ويطرح قواعد لقياس الأعمال الأخلاقية وتحويل هيئة الأمر بالمعروف إلى هيئة مكارم الأخلاق .

برعاية وزير العمل ملتقى أخلاقيات العمل يستقطب نخب المتحدثين

آمنة بدر الدين الحلبي
صور وفيديو

 برعاية كريمة من وزير العمل المهندس عادل بن محمد فقيه تم افتتاح ملتقى أخلاقيات العمل والأعمال والذي احتضنته جدة تحت شعار "العودة إلى الأصالة" بقاعة القصر بفندق جدة هيلتون.

 وحظي حفل افتتاح الملتقى الذي نظمته الغرفة التجارية الصناعية بجدة ومكتب الدكتور إيهاب بن حسن أبو ركبة لتنظيم المؤتمرات بشراكة استراتيجية مع وزارة العمل بحضور قياديي قطاع الأعمال وصناع القرار في القطاعين الحكومي والخاص.

ورحب أمين عام الملتقى الدكتور إيهاب بن حسن أبوركبة في كلمته بـ "راعي الحدث العلمي التاريخي معالي المهندس عادل بن محمد فقيه وزير العمل، موضحاً أهداف الملتقى والذي يدعو للنهوض بالمجتمع السعودي، تحت شعار (العودة إلى الأصالة) والعودة إلى أخلاقيات العمل من مبدأ ديننا الإسلامي الحنيف حين مدح الله عز وجل سيد الخلق أجمعيننبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم وقد قال محمد عليه الصلاة والسلام (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) فالأخلاق هي التي تُقاس بها الحضارات فبها تعلو أمم وحضارات ومن خلالها تندثر الحضارات والأمم"، وأكد د.أبو ركبة على أن"هذه الأهداف أسست لفكرة المنتدى كونها دعوة للنهوض ودوام النهضة بتأصيل ممارسات الأخلاقيات النابعة من تراثنا فوجودها لا شك سيساعد قطاع الأعمال ليصبح أكثر إنتاجية وفعالية وبالتالي أكثر تنافسية في ظل المتغيرات، وتفعيل كفاءة الفرد لدوام النهضة الاقتصادية بتأصيل الممارسات الأخلاقية في مجالات الأعمال سواء على مستوى الأفراد أو المنظمات".

 ثم ألقى المستشار أحمد بن عبدالعزيز الحمدان رئيس مركز المسؤولية الاجتماعية في الغرفة التجارية الصناعية بجدةكلمة رحب فيها برعاية معالي وزير العمل للملتقى، منوهاً بـ "دور الغرفة التجارية الصناعية بجدة والتي جعلت من غرس أخلاقيات العمل وتأصيل الالتزام الأخلاقي أحد أهدافها الاستراتيجية في دورتها الحالية، مبيناً بأن الغرفة أسست إدارة مكارم الأخلاق بمركز المسؤولية الاجتماعية لتدعو إلى أحياء أخلاقيات العمل في 30 مهنة تجارية وغرس القيم لدى القائمين على التربية حتى يكون المجتمع بشكل عام وقطاع الأعمال على وجه الخصوص مطبقاً لمكارم الأخلاق الصحيحة وذلك من خلال تأصيل مبادئ الإخلاص والعدل والرحمة والتحكم في النفس والشجاعة والأمانة والالتزام وحمل المسؤولية واحترام الآخرين والموازنة بين الأصالة والمعاصرة والعمل الجماعي وحسن التعامل والاتزان".

 ثم ألقت الدكتورة أمل شيرة نائب رئيس لجنة الموارد البشرية بالغرفة التجارية الصناعية بجدة مستعرضةُ بدء العمل في "هذا الملتقى والذي يعتبر مشروعاً وطنياً يخدم أبناء هذا الوطن وقطاعيه الخاص والحكومي لتحقيق دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتوجهات المملكة العربية السعودية في بناء الطاقات المحلية وتفعيل التنافسية الدولية".

وأكدت د.أمل شيرة على أن"فكرة المشروع استلهمت من الدين الحنيف الذي اهتم برعاية الجهد الإنساني، لأن الشريعة السمحاء تنظر إلى الإنسان نظرة كونية خاصة لاعتباره محور حركة التقدم والازدهار بالكون ما دام سائرا بالنطاق التي تريده الشريعة الغراء".

 

  فقيه: أخلاقيات العمل منظومة وثقافة تركز على قيم مهنية واجتماعية ودينية.

