5 الاف قضية خلع فى خلال ثلاث سنوات

قانون الخلع في مصر بين إنصاف المرأة وسلب حقوقها

عربيات : القاهرة - ممدوح الصغير

قانون الخلع أثار جدلاً واسعاً عندما بدأت الحكومة المصرية بتطبيقه خاصة أن كل الأصوات كانت تنادى بمنح المرأة حق التعبير والخلاص من حياتها الزوجية الفاشلة وعندما بدأت الحكومة فى العمل بقانون الخلع توقع البعض أن تصل خلال  شهور قليلة  قضايا الخلع الى أكثر من  100 ألف قضية ..

 

ولكن تماسك الأسرة المصرية أجهض هذه التوقعات ، فخلال 3 سنوات سجلت دفاتر وزارة العدل 5 الآف قضية فقط والمدهش أن نصفها لزيجات تمت خلال السنوات الأخيرة .

 

أبطال قضايا الخلع من الوسط الفني والإعلامي

 

وكان قانون الخلع سعيد الحظ بعد موافقة الحكومة المصرية عليه لأن الزوجات اللاتى طالبن باستخدام القانون فى الخلاص من حياتها مع زوجها كن من المشاهير الأمر الذى ساعد البسطاء على فهم مواد القانون .. خاصة أن نجوم المجتمع كانوا أبطال القضايا بالخلع مثل المذيعة  ( شيرين الشايب ) بالتيفلزيون المصرى  التى رفعت قضية خلع ضد زوجها المخرج بالتلفزيون المصرى .

 

وكانت الفنانة الشابة ( هالة صدقى ) صاحبة أول قضية خلع فى الديانة المسيحية . وهى أول زوجة مسيحية فى مصر تحصل على حكم قضائى بخلع زوجها .

 

وكانت اول سيدة مصرية تقوم برفع دعوى خلع من زوجها فتاه من طنطا اسمها ( وفاء جبر ) فى العقد الثالث من عمرها قامت برفع الدعوى فى 12 مارس 2000م  أمام محكمة طنطا للأحوال الشخصية واستطاعت ( وفاء جبر )عروس طنطا أن تكون هى أول امرأة مصرية تقف أمام القضاء المصرى تطلب خلع زوجها فور موافقة الحكومة المصرية على التقاضى بقانون الخلع ومنح الزوجة الحق بخلع زوجها إذا استحالت الحياة بينهما .

 

 وقد صدر خلال الفترة الأخيرة تقرير قضائي تناول الأحوال الشخصية بالإسكندرية حمل التقرير اكثر من معلومة هامة ... حيث أكد التقرير ان مدينة الإسكندرية شهدت خلال شهر مايو أكثر من 395 قضية خلع  وكانت نسبة قضايا الخلع في شهر يونيو 500قضية أقامتها الزوجات ضد الأزواج ... وأشار التقرير إلى أن محاكم الأحوال الشخصية أصدرت حكماً بالخلع فى 56 قضية فى شهر يونيو 2002 وأصدرت 45 حكم بالطلاق فى قضايا اقامتها الزيجات ضد الأزواج .عن طريق المحاكم .

 

وحمل التقرير معلومات عن انذارات الطاعة التى ترسل من قبل الزوج للزوجة لتدخل فى طاعته .. التقرير أكد أن الأزواج فى الاسكندرية أرسلوا خلال منتصف عام 2002 حوالى 456 انذار بالطاعة للزوجات .

 

ويبلغ عدد قضايا الحبس بسبب عدم تسديد النفقة للزوجة حوالى 2471 قضية تطالب فيها الزوجة بتطبيق القانون بحبس الزوج إذا لم يدفع النفقة الشهرية المقررة .

 

وكانت محكمة جنوب القاهرة للأحوال الشخصية قد شهدت حالات خلع من زوجات أجنبيات ضد أزواج مصريين بلغ عدد لقضايا التى أقامتها الزوجات حوالى 70 قضية لتشكل حوالى 1.5 % من إجمالى قضايا الخلع التى أقامتها الزوجات منذ مارس 2000 وحتى يوليو 2002 حسب احصائيات وزارة العدل المصرية التى أكدت أن عدد قضايا الخلع بلغ حوالى 5 الآف قضية منهن 70 قضية لزوجات من جنسيات غير مصرية .

 

وكانت من ضمن القضايا التى أقامتها الزوجات الاجنبيات قضية زوجة أمريكية ضد زوجها المصرى سائق التاكسى .

 

زوجة صينية تنتقل إلى مصر لرفع دعوى خلع ضد زوجها المصري

 

 

تعرفت عليه فى لندن ورفض الحياة خارج مصر .وكانت هناك قضية لمترجمة من الصين تزوجت من شاب مصرى يعمل فى إحدى الدول الأوروبية .. ملت الزوجة الصينية من الزواج بعد 12 سنة وحضرت إلى مصر لرفع دعوى خلع ضد زوجها المصرى .

