السبب وراء غيابي هو "ريمية"

الشاعر فاضل الغشم

خاص- عربيات
صور وفيديو

لم يختلف في ساحة الشعر الشعبي على أحد كما اختلف على فاضل الغشم، فالبعض يراه شاعراً كلاسيكياً وآخرون يرونه حداثياً وغيرهم يعتقدون أنه شاعراً فلسفياً... والجميل ان هذه الآراء المختلفة تجمع على تمكنه من كافة بحور الشعر بل وتجمع على أنه جهبذاً في بحور الشعر فتعالوا معنا نقرأه.


المتتبع لخطواتك الإبداعية يلاحظ إقلالك في النشر خاصة في السنوات الثلاث الأخيرة فما السبب؟
لا أخفيكم سراً أن الزواج وبالذات الزواج من شاعرة مثل (ريمية) يجعل المنزل شبيه بالمنتدى االشعري ولربما هذا هو سبب إنشغالي عن النشر.

 

البعض يرى أن علاقتك الشعرية بالشاعر الراحل (عبدالوهاب البياتي) في السنوات الأخيرة هي السبب في توقفك عن النشر لظنك أن المدرسة البياتية جديرة بإلغاء محاولاتك السابقة من الشعر الكلاسيكي؟
لا أعتقد ذلك، كما لا أعتقد أنه يوجد في العالم العربي شاعراً حداثياً بالمعنى الحقيقي وقد قلت هذا صراحةً (للبياتي) وقد نشر كلامي في إحدى مجلات الشعرالشعبي إثر حواري مع (عبد الوهاب البياتي) وبحضور الدكتور (نجم عبدالكريم) والأستاذ (سعد البزاز) في بيتي.

 

ولكنك ذكرت في ذلك الحوار أن (أباريق مهمشة) وهو الديوان الثاني للبياتي يعتبر بارقة للحداثة العربية؟
هو محاولة وهناك الكثير من المحاولات إلا أن البعض منها يسير في ظلال (توماس إليوت) في كتابه (أربعاء الرماد) وأيضاً في (الأرض اليباب).


"الغذامي" يجانب الصواب!
 

ما مدى قناعتك بالحركة النقدية وبالدكتور عبدالله الغذامي كناقد مجدد في الرؤية النقدية؟
الغذامي يحتاج على هوية عكاظية وبودي لو كان إمتداداً للنوابغ في سوق عكاظ إلا أن الرجل يستجدي نظريات الحركة الأوروبية ويطبقها على الشعرالعربي لذلك اعتبر جميع شعراء الفخر والمديح شحاذين من المتنبي إلى أقدر الشعراء فكراً في العصر الحاضر محمد مهدي الجواهري، وهذا الخطأ لا يغتفر للغذامي إذ أن شعر المديح كان مجاراة للكرم العربي الذي يجهلونه في الغرب كما أن الحضارة الشعرية تختلف مابين المشرق والمغرب وهذه النقطة يجب ألا تفوت!

 

لو إنطلقنا إلى حركة الشعر الشعبي كيف تراها اليوم؟
حركة الشعر الشعبي قبل عقد كانت جيدة أمابعد ظهور المجلات الشعبية وكثرتها اختل التوازن، وذلك لأن كل مجلة تحاول أن تملأ صفحاتها ومن الصعب أن تملأ ألف صفحة بألف قصيدة من الشعرالجيد في الشهر الواحد... وضع في اعتبارك أنه يوجد لدينا عشرة مجلات شهرية على الأقل في كل مجلة مئة صفحة... فكيف تملأ هذه الصفحات إذا كان عدد الشعراء الحقيقيون لا يتجاوز العشرة على الأكثر؟

 

تابعنا جميعاً فعاليات مهرجان الجنادرية الذي يزداد تألقاً في كل عام، فما رأيك بكلمات الأوبريت التي صاغها الشاعر مساعد الرشيدي؟
مساعد الرشيدي شاعر مبدع لاشك في ذلك، ولكن العمل الأوبرالي يحتاج إلى شاعر متخصص في ماهية القافية ولا بد من التمييز بين حروف (الصفير) وحروف (الجهر)... والأوبريت جاءت قوافيه في أغلبها على حروف (الصفير) ومنها (الصاد والسين) وهذه أحرف هامسة تصلح لقوافي الغزل ولاتنسجم مع كينونة الأوبريت.

 

لماذا لم تتقدم بكتابة عمل أوبرالي بما أن لديك الخبرة؟
أعتقد أن الأسماء التي تُقترح على القائمين على الأوبريت تنطلق من (المخاللة) للشعراء الذين يدورون في فلك (جابر القرني).

حضارتي رعوية و(ريمية) مثقفة

نتحدث عن زواج الشاعر من شاعرة وبما أنك مرتبط بالشاعرة (ريمية) فما هي النقلة النوعية لكل منكما بعد الزواج؟
أنا ثقافتي (رعوية) تنتمي جذورها إلى الصحراء... وريمية تنتمي إلى الحضارة (الديلمونية) وهي حضارة موغلة في القدم وفي إصطياد اللؤلؤ... وتلقيح الفكر بين حضارتين ينتج عنه صخب في باديء الأمر ونحن نعيش معاً هذا الصخب داخل المنزل، وقد عبرت عنه بقصيدة:

ماقلت لك يوم أجيك هناك:

الحب نجدي وبحريني

أنت أجنبي مار أنا وإياك

قرابة الشوف للعيني

 

الشاعر فاضل الغشم ماذا تقول في نهاية هذا الحوار؟
أقول أن المستقبل هو للإنترنت ومجلة (عربيات) هي بعبارة موجزة توليفة جميلة مابين التطور التكنولوجي والأصالة المشرقية، لها وللقائمين عليها حبي وتقديري.