وجاءت جلسة الافتتاحية تحت رئاسة الدكتورة بسمة العمير الرئيس التنفيذي لمركز السيدة خديجة بنت خويلد الغرفة الصناعية التجارية بجدة تحت عنوان (المسؤولية الأخلاقية من منظور قيادي وخلقي)بحضور معالي وزير العمل المهندس عادل فقيه حيث عزز معالي الوزير"ميثاق وزارة العمل كونه نموذجا لمؤسسة من مؤسسات القطاع العام والذي تم تقديمه بعد إعداده من وزارة العمل تحت مسمى "مبادئ ميثاق" بين الوزارة ومنسوبيها والمستفيدين منها ومن خدماتها".

و شدد معالي وزير العمل المهندس عادل فقيه في كلمته على "مفهوم أخلاقيات العمل منظومة مرتبطة ببعضها البعض، وثقافة ترتكز على قيم مهنية بحتة واجتماعية ودينية، وليس مجرد آلية تنظيمية فحسب بين منسوبي أي شركة أو قطاع".

وبما أن "مبادئ الميثاق" مهمة جدا فقد استعرض معاليه"عناصر ميثاق الوزارة وأين موقع أخلاقيات العمل منها، وكيفية انعكاسها على سلوكيات منسوبيها، يتضمن ذلك رفع مستوى أداءهم العملي والخلقي على كافة الأصعدة".

ولم تغب عن معالي وزير العمل مسؤولياته تجاه أبناء الوطن حيث أكد معاليه على "مساعي الوزارة لتوفير فرص عمل تليق بأبناء وبنات الوطن وتمكينهم من الاستحواذ على الفرص العملية، والتميز في عملهم من خلال تطويرهم وتدريبهم على قواعد وآليات سوق العمل، وتنظيم العلاقة بين العامل وصاحب العمل بشكل متوازن وموزون، مع رفع الحماية الاجتماعية".

أما مهام الميثاق "الطريق نحو غايتنا" فقد شرح معالي الوزير"كيفية إصدار التشريعات والتنظيمات التي توصل المجتمع لتحقيق غايته في تعزيز العمل وتوطينه إلى جانب تطوير الخدمات للمستفيدين من أصحاب المصلحة لدعم تحقيق الغاية المرجوة، مع تطوير آليات خلّاقة وفاعلة للتفتيش والتحقق والمتابعة، لتأكيد الالتزام بما تم تشريعه من تنظيمات".

وبما أن ميثاق وزارة العمل قائم على الأخلاق والقيم والدوافع أكد معاليه أن هذه"القيم مستمدة من الدين الحنيف ومن إنسانية الإنسان لما يتضمن من إخلاص واحترام والتزام بالواجب الذي كلف ولي الأمر بأدائه والائتمان عليه، بعد أن وضع الجميع بموضع المسؤولية، خدمة للوطن والمواطنين".

ووضح معاليه معنى الأمانة التي تعني"الالتزام التام بحقوق من نقوم على خدمتهم أو نتعامل معهم، مع مراعاة نصوص الأنظمة في أدائنا وتعاملاتنا، والبعد بالنفس عن الوقوع في أي شبهات من تكسّب وانتفاع لذوي القربى أو لنا مما أؤتمنّا عليه من مال عام أو سلطات، كما وتعني الأمانة الوفاء لمن نعمل معهم، والتراحم عبر تفهم الاحتياجات، أي مراعاة حقوق جميع العاملين في الوزارة ومؤسساتها ومنسوبيها بعدالة وإنصاف".

ولم يغفل معاليه عن"أخلاق النجاح قائلا: (أخلاقنا تحكم سلوكنا) بدء من التواضع واسترشاد التعامل مع الآخرين بالاقتداء والتوكل والاتقان، كما حث على الأخلاق الباطنية بدءاً من إحسان الظن والتأني والشكر والتقدير والتعاون، وحث على الأخلاق الظاهرية بدءاً من الإفصاح والشفافية وتقديم الخدمة على أكمل وجه ومحبة ومبادرة وتيسيير مستمر".

 

    المستشار حمدان: إحياء أخلاقيات العمل بـ 30 مهنة تجارية.

وجاءت الجلسة الثانية تحت عنوان (دور أخلاقيات وقيم المنظمات على المجتمع) برئاسة الأستاذة بسمة السيوفي الكاتبة والشاعرة السعودية، بحضور المستشار أحمد بن عبد العزيز الحمدان رئيس مركز المسؤولية الاجتماعية في الغرفة التجارية الصناعية بجدة، كما ضمت الجلسة الدكتور خالد عبد الرحيم ميمني رئيس إدراة الأعمال بجامعة الملك عبد العزيز، والأستاذة فاتن عبد البديع اليافي المدير التنفيذي لإدارة المسؤولية الاجتماعية والعلاقات العامة والخدمات بمجموعة صافولا، والأستاذ فهد أسعد أبو النصر الرئيس التنفيذي لمجموعة الأغر للفكر الاستراتيجي.

