المواطن يؤيد والتاجر يرفض

مقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية بين الرفض والتأييد

عربيات: دينا بن سفرة - منى البدري

تفجرت الأحداث الأخيرة في القدس وبدأت الإنتفاضة الباسلة تصرخ في وجه العدوان الإسرائيلي بشجاعة وعزم على المواجهة والمقاومة ضد الإحتلال وممارساته البغيضة والمهينة... وفجرت معها الرأي العام العربي وكانت نتيجته صحوة وتحرك للوقوف الى جانب القضية التي كادت ان تكون منسية من البعض وأمر واقع يبحثون عن التعايش معه دون التفكير في التخلص منه بشكل جذري... وأبرزت هذه الإنتفاضة حقائق كثيرة كانت غائبة عنا... فالشارع العربي تحرك ليعبر عن رفضه للممارسات الإرهابية الصهيونية وأبت عروبته تقبل الإستضعاف والإهانات الموجهة لمقدساته وأخوته وطالب بالكثير لرد الإعتبار واسترجاع الحق والثأر لكرامته... وتفاعلت الجهات المسؤولة باتخاذ بعض القرارات الشرعية في اطارات عديدة لكن محور تحقيقنا اليوم هو المطلب الذي تردد كثيراً بمقاطعة المنتجات الإسرائيلية والأمريكية... وبالرغم من ان الفكرة عند طرحها كانت تبدو سهلة الا ان المستهلك العربي عندما نظر حوله وجد ان غالبية المنتجات التي ظل يعتمد عليها عشرات السنوات مستوردة والجزء الأكبر منها لا بديل عربي له...فهل يستطيع ان يتخلى عن ذلك لنصرة قضيته؟وكيف يتحرر من هذا الإحتلال الإقتصادي؟ هذا هو موضوع نقاشنا اليوم.


الحصار الإقتصادي
الصحفي والكاتب (عرفان نظام الدين) قبل أشهر من اندلاع المواجهات أدلى في لقاءه بـ عربيات بقول لم نعي خطورته كثيراً آنذاك لكنه اليوم أصبح واضحاً للجميع حين قال: "الإحتلال العسكري خرج من البلاد العربية من الباب ودخل الينا من النافذة متنكراً بهيئة الإحتلال الإقتصادي والفكري"... وشاءت الظروف ان تثبت صدق هذه المقولة وخطورتها التي لم يتنبأ لها الإنسان العربي ولم يفكر في عواقبها.

وفي لقاء مع رجل أعمال وتاجر عربي معروف(رفض الإعلان عن اسمه) وجه له محررنا سؤال حول تفاعله مع هذه الأحداث وقدرته على وقف استيراده لمنتجات من الدول المساندة لاسرائيل قال( الجميع تفاعل مع احداث القدس والإنسان العربي عاطفي بطبعه ولكن التعاقدات التجارية والرسمية واتخاذ قرارات حاسمة فيها مثل المقاطعة ووقف الإستيراد ليس بهذه السهولة بل مسألة تحتاج لدراسات ووعي وتكاتف من الجميع ولو تفردت انا بعمل ذلك لن يستفيد الشارع العربي شيء لأن تاجر عربي آخر سيسعى ليفوز بنفس الوكالات والتعاقدات ويوفر المنتج من جديد ويروج له...اعتقد ان ماعلينا ان نفعه هو نتكاتف كتجار في جميع البلاد العربية ويكون هناك اجتماعات دورية تجعلنا يد واحدة لها ثقل دولي  وقرارات جماعية مؤثرة يحكمها قانون موحد يتم الإتفاق عليه لأن تفاعل احدنا بشكل منفرد لن يؤثر اطلاقاً على الشركات التي نستورد منها المنتجات ولن يغير من توجهاتها....لست ضد المقاطعة كفكرة لكن ضد العشوائية في تطبيقها).

التاجر (محمد الهلالي) له رأي مغاير حيث يقول(جميع البضائع التي استوردها من شرق آسيا ولو علمت ان احد الشركات التي اتعامل معها من اصول اسرائيلية أو داعمة للصهاينه فلن اتردد بوقف تعاملاتي معها ولا أخشى من الخسارة لأن خسارة المبدأ والعروبة  أفدح والرزق بيد الله،أرواحنا وأرزاقنا ليست بأيديهم).

