عالم مصري يحذر

التشوهات تطارد أطفال العراق إلى 70 عاماً قادماً

القاهرة - ممدوح الصغير

القلق يسيطر على مشاعر الأمهات خاصة الحوامل منهن بعد انتشار أخبار عن استخدام أمريكا وبريطانيا ذخيرة بها مواد من اليورانيوم المنضب.

فقد أفادت بعد التقارير أن الجيش الأمريكي استخدم اليورانيوم المنضب و هذا ما أكده عالم ألماني زار العراق مؤخراً واستطاع أن يحصل على قذيفةأثبتت  بعد فحصها أن القوات الغازية استخدمت يورانيوم منضب ... وكانت وسائل الاعلام الغربية قد أكدت أن القصف الذي تعرضت له بغداد يعادل نصف قنبلة نووية.. . الأمر الذي يؤكد معلومات العالم الألماني.

وتردد أن القوات البريطانية أثناء حصارها لمدينة البصرة قد استخدمت ذخيرة Dv وحذر منها العلماء إذ أنها تؤدي إلى التشوهات في كل مولود جديد.. لأن الأم يصل اليها الغبار النووي الناتج عن القنابل.. . ومن المتوقع أن الأمهات الحوامل سوف يصبن بأضرار في حالة وصول الغبار النووي اليهن والذي يستمر لعدة كيلومترات فور انطلاق الذخيرة من المدرعات البريطانية.

ويذكر أن 80% من أطفال العراق يموتون بسبب سرطان الدم وذلك لعدم وجود أدوية لعلاجهم .

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أطلقت 940 الف قذيفة يورانيوم منضب صغير في حرب 1991م  على العراق.. . الأمر الذي جعل بعض الأطفال يولدون مشوهين في السنوات الأخيرة .... وقد شهدت مدينة البصرة ولادة 300 طفل مشوه في العام الماضي.. .. و أرجعت الدوائر الطبية ولادة الأطفال المشوهين الى استنشاق الأمهات لغبار نووي صادر من القذائف الأمريكية على بغداد في حرب 1991م .

وقد أحيل"  دوج روكز"  الخبير بوزارة الدفاع الأمريكية إلى التقاعد في أعقاب حرب 91بسبب أنه تلقى شكاوى من 100 جندي أمريكي قال الجنود أنهم في ورطة بسبب استخدامهم لذخيرة اليورانيوم وبعد اجراء التحاليل اتضح وجود مادة اليورانيوم في بول 14 مجند.. ورغم ذلك نفت وزارة الدفاع الأمريكية أنها استخدمت ذخيرة من اليورانيوم.

 

تحذيرات

وحذرت الدوائر  الطبية في عواصم كثيرة من خطورة استخدام أمريكا وبريطانيا قذائف بها يورانيوم الأمر الذي جعل مسئول من الأمم المتحدة يطالب بالسماح لمنظمة الدولية باجراء تقييم فوري لمخاطر البيئة في العراق بعد استخدام أسلحة تدخل في تركيبتها مواد كيماوية ويورانيوم منضب .... وأعلن"  كلاوس تويفر"  رئيس برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة أن هناك خطر على صحة الشعب العراقي نتيجة استخدام قذائف مضادة للدروع تحتوي على يورانيوم منضب.... وأضاف كلاوس أن الأسلحة الكيماوية التي تم استخدامها من قبل في الحرب الايرانية العراقية أدت الى تلويث الأراضي الزراعية.

وأكد الدكتور"  عزيز أحمد عبدالعزيز"  استاذ أمراض النساء والتوليد بكلية الطب جامعة الأزهر أن النساء العراقيات اللاتي كن حوامل أثناء فترة الحرب سوف ينجبن أطفال مشوهين. لأن وجود الأم في ظروف الحرب وهي ظروف غير ملائمة تسبب القلق والخوف وكلاهما يؤدي الى زيادة افرازات مادة"  الأدرينالين " من الغدة فوق الكلوي والمعروفة بالكظرية ...