لما للمسؤولية الاجتماعية من أهمية كبرى في المجتمع السعودي فقد عدد الحمدان "أهداف المركز في الغرفة التجارية الصناعية بجدة بعدما أصبح نموذجا في تطبيق المسؤولية الاجتماعية في قطاع الأعمال، ودعم هذا القطاع في تطبيق السياسات العالمية للمسؤولية الاجتماعية، وتعميق مفهومها الحقيقي، والعمل على صياغة رؤية وطنية واضحة وشاملة بالمشاركة مع الجهات المعنية تقود المملكة إلى تحقيق قفزة نوعية نحو قطاع أعمال مسؤول".

ونظراً لكون المسؤولية الاجتماعية متوافقة مع قيم التكافل الاجتماعي الإسلامي أكد الحمدان على"المساهمة في تعزيز مكارم الأخلاق استنادا على المقاييس العالمية لمواطنة الشركات بالسلوك الإنساني الجيد لدى قطاع الأعمال، وشرائح المجتمع ككل، مع تنفيذ برامج العمل المحققة لمكارم الأخلاق".

ولم يتوانى الدكتور خالد الميمني بـ"التأكيد على دور أخلاقيات العمل لأهميتها البالغة في رفع من شأن المنظمات وكيف تؤثر وتتأثر جميع شركات المجتمع بالقيم الأخلاقية السائدة على ضوء المستجدات الدولية، ضمن ممارستها للمسؤولية الاجتماعية في المنظمات".

وبما أن المسؤولية الاجتماعية مرتبطة بالأخلاق ارتباطا وثيقا فقد عززت الأستاذة فاتن"دور المسؤولية الاجتماعية بزرع وتفعيل القيم الأخلاقية في المجتمع ككل وعلى رأسهم قطاع الأعمال".

ونظراً لأهمية المسؤولية الاجتماعية في قطاع الأعمال فقد أكدت الأستاذ فاتن على"تطورها تطورا سريعا بحقائق وأرقام ساهمت في تطوير القيم الأخلاقية بمفهوم أوسع وأشمل، وبناء ثقافة أخلاقية داخل المجتمع، مع تطور الأدوار للعاملين في الشركة او المنشأة، وتنمية ثقافة العمل الداخلية وتحويلها إلى ثقافة مجتمعية".

كما واستعرضت نماذج حية لـ"أشخاص لهم أدوار رائدة في تعزيز القيم الأخلاقية في العمل والمجتمع بآن واحد، وبينت دور صافولا في زرع أخلاقيات العمل في المجتمع من خلال مركز مكين، الذي دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في منظومة فئات المجتمع مرتكزا على أهداف استراتيجية".

ولما للمجتمع المعرفي من أهمية كبيرة فقد تناول الأستاذ فهد أبو النصر عن"استراتيجية مجموعة الأغر في تحول المملكة إلى مجتمع معرفي، وما هي المحاور التي نتجت عنها، والمبادرات السريعة المردود التي انبثقت عنها، بعد تطبيق برنامج الخدمة المدنية للشباب لإكسابهم مهارات الانضباط وأخلاقيات العمل".

وخرجت رئيسة الجلسة الأستاذة بسمة سيوفي بعبارة رائعة عن العمل وأخلاقياته حيث قالت:"ينحصر العمل بين التولي والتخلي وقد توليتم أعمالكم فجهزوا بيئة العمل بأخلاقيات تضمنوا حسن التصرف".

 

 

 تحويل هيئة الأمر بالمعروف إلى هيئة مكارم الأخلاق

وجاءت الجلسة الثالثة تحت عنوان (أخلاقيات الأعمال: العودة للأصالة) برئاسة الدكتور عبد الله دحلان عضو منظمة العمل الدولية وعضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة، وبحضور الشيخ صالح كامل رئيس مجموعة دلة البركة ورئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة، والشيخ أحمد حسن فتيحي رئيس مجلس إدارة شركة أحمد حسن فتيحي القابضة والأستاذ أسامة الخريجي رئيس مكتب أسامة عبد الله الخريجي والدكتور غازي بن زقر رئيس مركز وصال التطويري للاستشارات الإدارية.

حيث أكد الدكتور دحلان على أهمية أخلاقية العمل كونه الموضوع الأهم للنجاح في مجال العلم والأعمال، وبالعودة للزمن الجميل كان هناك مواثيق شرف لا تحتاج إلى أنظمة.

