لست علمانياً، ومقالي لم يكن حلماً

الإعلامي ورجل الأعمال حسين شبكشي لـ"عربيات": لست علمانياً، ومقالي لم يكن حلماً

خاص - رانية سلامة
صور وفيديو

ضيفنا اليوم أطل علينا عبر نوافذ متعددة... فهو رجل الأعمال ، والخبير الإقتصادي ، وأخيراً الصحفي والإعلامي والذي يبرز اسمه في عدد من الفضائيات و الصحف العربية... وقد صاحب هذه التنوع في الأدوار والمهام إثارة كبيرة للجدل لم تخلو من الإتهامات والتحفظات خاصة فيما يتعلق بأطروحاته الصحفية التي تتناول الإصلاح وتدعو إلى التجديد وتغيير بعض المكتسبات الإجتماعية ... ومن خلال هذا الحوار مع الأستاذ حسين علي شبكشي ، نحاول أن نلقي الضوء على هذه الجوانب لنتعرف منه مباشرة على حقيقة آراءه وفكره.

الحوار الإقتصادي المباشر بمنتدى عربيات

من المعروف أنك قاريء من الدرجة الأولى ، فمتى بدأت علاقتك مع الكتاب؟ وماهي المجالات التي تتركز عليها قراءاتك؟
علاقتي بالكتاب بدأت منذ الصغر في سنين عمري الأولى وبتشجيع استثنائي من والدي رحمه الله... أحب قراءة مواضيع الفكر الإسلامي، الاقتصاد، الإصلاح السياسي، الروايات، الحكمة.

 

هل هناك كتب أو أشخاص محددين نستطيع أن نقول أن لهم أثر في تكوين شخصيتك ومعتقداتك؟
هناك العديد من الكتب والشخصيات التي تركت أثراً مهماً في حياتي ولكن إذا أردت تسمية كتاب مفضلين فهم : "جودت سعيد ، خالص جلبي ، جهاد الخازن ، سمير عطا الله ، تركي الحمد ، جلال أمين ، حازم الببلاوي ، حسين أمين".

 

ماهي حكمتك في الحياة؟ ولماذا؟

حكمتي في الحياة ببساطة "رأس الحكمة مخافة الله " ، والسبب أن مخافة الله هي الضامن لنقاء القول والفكر والعمل. رأس الحكمة مخافة الله 

سنوات طويلة من الدراسة والعمل في الخارج فما هي سلبيات وإيجابيات تلك المرحلة؟ وماهي النصيحة التي تقدمها للشاب السعودي الذي يعيش اليوم تجربة مماثلة ليتمكن من قطف ثمارها وخدمة مجتمعه دون أن يكون بعيداً عنه أو يبتعد عنه المجتمع؟
قيل في الأثر أن في السفر فوائد كبيرة وهذا بطبيعة الحال صحيح فهو يتيح التعرف على حضارات وثقافات الشعوب ويتيح فرص تحمل المسئولية والاعتماد على الذات واتساع الآفاق وإزالة الكثير من الخرافات والعادات الجاهلية التي ترسبت في أذهان البعض، بل أن السفر هو أجمل الفرص للتقرب لله عز وجل وتقدير نعمه والتعرف على إعجازه في تنوع خلقه... أما السلبيات ففي المقام الأول ألم البعد والأهل والأحبة واحتمال التعرض لمواقف صعبة وان كان هذا موجود أيضا في أي مكان في العالم أي حتى في موطن أي إنسان... بالنسبة للنصيحة المقدمة للشاب السعودي فهي أن يستغل كل لحظة في تطوير ذاته وفتح آفاق للإطلاع والتعلم وأن يحسن الظن والمعاملة و يتحلى بالأدب ولا يعتقد أن لديه الإجابة على كل شئ أو انه أفضل من غيره ، وان يتمسك بالعمل بخلق سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم الذي لم يلعن أو يشتم أو يسيء معاملة أحد على عكس ما يتم تعليمه اليوم .

