القنوات التلفزيونية الفضائية ساحة الحرب الجديدة بين العرب وإسرائيل

القاهرة - إيهاب سلطان

التأثير على الرأي العام العربي أصبح واحداً من أهم المخططات الصهيونية التي تسعى إلى محاربة الإسلام والمسلمين حيث اتخذ الفكر الصهيوني القنوات الفضائية التلفزيونية نقطة انطلاق جديدة لدخول كل بيت عربي بهدف السيطرة على فكره وعاداته و التأثير السلبي على عقيدته .. حاملة راية الحرية .. مستغلة التقدم التكنولوجي الذي بدأ يسري في جسد العالم العربي من المحيط إلى الخليج .

وقد أشارت الأبحاث والدراسات الاجتماعية أن العالم العربي يستمد ثقافته من التليفزيون بنسبة 90% مما أدى إلى انتشار سريع للقنوات التليفزيونية الفضائية المستقلة والحكومية ونجاحها في التأثير على الرأي العام العربي مما دعا الفكر الصهيوني إلى بث قنوات تليفزيونية ناطقة باللغة العربية واللهجات المتباينة لجذب أكبر عدد ممكن من المشاهدين العرب ضمن مخطط صهيوني يهدف إلى تطويق العالم العرب بالأفكار الصهيونية والدفاع عن آرائه العنصرية.

أكثر من 100 مليون دولار ترصدها أمريكا للوصول للفكر العربي

أعلنت الحكومة الأمريكية عن استعداداتها لتدشين خدمة بث تليفزيونية ناطقة باللغة العربية تستهدف المجتمعات العربية وتبث إرسالها لمدة 24 ساعة يوميا على أن تتضمن برامج تعليمية للغة الإنجليزية وبرامج إخبارية وبرامج عن الصحافة الأمريكية وعادات وتقاليد المجتمع الأمريكي وبرامج حوارية تستهدف تغيير كامل لعادات العالم العربي .

وقد رصدت الحكومة الأمريكية ميزانية تقديرية 135 مليون دولار يخصص منها 110 ملايين دولار لبث برامج باللغة العربية وللدول الإسلامية بلسان عربي وفكر أمريكي على أن توضع كافة المؤسسات الإعلامية الأمريكية المستقلة والحكومية لخدمة القناة الجديدة .

بالإضافة إلى الاهتمام بإذاعة صوت أمريكا التي تبث إرسالها في منطقة الشرق الأوسط والعمل على تطويرها وإزالة كافة المعوقات التي واجهتها خلال الأعوام الماضية لتتصدر الإذاعات العربية وتجذب أكبر عدد من المستمعين العرب .

 

" قناة البث للشرق " الإسرائيلية تخترق حواجز التشويش

قامت إسرائيل ببث قناتها الفضائية التلفزيونية الناطقة باللغة العربية والتي تحمل اسم " قناة البث للشرق " الأوسط وتستهدف المجتمع العربي على مراحل تمهيدية تتزايد وفق مخطط إعلامي لجذب أكبر عدد من المشاهدين العرب بداية بالمنوعات وتقديم الخدمات الترفيهية والأخبار المعتدلة كمرحلة أولى يليها مرحلة تصاعدية لصالح العنصرية الصهيونية تبعا لنجاحها على المستوى العربي.

فقد قام التلفزيون الإسرائيلي بتدشين أكبر مكتبة تليفزيونية عربية تضم المنوعات والأغاني بدون وجه حق خاصة التي لاقت نجاح جماهيري على المستوى العربي بالإضافة إلى سرقة الأفلام والدراما المصرية والسورية لجذب المشاهدين العرب بالإضافة إلى إعداد برامج اجتماعية تفي برغبات المشاهدين العرب والتي تفتقر إليها القنوات التلفزيونية العربية بهدف التميز .

كما استخدمت إسرائيل أسلوب البث التلفزيوني الحديث من خلال شبكات الكابل والأقمار الصناعية والبث الأرضي لضمان وصول البث الإسرائيلي إلى كل بيت عربي وعدم التشويش عليه في بعض البلدان العربية .

الجدير بالذكر أن إسرائيل بدأت التحرك بقوة داخل المجتمعات العربية من خلال السماسرة لاستقطاب الفنانين والمذيعين ومعدين البرامج للعمل في قناتها الجديدة وأيضا التعاقد مع مؤلفي الدراما التليفزيونية لشراء نصوصهم بعقود غريبة لا تعرف سوى التنازلات القانونية لملكية النص دون التطرق لمكان عرضها أو أبطالها ومخرجها وما شابه ذلك من أمور متعارف عليها في حقل الإنتاج التليفزيوني بهدف إنتاج إعلامي من وإلى المجتمع العربي لضمان جذب أكبر عدد من المشاهدين العرب لإنتاجهم الدرامي .

