إطلاق جمعية الصحافة في السبعينات الميلادية

الأنشطة الإعلامية

رانية سليمان سلامة

اقرأ في هذا القسم:
 جمعية الصحافة

      موضوعات المجلة

 الإذاعة المدرسية

 الإعلام المرئي

 عودة للكتاب

1) جمعية الصحافة

ولدت جمعية الصحافة في دار الحنان من رحم مكتبتها، فكانت الصحافة النتاج الطبيعي لتجربة امتزاج حياة الطالبات بالكتاب والقلم. وبدأن صحفيات الجمعية الطموحات مشوارهن في محاكاة ما اطلعن عليه من إبداع مسطور على صفحات الكتب والصحف والمجلات التي احتضنتها مكتبتهن العامة.

سباقة كانت دار الحنان، فقد سبقت جمعيتها كل المدارس والجامعات والكليات المحلية لتعليم بناتها نظرياً وعملياً أسس الصحافة الحديثة وأساليب الطرح الصحفي الحرفي.

سباقة كانت عندما أعلنت في السبعينات الميلادية أن المرأة السعودية ستغزو بجدارة دنيا الصحافة والإعلام. فكان إعلانها استشرافاً للمستقبل، وصدقت بوعدها فخرجت نخبة من ألمع الإعلاميات السعوديات.

كان جنين صحافة دار الحنان الأول يحمل ملامح المجلات الحائطية التي ظلت تتجدد باستمرار من قبل طالبات جمعية الصحافة. وبدأ الجنين يحبو طفلاً حتى أقدم على أول محاولة للوقوف على قدميه عام 1392هـ/ 1972م حيث كادت أن تصدر أول مجلة مطبوعة على الآلة الكاتبة، غير أن قدم الطفل قد زلت فاكتفى بشرف المحاولة، ولأسباب فنية تأجل المشروع حتى إشعار آخر ولم تنشر المجلة أو توزع وإنما حفظت في ملفات المدرسة.

وكأن التجربة قد ظلت محفوظة في سجلات دار الحنان لتحيا من جديد مستندة إلى عزيمة لم تضعفها قلة الإمكانيات، وطموح لم تنجح العقبات في إيقاف مده.  ففي عام 1401هـ أعادت جمعية الصحافة الكرة لتنجح وتطلق إصدارها المطبوع الأول من مجلة دار الحنان السنوية.

كان المحتوى بحجم الإنجاز، ومن كان يصدق أن الصحفيات الصغيرات ستتضمن مجلتهن الأولى لقاءًا خاصاً مع مؤسسة الدار الأميرة عفت الثنيان – طيب الله ثراها – وبالرغم من تحفظها على إجراء اللقاءات الصحفية إلا أن الأمر كان مختلفاً لدى الأميرة (الأم) التي لمحت ومضة الأمل في عيون تجربة بناتها فأرادت أن تمنحهن الثقة معبرة عن فرحتها بانجازاتهن وقائلة:

"إنني فرحة بتقدم فتيات المملكة عامة وفتيات دار الحنان خاصة، فرح الأم بفوز بناتها".

 

وأرادت أن يحافظن على روح المبادرة فقالت لهن:

"كل ما أطلبه منكن أن تكن مجدات في الطليعة دائماً وأبداً. فقد كانت مدرستكن الغرسة الأولى في المملكة والطليعة السباقة إلى تأمين مستقبلكن دائماً".

ونصحتهن بقولها:

"أود منكن أن تكن مفخرة هذا الوطن في الجد والمثابرة، في التدين والمحافظة على تقاليد هذا البلد المسلم خاصة عندما تسافرن إلى الخارج لدخول الجامعات حتى تكن قدوة حسنة لمن ستتخرج بعدكن.. احرصن بنياتي على التمسك بمبادئ الدين الإسلامي حتى وأنتن بعيدات عن دياره، تذكرن أن أرضكن فيها بيت الله، وفيها بعث نبيه والعالم ينظر إليكن كفتيات مسلمات وينتظر منكن الكثير من الأعمال الطيبات الصالحات.. وتذكرن دائماً واجبكن نحو مجتمعكن الكبير وأسرتكن". 

 

وكان هذا التكريم والمباركة للخطوة حافزاً لاستمرارها حتى تحولت إلى مسيرة طويلة من الإصدارات المتميزة التي رافقت سنوات الدار ورصدت تقدمها وازدهارها بأقلام بناتها. 

وصدرت المجلة التالية التي جاءت لتتبع خطى العدد الأول في تبويبها الذي تضمن المواد العلمية والفنية والترفيهية والثقافية. ولكن طباعتها كانت سحباً على ورق الحرير حسب الإمكانيات المتوفرة آنئذ.

أما بعد ولادة مطبعة دار الحنان اتخذت الصحافة أسلوباً خاصاً وعرضاً شيقاً وأصبحت تقدم سنوياً إنتاجها من جمعية الصحافة بالإضافة إلى القسم الأجنبي باللغة الإنجليزية والذي استقل بمحتواه لاحقاً ليصدر كمجلة سنوية أخرى باللغة الإنجليزية عن جمعية الصحافة الإنجليزية التي انبثقت عن الجمعية الأم، بالإضافة لمجلة كانت تصدر عن مركز التدريب المهني في دار الحنان.