ونظراً لقيمة أخلاقيات المهنة في الماضي فقد شدد الشيخ صالح كامل على "ضرورة إصدار ميثاق شرف أخلاقي، وتعزيز الجانب الأخلاقي الذي كنا نعمل عليه في الماضي لأنها لا يحتاج إلى صفحات كبيرة من العقود لتوقيعها بل كان يقتصر على خير الكلام، بميثاق شرف متضمن الروح الإسلامية للتجارة التي كانت تنضوي تحت أخلاقيات العمل وتفعيلها من خلال تبني المشروع الأخلاقي الذي انطلق من مجلس الغرف والذي يرأس دورته الحالية بعد أن وضع دروس لأخلاقيات العمل لـ 30 مهنة".

وبما أن الإسلام انتشر عبر التجار بالقدوة الحسنة أكد الشيخ صالح على "مكانة الأخلاق الرفيعة في مجتمع الاعمال والذي يُعد أكبر من مجتمع التجار، مرتكزا على أسس استراتيجية وضعها مدرس الأخلاق في جامعة القاهرة وصاغها تحت عنوان القواعد الذهبية لقياس تلك الأعمال أخلاقية أم غير الأخلاقية، أولها أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك، والثانية أن تكون التصرفات متفقة مع الدين الحنيف، وثالثها ما قيمة المنفعة التي تتحقق للآخرين من خلال تلك التصرفات، ورابعها ماذا لو قام الناس بهذا الفعل هل تصلح أمور الدنيا، أم لا ؟؟ وخامسها هل تخجل من هذا العمل لو اطلع عليه الآخرين، ولو طُبقت هذه القواعد الذهبية بماهيتها لأصبحنا مجتمعا مثاليا".

ولما للأخلاق من شأن كبير في الدين الإسلامي فقد أشار الشيخ صالح إلى"أهمية هذا الملتقى وقيمته الرائعة، مؤكدا على الجامعات أن تحذو حذو الملتقى بتدريس أخلاقيات المهنة، وداعيا الجهات المعنية إلى تحويل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى هيئة مكارم الاخلاق، معربا عن أسفه بوجود أكثر من 10 دول فساد في العالم الإسلامي".

وبما أن القدوة الحسنة التي يجب اتباعها سيد المرسلين محمد بن عبد الله أشار الشيخ أحمد فتيحي إلى"أن رأس المال الاجتماعي في المملكة العربية السعودية هو محمد رسول الله وإن تعاقبت النظريات واختلفت الآراء وقال الحكام ما قالوا وأبدعوا فيما قالوا ولكنهم عندما يعودون إلى المصطفى يجدون أنفسهم نقطة في بحر هذا النبي الكريم صلوات الله عليه".

وأرجع الشيخ فتيحي سبب انهيار المجتمعات والشركات بالآونة الأخيرة إلى أن"الأخلاق المتعارف عليها تدنت وتاهت بين دهاليز الشطارة والفهلوة والمكر والدهاء والخديعة وأصبح البحث عنها مطلبا رئيسيا للمجتمعات والشركات على كافة الأصعدة".

وأكد الشيخ فتيحي على أن"سبب التدني الأخلاقي بالمرتبة الأولى عند الإنسان نفسه كونه محور الملتقى، لذلك كان مشددا على إدراك كوامن النفس الجيدة عند الإنسان والبحث فيها حتى يخرجها إلى مجتمعه لينفع به الجميع، لأن الثقة تُبنى بالأخلاق وليس بالقوانين".

أما الأستاذ أسامة الخريجي أشار إلى "أهمية تنمية ثقافة أخلاقيات العمل في الممارسة الإدارية سواء في القطاع العام أو الخاص وأهمية تأصيل دور القيم وقواعد السلوك الإنساني في ممارسة العمل".

ونظرا لأهمية الطفولة وما تخبئ من نجاحات فقد استلهم أما الدكتور غازي فيصل بن زقر رئيس مركز وصال التطويري قصة نجاحه من"طفولة ترعرعت بين الكبار في امبراطورية تجارية بالزمن الجميل، تعلمت الإصغاء والتأمل والتعلم في مجلس الكبار، وكيفية البيع والشراء بخلق جميل".

ولكون تجربة الدكتور غازي الناجحة ربطت بين عوالم مختلفة، في المجال العلمي، والاجتماعي، والاقتصادي فقد"لخصها في ثلاث عبارات هي الإتقان والإحسان والميزان أصّلها في نفسه أولا، وسعى لتأصيلها في نفوس الشباب مع وضع الآية الكريمة نصب عينيه "ألا تطغوا في الميزان" والتعلم فيما بعد على الأخذ والعطاء في الحياة التجارية على أسس أخلاقية تربى عليها، ليبني طريقة الانتماء للفكرة خطوة خطوة حتى أسس لبناء المنظومة العلمية والاجتماعية والاقتصادية".