حرية الرأي تناسب كل مجتمع

برزت في الأعوام الأخيرة اهتماماتك بالصحافة والإعلام ، فما هو السبب؟
الإعلام رسالة هامة غايتها التواصل مابين الأمم والبحث عن الحقيقة وكشفها وهي أداة لو أحسن استخدامها ستتمكن الأمم من التطور والمكاشفة والمحاسبة والتواصل السليم... وعليه تولدت بداخلي قناعة شخصية بضرورة المساهمة في هذا المجال مع عدم نسيان أنني من الجيل الثالث لعائلة تعمل في مجال الإعلام ، فعم والدي "عبدالمجيد شبكشي" كان رئيس تحرير البلاد – أول صحيفة سعودية – ووالدي "علي شبكشي" كان مديراً عاماً لعكاظ، ومؤسساً لأول مجلة أطفال "حسن"، ومؤسساً لصحيفة "سعودي جازيت"، ومؤسساً لتهامة للإعلان و كذلك لشركة سعودي آد للإعلان .

 

هل يستهويك أو يسرقك عملك الإعلامي عن عملك التجاري ودورك الإداري؟
التخطيط السليم يساعدني على إيجاد توازن مابين عملي في الشركات ومابين المجال الإعلامي... وكلاهما مهم عندي، وكلاهما يحظى بالوقت والإهتمام المطلوب.

 

من وجهة نظرك ماهي أفضل صحيفة على مستوى العالم تجد فيها شخصياً الكثير من المصداقية وتحري الدقة؟
من الصعب أن نحدد أفضل صحيفة على مستوى العالم فهناك عوامل اللغة والثقافة التي تحدد قوة جريدة عن غيرها... بالنسبة لي تعتبر جريدة "الهيرالد تربيون" جريدة شبه كاملة ففيها (كل شئ تقريبا)... ولكن من الممكن إبراز تجارب صحفية محلية باهتمام كبير فمثلا في فرنسا لا يمكن إغفال "لوموند"، و في انجلترا أحب "الغارديان" و"الاندبنت" و "الفاينشال تايمز"، وفي مصر "الأهرام"، وفي الكويت "القبس"، وفي لبنان الحياة" و "النهار" و "السفير" وفي الإمارات "البيان" و "الاتحاد"... بالإضافة "للوول ستريت جورنال" و "اليو اس أي توداي"... وعليه فان إطلاق لقب أفضل صحفية في العالم فيه شمولية إفتراضية زائدة لأن هناك صحف كثيرة جيدة .

 

كونكم صحفي وعضو منتدب بدار عكاظ للصحافة والنشر هل تعتقد أن الصحافة الحرة أو حرية الرأي بمعناها الكامل تناسب كل مجتمع؟ وهل الكتاب وأصحاب الرأي في العالم العربي مؤهلين لتبادل الحوار الحر أم أننا لازلنا نفتقد لأساسيات لغة الحوار ونتيجة التجربة هو ما نشاهده في الحوارات الحية على الفضائيات من صراع وتبادل اتهامات؟
الصحافة الحرة وحرية الرأي يجب أن تناسب كل مجتمع ، واذكر هنا مقولة شهيرة لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لعمرو بن العاص ((متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا))... أما عن قدرة الناس على التحاور فهناك نقص في ذلك وهذا يعود إلى عدم تعود الناس على الحوار في البيت والمدرسة والمجتمع، وهذا بسبب الفكر المتسلط الذي يمنع ويحجر على التعددية وقبول الآخر... وأتوقع أن يتغير إلى الأفضل بالتدريج لو أتيح المجال لسماع أكثر من رأي وعدم اقتصاره على تيار واحد فقط يسئ الظن أويحقر غيره.
 

