شركاء مايكروسوفت في المنطقة يجنون 15 دولاراً مقابل كل دولار تجنيه الشركة

بيل جيتس يعلن شراكات جديدة لمايكروسوفت تدعم خطط التنمية الاقتصادية والتطوير الاجتماعي في العالم العربي

صور وفيديو
أكد بيل جيتس، رئيس مجلس إدارة مايكروسوفت، خلال مؤتمر "مايكروسوفت للقيادات الحكومية العربية" في أبوظبي اليوم على أهمية التعليم في عملية التغيير الإيجابي والدور الجوهري الذي تلعبه الشراكة بين القطاعين العام والخاص من جهة وتقنية المعلومات والاتصالات من الجهة الثانية في إيجاد اقتصاد قوي وحيوي في المنطقة. وأعلن جيتس خلال كلمته عن شراكة بين مايكروسوفت و"مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم" لتشجيع الأبحاث وتطوير المحتوى المعرفي في العالم العربي، كما كشف عن نتائج دراسة أجرتها شركة "آي دي سي" حول تأثير تقنية المعلومات والاتصالات على الاقتصاد العربي؛ بالإضافة إلى تجديده التزام مايكروسوفت لخمس سنوات جديدة أخرى ببرنامج "شركاء في التعليم" الذي يهدف إلى توسيع نطاق تأثيره الإيجابي عالمياً بحيث يغطي عدداً من الطلاب والمعلمين والمدارس يزيد 3 مرات عن العدد الحالي.

وقال جيتس: "لقد أثرت التقنية في حياة الملايين ولعبت دوراً مهماً في دعم التنمية الاقتصادية في أنحاء المنطقة. ومن هنا، تواصل مايكروسوف سعيها إلى العمل من خلال شراكات وثيقة مع الحكومات والمؤسسات الشريكة لتمكينهم من استخدام التقنية بشكل فاعل يسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ويشكل "الملتقى العربي للقيادات الحكومية" فرصة لا تعوض بالنسبة للقادة من القطاعين العام والخاص لمناقشة القضايا المهمة التي تواجههم ووضع خريطة طريق للمضي معاً نحو الأمام يداً بيد". 

التأثير الكامن لتقنية المعلومات في مجال الأبحاث على الاقتصاد العربي

تشير دراسة جديدة أجرتها "آي دي سي" إلى أن قطاع تقنية المعلومات في المنطقة سيوفر في السنوات الأربع المقبلة ما يزيد على 210 آلاف فرصة عمل جديدة، كما سيشهد هذا القطاع تأسيس أكثر من 4100 شركة تقنية معلومات جديدة. وقد أظهرت الدراسة أن الأنشطة المتصلة بشركة مايكروسوفت ساهمت بفتح ما يعادل 57% من إجمالي فرص العمل في مجال تقنية المعلومات خلال العام الماضي 2007.

وقال جيوتي لالشانداني، نائب الرئيس والعضو المنتدب الإقليمي لشركة آي دي سي الشرق الأوسط وأفريقيا: "تأتي دراسة آي دي سي الجديدة لتؤكد حقيقة رأيناها ماثلة أمام أعيننا لوقت طويل، ألا وهي أن البرمجيات تساهم بشكل يفوق التصور في تعزيز الاقتصادات الحيوية القائمة على تقنية المعلومات. وتظهر الدراسة بما لا يترك مجالاً للشك أن الجزء الأكبر من هذه المساهمة يأتي من النظام البرمجي الشامل لمايكروسوفت، خاصة في ما يتعلق بنشوء شركات محلية وتوليد فرص عمل جديدة". 

