رثاء

ورحلت عفت

رانية سليمان سلامة

سجل التاريخ السعودي وفاة رائدة التعليم الأولى عفت الثنيان رحمة الله عليها حرم المغفور له الملك فيصل.

رحلت عفت بعد أن فتحت للمرأه السعودية أبواب العلم والمعرفه والثقافه على مصراعيها... ولم تكن عفت كغيرها من النساء، بل كانت النور الذي يشق الظلام والذكاء الذي يتغلب على العقبات والإرادة الحديدية التي يصاحبها بعد النظر والفطنة لتسخر كل قدراتها في سبيل خدمة المرأة السعودية والمضي بها إلى عهد جديد وعدتها فيه بمستقبل مشرق ومضيء.

عفت العلم والثقافة والوعي والإدراك التي وقفت بصلابة لتحقيق غايتها بتعليم المرأة، فوفقها الله لتكون رائدة الخطوة الأولى وصاحبة المدرسة السعودية الأولى التي أعلنت بها للمرأة مولد حقيقة خرجت من أحشاء حلمها العظيم وطموحها الكبير وعطائها الذي ليس له حدود.

ومثل عفت لاينضب معين عطائها وتخطيطها لخدمة الوطن ورفعة بنات جنسها فاستمرت بدعم حلمها وتلمس نتائجه وتطويره لتصبح مره أخرى صاحبة أولوية جديده بافتتاح أول كليه أهليه للبنات لتضاعف من فرص المرأة في التعليم وتفتح  لها مجالات جديده للعمل والارتقاء.

واليوم شاء الله أن ترحل عنا فعسى الله أن يثيبها عن كل امرأة تعلمت في هذا البلد ،ويثيبها عن كل فائدة حصدها المجتمع من مشاعل النور التي أضائتها.

وإن رحلت عفت بجسدها تبقى بصماتها في قلوبنا وفي حروفنا لأنها لم تكن كغيرها من النساء.

إنها امرأه رسمت بذكائها تاريخ جديد ومستقبل مبشر ومضيء.

رحم الله عفت وأسكنها فسيح جناته.