"لست نسونجيا، وأعترف بأنني أتعمد لفت الأنظار، وشريكة حياتي من تحب ناقتها بعيري"

نجم قناة العربية بيكاسو الكلمة محمد أبو عبيد في حوار جريء مع عربيات

آنو السرحان
صور وفيديو

الحوار مع الإعلامي الفلسطيني محمد أبو عبيد حوار به الكثير من الشغف والمشاكسات المحببة لأي محاور، فأبو عبيد إعلامي من طراز مختلف، هو بيكاسو الكلمة، وعازف على وتر القضايا التي تشبهنا أو تلامسنا بشكل أو بآخر، اختار عربيات، ليطل على محبيه، ويتحدث بكل شفافية وصدق وعفوية,, تحدث عن الإعلام والسياسة والرجل وعلاقته بالمرأة، ووضع النقاط على الحروف بجرأته ووضوحه المعتادين.

أنت من عرابة، وولدت في يعبد منطقة جنين بفلسطين، حدثنا عن ملامح النشأة والطفولة؟
بالضبط أنا من عرابة، لكني ولدت في بلدة يعبد المجاورة نظرا لتنقل والدي الذي كان مدير مدرسة، فأينما كان يتم تعيينه يسكن، طفولتي كانت غير مكتملة نظرا للاحتلال الإسرائيلي والقهر والقمع الذي يعيشه أي شعب تحت الاحتلال، لكن منذ صغري كنت أتأمل في الكثير من الأشياء حولي, في مفاهيم الحلال والحرام، في منظومة العادات والتقاليد, في مكانة الإناث في المجتمع, كل ذلك ساعدني على تكون نوع من الأفكار الخاصة بي والتي لم تأت من الهيولي .منذ صغري وأنا عاشق للقراءة ومحاولة الكتابة والتحدث أمام الناس، لدرجة أنني أتذكر كيف كنت أغلق باب الغرفة وأتخيل نفسي أتحدث أمام جمهور في احد الموضوعات .


عدت بعد عامين من روسيا التي انتقلت لها بغرض الدراسة الجامعية، كيف كانت تلك الفترة؟ ولماذا اتخذت قرار العودة؟
كنت في روسيا في أسوأ ظروفها حيث انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1989 وأنا ذهبت في عام 1990 ومكثت عامين، كانت الفوضى تعم البلاد والقوانين تتغير وصارت البلاد تشهد موجة غلاء فاحش، ناهيك عن عدم الشعور بالأمان حيث تعرضت للضرب من قبل أفراد مافيا صغيرة , فقلت أن التخصص الذي أريده متوفر في بلادي فلماذا أثقل الموازين على أهلي وعلى نفسي ,فاتخذت قرارا بالعودة للدراسة في بيرزيت وهذا ما حصل،علما أن السنتين اللتين قضيتهما في مدينة سانبطرسبورغ كانتا من أروع سنين حياتي .


توفي والدك في مرحلة مراهقتك، ما الأثر الذي تركه هذا الأمر لديك، وكيف كانت علاقتك بوالدتك وتأثيرها في توجهك العلمي والسياسي المبكر؟
كان لوفاته أثر بالغ في نفسي خصوصا أن وفاته كانت مفاجئة وهو في الثانية والخمسين من عمره , وكم كان يتمنى أن يراني شيئا ما، اذكر هنا ,مثلا لا حصرا, مسألة إعجابه بخطي حيث كنت أمارس هواية الخط العربي وكان يتمنى رؤية معرض لي , لكن القدر كان أسرع , فلعبت أمي دور الأم والأب معا.
وحقيقة أستطيع القول أنها رسمت خارطة طريق لي، لكنها لم ترسم ملامح الطريق خاصة فيما يتعلق بتوجهي الفكري والسياسي فهي تختلف معي في بعض توجهاتي الفكرية مثلها مثل معظم الأمهات في المشرق , لكنني افخر أنها علمتنا معنى أن نختار مناحي حياتنا , ما دام ما اخترناه يرضينا , أذن هي وضعت لي أسس الحرية الشخصية وإن كانت ستختلف معي حول ما سأبنيه على هذه الأسس .


