الحلقة الثالثة

العين، أوضاع.. ومعاني.. ودلالات

عربيات- يسري أبو العينين

أوضاع العين
أوضاع العين هى تلك التى تأتى من تطابق إشارات العين وحركتها من جهة وبين المعنى الذى تؤديه من جهة أخرى .. وقد عكف علماء اللغة على جمع هذه الأوضاع، فجمعوا منها مايشبه المعجم الذى صنف أوضاع وحركات العين.

قال الحسن بن الهيثم: "المعانى الجزئية التى تدرك بحاسة البصر كثيرة وهى: الضوء واللون والبعد و الوضع والتجسم والشكل والعظم والتفرق والإتصال والعدد والحركة والسكون والخشونة والملاسة والشفيف والكثافة والظل والظلمة والحُسن و القبح".

ومن أبرز معانى العين: 

1 – زَرَّت ... [بمعنى إذا توقدت العين من خوف أو غيره ]

2 – شخصت ... [ بمعنى إذا لم تكد العين تطرف من الحيرة ]

3 – رمق ... [ بمعنى إذا نظر الإنسان إلى الشىء بمجامع عينه ]

4 – لَحَظَ ... [ بمعنى إذا نظر الإنسان من جانب أذنه ]

5 – لمح ... [ بمعنى إذا نظر الإنسان بعجلة ]

6 – حَدَجَ ... [ إذا نظر بحده ]

7 – رشق ... [ إذا نظر بشدة ]

8 – شَفَنَ ... [ إذا نظر نظرة المتعجب أو الكاره ]

9 – شَزَرَ ... [ إذا نظر بعداوة ]

10 – نظر ... [ إذا إلتفت إليه بمحبة ]

11 – توضحه ... [ نظر إليه نظرة استثبات ]

12 – استكفه _ استوضحه _ استشرفه ..[ كمن وضع يده على حاجبيه ليستبين الشيىء ]

13 – استشفه ... [ كمن يرفع الثوب إلى فوق لينظر إلى عيب فيه ]

14 – لاحه ... [ كمن نظر إلى شيىء اختفى فجأة ]

15 – نفضه .. [ الذى ينظر إلى جميع من فى المكان حتى يعرفه ]

16 – تصفحه .. [ [ نظر فى كتاب ]

17 – حدّقَ .. [ توسيع حدقة العين لشدة النظر ]

18 – برقَ ... [ غياب سواد العين من الفزع ]

19 – حمَّج ... [ فتح العين بالتهديد أو الإفزاع ]

20 – دَنْقَسَ _ طَرْفَشَ .. [ كسر عينه من النظر ]

21 – أسجد ... [ أدام النظر مع سكون ]

22 – تبصر ... [ نظر إلى الأفق ]

23 – أثأر ... [ أتبع الإنسان الشيىء ببصره ]

24 – فتر ... [ النظر فى السكون وهى عنوان الضعف ]

 

أقوال العرب فى دلالات العين
ـ إمتلاء العين

جاء فى معنى امتلاء العين، أى انبساطها بمحاسن الشخص الذى تنظر إليه حتى لا تتسع لغيره ، كما قال الشاعر:

هى الدرُّ منثــورا إذا ما تكلمت            وكالدر مجموعا إذا لم تتكلمِ

تُعَبّـدُ أرباب القـلوب بدَلهــا                وتملأ عين الناظر المُتـوسمِ

 

ـ بريق عينيه
يبعث البريق شدة النظر .. وهى مفردة تحمل معنى الخوف و الفزع الناتجين عن الغضب وما يشبهه من مثيرات تبعث الإنسان على الغليان وتجعله فى موقف الحيران.

فعلقت بكفهـــا تصفيقا                    وطفقت بعينها تبـريــقــا

نحـــو الأميــــر                            تبتغى التطليقا

 

ـ البكاء
الدموع علامة البكاء، وهو إشارة من إشارات العين التى تدل على الحزن الشديد، وما أجمل المزاوجة بين دمعة العين ومعنى الحزن الذى تبعثه دوافع كثيرة كهجر الحبيب وفقدان الأهل والألم .. ومن أمثله هذا ما أنشده صلاح الدين الصفدى:

فلا تسـلنى عن وجدى وعن قلقى        وســـائل الدمع يُنْـبِـيـكــا

هَـذِى دُمُوعى عن حالى مترجمة       وهـذه أَلْسُـنُ الشكوى تناجيكــا

 

ـ حركة الجفون والحواجب
الحواجب فوق العين هى أداة تشكيل مفردات العين وهى تساعد على فهم أغراض العين بشكل كبير:

ولما رأيــن البين قد جد جــده             ولم يبــق إلا أن تبين الركائب

دنونا فسلمنـا ســلاما مُخَالسـا            فردت علينـا أعين وحـواجب

تصــد بـلا بغض ونخلس لمحـة         إذا غفلت عنا العيون الـرواقب

وكسر الحاجب مع نظرة العين يؤديان رسالة الحب بما فيها من لوعة وفرحة:

ألا مَـنْ لقلب لا يزال رَمـيـّـة            لِلَمْحَةِ طـرف أو لكسرة حاجب

 

ـ الحدج
رمى البصر مع حدة النظر .. قال أبو النجم العجلى:

تقتلنا منهــا عيــون كأنهـا             عيــون المهـاما طرفهن بحادج

 

ـ لون حُمْرَة العين
احمرار العينين إشارة تلفظها العين دليل وجد وفقد وما يشبههما من هم وغم ، وإذا احمرت العين ، تحدثت بما فيها من سقم ومرض .

