بعد أن قتلت زوجها بسبب الخلاف على مصروف المنزل أفاقت على الندم

قاتلة زوجها : تبكى على جثته وتطالب بالإعدام

عربيات : القاهرة - ممدوح الصغير
" لعن الله الفقر الذى جعلنى أقتل زوجى أحب شخص لى فى الكون

قتلت زوجى دون قصد .. ولكننى كنت أود أن أقتل  الفقر الذى كان شبحاً يطاردننى ويرغب فى هزيمتى كامراة ترغب فى إسعاد زوجها الذى فعل كل شي من أجل سعادتها .. ولكنه فشل أمام تربص الفقر به".

 

هذه كانت كلمات قاتلة زوجها بعد أن ضربته بالسكين أثناء اختلافها معه على مصاريف المنزل بمحافظة القليوبية ... اعترفت أمام ضابط المباحث قائلة " أنا امراءة من زمن الفقر ولدت فى نهايات الخمسينيات من القرن الماضى نشئت فى أسرة فقيرة .. تكسب رزق كل يوم بيوم منذ طفولتى كنت أعيش الإحباط والهزيمة ".

 

تستدرك سعدية حسين بيومي ( 52 سنة ) " عندما كبرت .. تقدم لى زوجى جاد الله حمدى سليم ( 54 سنة ) وكان يعمل كموظف بسيط فى إحدى المصانع القريبة بمرتب متواضع  .. ولكننى عشت معه بشعار القناعة كنزلا يفنى وللأمانة  كان زوجى رجل مثالى .. رفيق هادئ الطباع يحمل داخله حنان كبير يرضي غرور أي امرأة ... وبالرغم من أن الله لم يرزقنى بالولد أو البنت إلا أن زوجى كان سعيد وتمسك بى ولم يسعى للزواج من أ خرى وقال (( أنتى بالدنيا كلها ))  ..

كبر زوجى بهذه المقولة فى نظري ولقد  كان صاحب سلوك راقى ليس متعارف عليه بين البسطاء وطبقة العمال ... سلوك زوجى معى جعلنى أتمنى أن أعيش تحت قدميه خادمة له فقط ... وأحلامى جعلتنى أعيش على أمل بأنه لن تستمر حياتى بلون واحد .. وأعلل نفسي بأنه غدا سوف أعيش لحظات سعادة أيام طويلة  مع زوجى .. هكذا أمضيت  حياتى مع زوجى البسيط الذى تمسك بى كامرأة رغم أننى عاقر لا أنجب ولكنني لا أعيش فى الكون لوحدى ولابد أن أتأثر بما يدور حولى .... خاصة عندما وقعت الأزمة الاقتصادية التى سيطرت على العالم كله وعلى أوضاع الشركة التى يعمل بها زوجى ، عندها الفقر أصبح ابنا لنا رغم أننى لا أنجب ."

تكمل سعدية قصتها " الفقر حول منزلنا الصغير إلى شبح .. طارت ابتسامة زوجى  وحلت مسحه حزن كبيرة غطت تفاصيل وجه الطيب  كان لابد من عمل لى .. لا بد أن أشارك زوجى فى الأزمة التى يمر ماذا اعمل .. سؤال حيرنى كثيرا فأنا ليس معى مؤهل .. ولا أجيد القراءة والكتابة .. والبطالة شبحها أجهض سوق العمل ، فماذا أعمل؟ ووجدت الحل بالعمل كبائعة مناديل .. وخضار ... هذا هو عملى الجديد أكسب منه مال قليل ولكنه يسد حاجة المنزل فى ظل ظروف زوجى المتعثرة ولكن تعرض عملي للإجهاض على يد رجال الشرطة بسبب عدم وجود تصريح وتم مصادرة بضاعتى وتحرير محضر لي مع مطالبتي بغرامة ( خمسين جنية ) ... وعندما علم زوجى رأيت الهزيمة فى عيونه .. كأنه يود أن يقول (( أنت السبب في ديون جديدة )) !!

 فى اليوم التالى وجدته يخبرنى بأنه اقترض مبلغ من زميله ودفع الغرامة وقدم لى ماتبقى من المبلغ الذى معه قلت له لا اريد منك مصروف المنزل  وكانت الثورة كامنه فى أعماقي ولكنها فجأة اشتعلت .. صوت ما بداخلي بدأ بالارتفاع (( أكره الفقر وأريد أن أعيش مثل غيري )) وأثناء خلافي مع زوجي أمسكت بشئ لا أعلم ما هو .. وضربت زوجى الذى سقط صريعا على الأرض .. لم أفيق الا عندما وجدت زوجى غارق فى دمائه .. ارتميت نحوه لأعلم أنني قذفته بسكين وقتلته".

 طال بكائها على جسد زوجها الذى فارقته الحياة ... وأمام رجال المباحث لم تنطق الزوجة سوى بكلمة واحدة .. (( أنا لست مجرمة .. المجرم الحقيقى الغائب عن حضور التحقيق هو الفقر )) ... وظلت تردد (( أعدموني سريعاً حتى ألحق برفيق عمري فالحياة لا قيمة لها بدونه )).