في رمضان: بعد الإفطار والاستمتاع بالمكيفات يحين وقت (المغيبات) الفضائية

فاهمين غلط

رانية سليمان سلامة

أشك في أن أحداً يقرأ مقالات شهر رمضان، وللشك (دبابيس) منها الحالة النفسية المصاحبة للغالبية خلال ساعات الصيام بالإضافة إلى ضعف التركيز الناتج عن انقطاع (المكيفات) ولا أقصد بالطبع مكيفات الهواء ولكن أقصد المكيفات المشتقة من (الكيف) كالشاي والقهوة ولفائف الورق المحشوة بالتبغ، أما بعد الإفطار والاستمتاع بالمكيفات فيحين وقت (المغيبات) الفضائية لذلك سأحاول أن تكون مقالاتي منزوعة الدسم كالمعتاد في كل رمضان.

- ما تبثه أغلب الفضائيات في نهار رمضان هو عبارة عن مشاركة بريئة في عمل الخير فهي تقدم للمشاهد قسيمة (إفطار صائم) ولكن بسبب خلل فني طارئ يتحمل مسؤوليته من وضع خارطة البرامج لأنه (فاهم رمضان غلط) تحولت الغاية النبيلة إلى خطر (إفطار الصائم قبل المغرب).

- في شهر رمضان كلنا نصوم غير أن البعض يصوم ويأكل نفسه، والبعض الآخر يصوم ليفطر على الوجبات الفضائية الدسمة التي يستغرق إعدادها في مطابخ التصوير شهورا وربما أعواما.

- الخبر المحزن لهواة المسلسلات هذا العام هو أنها ستكون (اجتماعية) مما يعني أن اتجاه رياحها شرقي-عربي محمل بأصناف النكد والهم والغم بعد أن كان هواها في الماضي كوميديا، وهو توجه محمود فلعل هذه الجرعات تساعد على استدرار الدموع من العيون التي جفت منها قطرات الخشوع.

- شكر وتقدير لابد من تقديمه للجهات الرقابية التي تسببت في منع بث عدد من المسلسلات لأنها تتناول (المسكوت عنه)!! على كل حال مانسكت عنه سيتحدث عنه الآخرون إن لم يكن في رمضان فبعده وإن لم يكن في الفضائيات فهو في الإنترنت وفي أمهات وبنات الكتب الحديثة، العجيب هو أن ينصب تركيز الرقابة على (المسكوت عنه) احتراماً للشهر الفضيل ولمشاعر المشاهد بينما الذي لايمكن السكوت عنه حقاً من رقص وغناء واستعراض يمر مرور الكرام وهذا يؤكد أننا (فاهمين الرقابة غلط).

- تعظيم سلام للتلفزيون السعودي الذي لم يسقط أبداً في أوحال الإسفاف الفضائي في رمضان، وللاستدراك هو لم يسقط ولكنه كذلك لم يرتقِ بإنتاجه لمنافسة الإنتاج الضخم للبرامج الرمضانية على الفضائيات الأخرى أو مواجهتها باتجاه معاكس مبهر وهادف، كل ذلك مسموح ولكن بما أن التلفزيون السعودي هو الجهة الرسمية التي يفترض أن يحصل منها المواطن على الأخبار المحلية فلابد أن يكون أول من يُعلن عنها ويكرر الإعلان مثلاً بتكنولوجيا الشريط المتحرك يوم الأربعاء الماضي عن عدم ثبوت رؤية هلال شهر رمضان، هذا بالطبع لم يحدث ولأن والدتي من الأوفياء للتلفزيون السعودي فقد سمعت الخبر من قناة أخرى وانتقلت مباشرة إلى التلفزيون السعودي بانتظار تأكيده أو مشاهدة شريط متحرك للتذكير دون جدوى فيبدو أن المذيع أدى واجبه وقرأ الخبر وانتهى الموضوع بالنسبة له لكنه لم ينتهِ أبداً بالنسبة لوالدتي مما جعل شقيقتي تبحث عن خيارات أخرى لإقناعها بأن رمضان لن يكون الأربعاء بالرغم من أن القناة السعودية لم ولن تكرر الخبر، ومن ضمن المقترحات كان أمامها أن تتصل مثلاً باستعلامات الدليل أو بالمركز الإسلامي في لندن أو تصوم يوم الأربعاء ولا تثريب عليها مادامت لم تصل إلى الخبر من مصدره الموثوق وفي الوقت المناسب.

- تزدهر العروض الترويجية للمنتجات الاستهلاكية في رمضان، إحدى الأخوات فوجئت أثناء التسوق بوجود نفس المنتج على الرف الأيمن بريال وعلى الرف الأيسر بثلاثة ريالات وبعد الاستفسار علمت أن التاجر قرر أن يمنح لكل مواطن علبة بريال أما من يريد أكثر من علبة فيمكنه أن يشتري البقية بثلاثة ريالات، طبعا هذا العرض ذكي أما الأذكى منه فهو الأسر التي تذهب عن بكرة أبيها إلى السوبرماكت لاقتناص (أبوريال)، وإن كان بعض التجار يتلاعبون بالأسعار فبعض المستهلكين يتحايلون على العروض حيث قامت إحداهن بتوصية سائقها أن يشتري (أبوريال) على دفعات فيدخل إلى المتجر ويخرج في كل مرة بعلبة يسدد ثمنها لكاشيير مختلف، لذلك أنصح أصحاب العروض الخاصة بعدم بيع (أبوريال) قبل إدخال بيانات بطاقة المشتري في الكمبيوتر حفظاً لحقوق كل مواطن في الحصول على علبة بريال.

وكل عام وأنتم بخير.

 

رئيسة تحرير مجلة عربيات الإلكترونية
[email protected]
المصدر: صحيفة عكاظ