وأشار إلى أن ذلك سيسبب انقباض وضيق في الأوعية الدموية الخاصة بالرحم والجنين وهو ما يؤدي الى اضرار تنعكس على صحة الجنين وتكوينه ... وأضاف أن الجو الملوث نتيجة الاحتراق لأول أكسيد الكربون والغازات الأخرى الناتجة عن الآبار المشتعلة أو النفط الذي تم اشعاله أو نتيجة القنابل والصواريخ ستضر بالتأكيد بصحة الأم والجنين معاً .

وأكد أن استخدام اليورانيوم المنضب لا يعني خلوه من الاشعاعات حيث تؤدي الاشعاعات الناتجة إلى التأثير على الكروموزومات التي تحمل المادة الوراثية .... وأكد أنها تسبب تكسير في شريط الحمض النووي أو DNA وهو ما يتسبب في توقف انقسام الخلايا مما يؤدي الى حدوث عيوب خلقية وتشوهات ولا يقتصر الضرر على الجنين الموجود بالرحم فقط بل يتعداه الى حالات الحمل المستقبلية ويمتد لعشرات السنين.

وأشار إلى  أن البويضات تكون مختزنة في المبيض وعند خروجها بعد سنة أو سنتين أو عشرة سنين أو أكثر من المبيض تكون معيبة ومشوهة وتؤدي  في النهاية الى حمل معيب أو مشوه قد ينتهي بالاجهاض أو يفضي الى ولادة مولود به عيوب خلقية ... وقال أن الخطورة  الأكبر التي ستواجه العراقيين هي أن الأطفال والاناث اللاتي سيولدن بعد الحروب قد ينتج عنهن أطفال مشوهين وذلك أن ارحامهن تختزن بويضات تعرضت للاشعاع أثناء وجودهن في أرحام أمهاتهن.

وأكد على  أنه  في أعقاب الحروب تزداد نسبة الاجهاض والمواليد المبتسرين أي الذين يولدون قبل  اتمام  الحمل وكذلك تنتشر ظاهرة الأطفال ناقصي النمو نتيجة لسوء التغذية والمجاعات التي تصاحب الحروب ، وندد بالممارسات التي تقوم بها الدول المتقدمة وخاصة أمريكا التي تعلم تمام العلم الآثار السلبية للحروب والأسلحة التي تستخدمها قائلاً : " إنهم يتجاهلون ذلك وينادون بالإهتمام بحقوق الحيوان في حين أنهم يهدرون حقوق الانسان العربي وأطفال ونساء ومستقبل المواطن العربي " .

وأضاف قائلاً : " أن الذكر لن تتأثر معدلات خصوبته لأنه يتم تجديد حيواناته المنوية كل 70 يوم في حين أن الأنثى تكتمل أعضاؤها التناسلية والمبيض يحتوي على كل البويضات بعد انتهاء الخمس شهور الأولى من تكوينه داخل رحم الأم " .... وأكد أن التشوهات والعيوب الخلقية لازالت موجودة حتى الآن رغم مرور أكثر من نصف قرن على ما حدث في اليابان والقاء  القنبلتين النوويتين على هيروشيما ونجازاكي.

وأضاف أن المعدل المتعارف عليه عالميا هو وجود 4%  من  المواليد بهم تشوهات خلقية وعيوب 2% ، عيوب جسمية و2% عيوب بسيطة ناتجة عن تراكمات ورواسب قديمة سواء من استخدام الأدوية أو الحروب السابقة.

وأشار الى أن التشوهات والعيوب  الخلقية ليس لها علاج حاليا وإنما يتم تأهيل للمولود إذا عاش وفي الغالب أنه يولد ميت. .. وأن تكاليف التأهيل باهظة لا تستطيع الدول النامية ودول العالم الثالث تحملها لأنها تحتاج الى ميزانيات ضخمة