أستعد لحمل لقب رئيس سابق

مكاشفة مع رئيس منتدى جدة الإقتصادي 2007 سامي بحراوي

عربيات : حوار رانية سليمان سلامة
صور وفيديو

 

تغطية المنتدى 2001م

تغطية المنتدى 2002م

تغطية المنتدى 2003م

تغطية المنتدى 2004م

تغطية المنتدى 2005م

تغطية المنتدى 2006م

خاص - عربيات: صاحبت رياح التغيير التي طرأت على إدارة منتدى جدة الاقتصادي 2007 عواصف عاتية من التصريحات والاتهامات غير أن الرئيس الجديد اختار مواجهتها بأسلوب جديد... وعلى وعد التمسك بشفافيته المعهودة، التقت "عربيات" بالأستاذ/ سامي فؤاد بحراوي رئيس مجلس جدة للتسويق ورئيس منتدى جدة الاقتصادي وعضو مجلس إدارة الغرفة التجارية، في حوار خاص يكشف لنا فيه عن حقيقة المصاعب التي واجهت إدارته والآلية التي سيتبناها لمعالجة الأخطاء مع تحديد مقومات النجاح والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها.


(أنا أتحمل المسؤولية كاملة عن جميع الأخطاء التي وقعت في منتدى جدة الاقتصادي 2007) اعتراف لم نعتد على سماعه خاصة من مسؤول لايزال يجلس على مقعد رئاسة مجلس جدة للتسويق ومنتدى جدة الاقتصادي، فهل هي شفافية؟ أو محاولة لاحتواء ردود الفعل الصاخبة حول منتدى هذا العام؟
في البداية لخلفيتي بالعمل في الشركات العائلية دور في أسلوب إدارتي للمنتدى وفي تعاملي مع فريق العمل... فأنا أؤمن بأن من يعمل قد يخطيء ولايعقل أن الإنسان الذي يطور ويخطط وينفذ لايقع في الخطأ أبداً... من الطبيعي أن تقع أخطاء أو تقصير ومن الواجب أن يتحمل الرئيس مسؤوليتها... كما أنني كرئيس للمنتدى قمت باختيار فريق العمل منذ البداية وأشرفت عليه حتى النهاية، ووضعت مبادئ لابد أن أكون أول من يطبقها على نفسه، فإذا أردت من فريقي أن يستمر بالعمل معي لايصح أن أوجه لأحد أفراده اتهامات مبرئاً ساحتي.

هل كانت المهمة صعبة لضيق الوقت حيث لم يفصل بين قرار تعينك كرئيس للمنتدى وبين انطلاق المنتدى سوى 8 أشهر تقريباً؟
منذ أن قبلت بهذه المهمة شعرت بمسؤولية كبيرة وكنت مدرك لأهمية الحدث بالنسبة لمدينة جدة وللمملكة ولرجال وسيدات الأعمال... بالنسبة لصعوبتها لم تكن صعبة بمعنى مستحيلة وإلا لكنت انسحبت، كذلك لا أتعذر بضيق الوقت أو أنه لم يكن كافياً للتجهيز للمنتدى فالتوقيت ليس عذراً منطقياً بوسعي تقديمه الآن خاصة وأنني كنت أعلم عن الوقت المتبقي لانطلاق المنتدى منذ استلام رئاسته ولم أتفاجأ به حتى أخرج بعد انتهاء المنتدى مبرراً أي تقصير أو خلل بضيق الوقت، هذا تبرير غير مقبول ولم يصدر عني.