وتحرت الدراسة، التي جاءت بتكليف من مايكروسوفت، دور قطاع تقنية المعلومات في إيجاد فرص عمل جديدة، وتأسيس المزيد من الشركات الناشئة، وتحقيق العائدات الضريبية في 82 بلداً، تستأثر مجتمعة بما يعادل 99.5% من إجمالي الإنفاق العالمي على تقنية المعلومات. ووجدت "آي دي سي" أن البيئة البرمجية لمايكروسوفت- والتي تعرًّف بأنها مجموع الناس العاملين في شركات تقنية المعلومات وأخصائيي تقنية المعلومات الذين يطورون أو يبيعون أو يوزعون منتجات تعمل باستخدام أنظمة تشغيل مايكروسوفت- تلعب دوراً أساسياً في تعزيز المساهمة الكلية لقطاع تقنية المعلومات في نمو فرص العمل وتعزيز التنمية الاقتصادية.

وتوصلت الدراسة أيضاً إلى أن مايكروسوفت تؤدي دوراً اقتصادياً حافزاً في كل واحدة من الدول التي تزاول فيها الشركة نشاطها. وقد تجاوزت عائدات الشركات التي تعمل مع مايكروسوفت العائدات التي حققتها مايكروسوفت نفسها بفارق كبير، حيث تظهر الدراسة أن كل دولار كسبته مايكروسوفت في عام 2007 ستقابله مكاسب قدرها 15.56 دولار للشركات العاملة معها. يضاف إلى ذلك، أن البيئة البرمجية لمايكروسوفت حققت للمنطقة في عام 2007 عائدات تجاوزت 7.9 مليار دولار، كما أن الشركة ستستثمر في عام 2008 وحده 1.3 مليار دولار في تطوير الأبحاث والتسويق والمبيعات والدعم الفني في الاقتصادات المحلية.

شراكات القطاعين العام والخاص تحدث نقلة نوعية في التعليم وتطوير المهارات
لكي تتسنى المحافظة على هذا النمو الاقتصادي، فإنه لا بد من توفير تعليم عالي الجودة يضمن الازدهار الاقتصادي والتنمية الاجتماعية في المنطقة. وفي هذا الإطار، تجدد مايكروسوفت التزامها الراسخ بالتعاون مع شركائها في قطاع التعليم حول العالم وتزويدهم بتعليم عالي الجودة تتيح للطلاب والمعلمين استثمار طاقاتهم الكامنة بالشكل الأمثل.

ومن خلال تجديد التزامها ببرنامج "شركاء في التعليم" على مدى السنوات الخمس القادمة، تواصل مايكروسوفت تزويد المعلمين والشركاء بما يحتاجونه من مصادر وتدريب لضمان الاستفادة من التقنيات المستخدمة داخل الصف على الوجه الأكمل وإتاحة الفرصة أمام الطلاب لاستثمار طاقاتهم الكامنة بالدرجة القصوى. ويهدف برنامج "شركاء في التعليم" إلى تعزيز الدور التنموي للبرمجيات في خلق تجارب تعليمية مبتكرة تقرب بين الطلاب والمعلمين أكثر في جميع أنحاء العالم. ومنذ إطلاقه في عام 2003، ساهم برنامج "شركاء في التعليم" في إحداث تغيير إيجابي كبير في حياة ما يزيد على 90 مليون طالب ومعلم وصانع قرار تعليمي في 101 بلد. وتهدف مايكروسوف إلى مضاعفة تأثير ونطاق البرنامج بواقع 3 مرات من خلال استثمارات جديدة على مدى 5 سنوات تصل إلى 235.5 مليون دولار أمريكي، وهو ما يرفع إجمالي استثمارات الشركة في "شركاء في التعليم" خلال 10 سنوات إلى نحو 500 مليون دولار.

وقد استفاد حتى الآن العديد من الطلاب والمعلمين والمؤسسات التعليمية والحكومات في العالم العربي. ومن هؤلاء المعلمين، مها الشخشير، معلمة البيولوجيا في مدرسة جلول الثانوية في الأردن في البادية الوسطى، والحائزة سابقاً على جائزة محتوى المدارس الثانوية خلال "ملتقى المعلمين المبدعين" في إطار برنامج "شركاء في التعليم". وقد حضرت الشخشير العديد من فعاليات "ملتقى المعلمين المبدعين" على المستويين الإقليمي والعالمي في السنوات الأخيرة وتقول إن فرصة التعاون مع المعلمين عالمياً كان لها مفعول إيجابي على إدارتها للوقت داخل الصف.