تعرضت لهجوم حاد وصل إلى حد التهديد بالقتل بسبب احدى مقالاتك في صحيفة "عكاظ" وتناقلت وكالات الأنباء الخارجية هذا الخبر واعتبرته دليلاً على خطورة من وصفتهم بأصحاب الفكر المتشدد والرافض للتطور والإصلاح... مع أن ظاهرة التهديدات للكتاب "مستوردة" من الغرب المتحضر ومنتشرة لديهم قبل أن تظهر لدينا مؤخراً ومنها على سبيل المثال لا الحصر التهديدات التي تلقاها الدكتور "غازي القصيبي" في بريطانيا بسبب قصيدة تؤيد القضية الفلسطينية و تهديدات لمفكرين وكتاب أجانب آخرين منهم "جورج جالوي" عضو البرلمان البريطاني و "روبرت فيسك" الكاتب بصحيفة الاندبندنت... وتتبنى هذه التهديدات منظمات اسرائيلية تبرر تصرفها بأنها تدافع عن قضيتها... فلماذا تمر هذه الحالات على مثقفينا والعالم أجمع مرور الكرام وقد تعتبر دفاع مشروع منهم عن مباديء يؤمنون بصحتها وتظل هذه المنظمات تعمل في النور دون محاربة أو اثارة اعلامية ، بينما إذا ما خرجت من أفراد أو منظمات اسلامية تثار كقضية خطيرة وفكر ارهابي يجب محاربته واقتلاعه من جذوره ؟

فلنتكلم عن حالتنا ، أما عن وجود مجموعات مريضة متطرفة لا ترغب أوتقبل بسماع آراء أخرى في الغرب فهذا لا يعني القبول بوجود مثلها على أرضنا .... الإنسان عدو ما يجهل وكل فكرة إصلاحية مختلفة تفتح جروح وتظهر العورات تقابل غالباً برفض وإهانة وتجريح وسب ولعن وقذف وتشهير وهذا كله لن يتغير سوى برحابة صدر أكبر وتغيير جذري في ثقافة الحوار التي ترفض ذلك في المجتمعات ، مع تذكيري أن هناك علماء أجلاء أفاضل مسلمين يتعرضون لشتى أنواع الاتهام والتنكيل وآخرهم الشيخ القرضاوي حتى على صفحات صحفنا هنا. وجود تطرف عند الغرب لايبرر لنا القبول بتطرف مماثل في بلادنا

عدد كبير من المثقفين والصحفيين وفي بعض الأحيان رؤساء التحرير وغيرهم من الرموز يساهموا إلى حد كبير بتشويه صورة المجالات التي يعملوا فيها والأفكار المثالية التي يدعون تبنيها بتناقضات في المواقف تعتمد على المصلحة الشخصية والمادية... وهذه الحالات تزايدت خاصة بعد أحداث سبتمبر حيث نشاهد أحدهم يهاجم في قناة أجنبية ثم يدافع عن ما هاجمه في قناة عربية، أو يكتب عن فكرة ما بحماس ثم يتراجع عنها في المقال التالي... فبين هذا وذاك يجد المتلقي أن ثقته قد اهتزت برموز هذه المجالات ويصبح هناك عزوف عن الاستماع إليهم أو هجرة لمنابرهم الصحفية والإعلامية... وفي المقابل هذه الممارسات أنعشت سوق الاجتهادات والتحليلات والفتاوى لدى العامة ويتضح ذلك جلياً خاصة بمنتديات الإنترنت المفتوحة ، فما هو الحل الأمثل لاعادة التوازن والثقة وتلافي السلبيات التي تتركها هذه الحالات الشاذة؟ 
مطلوب فتح المجالات للآراء بصورة عامة ، فالآراء المتداولة هي انعكاس للتباين الموجود في الشعب نفسه ففرضية أن الناس كلها على رأي واحد وشكل واحد وفكر واحد هي فرضية خاطئة... التوازن يأتي بوجود شفافية أعلى ومساءلة صادقة عادلة ووقتها يعود التوازن لعناصر المجتمع ، ولكن فرضية أن هناك "وسيلة معينة تجبر" الكل على إتباع نمطية واحدة هي فرضية ناقصة.

 

كونكم طرقتم باب الإعلام المرئي والفضائيات من خلال برنامج (التقرير) الإقتصادي، فهل هناك مشروع إعلامي تحلم بإعداده؟ وماهي العقبات؟
المشروع الإعلامي هو سلسلة من أفلام وثائقية عن التاريخ الإجتماعي للمملكة وأثر الطفرة في ذلك وأدوار مؤسسات المجتمع المدني في العالم العربي... أما العقبات فهي فكرية في المقام الأول ، فهناك الكثير من المحظورات التي قد يتطرق لها مشروع كهذا.

