نافياً أن يكون التصنيف تمييزاً ضد المرأة

هشام حراك: نعيش تفوقاً فنياً نسائياً مقارنة بالكتابات الرجالية

الرباط : عبد العزيز بنعبو
صور وفيديو

بعد العديد من التجارب الإبداعية الناجحة سواءاً في الشعر أو الرواية أو القصة القصيرة أو التشكيل، أصبحت المرأة المغربية تفرض اسمها كواحدة من العلامات الفارقة و البارزة في المشهد الإبداعي المغربي، لأجل الوقوف على مدى التطور الحاصل في الإبداع الذي تكتبه المرأة تحاور عربيات السيد هشام حراك رئيس نادي القصة القصيرة بالمغرب لاستكشاف حضور المرأة في هذا النادي منذ  تأسيسه. 

كرئيس لنادي القصة القصيرة بالمغرب ما هي الحصيلة النسائية في ناديك؟
الحصيلة إيجابية جدا، فنادي القصة بالمغرب وافق تأسيسه تقليد سنوي هو (أمسية القصة النسائية) التي تشارك فيها كاتبات قصة بقراءات قصصية لقصصهن، وكتاب قصة  بتقديم شهادات في حق القصة النسائية المغربية، هذا التقليد سيبلغ هذه السنة دورته الخامسة، كما أننا تمكننا من اكتشاف مجموعة من الأصوات القصصية النسائية الناشئة عبر جائزة محمد زفزاف لناشئة القصة المغربية  -لمن تقل أعمارهم عن 18 سنة - وقد كانت الحصيلة إلى الآن بعد بلوغ الدورة السادسة للجائزة ، 15 اسماً نسائيا ً ما بين فائزة ومنوه بها مقابل 7 أسماء من الذكور ما بين فائز ومنوه به،  فضلاً عن مشاركات متميزة من الناحية الفنية في الانطولوجيات القصصية التي أصدرناها للآن.

هل يمكننا الحديث عن تراكم نسائي في الكتابة القصصية المغربية؟
بالفعل هناك تراكم مهم يوازيه مستوى فني جيد، وعندما نتحدث عن التراكم، فالمرأة المغربية ولجت الكتابة القصصية منذ عهد مبكر، منذ السبعينيات تحديدا مع القاصة المغربية خناثة بنونة، لكن القصة النسائية المغربية لم تعرف دفعة قوية كماً وكيفاً إلا في منتصف الثمانينيات من الألفية المنصرمة وصولاً إلى يومنا هذا،  مما ساهم  في زيادة عدد القصات المغربيات المتميزات والذي بات بالعشرات.

ماذا عن عضوات النادي هل يمكننا معرفة عددهن و نشاطهن؟
عددهن بحسب تجديد الانخراط برسم 2010 بالتمام والكمال 17 عضوة، وكلهن نشيطات تنشرن بالصحف وتحضرن بشكل مسترسل اللقاءات القصصية التي تنظم هنا وهناك، بل منهن من أصدرن بواكيرهن القصصية في مجموعات قصصية محترمة.

ما تقييمك  للإبداع النسائي بشكل عام؟
لقد بتنا نعيش - وأنا أتحمل مسؤوليتي في هذا الكلام - تفوقاً فنياً نسائيا ً مقارنة بالكتابات الرجالية، وأعتقد أن هذا الوضع لا يقتصر على  القصة بشكل خاص أو على مستوى الأدب بشكل عام إنما على سائر المجالات الآخرى سواءاً كانت فنية أو فكرية أوعلمية أواكاديمية ومهنية، والذي نتج عن الوعي المبكر للدولة المغربية بأهمية دور المرأة في المجتمع وفي الفعل المجتمعي، وهذه النظرة الحداثية الديمقراطية بدأت بطيئة جدا نظرا لخصوصية المجتمع المغربي كمجتمع عربي، لكنها اليوم باتت تسير بخطى سريعة جداً بشكل يثلج الصدور وينبئ بمستقبل أجود وأفضل.

ألا ترى معي أن تصنيف الكتابة النسائية يعتبر نوعا من التمييز ضد المرأة؟
أبدا، لا يعتبر نزعة أصولية فنحن  نحاول المقارنة بوجه عادل ودون أي تمييز.


هل سبق لنادي القصة القصيرة بالمغرب أن احتفى بقاصات مغربيات وعربيات؟
نادي القصة ومنذ تأسيه سنة 2000 برئاسة شرفية فعلية للقاص والروائي المغربي والعالمي الكبير محمد زفزاف كان يحتفي بالقاصات المغربيات على اختلاف أجيالهن، حيث يعتبر الهيئة الثقافية الوحيدة من بين باقي الهيئات الثقافية الأخرى -حكومية كانت أو غير حكومية- والتي أسست  لتقليد ( أمسية القصة النسائية )، كما أننا اكتشفنا مجموعة من الأصوات القصصية الناشئة عبر جائزة محمد زفزاف لناشئة القصة المغربية والتي ما نزال نمد لها كل أشكال الدعم المعنوي الذي تحتاجه منا، كما أصدرنا مجاميع قصصية مشتركة شاركت فيها قاصات مغربيات، أما عن الاهتمام بالقاصات العربيات فنحن نحلم بذلك إذا ما توفرت لنا الإمكانيات، فأنت تعرف جيداً أن نادي القصة بالمغرب هو أفقر هيئة ثقافية بالمغرب، بدليل أننا لا نملك وبعد مرور عقد من الزمان مقر، أؤكد لك أنه إذا ما توفرت الإمكانات اللازمة لذلك فإننا سنجعل من المملكة المغربية محجاً سنويا للقاصات العربيات للقيا صديقاتهن المغربيات في قلب الدار.

عربياً كيف هو حال الكتابة لدى المرأة العربية؟
بدون أن اذكر أسماء، الحال جيد جداً بل منهن من قاومت التسلط والتخلف والكبت برباطة جأش .