 

رغم موافقة الحكومة المصرية على قانون الخلع فى عام 200 وكان البعض يتوقع ان تكثر قضايا الخلع من الزوجات ولكن بمرور 3 سنوات على صدور قانون الخلع كل الاحصائيات تؤكد أن عدد  قضايا الخلع لا تزيد عن 5 الآف قضية وهو قليل إذا قورن بعهد د الأسر فى مصر التى يصل عددها إلى أكثر من 6 مليون أسرة .

 

الخلع يسلب الزوجة حقوقها المشروعة بعد الطلاق

 

 

ورأى بعض المحللين أن قانون الخلع لا ينصف الزوجات لأنهن سوف يتنازلن عن كل مستحقاتهن المالية ويخسرن جميع الحقوق المستحقة لهن من مؤخر صداق وأثاث منزلى بل الزوجة هي التى سوف تدفع للزوج الذى يكون فى موقف أفضل منها لأنها هى التى تريد ان تودع الحياة الزوجية وليس هو .

 

 

وعند حدوث أى مشكلة ترفض الزوجة اللجوء إلى الخلع لأن طرق التقاضى بالطلاق وإجراءات تحفظ لها حقوق عديدة لايكفلها الخلع .

 

وأكد ( يحيى أبو الحسن ) رجل أعمال وخبير سياحى انه فى صعيد مصر تقل نسبة قضايا الطلاق لأن كبار العائلة يقومون بحل النزاع بين الزوجين دون اللجوء إلى القضاء .

 

صعيد مصر  والحصانة الأسرية ضد طلاق المحاكم والخلع

 

وأضاف ( أبو الحسن ) أنه تدخل أكثر من مرة فى حل اختلافات بين الأزواج وعادت الحياة بينهما بالحب بعد أن فهم كل منهم رؤية الأخر .

 

وتقل قضايا الطلاق والخلع فى صعيد مصر بنسبة كبيرة بسبب الاحتكام  إلى الأحكام العرفية وحل الخلافات فى شكل أسري .. وإذا ما حدث الطلاق فإنه يتم فى منزل العروس بحضور المأذون ليس طلاق تحصل عليه الزوجة فى قائمة المحكمة .

 

وأكد ( جابر مصطفى ) وهو أحد أبناء الصعيد المقيمين بالقاهرة أن كثرة قضايا الطلاق  فى القاهرة والاسكندرية سببها أن الزواج لم يتم على أسس سليمة . ويتهم أسرة العروس بأنها لم تدقق فى الاختبار عند قدوم عريس بطلب الزواج من ابنتهم ونفس الوضع ينطلق على الشاب الذى يرغب فى الزواج فيقول :" الاسلام وضع شروط للعروس لماذا لا نسير عليها؟!  لو سار كل فرد على نهج  الرسول عليه الصلاة والسلام والسنة النبوية فى اختيار العروس لما سمعنا عن قضايا الخلع والطلاق في المحاكم ".

 

الرجل هو الرابح ، والمرأة تخسر في الخلع

 

 

أما ( عيسى عبد الباقى ) باحث اعلامى بجامعة جنوب الوادى فيقول :" الزوجة التى ترفع دعوى خلع سوف تخسر كثيراً لأنها تكون فى موقف صعب ليس من حقها أن تطالب بشىء وفى نفس الوقت سوف يكسب الزوج كل شىء الشقة وأثاث المنزل وربما يحصل على مال لأن الزوجة هى التى بادرت بطلب الخلع".

 

ويضيف ( عيسى عبد الباقي ) :" الرجل احياناً فى قانون الخلع يكون هو الرابح لأنه سوف يتخلص من  زوجته التى تصر على افتعال فضيحة على الملأ ليتخلص منها دون ان يدفع أى مقابل أو نفقة " .

 

وكشف تقرير للجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء أن حوالى 8 مليون شاب وفتاة وصلوا إلى سن 35 سنة ولم يتزوجوا .

 

من بينهم حوالى 3 مليون فتاة ، وحمل التقرير مفاجأة أن قضايا الطلاق كانت حوالى 264 قضية خلال عام .

 

الأمر الذى حرك ( محمد العدلى ) عضو مجلس الشعب فى السعى بتقديم سؤال لرئيس الوزراء ( د. عاطف عبيد ) يستوضح فيه الأرقام التى ذكرت بتقرير الجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء .

 

وقد ربط العدلى سؤاله بارتباط القضايا الاجتماعية باستقراره وخطورة ارتفاع العوانس على الأمن القومى واستقرار المجتمع . وكشف التقرير أن رقم الشباب والفتيات لم ينخفض كثيراً فى عام 2000 كان الرقم 9 مليون انخفض إلى 8 مليون منهم أكثر من 3 مليون للفتيات وفى نفس الوقت انخفضت قضايا الطلاق فى عام 2001 لتكون 264 ألف قضية بدلاً من 360 آلف قضية شهدها عام 2000 .