محمد أبوعبيد يكتب المقالة الأسبوعية على موقع العربية الإلكتروني في قضايا مختلفة تشمل نواحي في السياسية والاجتماع والأدب والفن، وقد أصبحت تثير العديد من ردود الفعل المعارِضة بسبب أفكاره المساندة للمرأة، وبسبب طرحه الجريء لبعض التابوهات الاجتماعية، حدثنا عن فن كتابة المقالة لدى محمد أبو عبيد، من أين تصطاد أفكارك؟ وما السبب في هذا الإقبال لكبير على قراءتك؟
أولا شكرا على هذا الكلام الذي يحمل إطراء، فأنا اؤمن أن الكاتب الناجح هو الذي ينشط ذهن القارئ للتفكير معه بغض النظر عن نتيجة هذا التحفيز الذهني إن كان مؤيدا أو معارضا أو حتى هجوميا.
السبب في كثرة القراء وشدة حدة التعليقات أحيانا هو إنني أشير إلى ما أراه مشكلة أو نقيصة أو عيبا بشكل صريح من دون أي نفاق ومن دون أي مسحوق تجميل, فالكثير للأسف يعشقون تبييض صور مجتمعاتنا المشرقية وهي ليست بيضاء, وعن ما أشرت إليه في تعرضي للتابوهات منها ما يغضب الكثيرين وفي المقابل يحوز منها إعجاب الكثيرين .إحدى مشاكلنا أننا نستقبل الأفكار مثل المنتجات المعلبة والجاهزة , لذلك أجزم لك أن الكثير من الأفكار التي يعتنقها الشرقيون لا يعرفون فحواها ولا مضامينها وبالتالي يغضبهم إذا جاء أحد وتكلم بما لم يعتادوا سماعه ,لأن القارئ الشرقي بشكل عام هو من أتباع نظرية ما يطلبه المستمعون , يريد من الكاتب أن يكتب حسب قناعات القارئ وليس حسب إبداع فكر الكاتب، أما فن المقالة عندي فهو قائم على المباشرة دون لف أو دوران ومن دون الإسهاب والأطناب في المقدمات ثم وضوح الفكرة التي أريد أن أتحدث عنها , ثم قلة عدد الكلمات , ثم توظيف مفردات عربية جميلة لم يعتد القارئ سماعها , وإضفاء بعض السخرية الهادفة أحيانا،أما أفكاري فهي مثلما أكون في عرض البحر في منطقة تغص بالأسماك فأجيد اصطياد سمكة كل يوم .


لك اهتمامات بالمسرح والشعر، أين ترى المسرح العربي اليوم؟ ولماذا تأخرت في طرح ديوانك وأنت لديك هذا المخزون الجيد من القصائد؟ وهل لدواوين الشعر مكان في هذا العصر الالكتروني؟
نعم أنا مهتم بالمسرح, لكن الاهتمام قل بسبب وظيفتي الرئيسية وأيضا بسبب انخراطي في شؤون أدبية أخرى, علما أنني مثلت على خشبة المسرح مرتين خلال دراستي الجامعية, وأرى أن المسرح مثله مثل باقي الفنون والنشاطات في مشرقنا يعاني الانحدار و الإسفاف، بخصوص ديواني الشعري فأنا تأخرت لأن علمي بالشعر يمنعني منه, لذا أتريث حتى أصل إلى درجة الإيمان بأن شعري صالح للنشر ومنعش للوجدان والروح، وفيما يتعلق بالدواوين الشعرية, فأرى أن مكانها سيظل محفوظا وإن كان بنسب أقل من السابق نظرا لسيادة العصر الالكتروني، لكن الخطر على المنشورات اليومية أشد، يبقى أن العصر الالكتروني أفضل للقصيدة لأنها تنتشر بصورة مذهلة على المواقع


أنت نصير الاثنين: المرأة واللغة، ما أبرز ما ترى أنك قدمته لهما؟
الأبرز هو إيماني بما أقدمه لهما وبالتالي تطبيقهما، فأنا أعشق المرأة وأدعو إلى حريتها وتحررها بل وأناضل من اجلها, لذلك لا أظهر إلا بوجهي الحقيقي عندما يجادلني البعض حول المرأة, كما أن مقالاتي تشهد على ذلك خصوصا إنني جلبت لنفسي وبالا من الهجوم بسبب آرائي بمعنى أني صادق مع نفسي أولا ومع الآخرين لاحقا , بخصوص اللغة اعتقد أن حفاظي عليها واستخدمها في كثير من الأحيان على الفيسبوك مثلا هو أبلغ دليل على مناصرتي لها , كما أني أعيد أحياء مفردات غير مستخدمة وأوظفها بشكل انسيابي من دون أن أقع في فخ الحشو .