وأيضا عرضت شركات السينمائية في إسرائيل على رئيس غرفة صناعة السينما المصرية أثناء حضوره اجتماع المنتجين العالميين في العام الماضي واستعدادها لشراء الأفلام المصرية ولكن رفض رئيس الغرفة مجرد مناقشة العرض لأن المنتجين المصريين يرفضون التطبيع مهما كانت الأرباح .

 

مصر تتصدى وتبث قناة ناطقة بالعبرية بمساندة جامعة الدول العربية

وتوالت ردود الفعل العربية على المخطط الإعلامي الصهيوني حيث قامت مصر ببث قناة فضائية ناطقة باللغة العبرية وموجهة إلى الشعب الإسرائيلي بهدف التأثير على الرأي العام الإسرائيلي وإبراز وجهات النظر العربية والدفاع عنها داخل البيوت الإسرائيلية والرد العنيف على أي مساس بالدين الإسلامي بالإضافة إلى الاهتمام بالبرامج الترفيهية العربية وتقديم المنوعات المختلفة التي تجد قبولا عن المشاهدين واستحداث الأفلام السينمائية والدراما التليفزيونية بترجمة عبرية لاستقطاب المشاهد الإسرائيلي إلى القناة المصرية .

وساندت جامعة الدول العربية القناة المصرية الناطقة بالعبرية وبادرت بتقديم الدعم المادي والمعنوي للقناة الوليدة لتحقيق هدفها بالإضافة إلى القنوات التليفزيونية الفضائية الناطقة باللغة الإنجليزية والتي تمكنت من الوصول إلى المجتمعات الغربية والأمريكية بفضل تكنولوجيا الأقمار الصناعية التي تملكها مصر .

 

تحركات النقابة الفنية المصرية

كما قرر اتحاد النقابات الفنية في مصر الذي يضم نقابة المهن التمثيلية ونقابة المهن الموسيقية ونقابة السينمائيين فصل أي عضو من نقابته إذا تعامل مع القناة الإسرائيلية ومن ثم أصبح أي فنان يتعامل مع القناة الفضائية الإسرائيلية يغامر بمستقبله الفني بهدف التصدي للفكر الصهيوني .

و طالب الاتحاد كافة المسئولين المصرين بفتح باب التحقيق في سرقة الأفلام المصرية وإذاعتها في القناة الفضائية الإسرائيلية مع ضرورة التمسك بحقوق الملكية الفكرية لمنع عرض الأفلام المصرية المسروقة .

واستطاعت غرفة صناعة السينما المصرية الجهة المختصة بالمنتجين والموزعين السينمائيين ودور العرض السينمائي من عمل حصر مبدئي للأفلام المصرية التي استولت عليها إسرائيل وتقوم حاليا بعرضها في كافة قنواتها التليفزيونية حيث وصلت حتى الآن إلى 400 فيلم سينمائي من الأفلام القديمة والحديثة بما قيمته 10 ملايين دولار .

وقد طالبت غرفة صناعة السينما المصرية بضرورة التحقيق في كيفية تهريب الأفلام إلى إسرائيل مع تقديم شكوى عاجلة إلى اتحاد المنتجين العالميين لوقف عرض الأفلام المصرية بدون وجه حق على القنوات التليفزيونية الإسرائيلية.

ومن جانبهم طالب المنتجين والموزعين السينمائيين المصريين الذين سرقت أعمالهم بالتدخل السريع لوقف عرض أفلامهم بالتليفزيون الإسرائيلي وكشف النقاب عن طريقة استيلاء إسرائيل على نسخ الأفلام وتحديد الدولة التي تستورد الأفلام المصرية وتوردها لإسرائيل لعدم التعامل معها .

كما أعلنت سوريا عن إطلاق خدمة موسعة باللغة العبرية ضمن خدمات التليفزيون السوري للدفاع عن الفكر العربي داخل المجتمع الإسرائيلي مستغلة بذلك سهولة مشاهدة القنوات التليفزيونية السورية داخل إسرائيل دون الحاجة إلى أقمار صناعية .

 

قناة فضائية عربية عالمية باللغة الإنجليزية

وفي سياق متصل دعا البيان الصادر عن مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الذي عقد في العاصمة المصرية القاهرة مؤخراً إلى إنشاء قناة فضائية عالمية تبثّ برامجها باللغة الإنجليزية لتوضيح الحقائق الأساسية حول الإسلام، مع مراجعة كافة المعلومات التي تُنشر عن الإسلام والمسلمين في الكتب الدراسية ووسائل الإعلام الدولية.

على أن تهتم القناة الفضائية بتقوية الروابط بين الدول العربية والمجتمعات الإسلامية الناطقة باللغة الإنجليزية لعدم ترك الساحة خالية للقادمين من الغرب لبثّ أفكارهم وأراءهم تجاه ما يجري في العالم من أحداث.

وأكد البيان أن موقف الإسلام ثابت من اعتماد الحوار كأساس للعلاقات بين الدول والشعوب والحضارات والأديان من أجل ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار والسلام ورفض كافة الدعاوى التي تجعل الصراع بين الحضارات انطلاقا لحملات ضد الإسلام والمسلمين.