الاعتراف بالأخطاء لا يلغي حقيقة تحقيقنا للنجاح

عند سرد الأخطاء التي وقعت في منتدى جدة الاقتصادي 2007 نجد أن (كل يغني على ليلاه)، فالإعلاميين واجهتهم مشكلة موقع المركز الإعلامي والخيم التي تم تخصيصها له، والحضور واجهوا صعوبات في التسجيل واستلام البطاقات، وبعض كبار الشخصيات تذمروا من عدم حجز مقاعدهم... ولكن من وجهة نظر رئيس منتدى جدة الاقتصادي ماهي الأخطاء التي وقعت فعلاً؟
أود أن ابدأ بتقديم النجاح... وعند التقييم لابد أن ندرك وجود نوعين من الحضور (الحضور المحلي) و(الحضور الخارجي)، فإذا حضر رجل أو سيدة أعمال من داخل المملكة وتفاعلوا مع البرنامج وحصلوا على بعض المعلومات الجديدة وخرجوا بانطباع أنهم قد أصبحوا جزء من منظومة صنع القرار على مستوى القطاع الخاص على الأقل أو تمكنوا من الحصول على معلومات تساعدهم على خلق فرص جديدة لتطوير أنفسهم وأعمالهم فهذا أعتبره بالنسبة للمنتدى نجاح ودليل على وصول جزء من الرسالة عن طريق تفاعل الحضور المحلي مع أشخاص يعملون في نفس القطاع... بالنسبة للحضور من خارج المملكة فلابد أن نعي أن كل شخصية حضرت كانت أمامها خيارات لحضور منتديات ومؤتمرات أخرى دولية تقام في نفس الوقت تقريباً كما أنها لديها التزامات عمل وشراكات ومع ذلك اختارت الحضور لمنتدى جدة الاقتصادي فإذا غادر أحدهم وهو يحمل انطباع بأن هذا البلد تتوفر فيه فرص استثمارية وخرج بثقة تدفعه للتفكير باستثمار هذه الفرص إذا أتيحت له فنحن بذلك نكون قد نجحنا بإيصال رسالة المنتدى للمستثمر الأجنبي... هذه هي مقومات النجاح، ولكن بالعودة لسؤالك سأجيب بسؤال "هل الأخطاء اللي ذكرتها أعاقت تحقيق هذه الأهداف؟"... أنا بالنسبة لي أرى أن التنظيم يعتبر أحد المؤثرات الهامة على الانطباع الأول وقد وقعت فيه بعض المشاكل.

بما أنك رفضت تبرير الأخطاء بضيق الوقت فلماذا إذن وقعت هذه المشاكل؟
هذا العام اعتمدنا آلية جديدة للتسجيل على مرحلتين فكنا نرسل الدعوة وعندما يصلنا الرد نقوم بإدخال البيانات على الإنترنت لاستخراج رقم التسجيل وإرساله للمدعو ليستلم به بطاقته، وعدد كبير من الحضور المحلي نجحت معه هذه الآلية ولم يواجه أي مشاكل... ولكن مع الأسف عدد أكبر من المدعوين تفاجأنا بحضورهم بالدعوة فقط في اللحظات الأخيرة دون أن يتبعوا خطوة التسجيل المسبق وهذا الأمر تسبب بضغط شديد، فكنا نتوقع بناء على عدد المسجلين قبل المنتدى بأيام أن الحضور سيكون حوالي 2500 بينما ما أصدرناه حتى اليوم الأخير كان 5300 بطاقة تقريباً وهذا عدد لم يسجله المنتدى من قبل ولم يوضع بالحسبان.

يقال بأن نظام التسجيل قد تعطل وهو أمر يتكرر كل عام، و يقال بأن الموظف المسؤول عن إصدار البطاقات قد قام بإغلاق النظام صباح يوم الافتتاح وقرر أن لايستكمل عمله إلا في المساء، فهل هذا صحيح؟
هل يعقل إننا ندير منتدى بهذا الحجم ونسمح لشخص واحد بأن يتخذ قرار تشغيل أو إغلاق نظام التسجيل بقرار شخصي؟!... بالتأكيد لا، ولكن كان هناك ازدحام شديد فتجنباً لطول الانتظار أبلغنا الجميع بأن يسلموا بياناتهم ويعودوا لاستلام البطاقات بعد 3 ساعات إذا لم يرغبوا بالانتظار.

