صديق التميز

ليس من الصعب أن تمسك بالقلم وتكتب... ولا أن تجلس أمام مكبرات الصوت وتتحدث... ولا أن تطبع كتباً وتنشرها في كل مكان، لكن الصعب أن تبرز وتتميز وتترك بصمة بداخل من يقرأ لك ومن يستمع إليك، لتصبح رمزا عربيا يتفرد بمساحة خاصة من الحب والإحترام عند الآخرين.

ضيفنا اليوم لو بحثنا عن لقب يستحقه لقلنا (صاحب التميز) فهو متميز كشاعر ومفكر ودبلوماسي... معالي الدكتور غازي القصيبي الذي كنا في واقع الأمر نحلم باستضافته على صفحات مجلتنا الالكترونية منذ بداياتنا ورافقنا ذلك الحلم لإيماننا بأنه من الشخصيات العربية التي لابد من إبراز إنجازاتها وتميزها على الإنترنت.

حملنا إليه حلمنا ورسالتنا فاستقبل دعوتنا بالترحيب، وعلمنا درساً في الإلتزام بالموعد والتنظيم لا يمكن أن ننساه ولا بد من الإشارة إليه لأنه يعكس جانبا هاما من شخصية عظيمة.

فبالرغم من تعدد مشاغل معالي الدكتور غازي القصيبي، كان موعد اللقاء بمنتهى الدقة وكانت قلوبنا تنبض فرحاً به وكلنا امتنان وتقدير له على هذا الشرف الكبير الذي منحنا إياه.

إن تواجد معالي الدكتور غازي القصيبي معنا في هذا العدد يعني لنا الكثير... فهو أولا مباركة كريمة منه ودعما كبيرا لمشروع وفكرة شابة بعمر تواجدها وبفريق عملها الذي لا يمكنه أن يستغني أبداً عن دعم الكبار لمسيرته والتي تكاد أن تكون كالنحت في الصخر باقتحامنا لعالم جديد وتوجهنا عكس تياراته... وثانياً لأنها تدل على وعي واعتراف المثقف العربي بدور الإنترنت الهام... وأخيراً وليس آخراً ماذكرناه سابقاً عن المكانة التي يحتلها في فكرنا وقلوبنا.

ولسنا وحدنا فالمئات شاركونا بهذا الرأي وهذا الترحيب غير المسبوق والذي تمثل بعدد الرسائل التي وصلتنا منذ اعلاننا عن استضافة هذه الشخصية الفريدة، وكانت بعض الرسائل تعكس مدى عشقها وارتباطها به كرمز... ولعل رسالة الزميل والصحفي (عبدالخالق القرني) لنا كانت تعبيرا عن عشق وتأثر القاريء العربي بأعمال الدكتور غازي القصيبي، حيث ذكر لنا أنه لفرط إعجابه بكتاب (حياة مع الإدارة) كان يستكمل قراءته وهو في سيارته كلما توقف عند اشارة مرور.

وقد يكون الكتاب المميز بحد ذاته إشارة لمرور الإنسان في مرحلة جديدة، وهذا أيضاً ما وردنا من أحد القراء والذي اعتبر أن للدكتور غازي القصيبي دورا كبيرا في تغيير مسارات حياته والتخلص من جوانب سلبية في شخصيته.

هكذا يستطيع الكاتب والمفكر أن يسجل حضوره بداخل فكرك بدلاً من أن يمر مرور الكرام... فمن يكون متميزا بطبعه لا يقدم الا شيئا متميزا دون تكلف أوتعقيد... قد يكون لطبيعة عمله كدبلوماسي دور ساعده ليكون دبلوماسيا في طريقة وصوله لعقل القاريء... لكن الإنسانية والصدق لا علاقة لهما بالعمل بل هما ما برزا في قصيدته الأخيرة (رثاء الشهيد محمد الدرة)، وهي ما جعلنا نقف جميعاً لنتلقى صفعة نستحقها لنفيق.

كل ما كتبناه هراء... وكل ما قلناه ونقوله لا يعادل قطرة دم نزفها شهيد وهو يدافع عن بيتنا الأقصى، هكذا قال ضيفنا وشاعرنا وسفيرنا.

وأختم افتتاحيتي ببيت خطته يراع (الإنسان) غازي القصيبي:

يافدى ناظريك كل يراع              صحفي على الجرائدعربد