حدثنا عن شريعة ذكورابي، في وقت أن كثير من النساء لا يعرفن حقوقهن، وهن ربما لازلن يرين الرجولة في الاضطهاد؟
شريعة ذكورابي هو مصطلح من ابتكاري أنا , وأقصد منه أن مجتمعاتنا ذكورية بامتياز، تجيز للذكر ما تحرمه على الأنثى, وتعتقد دائما أن الفضيلة من صنع الذكور بينما الرذيلة من صنع الإناث، فهل هناك ظلم أكبر من هذا؟، والأنكى من ذلك أن هذه المجتمعات الذكورية تغير الكثير من الأقنعة, فيرتدي الذكر فيها أكثر من قناع, ففي الجهراء مثلا يرتدي الكثير من الذكور أقنعة الفضيلة والتقوى, وفي الخفاء ينزعون تلك الأقنعة, فيمارسون تماما عكس ما أشبعونا به جهراً، ولا أعمم فهناك استثناءات، ويحزنني أكثر هو وجود إناث لا يعرفن أنهن مضطهدات إما عن جهل, وإما عن قناعة وعلى دراية بأن الأنثى في أحسن حال في مشرقنا . تخيلي مثلا عندما تؤمن امرأة أنه من واجبها غسل قدمي زوجها، فهل مثل هذه المرأة تعي حقوقها، لا أعتقد ذلك البتة .

من هم أنصارك – إن صح التعبير- من الرجال؟
هم أصحاب الوجه الواحد ممن يسيرون على الدرب نفسه, وقد تفاجئين حينما أقول أن بينهم من يعارض بشدة مضمون معتقداتي وأفكاري لكنهم يحترمون طريقة طرحي لها، وهم بذلك طبقوا مبدأ حرية الرأي وحق المتلقي في الرد عليه بالأسلوب الحضاري وليس الغوغائي كما هو حاصل في معظم حوارات الشرق.


أرى أن لمحمد أبو عبيد برنامج سياسي بانتظاره، صحيح؟
"يقولها ضاحكا" لا ليس صحيحا أبدا .


لماذا يقال بأنك نسونجي؟ ومن هو النسونجي برأيك؟
هناك من يعتقد أن الرجل الذي يعشق المرأة فأنه يعشقها جسدا ومتعة لا أكثر لذلك يتهمونه بالنسونجيزم
Niswanjism)إن جاز التعبير، وفي ذلك إهانة للمرأة، لذلك لا يهمني ما يقوله أصحاب العقول المقزمة والنسونجي هو الذي يبحث عن متعته مع المرأة لا أكثر .(


أنت متهم بلفت الأنظار، لماذا؟ ومن هم محاربيك؟
وهل لفت الأنظار تهمة أو عيب إذا كان بأسلوب فكري حضاري؟؟، نظرتي إلى لفت الأنظار تختلف عن نظرة من يحاربني، فأنا أريد لفت الأنظار إلى قضايا أناضل من أجلها ومنها حرية المرأة، والنتيجة أن تلتفت أنظار الناس إلى مثير القضية أو مشعل شرارتها، أما عن ماهية الأشخاص الذين يحاربوني صدقيني لا أعرفهم لأنني أساساً لا أعرف لماذا يحاربونني، وكل من يحاربني لم يقدم قرينة أو حجة واحدة أو سبباً مقنعا لشنه الحرب عليّ اللهم إلا شخصنه الأمور لا أكثر.

كُتب مرة أن أبو عبيد يدعو لدين جديد، لم كل هذا الهجوم؟
حدث العاقل بما لا يعقل فان صدق فلا عقل له، إحدى مصائبنا أننا نصدق الإشاعات من دون التحقق منها، لو حصل أنني دعوت إلى دين جديد - وحاشا لله أن أفعل ذلك-, أليس هناك فحوى لما أدعو إليه، وكل من صدق هذه الإشاعة التافهة لم يسأل عن ماهية الدين الذي يدعو إليه محمد أبو عبيد، واكتفوا بالعنوان وكفوا عن البحث عن المضمون، الحكاية تعود لاستخدامي لفظيّ توحيد ودين في خاطرة لي مستعينا بالمعنى اللغوي لهما وليس الاصطلاحي, فهاج البعض وماج واختلقوا شائعة ضدي أرادوا بها النيل من اسمي وسمعتي .