الحضور كان قياسياً وإرضاء هذا الكم غاية لاتدرك

من المفترض أن تنتمي الغالبية العظمى من حضور منتدى جدة الاقتصادي لقطاع الأعمال أو أنهم من المتخصصين، ولكن الملاحظ أن الحضور كان يغلب عليه عدم التخصص وبالتالي كان يحضر جلسات لشخصيات محددة معروفة ويغادر ليجد المتحدث التالي أن القاعة شبه فارغة أمامه قياساً بمن سبقه... ألا ترى أن هذا الأمر يترك انطباعاً سلبياً بأن الجمهور لم يحضر من أجل الموضوع ولكن من أجل الشخصيات المعروفة؟
بالنسبة للحضور من خارج المملكة فهم غالباً قد سبق لهم حضور منتدى (دافوس) الذي تقام فيه 4 جلسات في نفس الوقت، واعتادوا أن يختاروا من تلك الجلسات المتزامنة ما يناسبهم بسبب موضوعه أو بسبب إعجابهم بالمتحدث، فهذا الأمر طبيعي ولايسبب حرج للمتحدث الأجنبي الذي يقدم ورقة عمله دون أن يتأثر أداؤه أو انطباعه بعدد الحضور... لكن الأمر لدينا ربما يختلف لأن البعض يربط أهمية الجلسة بعدد حضورها... أما بمقياس المنظمين فالتحدي الأكبر يعتبر في اليوم الأخير والجلسات الأخيرة التي يخشاها بعض المتحدثين حتى في المنتديات التي تقام في الخارج، ومع ذلك تفاجأت بالعدد الكبير المتواجد أمامي وأنا ألقي آخر كلمة هذا العام، ففي الواقع الحضور إجمالاً وإن كان قد شهد تفاوتاً بين الجلسات إلا أنه كان قياسياً.

بما أنك قد تطرقت للجلسات المتزامنة فالسؤال يطرح نفسه لماذا تم إلغاءها هذا العام؟
(يجيب ضاحكاً) إرضاء الناس غاية لاتدرك، ففي الأعوام الماضية تم انتقاد فكرة إقامة أكثر من جلسة في نفس الوقت واتهامها بأنها تشتيت للحضور الذين يرغبون بالاستفادة من جميع الجلسات، والآن نواجه انتقادات حادة لإلغائها!!.

استشف من ردودك أن الأخطاء لايتحملها فريق العمل وحده بل ربما لثقافة المجتمع نفسه دور في إرباك خطط المنظمين، فإذا اعترفنا بهذه المشكلة كيف ستكون معالجتها للخروج بنتائج أفضل؟
سؤال جميل، وأنا أتفق معك في ماذكرته عن ثقافة المجتمع ولكن دون أن أبريء نفسي بل أعتبر أنني كذلك أحمل نفس الثقافة وأعترف بأنني كنت في الأعوام السابقة على سبيل المثال لا أسجل في منتدى جدة إلا في الأسبوع الأخير بعد أن أتحقق من جدول أعمالي والتزاماتي.

إذن هل نتوقع بعد هذه التجربة أن يتم في العام القادم إغلاق التسجيل على سبيل المثال قبل أسبوع من انطلاق المنتدى لإجبار الحضور على تنظيم أنفسهم ومنح فرصة كافية لكم لإصدار البطاقات؟
لا أستطيع إحداث تغيير جذري بهذا الشكل في ثقافتنا على حساب رسالتنا... لابد أن ندرك أننا نقع بين شد وجذب، فجزء من رسالتنا هو إشراك أكبر عدد ممكن من أفراد مجتمعنا للاستفادة من المنتدى... كما أننا نحتاج إلى حضور أكبر عدد من الصحفيين لنشر هذه الرسالة، ولذلك سأتجنب اتخاذ أي قرار قد يؤدي إلى تقليص العدد الذي ستصله رسالة المنتدى... أعتقد أننا لن ننجح إذا حاولنا أن نصل إلى تغيير جذري سريع في ثقافة المجتمع وآلية تفاعله مع المنتديات، ولكن أؤمن بأننا بوسعنا أن نجد حلول تساعدنا على التكيف مع هذه الثقافة واحتواءها حتى تتطور تدريجياً.

كيف؟
استفدنا كثيراً من تجربة هذا العام وأدركنا أن عدد المهتمين بالحضور في ازدياد... ولكن على سبيل المثال بما أننا اكتشفنا أننا لا يمكننا أن نطلب من المدعو أن يؤكد حضوره من عدمه مبكراً فبوسعنا أن نتخذ خطوة إيجابية وبدلاً من استبعاده نحاول إرسال البطاقة إليه أو نمنحه وقت أكبر لاستلامها... وبالمناسبة نحن دائماً نعقد مقارنات بين تنظيم (منتدى جدة الاقتصادي) و(منتدى دافوس) دون أن نضع هذا التفاوت في طبيعة الحضور بالحسبان، فمنتدى دافوس إذا أردت حضوره العام المقبل فعليك التسجيل الآن وهذا الأمر مقبول عالمياً، غير أننا لو طبقنا نفس الآلية على منتدى جدة قد تكون النتيجة (لن يحضر أحد).