 

من خلال مقالاتك ينعكس اهتمامك الكبير بالإنترنت فإلى أي حد تستفيد منها في عملك؟ وكيف تقيم دورها إلى الآن في العالم العربي؟
اهتمامي بالانترنت يتزايد، فهو المساحة التي تجمع كل التيارات والآراء برحابة في معظم الأحيان وأحاول الاستفادة منها بحثياً وتواصلياً... أما عن دورها في العالم العربي فلا يزال محدوداً ويبدو ذلك جلياً من قياس نسبة انتشارها مقارنة بعدد سكان المنطقة وذلك طبقا لارتفاع نسبة الأمية الكبيرة ناهيك طبعا عن ارتفاع أمية الكمبيوتر بشكل أكبر... اعتقد أن نسبة استخدام الانترنت سترتفع إذا تم التوصل إلى تطوير كبير في نظام التشغيل ليصبح أقرب إلى نظام تشغيل التلفاز والهاتف الجوال وهو ما أتوقع حدوثه قريبا.

الإسلام دين أممي متسع لاحتواء كل العالم 
 
مثقف، علماني، إسلامي، ليبرالي... ألخ، تصنيفات عديدة برزت على الساحة مؤخراً فأي منها الأقرب فيما لو أردنا تصنيف التوجهات الفكرية للأستاذ حسين شبكشي؟
بالرغم من مقتي الكبير لأسلوب التصنيف فهو الذي قسم المسلمين إلى فرق ومذاهب وأساليب وجعلنا بالوضع الذي نحن عليه اليوم، ولكن استجابة للسؤال فإنني انطلق في كتاباتي جميعها بمبدأ واحد وخلفية واحدة: (إسلامية بحتة)، و أؤمن أن إسلامنا غني، واسع، كبير... و مرحب لا منفر، ميسر لا معسر... وهو دين أممي للعالم كله لا يفرق بين عربي وعجمي... دين يؤمن بأن الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام أرسل رحمة للعالمين لا للعرب فقط... دين يؤمن بمكانة كل فرد في المجتمع رجالا ونساءًا وشباباً وشيوخاً دون تفرقة وتحقير.

 

يشتكي العديد من المثقفين بأنهم "متهمون من قبل القاريء بالعلمانية إلى أن يثبت العكس" فهل هذا صحيح؟

موضوع العلمانية هو موضوع عجيب فعلا... وهو شبيه بمسألة التكفير التي يقوم بها عدد غير عادي من علماء ومشايخ الدين فيكفرون وينعتون البعض بالفسوق والشرك والبدعة بطريقه غير عادية وكذلك نفس الشئ يحدث مع البعض فيما يخص العلمانية، وأنني أكاد أن أجزم أن من يُنعت بالعلمانية لم يتم الإستماع إليه في الكثير من الأحيان ولم يتعرفوا على حقيقة مواقفه... ولكنه مع الأسف استمرار وتكريس لمبدأ إساءة الظن بالآخر والذي أصبح أسلوب وديدن المجتمع أو فئات كبيرة منه... فبالتالي تصبح التهمة بالعلمانية "حلا" سهلا لإبعاد أي رأي آخر عن الساحة وهذا يحصل بالفعل ونخسر العديد من أصحاب الآراء المخلصة بترهيبهم .

الاتهام بالعلمانية هو الحل الأسهل لإبعاد الرأي الآخر، واستمرار لمبدأ سوء الظن

   
على فرض أن هذه التهمة موجهة إليك كيف تثبت لنا العكس؟
كيف أثبت لكم العكس؟ بمعنى أثبت أني غير علماني؟... يبدو أن عربيات تأثرت بالبيئة المسمومة!... كنت اعتقد أن البينة على من أدعى، ولكن يبدو لي أن "العدل" و"القضاء" أصبحا عملات منقرضة وأسطورية... أنا لا أثبت شئ غير موجود... سيدتي أنا إسلامي حتى النخاع مشربي هو نهل سيدي رسول الله صلي الله عليه وسلم وأرى في ديني اليسر كله والأدب كله والسمو كله والرقي كله والخير كله .