أنت نجم، لا يمكن إنكار ذلك، لماذا ينزعج البعض من هذا؟
أولا شكرا على هذا اللقب, فلا أدري حقا إن كنت نجماً أو لا، أما لماذا ينزعج البعض فلأن ذلك جزء من ثقافة تحطيم الآخر الني تعشش في أنفس الكثير منا، وبصراحة النجاح في عالمنا العربي هو بالنسبة للبعض مثل الوثن الذي يجب تحطيمه .


قلت أن ضوء كهربائي عادي يساوي صوتاً معتدل الديسبل، ضوء خافت أو ضوء شمعة يساوي صوتاً قليل الديسبل، ضوء الكشافات القوية المستخدمة في استوديوهات تصوير البرامج التلفزيونية يساوي صوتاً كثير الديسبل, أي صراخاً وعويلاً، ما الجو الذي يخرج لنا من خلاله صوت الإعلامي محمد أبو عبيد؟
أحمد الله أن وجود خلفية زجاجية في صباح العربية خففت من عناء وجود الكشافات شديدة اللوكس حيث الشمس مشرقة من خلفنا، واحمد الله أنني أقدم برنامجاً صباحياً رشيقاً هادئاً بعيدا عن ضوضاء البرامج الحوارية التي لا تسبب إلا الصداع، لذلك يأتيكم صوتي معتدل الديسبل، ومع ذلك ما تفضلت به من مجتزأ من مقالي الساخر"برامج حوارية على أضواء الشموع" أردت منه توجيه النقد إلى الصراخ والعويل الحاصل في الكثير من البرامج الحوارية على الفضائيات العربية .


ما هي الحيادية الإعلامية برأيك؟ وهل هي ميزة للإعلامي؟ وهل لا بد أن لا يكون للإعلامي توجها حتى يكون محايدا؟
الحيادية الإعلامية هي عدم تبني مواقف مثيرة للجدل والانقسامات وقابلة للاختلافات التي لها علاقة بالسياسية أو المجتمع على سبيل المثال، لكن لا ضير في تبني مواقف إنسانية يجمع عليها الجميع مثل موت الأطفال جوعاً.
بخصوص مميزات الإعلامي، هناك الكثير من الميزات التي يضيق المجال لذكرها لكني اعتقد أن أهم ميزات الإعلامي التواضع وعدم عرض عضلاته المعرفية أمام المتلقي أو الظهور كما لو كان أكثر فهما من الضيوف مثلما يفعل للأسف بعض الإعلاميين هذه الأيام، وعدم التنظير بطريقة مسئولين الأحزاب، إضافة إلى توظيف ثقافته بالشكل الانسيابي.


كتبت رسالة موءودة لأبيها القاتل، أثارت ردودا معارضة كثيرة، ماذا أردت أن تقول من خلالها؟
بالفعل الرسالة أثارت ردودا معارضة كثيرة لكن الردود المتضامنة للرسالة كانت أكثر بكثير، ما أردت أن أقوله هو أن هناك جرائم ترتكب بحق البنات ونحن صامتون تجاهها بدأ بالسلطات المسئولة, مروراً بالمؤسسات وصولا إلى الأفراد، ولا أعمم فهناك استثناءات، وإلا كيف نلتزم الصمت ولا ننبس ببنت شفه والقاتل المجرم إذا وضع في السجن فإنه لا ينال سوى أشهر وفي أحسن الأحوال سنتين أو ثلاثا، أردت في مقالي التأكيد على أن الفتاة الموءود لو خرجت من لحدها وخاطبتنا لعرت عقولنا جميعاً، وفضحت ما نعتقد أنه مبادئ، فمن الجنون الاعتقاد بأن للجريمة شرفا.


