نتائج مثيرة لإستطلاع رأي المطلقات

ظاهرة انتشار الطلاق في المجتمع.. احصائيات، ومسببات، وحلول

عربيات - خاص
صور وفيديو

الطلاق هو أبغض الحلال الى الله عزّ وجلّ وأول خطوة في طريق تفكك الأسرة وبروز المشاكل الإجتماعية، ولكن في حالات يتسع فيها الخلاف بين الزوجين ويشتدّ الخصام بحيث تغدو الحياة الزوجية مستحيلة الإستمرار ويتعذر الإصلاح، يصبح الطلاق ضرورة... وتبقى المشكلة فيمن يستخدم الطلاق كأول الحلول للتعامل مع المشكلات الزوجية ويسيء استخدام هذا التشريع. لمناقشة هذا الموضوع الذي تحول إلى ظاهرة بدأ المجتمع يعاني منها، أقامت سيدات (الملتقى الثقافي) بمدينة جدة محاضرة تناولت فيها الدكتورة ابتسام حلواني مشكلة انتشار الطلاق من خلال استطلاع رأي شاركت فيه (158) مطلقة، كما ناقشت الدكتورة زينب العايش على حالات الطلاق وأهم الأخطاء التي تؤدي إليه. نوجز لكم في هذا العدد أهم ماورد من نقاط في هذه المحاضرة.

تولت الصحفية أمجاد رضا إدارة المحاضرة التي تم افتتاحها بتلاوة آيات كريمة من سورة الطلاق... تبعها عرض سريع لاحصائيات متداولة تشير إلى تحول الطلاق إلى ظاهرة خطيرة في المجتمع.

ومن هذه الإحصائيات:
ـ أعلى معدلات طلاق في الكويت بلغت 67%
ـ في المملكة 35%
ـ الإمارات 12%

مقارنة صكوك الطلاق بعقود الزواج في السعودية:
ـ أعلى معدل في المنطقة الشرقية حيث بلغت 60%
ـ الرياض 50%
ـ تبوك 29%
ـ حائل وعسير 34%
ـ المدينة المنورة 16%
ـ مكة 15%
ـ أما أقل معدلات طلاق في الباحة 9%

لماذا يقع الطلاق؟
في سياق تقصي أسباب هذه الظاهرة ودراسة أبعاد القضية خاضت الدكتورة ابتسام حلواني رئيسة قسم الإدارة العامة، وأستاذ مشارك في كلية الإقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، تجربة البحث واستطلاع الرأي لـ (158) مطلقة سعودية.

وبدأت تناولها للموضوع بسؤال : لماذا يقع الطلاق؟

حيث أوجزت الأسباب قائلة: (في الغالب يقع الطلاق إما بسبب المرأة أو بسبب الرجل أو بسبب البيئة والأشخاص المحيطين بالزوج والزوجة ... وسنتحدث هنا عن أهم الأسباب العامة لوقوع الطلاع بين الزوجين).

 

أولاً : الأسباب التي تتعلق بالمرأة
– لاتتردد بعض النساء في طلب الطلاق مع كل مشكلة حتى وان كانت في قرارة نفسها لاتريده لكنها تهدد.
– خروجها إلى بيت أهلها بسبب غضبها من الزوج وبقاءها في منزل الأهل لفترة طويلة ، ومع تكرار هذه الحالة يشعر الزوج أنه يستطيع الإستغناء عنها ويصبح الطلاق أسهل بالنسبة له.
– أن تكون الآمرة الناهية في البيت.
– والعكس صحيح أن لايكون لها وجود في البيت بشخصيتها وكيانها.
– إدمان الخروج من البيت بشكل دائم.
– العناد، وعندما يجتمع عناد المرأة مع تهور الرجل غالباً يقع الطلاق.
– الطلبات التي لاتنتهي .
– الإنتقاد الدائم للزوج حتى يفقد الثقة بنفسه.
– تقصير بعض العاملات في واجبات المنزل.

 

ثانياً : الأسباب المتعلقة بالرجل
– ضعف الوازع الديني واستخدام حقه في الطلاق بشكل خاطيء.
– عدم تقدير العلاقة الزوجية .
– استخدام العنف ( إهانة أمام الأبناء أو أمام الآخرين ، شتم ، ضرب ... ألخ ) .
– السهر المستمر خارج المنزل.
– الزواج من امرأة أخرى نكاية في الزوجة الأولى وليس عن حاجة.
– العين "الزائغة".
– البخل حتى ولو كان مقتدراً .
– التلاعب بكلمة الطلاق في البيت ومع الأصدقاء حتى تصبح كلمة دارجة على لسانه.
– مرتبات الزوجات العاملات .
– حرمان الزوجة من الإتصال بأهلها .