الأستاذ (محمد جلال الأسيوطي) أستاذ لمادة التجارة الدولية يقول(أمريكا اليوم مهيمنة على التجارة الدولية ولا أحد يستطيع ان ينكر التطور الكبير الذي وصلت اليه في مختلف المجالات لكن اعتقد انه الآن اصبح من الضروري ان يفكر العالم العربي بجدية ليصبح منتج لا مستهلك وذلك لن يتحقق الا بفتح مجالات التجارة والتعاون والاندماج بين الشركات العربية ووضع خطة مدروسة لانتاج بدائل...ولنكن واقعيون مشروع كهذا يحتاج لسنوات لنلمس نتائجه لكن الهدف والحاجة يستحقان هذا التوجه وأعتقد اننا لدينا رؤوس أموال عربية قادرة على استثمار أموالها للإنتاج بدلاً من الإستيراد)وعن توقعاته لاقبال المستخدم العربي على منتجات عربية قد تكون أقل جودة قال(مشكلتنا اننا نتحدث كثيراً "ووقت الجد" لا ندعم بعضنا البعض فمن المفترض أنه بعد أن واجهنا هذه المعاناة ان نقبل بالبديل وننتبناه ونطوره الى ان يصبح لدينا اقتصاد وتجارة وشخصية مستقلة....التضحية مطلوبة من المستهلك كما هي مطلوبة من التاجر).

ويؤكد الشاب(عمر السيد) على أهمية دعمنا للمنتجات العربية قائلاً: (مصر مثال قائم على مدى تجاهلنا للمنتج العربي فبالرغم من وجود منتجات مصرية تتمتع بالجودة الا اننا نفضل الأجنبي دائماً،ولو افترضنا ان هناك مميزات أكبر في المستورد فكان لابد من ان ندعم بعضنا البعض لتطوير المنتج العربي الى ان يصل الى المستوى الذي يغنينا عن اللجوء لغيره).

وعن نفس الموضوع تقول (نجلاء بهاء الدين): (لوبحثنا الأمر سنجد أن الدول ترتبط باتفاقيات متداخلة يصعب نعها اتخاذ مثل هذا القرار،والمواطن يجد المنتجات متوفرة أمامه في كل مكان إلى جانب الدعايات التي تحاصره هنا وهناك.....من وجهة نظري الأمل معقود على التاجر فبتوقفه عن استيرادها ستتوقف الدعايات ويختفي المنتج وعندها لو بدأ بالإنتاج المحلي سيجد الدعم لاسيما بعد ان شعر الجميع بأهمية تواجد الإنتاج العربي البديل).

ويوافقها الرأي المهندس(فاروق الحسن): (أعتقد ان الجميع أدرك خطورة اعتمادنا على الإستيراد ولابد من وقفة وتخطيط لنصبح دول منتجة بعدلا من ان نكون مستهلكين،فهذه نقطة ضعف كبيرة لابد من التفكير بها بشكل جدي).

أما الدكتور(محمود العادلي) فيقول(حالنا يدعو إلى الشفقة فالواقع المشكلة ليست مشكلة اقتصاد وتجارة فقط بل حتى التعليم نحن نعتمد فيه على الغرب بنسبة كبيرة....تقريباً لايوجد دولة عربية أو اسلامية لاترسل طلابها لبعثات خارجية....ونحن بحاجة اليهم ليس فقط للمأكل والمشرب بل حتى في التعليم).