وقد كانت مجلة دار الحنان تلقى إقبالاً كبيراً من الطالبات والأمهات والمجتمع النسائي بمختلف فئاته وشرائحه العمرية فما تلبث أن تصدر حتى تنفذ نسخها - قرابة 300 نسخة- خلال 3 أيام.

 

موضوعات المجلة

اهتمت المجلة بإبراز نشاط طالبات دار الحنان من خلال التقارير والتغطيات الصحفية التي تجريها محررات جمعية الصحافة بدار الحنان، أو من خلال المقالات التي تنشر في المجلة بأقلام الطالبات. كما تبرز مهارات الطالبات في فن إدارة الحوار الصحفي مع المتفوقات والخريجات والفتيات المثاليات والإداريات وغيرهن من شخصيات الدار ورموزها وضيوفها. وتتنوع الأبواب التي كانت تعدها الصحفيات الواعدات لنجد تبويب المجلة يتضمن في كل مرة الترفيه والعلوم والفنون والمسائل التربوية والمشكلات النفسية، وغيرها من الأبواب التي على الطالبات أن يبذلن مجهود كبير في تحريرها وجمع معلوماتها في زمن لم تكن تتوفر فيه مصادر لنقل المعلومة سريعاً كما هو الحال في عصر الإنترنت والفضائيات، وبالرغم من ذلك أجد اليوم أنني أقرأ مجلات دار الحنان القديمة وأتعجب من كم المعلومات المفيدة والمشوقة التي تضمها صفحاتها. وتبقى فاكهتها بشهادة القراء الذين كانوا يتهافتون على شراءها هي ذكريات الطالبات في جنبات الدار ذات التجارب الفريدة.


مجلة دار الحنان السنوية

من جهة أخرى كان فريق التحرير في جمعية الصحافة يتعاون مع بقية الجمعيات في المدرسة لنشر دراسات خاصة واستطلاعات رأي هامة حول قضايا مختلفة. كما كان يقوم بإعداد نشرات دورية .

من بوابة دار الحنان دخلت ابنتها بلاط صاحبة الجلالة (الصحافة) بخطى ثابتة وواثقة، واليوم تذخر الساحة الإعلامية محلياً وعربياً ودولياً بإعلاميات وصحفيات وكاتبات هن خريجات دار الحنان.

للأعلى 
 


2) الإذاعة المدرسية

كوسيلة إعلام مسموعة انطلقت الإذاعة المدرسية من دار الحنان في عام 1390-1391هـ. وقد بدأ بث البرنامج الإذاعي يومين أسبوعياً ( الاثنين والأربعاء ) منوعة. وفي عام 1397-1398هـ أضيفت أجهزة جديدة إذاعية أهدتها للدار بعض الطالبات وأصبحت الإذاعة تبث إرسالها يومياً في الطوابير الصباحية. كما تبث برامجاً خاصة خلال الفعاليات التي تقام في الدار مثل البازار، الحفلات، والأنشطة الكشفية، وفي عام 1414هـ تم تجديد الإذاعة المدرسية بأحدث الأجهزة التي تبرعت بها إحدى طالبات دار الحنان.


حفل للقسم الابتدائي تم تصويره تلفزيونياً لبرنامج (بابا أمين) عام 1389هـ / 1969م


 

للأعلى 


3) دار الحنان في الإعلام المرئي

اعتاد كل من القسم التحضيري والقسم الابتدائي في دار الحنان على استضافة كاميرا التلفزيون السعودي لتغطية فعالياته واستضافة طالباته في البرامج المخصصة للأطفال. وعن تلك التجربة تقول الإعلامية دنيا بكر يونس:

"أفتخر كوني قدمت حلقات مكثفه من مدارس دار الحنان كنت أبحث خلالها عن المدرسة المتميزة والطالبة المتميزة. وأعترف أنني كنت أتعجب من قدرة الصغيرات على الوقوف أمام عدسة الكاميرا والحديث بطلاقة تشير إلى أن دار الحنان قد أسست طالباتها منذ الصغر بالشكل الصحيح وسلحتهن بالثقة بالنفس".

وتضيف: "واقعنا يؤكد على أن دار الحنان قد نجحت في تأدية رسالتها كما يجب، فاليوم وأنا أقوم بإعداد برنامج عن المرأة المتميزة لم أعد أستغرب أن أجدها من خريجات دار الحنان اللواتي تركن بصمة خاصة في مختلف المجالات العلمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية".

واستكمالاً للأنشطة الإعلامية التي حرصت دار الحنان على تقديمها لطالباتها، تميزت جمعياتها بأنشطة عديدة متعلقة مثل (الدعاية والإعلان)، (التصوير)، (الخطابة والإلقاء)، (المسرح).