وقالت الشخشير: "يواجه المعلمون في جميع أنحاء العالم التحديات ذاتها التي أواجهها كل يوم. ويتمثل دورنا كمعلمين في تحضير طلابنا للنجاح في الحياة العلمية. ومما لا شك فيه أن الجمع بين قوة التقنية وقوة المنهاج يمكنه المساهمة في تحسين مستوى المعيشة وتعزيز الحيوية الاقتصادية لمجتمعاتنا من خلال إعداد طلابنا من أجل المستقبل".

وتشمل قائمة شركاء مايكروسوفت في برنامج "شركاء في التعليم" وزارة التربية والتعليم في البحرين، التي تعاونت مع مايكروسوفت لتدريب المعلمين على مهارات تقنية المعلومات والاتصالات لاستخدام معرفتهم المكتسبة في المجال التقني لتدريب طلابهم. وقد تم حتى الآن تدريب 1000 معلم على هذه المهارات، ليقوموا بدورهم بتدريب 10 آلاف معلم آخر. 

كذلك، تشاركت وزارة التربية والتعليم في مصر مع مايكروسوفت لتدريب أكثر من 50 ألف معلم. وفي قطر، كان "مجمع البيان التربوي الخاص للبنات" من الأعضاء المؤسسين لبرنامج "المدارس الإبداعية" من مايكروسوفت، والذي يمتد لعامين ويهدف إلى تحويل المدرسة إلى نموذج للتعليم الناجح في القرن الحادي والعشرين. وسيزود البرنامج الطالبات بالمهارات التي يحتجنها للمشاركة بفاعلية في قوة العمل القطرية وزيادة عدد النساء اللواتي يساهمن بشكل كبير في تعزيز النمو في البلاد بصفتها اقتصاداً قائماً على المعرفة.

التأكيد على دعم التعليم

أطلقت المنطقة العديد من البرامج والشراكات الهادفة إلى إصلاح التعليم وتلبية الاحتياجات المختلفة لكل فرد معني بالعملية التعليمية- ابتداء من صناع القرار ووزارات التعليم وانتهاء بالأجهزة الإدارية في الجامعات والمعلمين والطلاب وأولياء الأمور. ويشمل إعلان اليوم ما يلي:

•    شراكة استراتيجية بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم ومايكروسوفت لتشجيع الأبحاث وتطوير وتوفير المحتوى المعرفي والبنية التحتية للتعليم العالي في جميع أنحاء العالم العربي. وستدعم مايكروسوفت المؤسسة من خلال تصميم وتوفير منصة تقنية متطورة في العالم العربي تسهل التعاون في مجال البحث العلمي وتساعد في تطوير البيئة المعرفية. وستتيح هذه المنصة للأساتذة الجامعيين والباحثين والمؤسسات الأكاديمية التواصل بسهولة أكبر مع بعضهم بعضاً وتبادل الأبحاث والمعارف الأخرى.

•    برنامج خاص للتدريب تنظمه مايكروسوفت بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي في قطر، يركز على تطوير مهارات تقنية المعلومات للدى النساء العاملات في هذا المجال. وستتمكن الخريجات من إتمام البرنامج في 4 أشهر بدوام كامل. وستتلقى الموظفات اللواتي يكملن البرنامج شهادات تؤهلهن لأن يصبحن مطورات برمجيات معتمدات.

•    اتفاقية بين وزيرة التعليم العالي وقعتها الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية، والدكتور سليم سلطان الرزيقي، الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات العمانية من جهة؛ ومايكروسوفت من الجهة الثانية لتوفير خدمات إلكترونية متطورة لنحو 650 ألف طالب في المدارس ثانوية في أرجاء السلطنة. وفي إطار مبادرة " live@edu"، سيوفر الحل الجديد خدمة بريد إلكتروني مجانية، وخدمات تراسل، وسعة تخزين قدرها 5 جياجابايت وما يصل إلى 1 جيجابايت من حيز التخزين الشبكي المحمي بكلمة مرور، بالإضافة إلى رد تلقائي على البريد الإلكتروني، وقائمة بيضاء لعناوين بروتوكول الإنترنت. 