ذكرت أنك عندما استلمت هذه المهمة وجدت تاريخ المنتدى كاملاً وأن الرئيس السابق عمرو عناني قام بتزويدك بجميع المعلومات التي تحتاجها للاستمرار.
(قاطعني متسائلاً) أنا قلت ذلك؟!.

هذا ماورد على لسانك في إحدى الصحف، بينما ذكر عمرو عناني أن أحداً لم يطلب منه استلام ماتوصل إليه خلال فترة رئاسته أو يطلب منه معرفة الشوط الذي قطعه للإعداد لمنتدى هذا العام... فماهو سر هذا التضارب في التصريحات؟
أولاً لابد أن ندرك بأن هذه الوظيفة ليست أبدية... فمنذ أن يتم تعينك كرئيس لابد أن تعد نفسك لحمل لقب (رئيس سابق) لأن التغيير لابد منه... ثانياً الإنسان بوسعه أن ينجح في التطوير لعدد محدود من السنوات ولكن الاستمرارية تتطلب تجديد دماء وتغيير إدارات... فأنا مثلاً لو لم يخرج المنتدى العام القادم أفضل من هذا العام لايصح أن استمر في الرئاسة وهذا هو التحدي الشخصي بيني وبين نفسي، وأود أن أؤكد بأنني لم أوجه أي انتقادات لعمرو عناني كرئيس سابق فهو قد قدم دورتين ناجحتين وخاض تجربة الجلسات المتزامنة وتحمل مخاطرة كبيرة وواجه نفس التحدي الذي تحدثنا عنه والمتمثل بطبيعة المجتمع... كما يحسب له تجربة اليوم الطويل أو امتداد ساعات المنتدى من الصباح حتى الساعة السابعة وكلها تجارب ومبادرات أحترمها واحرص على الاستفادة الإيجابية منها ولا يصح أن نتصيد لأخطاء الرئيس السابق.

أنا لا أقصد تصيد الأخطاء ولكن من الأهمية بمكان أن تبدأ كل إدارة جديدة من حيثما انتهت الإدارة السابقة، فهل تم ذلك بالفعل؟
أنا اخترت مراجعة كل ماتم من قبل خلال رئاسة معالي الأستاذ عمرو الدباغ والأستاذ عمرو عناني... ولكن هناك أمر آخر هام فالمعادلة ليست من طرف واحد لأن الرئيس يتغير و كذلك المجتمع يتغير وتختلف احتياجاته من منتدى لآخر... لو عدنا إلى التاريخ ونظرنا إلى عدد الحضور وبناء على ذلك فقط وضعنا نسبة الحضور المتوقعة سنفشل لإغفالنا عوامل أخرى... فعلى سبيل المثال في الماضي كنا نواجه تحديات في أسعار البترول وكان لسوق الأسهم تأثير على المجتمع، أما الآن فهناك طفرة اقتصادية واهتمام كبير من الناس لمعرفة الفرص الاستثمارية المتوفرة وبالتالي رغبة أكبر بحضور المنتدى والتفاعل مع المتحدثين.

على ذكر سوق الأسهم، ألم يكن تجاهله يعكس عدم اهتمامكم كمنظمين بقضية تشغل المجتمع المحلي؟
بالعكس تجاهلناه لأهميته.

كيف؟
لدينا 6 جلسات عن الإصلاح الاقتصادي، هل سوق الأسهم وهو بهذه الأهمية تكفيه جلسة واحدة؟... ولو تناولناه في جلسة واحدة ألم نكن لنتهم بعدها بعدم قدرتنا على تغطية جميع جوانبه؟... الموضوع متخصص وعندما نطرحه لابد من التوسع فيه كما أنه بعيد إلى حد ما عن موضوع الإصلاح الاقتصادي الذي تناوله المنتدى.