 

حسناً، ألا ترى أنك هنا بادلتني الإتهام مباشرة مع أنني افترضت فقط ذلك وهي من الإتهامات التي تعرضت إليها بالفعل... والملاحظ أن ما يجري الآن على الساحة هو حالة مماثلة من تبادل الإتهامات بين المتحاورين فطرف يتهم الآخر بالعلمانية والطرف الآخر يتهم من يهاجمه بالتطرف والرجعية، هذه الإتهامات لا تخدم أي حوار بالتأكيد بل تقطعه وتحوله إلى التركيز على الدفاع عن النفس والثأر من الرأي الآخر... ألا تتفق معي أن دوركم ومسؤوليتكم كمثقفين وأصحاب فكر جديد على الغالبية العظمى من المجتمع يجب أن يكون تجاوز لهذه الإتهامات واحتواء للفكر السائد بالتدرج معه واقناعه طالما أنك تمتلك الحجة والدليل بدلاً من اللجوء إلى "الحل" الأسهل وتهميش الرأي الآخر واتهامه بالتطرف أو الرجعية ؟ فإذا ما لجأ كل صاحب فكر يفترض أن يكون اصلاحي إلى هذا الحل الأسهل كما يفعل غيره يكون قد ساهم بذلك في انقسامات جديدة في نسيج المجتمع وتفرقه تنعكس بشكل سلبي على الهدف المنشود، كيف ستتجاوزون ذلك؟ 
أنا لم اتهم أحد بالتطرف أو الرجعية، ولم أهمش رأي أحد، ولم أساهم في انقسامات في المجتمع. هناك آراء تقترح تمثل الثراء الموجود أصلا في المجتمع السعودي... ومن الظلم الهائل أن نفترض أن المجتمع السعودي الكبير هذا يحمل فقط رأي واحد لا غير... المبدأ الذي أعيش وأومن به هو أن كل الآراء قابلة للتعايش طالما أنها لم تخرج عن الإيمان بالله وبهدي نبيه صلوات الله وسلامه عليه أما غير ذلك فهي جميعا قابلة للأخذ والرد. 


 

من الملاحظ أن المثقف العربي يكتب من برجه العاجي للنخبة مستنداً إلى خلفيته الثقافية ورؤيته الخاصة ولا يراعي مخاطبة جميع الفئات خاصة البسيط بها... وهذه التهمة نوجهها إليك ، ففي بعض مقالاتك تطرح مواضيع وأفكار يصعب على الإنسان العادي أو السواد الأعظم من المجتمع السعودي تقبلها أو استيعابها مما قد يُفَسر بتأثر بالحضارة الغربية، فماهو ردك على ذلك؟

المجتمع السعودي ليس صورة نمطية واحدة  قد يكون من باب التنوع في المقالات احترام ومخاطبة فئات المجتمع السعودية المتنوعة بمواضيع مختلفة... فالاعتقاد المسبق بأن المجتمع السعودي "صورة نمطية" واحدة افتراضية مفرطة بشكل المجتمع والتقليل من شأنه... أما عن مقولة أن شخصاً ما متأثراً بالحضارة الغربية فقط لأنه يكتب بأسلوب مغاير لما هو متعارف عليه فهذا إنقاص للواقع وتقليل له... الأساس هو الحل في الأمور كلها بمعنى لا بأس من الحديث في أي موضوع كان طالما كانت المصلحة العامة هي المنشودة وذلك دون تصنيف مسبق أو لاحق.