قالوا اشتكت عينه فقلت لهم          من كثرة القتل مسها الوصب

حمرتها من دماء من قتـلـت         والدم فى النصل شاهد عجب

وحمرة العين تحمل دلالة أخرى تتمثل فى الخداع و المكر.

إنى نهيت ابن عمار وقلت له        لا تأمنن أحمر العينين و الشعرة

 

ـ حمج
الحمج وضع تأخذه العين بحيث تصغر بغية النظر ومن أمثلتها قول أبى العيال الهذلي:

وحمج للجبــان المــو                  ت حتـــــى قلبه يجب

 

ـ حملق
وتعنى الفزع:

رأت رجـلا أهوى إليها فحملقت          إليــه بمآقــى عينها المتقلب

وكما تدل أيضا على الشراسة:

و الليث إن أوعــد يومـا حملقا             بمقلــة توقـد فصــار أزرقا

 

ـ خزر
الخزر أن ينظر بمؤخرة العين وهى لفظة تحمل أيضا معنى الغضب:

ما بــال قومك يــا ربـاب                 خُــزرا كــأنهم غِـضــاب

 

ـ رنــا
الرنا يكون بإدامة النظر مع سكون الطرف، والعين حين تديم نظرها وهى ساكنة فإنها ترنو وهى إشارة تؤدى معنى المراقبة، قال عمر بن أبى ربيعة:

وترنو بعينيها إلىَّ كمــا رنا            إلى ظبية وسط الخميلة جُؤذُرُ

وقال المتنبى:

ترنو إلىَّ بعين الظبــى مجهشة         وتمسح الطــل فوق الورد بالعنم

 

ـ شزر
يشبه لحظ العين، وهو النظر بمؤخرة العين، وهو تعبر العداوة والكيد، وهو أكثر ما يكون فى حال الغضب، يقول فى هذا صريع الغوانى:

جعلنـا علامــات المودة بيننا               مصايد لحظِ هُــن أخفى من السحر

فأعرف فيها الوصل فى لين طرف       وأعرف فيها الهجر فى النظر الشزر

 

ـ شفن
هو النظر باعتراض، وتدل على التعجب، جاء فى قول رؤية بن العجاج:

يقتلن بالأطراف والجفــون               كــل فتى مرتقب شفون

 

ـ صفح
ليس الصفح النظر فى كتاب فقط، ولكنه أيضا النظر فى وجوه الناس للتعرف إليهم، و الصفح يكون بفتح الجفون وامعان النظر للوقوف على خفايا الأمور، أنشد ابن الأعرابى:

صَفَحْنـا الحُـمُول للسلام بنظرة          فلم يـك إلا وَمْـؤُها بالحواجب

 

ـ ضيق العين
انبساط العين دليل رضاها وسعادتها، أما ضيقها فيشير إلى حالتها من التعب والحيرة، وقد ستخدم تعبير ضيق العين كناية عن البخل، ومن شواهد ذلك قول ابن النبيه:

يصــد بطرفه التركى عنى              صدقتم إن ضيق العين بخـل


ـ غض
الغض هو كسر البصر وكفه، وهو يشمل تحول البصر وانصرافه وقصره عن الشيىء، أى أعرض عنه بالطرف ومال عنه بالنظرة .. وتستعمل تعبيرا عن الحياء وأحيانا تكون إشارة تعنى الخوف من رفع النظر:

وما كان غـض الطرف منا سَجِيَّـة        ولـكـنـنـا فـى مَذْحِج غُـربـان

 

ـ غمز
تعنى إشارة الغمز إذا صدرت من العين العيب، والشخص المغـامز هو الشخص المعايب، وعليه فإن الشخص الذى يغمز، يسعى لإظهار عيب فى الشخص الذى ينظر إليه:

ومن يطـع النسـاء يـلاق منهـا            إذا غمزن فيــه الأقــورينا

والأقورينا هنا تعنى الدواهي.

 

ـ اللحظ
اللحـاظ فى الإنسان هى شق العين الذى يلى الصدغ، واللحظ هو أن ينظر الإنسان بلحاظ العين:

كَـذَبْتَ يا من لَحَانى فى محبتــه         ما صورة البدر إلا دون صورتــه

يـارب إن لم يكن فى وصله طمع       ولـم يـكن فَرجُ من طول جفونه

فاشف السقام الذى فى لحظ مقلته        واستر مــلامة خديه بلحيــته

 

ـ نفض
النفض أن ينظر الشخص إلى جميع ما فى المكان بغية التعرف عليه، وهى إشارة من العين تدل على الهيبة و المهابة، وهى تصدر عن الملوك وذوى النفوذ والشأن

إلــى ملك يستنفض القوم طرفه           له فوق أعواد السرير زئيـــر