•    شراكة بين "دبي العطاء" ومايكروسوفت لتأسيس مراكز تعليم إلكتروني مجتمعية لتزويد الطلاب والمعلمين بإمكانية الحصول على التقنية ومساعدتهم في تنمية معارفهم ومهاراتهم بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل في القرن الحادي والعشرين. وتهدف هذه المبادرة الرقمية إلى رفع مستوى التعليم الرقمي في مجال تقنية المعلومات والاتصالات بشكل كبير بين أولياء الأمور والهيئة التدريسية والإدارية في المدارس بالتعاون الوثيق مع المؤسسات التعليمية والشركاء.    

•    تم توقيع اتفاقية بين الجامعات الحكومية في الأردن ضمن شبكة الجامعات الأردنية ومايكروسوفت لنشر " Windows Live@edu" كخدمة بريد إلكتروني لجميع طلاب الشبكة، التي تضم 10 جامعات و150 ألف طالب. وسيحصل كل طالب على صندوق بريد وارد سعته 5 جيجابايت سيبقى نشطاً حتى بعد تخرجهم ليضمن تواصلهم مع زملائهم والخريجين الآخرين. وتنطوي مبادرة "Live@edu" على الفائدة لكل من الجامعات والطلاب على حد سواء، نظراً لسهولة استخدامها وتوافقها مع الأجهزة والتقنيات الأخرى المألوفة لدى الطلاب أساساً.



التقنية في خدمة الحكومة

تحتاج الحكومات المحلية والإقليمية إلى التعاون والمشاركة في الملكية الفكرية وتبادل أفضل الممارسات في ما بينها. ولكن، هناك العديد من العقبات التي تحول دون ذلك، بما في ذلك النقص في عدد الموظفين الحكوميين الذين يملكون مهارات تقنية المعلومات اللازمة لتطوير الحكومة الإلكترونية وإدارة المشاريع بنجاح، بالإضافة إلى انخفاض معدلات ملكية واستخدام أجهزة الكمبيوتر الشخصي، وغياب البنية التحتية المناسبة لتقنية المعلومات، والافتقار إلى التمويل الكافي والأطر القانونية المطلوبة. وسط ذلك كله، توجد لدى مايكروسوفت قناعة راسخة بقدرة التقنية على المساعدة في مواجهة هذه التحديات وتحقيق مستوى أعلى من الأداء والكفاءة التشغيلية من خلال تعزيز التعاون والابتكار.

وقد تبوأت "كلية دبي للإدارة الحكومية"، مؤسسة التعليم والبحث العلمي التي تركز على السياسات العامة في العالم العربي، مركز الصدارة في التغلب على هذه العقبات، حيث عملت مع مايكروسوفت لتوفير الوقت والتكلفة ومشاركة الموارد من خلال التعاون عبر برنامج "شبكة مشاركة الحلول" (SSN). وساعد البرنامج العالمي في إيجاد مجتمع افتراضي عزز من قدرات بوابة الحكومة الإلكترونية لتسهيل عملية المشاركة لأفضل الممارسات والمعرفة.

وقال سعادة نبيل اليوسف، الرئيس التنفيذي لكلية دبي للإدارة الحكومية: "ستكون البوابة بمثابة منصة تساعد في تفعيل عملية التواصل بين الدول وقادة الحكومات الإقليمية، الأمر الذي من شأنه أن يسفر عن حكومات إلكترونية متطورة ومستدامة في العالم العربي. ونأمل أن تسهم البوابة المطورة في إثراء الأبحاث الأكاديمية الإقليمية في مجال الحكومة الإلكترونية والتغلب على العقبات التي تواجه الدول العربية في هذا المجال، بالإضافة إلى تمكين صناع القرار في المنطقة من تطوير مبادرات حكومة إلكترونية لدعم الإصلاح والحكم الرشيد".