في مقالك (أراه قريباً ويرونه بعيداً) والذي أثير حوله جدل كبير عن التغيير الجذري الذي تحلم به ، شبهه البعض بأنك استخدمت أسلوب (الصدمة والترويع)، ومع فارق التشبيه لكن بشكل عام مقالك بالرغم من كونه حلم إلا أن فكرة التغيير الجذري التي تضمنها بشكل مباشر دفعة واحدة صدمت القاريء أو لنكون أكثر تحديداً غالبية المجتمع المتحفظ بطبيعته بصورة تختلف تماماً عما اعتاد عليه وترسخ بداخله... و مفاجأة الإنسان العربي بشكل عام أو استفزازه بأي شكل من الأشكال أثبتت التجارب أنها لا تؤثر فيه بالتغيير غالباً بل على العكس قد تخلق بداخله روح التحدي والتصدي والاصرار على الرفض... فهل تعتقد أنه من السهل أن ينتقل المجتمع مثل هذه النقلة الكبيرة بالمفاجأة والأمل بالتعايش مع الأمر الواقع أم لابد من الدبلوماسية والتدرج لمراعاة نفسيته والوصول لنتائج أفضل وأكثر استقراراً على المدى البعيد؟
ما عجبت له أن الجميع تصور أن المقال هو "حلم " مع أني لم اذكر هذه الكلمة أبداً... هل كان المقال "حلماً" لهذا الحد؟... المقال لمس العديد من العلل والنقاط الحساسة التي يعاني منها مجتمعنا ولابد من مواجهتها والتغلب عليها... المجتمعات تتعامل مع الإصلاح والتغيير بصورة مختلفة ولكنها لابد من أن تواجهه ونحن لسنا بأفضل من باقي المجتمعات ، جميعها تعاملت مع تحديات مماثلة ونجحت فلماذا لا نستطيع نحن؟.

علينا التفريق بين الثوابت الأصلية والموروثات الجاهلية 

هناك تخوف لدى البعض من رياح التغيير خشية من أن تقتلع ثوابتنا أو تطمس هويتنا، فهل تعتقد أن هذه المخاوف مبررة؟
التخوف الموجود لدى البعض أن التغيير قد يقتلع ثوابتنا ويطمس الهوية هو أمر مبالغ فيه فبعض الثوابت التي نعتقدها هي في الواقع عادات من الجاهلية لا أساس لها من الصحة وما علينا أن نعمله هو التفريق بين الثوابت الأصلية وبين الموروثات الجاهلية ووقتها نبدأ في الخلاص من تركة آثمة وأتذكر هنا دعاء الهادي الحبيب صلي الله عليه وسلم "اللهم أرنا الأشياء كما هي".

 

يتبنى عدد من الكتاب والمثقفين قضية حقوق المرأة أكثر مما تتبناها المرأة نفسها فهل هذا اتهام لها بأنها ليست مؤهلة أو قادرة على المطالبة بحقوقها؟ أو أنها في واقع الأمر لا ترغب بما يطالبون به باسمها؟
حقوق المرأة هي قضية اجتماعية وإنسانية في المقام الأول من المفروض أن تنال اهتمام الجميع من رجال أو نساء... الموضوع باختصار شديد جداً هل المرأة تحصل على نفس الحقوق التي كانت لديها أبان زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وزمن خلفائه الراشدين؟... المرأة كانت تعمل وتفتي وتحارب وتركب الدابة وتترأس سلطات قضائية بدون أدنى مشاكل لأنها كانت عضو كامل في المجتمع، فقد أوصى بها الرسول صلي الله عليه وسلم وأكد أن النساء هم شقائق الرجال أما ما يحدث غير ذلك فهي جاهلية متكاملة.


لست ضد المقاطعة، والمستهلك يفرض رغبته التاجر  

في إحدى محاضراتك هاجمت المقاطعة للمنتجات الأمريكية على اعتبار ان التجار والشركات العربية تتأثر منها أكثر من تأثر الاقتصاد الأمريكي بها... ألا تعتقد أنه آن الأوان كي يتجه التجار العرب نحو الصناعة وإيجاد البدائل بدلاً من الاعتماد التام على الاستيراد ؟ وهل المستهلك الذي أقدم على هذه الخطوة أكثر جرأة وتفاعلاً مع وطنه وقضاياه من التاجر؟
لم يسبق لي أبدا مهاجمة فكرة المقاطعة "أنا شخصيا أقاطع عدد من المنتجات لشركات محددة"... ولكن كل ما كنت أطالب به هو أن يكون لدينا ذات الحماس للاستثمار في صناعات بديلة محليه أو إقليمية بدلا من الاستهلاك فقط ... و المستهلك هو الذي يحدد مسار التجار فلو فرض رغبته بأنه فعلا لا يريد سوى منتجات وطنية لرأينا عدداً متزايداً من المصانع المحلية ولكن التجار يتبعون رغبة المستهلك .