السؤال الموجه للطالبات:

هل أنت مع مقاطعة المنتجات الإسرائيلية والأمريكية؟ و لماذا؟ و ما هو البديل و ما هي امكانية التأقلم مع البديل؟

غالية محمد عبده يماني طالبة في قسم هندسة الديكور تقول: طبعاً أنا مع مقاطعة المنتجات الأمريكية و ذلك لأنه الحاصل الأن هي حرب اقتصادية ، و الدليل على ذلك انهم عندما حاصروا العراق،حاصروها اقتصادياً و هذا الشئ نفسه حاصل في فلسطين ..فامريكا اجبرت العالم بأكمله أن يرتبط بمنتجاتها و لهذا السبب فازوا في الحرب.. فمن المفروض أن نبدأ التوقف فوراً عن شراء منتجاتهم و التعامل معهم اقتصادياً ، لأننا بذلك نشتري سلاح و ندفع ثمن رصاص لقتل اخواننا في فلسطين..و للعلم فإن شراء هذه المنتجات جزء كبير منه يكون لصالح اسرائيل و بطريقة غير مباشرة...البديل أن نشتري أي منتجات عربية او اروبية ،و نعم أستطيع التأقلم مع المقاطعة الأمريكية، لأن الإنسان بطبيعته لديه أولويات فمن الطبيعي جداً أن أفضّل الفلسطينيين على أن أترفه بكماليات غير ضرورية.

أما ياسمين باحارث فتقول: نعم ،أنا مع المقاطعة الأمريكية وللتأثير على دخلها ،و لأنهم يمولون اسرائيل لتدمير اخواننا في كل مكان و خاصة في فلسطين..البدائل اي منتجات اروبية و سأحاول التأقلم مع ذلك بالتقليل من شراء المنتجات الأمريكية.

أما هناء سلطان فتقول: لا لست مع المقاطعة الأمريكية لأنه لو نحن فقط قاطعناها فالتأثير سيكون بسيطاً و لن تتضرر أمريكا لأن منتجاتها منتشرة في كل العالم... و أنا لا أستطيع مثلاً أن لا أشتري بيبسي!

وسارة منصوري تقول: نعم أنا مع المقاطعة الأمريكية، لأنهم يدعمون اسرائيل.

و تشاركها نورا منصوري بالرأي  قائلة:نعم لأنه أقل شئ نستطيع ان نقوم بعمله لصالح فلسطين و ضد اسرائيل،و أنا قادرة على المقاطعة لكن ليس في كل شيء،فأنا  في جامعة أمريكية و هذا ليس له علاقة بالإقتصاد ،و على قدر استطاعتي سأقاطع المنتجات الأمريكية. 
 
هديل أيوب ترى أنها استطاعت أن تقاطع المنتجات الأمريكية و بالرغم أنها من مدمني الدونات الأمريكي إلا أنها توقفت عن شراءه و تعلمت كيف تصنعه في المنزل. 

و تقول غزل أمين: نعم للمقاطعة لأن امريكا تأخذ نسبة بمقدار 4% من كل شخص و تدفعها لإسرائيل، أستطيع المقاطعة فالأولوية للعرب ولما يخدم قضايانا.

أما أروى أسعد تقول أنها ستحاول أن تقاطع المنتجات الأمريكية لكنها الى اليوم لا تزال تشتريها.

أما الأميرة ريم آل سعود تقول: نعم أنا مع المقاطعة لأنهم في هذا الوقت يحتاجون الى المال لدعم اسرائيل و نحن في وقت حرج و يجب أن نقاطع منتجاتهم..لكنني مع الأسف الى الأن لم أقاطع  المنتجات الأمريكية تماماً و لا زلت أبذل جهد كبير لأتمكن من ايجاد بديل لها.

أما سارة بامحرز فتقول أنها تستطيع أن لا تشتري المنتجات الأمريكية..و ترى انه هناك العديد من البدائل التي يمكن ان تحل في مكان المنتج الأمريكي.

و ترى جواهر معراوي أن الكلام شئ و التطبيق شئ آخر ،و ترى أيضاً أنه يجب على الجهات المسؤولة ان تنشط دور المنتج المحلي و تتوقف عن استيراد المنتجات الأمريكية.

و تقول الأميرة بسمة آل سعود في هذا الصدد أن الإنسان لا بد أن يساعد أخوته و لو بالقليل... و أقل شئ يمكن أن نقدمه لإخواننا في فلسطين هو مقاطعة المنتجات الأمريكية التي تدعم اسرائيل في شراء أسلحتها... و انا عن نفسي أستطيع على المقاطعة.
 
و تقول (ايمان أبو زيد): نعم، أنا مع المقاطعة مع انني الى الآن لم أنجح بتطبيقها على كل شيء.