ماذا عن تضارب التصريحات التي كانت تصدر عن مشاركة شخصيات بارزة في منتدى جدة 2007 مثل (بي ناظير بوتو)؟
لم يكن هناك أي تضارب ولكننا سُئِلنا (هل هي اعتذرت؟)، والإجابة الرسمية كانت (لا، لم تعتذر)... وتم توجيه سؤال آخر (هل هي دعيت؟) والإجابة الرسمية كانت (لا، لم تدعى)... ولكن (هل هي كانت تنوي الحضور؟) الإجابة (نعم)... كذلك نشرت عناوين تفيد بأن الرئيس الروسي (بوتن) سيحضر، والرئيس الفرنسي (شيراك) سيشارك، وعندما نقرأ نص الخبر نجده يتحدث عن دعوة وجهت لهذه الشخصيات أو توقعات لم تتأكد.

أين الخلل إذن؟ هل هو في عدم وضوح تصريحاتكم؟ أو في سوء فهم الصحفي والقارئ لها؟
لا هذا ولاذاك، ولكن ربما هناك تعجل في محاولة الحصول على أخبار والسبق بنشرها... ومن جهة أخرى بعض الشخصيات الهامة توجد إجراءات معقدة لاستضافتها.

من بين هذه الإجراءات ضرورة توجيه الدعوة لهم قبل عام على الأقل لأن جدول أعمالهم مزدحم، أليس كذلك؟
هذا صحيح، بالرغم من أنني لا أود أن أقول بأن الوقت كان متأخراً ولكن بالفعل لابد من توجيه الدعوة مبكراً للشخصيات البارزة مثل الرؤساء والوزراء... كذلك عند دعوتهم لابد من وضع عامل المخاطرة بعين الاعتبار وأعني بالمخاطرة احتمال الاعتذار عن المشاركة في اللحظات الأخيرة لأن قائمة أولوياتهم طويلة، ولدينا مثال هذا العام فقد اعتذرت الوزيرة الإيطالية للتجارة الدولية والعلاقات الأوروبية بسبب الأوضاع السياسية التي يمر بها بلدها، فهل كان بوسعنا تفادي ذلك؟ بالتأكيد لا.

هل أفهم من هذه الإجابة أن اختياركم للمتحدثين في المنتدى القادم سيضع عامل المخاطرة بعين الاعتبار ويتجنب دعوة شخصيات على هذا المستوى؟
بالطبع لا، ولكن لا أود أن ننظر إلى المعادلة من شق واحد... فالمنتدى أهميته تكمن في عدة عناصر منها المواضيع المطروحة والشخصيات المتحدثة والنتائج التي نخرج بها... وعندما أقول أن المنتدى لاتقتصر أهميته على الشخصيات الهامة فأنا لا أقلل من شأنها بل على العكس أعني أننا لشدة تقديرنا لها سنضعها في السياق الصحيح فنوازن بين وجودها وبين وجود الخبراء وبين أهمية القضايا التي نتناولها... فالشخصيات المرموقة تدعم المنتدى بتواجدها غير أننا مجدداً نقع بين شد وجذب، وبين من يود أن تكون كافة الأسماء المشاركة على مستوى رفيع وبين من يود أن نخرج بتوصيات ولنا أن نتخيل لو أننا قمنا باستضافة كافة الرؤساء والوزراء كمتحدثين في جلسات المنتدى هل سيكون بوسعنا أن نطالبهم في النهاية بالخروج بتوصيات مشتركة أو سنتمكن من فتح المجال للجمهور للتفاعل معهم لوقت طويل؟... لابد أن نتفهم معاً صعوبة حضور هذه الشخصيات وطبيعة التزاماتها ومشاركاتها وعلى ضوء ذلك نقرر هل ستمثل مشاركتهم في البرنامج نسبة 90% منه مثلاً أم نكتفي في كل يوم بشخصية أو شخصيتين إلى جانب الخبراء والمختصين للموازنة بين أهمية وجود الأسماء اللامعة وبين ضرورة الخروج بتوصيات والتوسع في الحوار التفاعلي مع الجمهور.

