهت بدور المهرجان الوطني في ابراز تراث المملكة وربط الاجيال المعاصرة بماضيهم العريق وتمنت للجميع التوفيق والسداد في جهودهن التي تدل على مدى الوعي الذي تتمتع به المرأة السعودية نحو ماضيها، وربط ذلك بحاضرها الزاهر في عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي  عهده الأمين.

 

النشاطالثقافي

تميزالنشاطالثقافي النسائي  بمحاضرة الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهدآل سعود التي جاءت بعنوان « دور المرأة السعودية في التنمية الاقتصاديةوالاجتماعية».
وقد قدمت لحديثها بموقف الإسلام من عمل المرأة وكيف أنه دينعدالة وواقعية لذلكلم يمنع المرأة من الخروج من بيتها لأن خروجها قد يكون فيبعض الأحيان أمرا لاغنى عنه...ثم طرحت سؤالا هو "هل المجتمع السعودي بحاجةحقيقية وملحة إلى عملالمرأة كضرورة تدعو إليها الحاجة وتمليها المصلحة العامة"؟

 ثم أجابت على السؤالبقولها : هذا السؤال تحكم إجابته القاعدة الأصولية «ما لميتم الواجب إلا بهفهو واجب».
فالمرأة المثقفة لا تقل في مساهمتها ورغبتهافي تنمية مجتمعها عن الرجل. ثمانتقلت للحديث عن أثر تربية المرأة في تحقيقالتنمية الشاملة وخلصت إلى القولأن تربية المرأة تعني تربية المجتمع بأكملهحيث أن لها دورها في التعبئةالشاملة من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعيةخاصة فيما يتعلق بالمسائلالتنفيذية مثل حملات التوعية من أجل الادخار ورفعالوعي الغذائي، ورعايةالأطفال، التزام الأمهات بقواعد الصحة العامة، تحسينمستوى الخدمة في جميع مراحل التعليم، انتظام التلاميذ في الدراسة. وقد اهتمتحكومة خادم الحرمين الشريفين باشراك المرأة السعودية في التنميةالشاملة فيالمملكة وأكدت على ذلك جميع خطط التنمية وذلك لأسباب كثيرة أوردتها.
ثم تحدثتعن واقع مساهمة المرأة السعودية في التنمية وعن أهم المجالات التيتساهم فيهاالمرأة مساهمة فعالة ثم تحدثت عن الآثار الاجتماعية والاقتصاديةلعمل المرأةعلى بنية المجتمع وانتاجه الاقتصادي ثم عن دور المرأة في سعودةالوظائف.. وختمتحديثها بأننا نتطلع من مجتمعنا المحافظ على تقاليده وعاداتهوالمطبق للشريعةالإسلامية السمحة إيجاد فرص أخرى لعمل المرأة وفق ما يتفق مععقيدتنا السمحة،نتطلع بأن يتعاون جميع الباحثين في العلوم الشرعية والاقتصاديةوالاجتماعيةوالأمنية لتغطية جميع الجوانب التي تحكم توظيف المرأة السعودية فيالقطاعينالحكومي والأهلي.

نقوش وكتابات عربية قديمة

تعرض في مهرجان الجنادرية مجموعة من القطع الأثرية من مختلف المناطقالسعودية  التي اشتملت على نقوش وكتابات عربية قديمة بالاضافة الى نقوش وقطع اسلامية مبكرة.
وعرض قسم الأثار والمتاحف بكلية الأداب بحامعة الملك سعود فيالرياض مجموعة من هذه القطع الاثرية امام زوار المهرجان اضافة الى صور للمواقع الأثرية الهامة في مناطق شمال السعودية مثل العلا ومدائن صالح ومناطق الجوف وجنوب البلاد ووسطها مثل الفاو ونجران وشرقها المتمثل في في الكلتقطات من المنطقة الشرقية والجبيل.