ثالثاً : الأسباب المرتبطة بالأشخاص المحيطين بالزوج والزوجة
ـ أهل الزوجة : ليس دائماً تكون الأم حكيمة أو الأب ناصح أمين فإذا اخطأوا التوجيه قد يؤدي ذلك إلى إنهيار علاقة ابنتهم بزوجها.
ـ أهل الزوج : في حال تحاملهم على الزوجة وتحريض الزوج عليها إلى أن يتأثر بذلك.
ـ الحديث عن المشاكل الخاصة أمام الآخرين فيتبرع كل غريب بعرض نصائحه وقد لاتكون مناسبة وتؤدي إلى الخراب .
ـ مقارنة حياتنا بالآخرين .

أما المشكلات المترتبة على الطلاق فهي كثيرة أهمها:
– ضياع الأبناء .
– صورة المرأة المطلقة في المجتمع ومعاناتها من النظرة السيئة.
– الحرمان من الأبناء .
– عدم توفر فرص زواج أخرى .
– احساس المرأة بالضعف .
– الضيق المادي ان لم تكن عاملة أو لها أسرة مقتدرة.

 
 

عن استطلاع الرأي الذي قامت به الدكتورة ابتسام حلواني تقول شمل الاستطلاع النساء فقط، ومن النقاط التي استنتجتها وكانت مفاجئة إلى حد ما:

1 ) أعمار نصف المطلقات تتراوح بين 18 – 30 سنة ... ونصف هذه الشريحة أعمارهن بين 18 – 24 سنة.

2 ) معظمهن خريجات الثانوية العامة أو البكالوريوس.

3 ) نصفهن عاملات .

4 ) ثلاث أرباع العينة عشن مع أزواجهن في بيوت مستقلة... والربع مع أهل الزوج ... والبقية مع أهل الزوجة .

5 ) الغالبية كانت تسير حياتهم بشكل جيد في السنة الأولى من الزواج ثم بدأت المشكلات بالظهور .

6 ) نصف العينة لديهن الإستعداد للزواج مرة أخرى ، أما البقية يرفضن تكرار التجربة .

7 ) أكثر من ثلثي العينة يرفضن العودة للطريق الأول حتى لو توفرت فرص الرجوع... وعدد قليل منهن يعتقدن أنهن يتمنين العودة والتغلب على المشكلات السابقة.

8 ) والمؤلم، جود نساء وقع طلاقهن بعد 30 سنة من الزواج... ولايعرفن السبب .

أما أهم الأسباب التي أدت لوقوع الطلاق من خلال هذا الإستطلاع :
ـ سوء خلق الزوج ، ذكرت هذا السبب 73% من المطلقات.
ـ عدم قدرة الزوج على تحمل مسؤوليات الحياة الزوجية ، ذكرت هذا السبب 43% من المطلقات.
ـ تورط الزوج بعلافات نسائية غير شرعية، ذكرت هذا السبب 38% من الطلقات.
ـ تقصير من المرأة نفسها (بإعترافهن)، ذكرت هذا السبب 29% من المطلقات.
ـ بخل الزوج ، ذكرت هذا السبب 27% من المطلقات.
ـ تدخل أهل الزوج في حياة الزوجة ، ذكرت هذا السبب 27% من المطلقات.
ـ  عدم وجود حب ومودة بين الزوج والزوجة ، ذكرت هذا السبب 24% من المطلقات.

 

نصيحة المطلقات: الإختيار السليم للزوج من البداية

تضيف الدكتورة ابتسام: "في نهاية الإستطلاع وجهت السؤال للمطلقات عن أهم خطوة ينصحن المقبلات على الزواج للإهتمام بها... فكانت أغلب الإجابات هي الإختيار السليم للزوج، والتقارب في المستوى الإجتماعي والمادي والثقافي".

واختتمت الدكتورة حديثها بذكر بعض المقترحات والتوصيات التي قد تساهم في الحد من انتشار هذه الظاهرة وأوجزتها بالتالي:
ـ تربية الأبناء والبنات منذ الصغر على تحمل المسؤولية.
ـ إضافة مادة للتدريس عن الزواج وبناء الأسرة.
ـ تهيئة مراكز خدمة إجتماعية للإصلاح بين الأزواج يقوم عليها رجال و نساء مؤهلين لذلك.
ـ عدم إهمال المشاكل الصغيرة حتى تتراكم وتسبب ردود فعل عنيفة ومتهورة.