 

يتبين من سيرتكم الذاتية أنك أول رجل أعمال سعودي وخليجي ينضم لمنتدى أميرة ويلز لقادة الأعمال، فكيف تم هذا الاختيار؟ وماذا أضاف لك؟
الاختيار كان بناء على تزكيات من بعض قادة الأعمال وأضاف لي بعض التجارب الإنسانية المميزة التي قدر لي الإطلاع عليها والعلاقات الجديدة التي كونت مع بعض النماذج الناجحة.

 

في تصريح لأحد أعضاء "جماعة السلام الأخضر" قال أنه سيظهر دور الإنترنت والبريد الالكتروني في الحفاظ على الغابات خلال سنوات قليلة، مامدى صحة هذا الإعتقاد من وجهة نظرك كأحد القائمين على صناعة وتجارة الورق؟ وهل فعلاً سيأتي يوم يحكي فيه الأجداد للأحفاد عن شيء أبيض كان اسمه الورق؟
من الواضح أن هناك انخفاضاً في معدل الإستهلاك الورقي فيما يخص المكتب وزيادة الإعتماد على البديل الإلكتروني ولكن هذا يقابله أيضا ازدياد هائل في الإستهلاك الورقي فيما يخص صناعة التغليف نظراً لكونه مقبول " بيئياً " أكثر من البلاستيك ولايضر بالتربة عند دفنه مع النفايات وبالتالي الورق سيظل بيننا لفترة غير قصيرة .

 

تؤكد بعض الدراسات أن المملكة ستدخل في الأعوام المقبلة في منافسة قوية مع العراق لجذب الاستثمارات الخارجية، إلى أي حد ستؤثر هذه المنافسة على الإقتصاد السعودي بالسلب أو الإيجاب؟
المنافسة كمبدأ شئ جيد وعلينا الاستعداد لذلك، لقد رأينا تنافسا شديدا من دبي والبحرين وغيرهم والآن تأتي العراق، اعتقد أن العراق ستكون دافعا لنا لتحسين البيئة الاقتصادية السعودية بصورة عامة.


ـ لمتابعة الحوار الإقتصادي المباشر في منتدى عربيات اضغط هنا ـ 

 


 

ماذا يعني لك: 

الوطن: هو حلم وأمل ومسؤولية علينا جميعاً العمل على تحقيقه لأن البديل مرعب ومخيف.
الأسرة: أمان واستقرار.
الصديق: سند ودعم وولاء ووفاء.
السعادة: أهم منها الرضا لأن السعادة مؤقتة والرضا يستمر.
الأمل: طاقة دفع وقوة هائلة والذي يوقد الأمل هو الإيمان.
الألم : من لم يتألم لن يقدر الخير الذي يأتي بعد الألم .

 

ذكرت في أحد لقاءاتك بأنك "متسرع" فهل هناك مواقف محددة تشعر أنك تسرعت فيها؟
التسرع قد يكون غالباً ناتج عن الحماس الزائد وقد يكون أيضاً ناتج عن قناعة وإيمان بأفكار وأشخاص في وقتها .

 

كيف تتمكن من تنظيم وقتك في ظل ارتباطاتك بأعمال كثيرة وفي مجالات مختلفة؟ وهل تجد وقت فراغ لممارسة هواياتك؟
منذ فترة قررت إزالة العديد من الزوائد في حياتي وفرغت نفسي لما أراه مهماً وبذلك تبين لي أن هناك "فائض" من الوقت وجهته لعملي وأبنائي وكتاباتي وقراءتي والعمل التطوعي .

كلمة أخيرة: أشكر لكم تحملكم وسعة صدركم وعلى هذه الفرصة الطيبة وأتمنى للجميع الخير والرضا .