تم مؤخراً طرح عدد من الاقتراحات لمستقبل منتدى جدة الاقتصادي فكان من بينها اقتراح خصخصة المنتدى وتحويله إلى شركة مساهمة، أو دمجه مع منتدى الرياض الاقتصادي، أو استمراره كما هو... أيهما أقرب إلى الواقع؟
لا أعتقد أبداً أن منتدى الرياض لديه رغبة جادة بالاندماج مع منتدى جدة لأن هدفه مختلف تماماً، كما لا أعتقد بأن أحد المسؤولين عن منتدى الرياض قد بادر بطرح هذا الاقتراح ولكن ربما أن السؤال قد تم توجيهه له فأجاب بأنه لا يمانع... والمؤكد أن منتدى جدة قد أصبحت له مكانة هامة وجمهور عريض وفي المعتاد الحدث الذي يتميز بجماهيريته تتدخل في تقييمه العاطفة وتسيطر على الآراء وهذا لا أعتبره أمراً سلبياً وإن كنت أتمنى أن لاتتغلب العاطفة على المنطق أو تؤثر على الرسالة... أي اقتراح من الاقتراحات السالف ذكرها إذا وجدنا أنه يراعي أهداف المنتدى ومصلحته سنضعه بعين الاعتبار... وأعتقد أن هناك هدف واضح للمنتدى ذكره هذا العام صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل وأشار إلى أننا قد حققناه معتبراً أن منتدى جدة الاقتصادي أحد الدعامات الرئيسية وراء تطور الاقتصاد وانفتاحه في المملكة العربية السعودية، فيجب أن نحافظ على هذه الرسالة ونوفر لها الإطار المناسب لاستمراريتها... ولعلني أضيف على الاقتراحات التي ذكرتها اقتراح آخر وصلنا بأن يكون المنتدى متنقلاً ونقيمه في دول أخرى وأيضاً أقول (مبدئياً) لايوجد مانع مادام سيحمل نفس الرسالة هنا أو في الصين.

يعتبر منتدى جدة الاقتصادي أهم الفعاليات التي ظلت تشغل مجلس جدة للتسويق، ولكن مع تفعيل دور اللجان القطاعية التابعة للغرفة التجارية هذا العام هل ينوي المجلس التواصل معها لتنظيم منتديات أخرى متخصصة على نفس المستوى؟
يوجد بالفعل توجه لإقامة منتديات بعضها على مستوى دولي والبعض الآخر على مستوى محلي منها على سبيل المثال منتدى عن الوظائف في جدة بالتعاون مع لجنة المنشآت الصغيرة وكذلك منتدى الطاقة والمياه... وإذا اللجان القطاعية قررت إقامة منتديات فلها حرية اختيار إقامتها بشكل مستقل أو اللجوء لمجلس جدة للتسويق للاستفادة من خبرته فنبدأ معهم من نقطة الصفر ونوزع المهام ونوفر الدعم المطلوب.

ألا تعتقد أن هذا التوجه يستوجب تأسيس مركز خاص لإقامة المعارض والمنتديات؟
بالتأكيد، ويوجد توجه جاد جداً لإنشاء مركز للمؤتمرات لأن الخيارات المتوفرة حالياً تحد أمنياً وتنظيمياً من فرص التوسع في إقامة منتديات على مستوى عالمي، ولكنه مشروع يتطلب أكثر من عام لإنجازه بالشكل المطلوب.

ولكنكم هذا العام لم تستثمروا حتى المقر المتاح بالشكل المعتاد فتم نقل المركز الإعلامي من الطابق الذي كان مخصصاً له في مقر إقامة منتدى جدة إلى الخيم التي تم الاستعانة بها خارج المنتدى، لماذا؟
كان علينا أن نختار بين تخصيص الخيم للمركز الإعلامي أو للرعاة والاجتماعات الجانبية بين رجال الأعمال، وفي الحالتين كنا سنتلقى نفس النقد لكن مع الأسف لم تتوفر لنا خيارات أخرى.

في النهاية أشكرك على سعة صدرك وعلى إجاباتك التي اتسمت بالشفافية، ولكن هل لنا أن نختتم اللقاء بإلقاء نظرة سريعة على جدول أولوياتك في التخطيط للمنتدى القادم؟
أمامي شهر تقريباً لمراجعة كل مايتعلق بمنتدى 2007 قبل أن أبدأ بالتخطيط لمنتدى 2008... وأضاف ضاحكاً، هذا إذا لم تحل بيني وبينه الشفافية التي ذكرتها لأن من يعترف بالأخطاء وفقاً لثقافتنا أحياناً يقال.