 

الدكتورة زينب العايش: هذه الشخصيات مهيئة للطلاق

أما الدكتورة زينب العايش أستاذ مساعد في قسم علم النفس – كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة.. فبدأت بقولها: الطلاق جريمة إجتماعية إذا ما اقترفت بدون وجه حق... وأود هنا أن ألقي الضوء على الأزمات الإجتماعية والممارسات الخاطئة التي للأب والأم والمجتمع دور في تصحيحها لتدارك هذه الظاهرة ومنها:

ـ أزمة الهوية: فالشاب أو الشابة يكون لهما شخصية هشة لم تصل إلى حد الوعي أو النضج ولابد هنا أن نزرع بداخل أبنائنا الهوية العربية والإسلامية التي تنطلق منها التصرفات والإختيارات والقرارات على أساس متين.

ـ النضج المبتور، وعقم التنشئة: وتتحمل مسؤوليته الأم التي يجب أن تقترب من ابنتها قبل الزواج لتوضيح الواجبات والحقوق والمصاعب التي قد تواجهها في بداية الحياة الجديدة مع الزوج.. وكذلك الأب الذي يجب أن يحتك بابنه ويزرع بداخله صفات الرجولة الحقيقية والقدرةعلى تحمل المسؤولية والتعامل بحكمة مع المشكلات.

ـ فوضوية الحرية: كل شاب عندما يعتاد على أن يكون مع اصدقاءه في عالم خاص بعيد عن الأسرة يستمر معه هذا الطبع بعد الزواج وينتج عن ذلك أسر متفككة ومشاكل لاحصر لها.

ـ غياب الخصوصية: الكشف عن العورات النفسية وتعرية العيوب من قبل الزوج أو الزوجة أمام الغرباء حتى تصبح حياتنا الخاصة في مهب الريح.

ـ الإرهاب الإجتماعي: وأكثر من يعاني منه هي المرأة ، التي يفرض عليها المجتمع إرهاب نفسي قبل الزواج خوفاً من العنوسة... وفي أثناء الزواج خوفاً من الطلاق... وبعد الطلاق خوفاً من نظرة المجتمع لها... وكل هذه الضغوط لها انعكاسات على شخصية المرأة التي تصبح أكثر قلقاً وتوتراً.

ـ الترهل النفسي: عدم اهتمام المرأة بنفسها بعد الزواج ، فلا تبحث عن اهتمامات تميزها أو تصبح سلبية لاتعمل على تفعيل لغة الحوار مع زوجها .

وتضيف الدكتورة زينب أن هناك شخصيات مهيئة للطلاق بسبب تركيبتها النفسية وتصرفاتها الخاطئة مثل:
ـ الشخصية الهستيرية.
ـ الشخصية الوسواسية القهرية .
ـ الشخصية الهوسية.
ـ الشخصية البارانوية.
ـ الشخصية الإكتئابية .
ـ الشخصة العدوانية الإستفزازية.
ـ الشخصية الهيابة .

فنلاحظ على سبيل المثال أن الشخصية الهستيرية تشبه في سلوكياتها الأطفال، ولو تأملناها نلمس "العاطفة الزائدة، القابلية الشديدة للتأثر بما يقوله لها الآخرين، السذاجة، حب الظهور، الشعور بالنقص".

أما الشخصية الوسواسية القهرية فيبرز فيها "العناد، التشكك والغيرة، التردد، البعد عن صناعة القرار، الإهتمام الشديد بالتفاصيل".

و الشخصية الهيابة  تعاني من "الفوبيا أو الخوف المبالغ فيه، التشائم، الخجل".

وهكذا كل من هذه الشخصيات يحمل صفات قد تكون موجودة فينا جميعاً لكنها تتعدى معهم الخط المعقول وهذا خلل يؤدي في أحيان كثيرة إلى صعوبة استمرارهم في حياة سوية.

واختتمت الدكتورة زينب العايش المحاضرة بعرض حالات واقعية قدمتها بعض المطلقات اللاتي تحدثن عن تجربتهن وأهم الأخطاء التي وقعن فيها... بالإضافة لمداخلات من الحضور .