كتبت مقالا عن من يتزوج بغير عذراء، مدافعا عن مفهوم العفة الحقيقي، هل يتزوج محمد من غير عذراء؟
المغتصبة هي غير عذراء، فهل تُحرم من الزواج؟؟؟


كتبت أيضا متسائلا ماذا لو خطبت الفتاة الشاب، هل تتقبلها أنت كرجل شرقي؟ وهل حدثت معك؟
من حيث القبول أو الرفض فأني أتقبل المفهوم لكن ليس بالضرورة أن اقبلها زوجة، فلا أرى أنه من الحرام أن تتقدم فتاة لخطبة شاب, فهذا حدث أصلا في السابق، سيدنا موسى عليه السلام عرض عليه سيدنا شعيب عليه السلام الزواج من إحدى ابنتيه من دون الانتقاص من مكانتهما , والحيثيات يمكن معرفتها من خلال الرجوع إلى التفاسير، وللتذكير فإن السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها خطبت الرسول محمد صلي الله عليه وسلم، . وورد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عرض ابنته حفصة بعد وفاة زوجها خنيس بن حذافة السهمي على عثمان بن عفان وعلى أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ولم يقل شيئا، فخطبها الرسول عليه السلام, وكان أبو بكر على علم بنية الرسول لذا لزم الصمت.
في الغالب تتولى العادات والتقاليد قيادة السلوك والتفكير وحتى المزاج نيابة عن الدين في مجتمعاتنا العربية، فهي تحرم ما يحله الدين، وإن أوغل المرء في مسألة من يتقدم لخِطبة الآخر, فلن يجد مناصاً من الإجابة أن الشاب هو صاحب المبادرة في هذا الصدد، في المقابل هناك فتاة تبدي إعجابها بشاب وترى فيه شريك حياتها, فبالتالي كأنها خطبته، وما حدث معي هو إظهار إعجاب وليس التقدم للخطبة بالمعنى الإجرائي.

ماهي المدينة الفاضلة كماتراها؟
لا أتخيل مدينة يهدهد التعب عين ساكنها وهي تنقّب عن " أنثى" وسط جموع الذكور فبالكاد تلحظها، لأن المرأة مكمن الجمال، فلا جمال للمكان ولا الزمان من دونها.
هكذا، إذنْ تبدأ المدينة الفاضلة من النساء،في أصقاع المعمورة تتنافس المدن في جمال عمرانها وزخرفة شوارعها بأنواع الزهور والأشجار، لكنه يبقى جمالاً جامداً لا تبث فيه الروح إلا امرأة حرة عصرية ليست مجرد وارثة للعادات والتقاليد، وللأفكار التي ليس لها متسع بين الأحرار الشاخصة أعينُهم نحو مزيد من المدنيّة والحضارة، إن المدينة الحرة هي المرأة الحرة


الرجل مثل الديك الذي يظن أن الشمس لم تشرق إلا لتسمع صياحه"، كيف تفسر هذه العبارة ؟
هي باختصار لُب شريعة ذكورابي، فالذكر يعتقد أن الحياة خلقت له, وأن كل شيء له جائز أما الأنثى فكل شيء ممنوع عليها، فالأنثى لمتعته وخدمته أي أنها جارية، وينفي عنها أنها إنسان له عقل وقلب ووجدان ومشاعر مهما بلغ جسدها من الجمال والجاذبية
محمد، من هي شريكة حياتك التي لم تجدها؟ ولماذا لم يرتبط محمد واضع مسمى شريعة ذكورابي والمنتقد لها؟
شريكة حياتي هي التي تحبني وأحبها وتحب ناقتها بعيري، هي التي تختصر لي عالم النساء، وللأنني لم أجدها بعد أو لم تجدني بعد لذلك ما زلت غير مرتبط .


أنت بيكاسو الكلمة، ماذا تقول لقراء عربيات؟
شكرا على هذا الوصف الذي افخر به "بيكاسو الكلمة"، وأقول لقراء عربيات لقد توجهت إليكم بكل صدق ومن دون أي نفاق، وقد تتفقون معي في أفكاري وقد تعارضون، فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، .وكل ما أجبت عنه نابع من قلبي من دون أي مسحوق تجميلي كما يفعل البعض الذي يريدون أن يظهروا بمظهر الوعاظ والقديسين، وقد توجهت إليكم بصراحتي المعهودة وجرأتي المكروهة من قبل البعض، محبتي لكنّ ولكم جميعا.