والمشروع كان بهدف مساعدة المرأة المعيلة

نسرين ناظر: من أكبر المخاطر أن لا تخاطر

صور وفيديو

شجرة العطاء، كانت نبتة، زرعتها السيدة نسرين ناظر بعد أن وقفت كمسوقة برامج تعليمية لطالبات المدارس على الظروف الأسرية الخاصة ببعض الفتيات، فتحولت الرغبة من مساعدتهن إلى مساعدة أسرهن، لم تكتفي نسرين بالتعاطف مع ظروف الأسر المعيلة، بل نقلت معاناتهن لكل من حولها بهدف مساعدتهن على تحمل الظروف المعيشية الخاصة بهن.

وكما يقول المثل الصيني "علمني كيف أصطاد عوضاً عن أن تعطيني سمكة" فكرت نسرين في تعليم السيدات المعيلات حرفة تساعدهن على تغطية تكاليف متطلبات الحياة مع امكانياتهم البسيطة، فجهزت منزل أسرتها لاستقبالهن وتدريبهن على تجهيز الأغذية وتغليف الهدايا الخاصة بالمواليد، مع تكفلها الكامل براتب شهري كدخل يضاف إلى راتب الضمان الاجتماعي، وتوفير مواصلات مع التسويق للمنتجات.
واجهت تجربة ناظر عدد من التحديات، من بينها اقناع السيدات بالعمل عوضاً عن انتظار عطايا أهل الخير، وكذلك الحاجة إلى منافذ للبيع والحصول على تراخيص رسمية تضفي على الفكرة صبغة المهنية وتحظى من خلالها على ثقة العميل، قائلة: "في كل خطوة من خطواتي واجهت تحدي، وكان التحدي الأكبر في اكتساب ثقة السيدات والالتزام بتسليمهن رواتبهن على الرغم من عدم التزام بعضهن، الأمر الذي دفعني إلى التعاقد مع عاملتين للايفاء بمتطلبات العملاء وعدم التأخر على الطلبيات، كما واجهتني عقبة اقناع من تعود على الجلوس دون عمل وانتظار عطايا أهل الخير بأهمية العمل، بالإضافة إلى الحصول على الأوراق الرسمية والتراخيص التي لم أكن أعلم عنها الكثير، أو باختصار التحول بالمشروع إلى مسار مهني".

لم يدر بخلد السيدة ناظر أن مشروعها الإنساني والذي كانت تطمح به إلى مساعدة السيدات المعوزات تتجاوز أرباحه 37% سنوياً، كما لم تتوقع حينما تقدمت بمشروعها للجنة تحكيم مسابقة ريادة الأعمال بجدة أن تكون من بين المشاريع الفائزة بالتمويل والرعاية، وعن مكتسباتها من خوض تلك التجربة، تقول: "حظيت كغيري بلقاء المسؤولين والتعرف على الفرص المتاحة لدعم المشاريع المتوسطة والصغيرة، كما أكسبني اللقاء المصداقية والثقة التي كنت أسعى لها أمام السيدات اللاتي أرغب في تأهيلهن، ولا أخفي أن المبادرات التي حظينا بها من القطاع الحكومي تجاوزت الطموحات، وأتمنى أن تكون مبادرات القطاع الخاص أكبر لنعمل تحت مظلتهم ونكتسب من خبرتهم".

خريجة قسم التغذية من جامعة الملك عبد العزيز تؤمن بأنه من أكبر المخاطر أن لا تخاطر، و تراهن لنجاح مشروعها على تنفيذ طلبية كل عميل بحسب ظروفه الصحية، كما تراهن في نجاح عملها على أن المشروع يهدف بشكل عام إلى تشغيل المرأة المعيلة، وترى ناظر أن المرأة السعودية لا تحتاج في الوقت الراهن سوى لدعم أسرتها كي تنجح.