كما أكد على"أهمية البناء بربط الماضي بالحاضر، والارتكاز على الأصالة برحيق معاصر يستخرج من لبه ألوان البناء الشمولي للفكر الإنساني، بالعودة إلى الأخلاق وتأصيلها، مع التدبر في آلية بناء الإنسان التي أثرت في شخصيته، وكيفية نقلها لجيل جيد".

وختم الدكتور غازي بأن "جزء من شخصيته لها عبق التاريخ، والجزء الآخر مما كان يطمح له في المستقبل رآه في الأمم الأخرى من مبدأ الحكمة ضالة المؤمن، مزجها بأصالته وبهويته، وعرف كيف يسقطها على مجتمعه بأخلاقية أساسها الأصالة التي نقل فيها روح الاسلام إلى الشعوب واخذ من عندهم رحيق الزهور وصنع منه العسل الحضرمي بامتياز".

وعلى هامش الملتقى التقت عربيات الأستاذة بسمة السيوفي - مسؤولة في إدارة التربية والتعليم- التي قرأت  مستقبل السوق السعودي المتقلب مع جشع بعض التجار موضحة:  "أراه بداية لغرسة ونبتة ثمارها ستكون بإذن الله كبيرة لا حقا، أما موضوع أخلاقيات العمل ليس جديدا، فديننا الإسلامي حثنا عليه واليوم ظهر دوره جليا بدليل هناك دعم ودفع للشركات للالتزام والامتثال بضوابط تحدد ماهية أخلاقية العمل وهي على اختلافها تستند على جذور أساسية، ولتعليم أخلاقيات مهنة العمل كمحاسب وكمدير وفي أي قسم من أقسام الشركات في القطاع الخاص يجب ان يكون عند الإنسان ميثاقية أخلاقية للعمل لأنه لم ولن يستطيع القول: (هل أدائي وصل للحد المأمول أو حتى فاق أو تعداه او كان أقل بكثير مما هو متوقع مني) لأن السوق يشتكي من ضعف التزام الشباب السعوي في العمل وكثرة التسرب والدوران الوظيفي بترك العمل بدون مسؤوليات مما يعكس عدم جدية الشباب السعودي في الالتحاق بالعمل وهذا ما نعمل جاهدين عليه لنطوره بدء من أصحاب الأعمال يساعدوا الشباب السعودي للأفضل"، وعن السبب في أن  خريجات وخريجي القطاع الحكومي مستبعدين عن سوق العمل قالت: "هناك فجوة كبيرة بين مهارات القطاع الخاص والقطاع الحكومي التي يتم التدريب عليها .. نحن ما زلنا في الاطار النظري وغرس الأشياء النظرية أكثر من الأشياء العملية، هذه الفجوة يفتقدها خريج وخريجة القطاع الحكومي، وعندما يخرجون لسوق العمل لا يملكون مهارات تجعلهم يحصلون على الوظيفة ويحتفظون بها".

أما عن تدهور الأخلاق قالت السيوفي: "هناك منظومة كبيرة بهذا الشأن معلم وتعليم ومنهج وبيئة وأسرة ونحن نتكلم عن شيء كبير لا يأخذ حقه بندوة أو مؤتمر أو حتى لقاء ولكن إذا تم الاستنهاض بكافة المجالات سنحدث تغيير بإذن الله مع المستقبل، والأهم أن نملك الأمل لصنع المستقبل بأخلاقنا وأخلاق شبابنا الواعد، الذي يصنع تغييره بنفسه نظرا لشح الأسواق المفتوحة أمامه للعمل نظرا لعدم وجود فرص كالسابق إلا من امتلك مهارات رائعة للمنافسة يسعى لتطويرها".

وحول البرامج المتاحة للتوأمة بين التعليم الخاص والعام بأخلاقية العمل أوضحت: " الوزارة تشرف على معاهد اللغات الانجليزية والفرنسية وما يخص تطوير الذات والبرامج الحاسب تتبع للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، ونحن ندعم كثيرا المعاهد في جزئية تمكين المتدربات من التحدث باللغة الانجليزية أو اكتساب أساسياتها لأن القطاع الحكومي يفتقر لها وبعض القطاع المدارس الأهلية، وكل ما نعمل عليه تمكين من اللغة وتمكين من الحاسب  وتمكين من مهارات التعامل وتطوير الذات وهذه ثلاث أقطاب مهمة للحصول على الوظيفة والحفاظ عليها".