تأهيل المرأة للعمل

التدريب المهني والتعليم المستمر

رانية سليمان سلامة

اكتملت (دار الحنان) المدرسة، ولكن الطموحات لم تنتهِ، فقد ظل المؤشر يزود المؤسسة بقراءات لتواصل سعيها في خدمة نساء الوطن، ومن تعليم الصغار إلى تعليم الكبار انطلقت في عام 1408هـ فكرة جديدة تصفها رائدتها الأميرة عفت الثنيان ـ رحمها الله ـ فتقول:

 

"نرى كيف كان ـ ومازال ـ التعليم الأهلي جزءًا هامًا في مجال التعليم العام، وأهم ما يتضمنه هو محاولة ملء الفراغات، وسد احتياجات الأقلية من أفراد الشعب، وإعطاء العلوم المتخصصة التي كثيرًا ما تنشغل عنها الحكومات بأعباء الاحتياجات الكبرى والعامة في الدولة.

وإنه من المتبع أن توكل الدولة هذه المسؤوليات لهيئات ومؤسسات خاصة أمينة تقوم بمساعدتها في هذه المهمة؛ ليعم النفع جميع أفراد المجتمع.

والآن وقد عُمّم التعليم، نجد أنفسنا أمام مشكله العجز في  أجهزة التعليم نفسها، والأجهزة الإدارية النسائية، ومازلنا نرتكز على المدرسات والموجهات القادمات من البلدان العربية المجاورة، وهذا مقبول إلى حد ما، إلاَّ أننا أمام مشكله أكبر عندما نبحث عن مختصات قلَّ وجودهن حتى في البلدان العربية، خاصة في مجال العلوم البحتة، والتدريب المهني والفني، وتربية الأطفال في سن الحضانة، والتوجيه الإداري والفني التربوي والمهني للطالبات والمعلمات.

لذلك كله أرى أنه من واجبي إيجاد مركز لهذا النوع من التدريب، ليكون المنطلق لتكوين الفتاة وتحضيرها:

1) لمجال العمل البناء النافع.

2) لتكون الأم الصالحة، والموجهة لأبنائها، واليد المعينة لزوجها، تتحمّل معه المسؤولية، وتشعر بأعباء الحياة، وحتى لا تكون بسبب جهلها الإنسانة الأنانية التي تطالب بالأشياء دون أن تدرك كيف تلبي هذه المطالب.

لقد آن الأوان الذي يجب فيه أن نحمّل السيدات والفتيات نصف أعباء ومسؤوليات الحياة، حيث أنهن نصف المجتمع.. ولا يُشترط أن تقوم كل واحده منهن بعمل مهني معين.. في إدارة أو مكتب أو مدرسة أو مستشفى.. ولكن كل سيدة يجب أن تتحلّى بالعلم والثقافة لبيتها أولاً، وللعمل خارج البيت ثانياً إذا دعتها ظروفها وحاجاتها لذلك.

وإذا كانت أوضاعها المادية ميسورة، فمكانها الأول، ورسالتها الأولى هي نحو بيتها وأبنائها.

أمّا إذا دخلت مجال العمل، فنحن بحاجة إلى أيدي الفتاة السعودية الأمينة على مصلحة أمتها ووطنها؛ لتشارك في النهضة الكبرى، وتؤدّي دورها تجاه العمل البناء بأمانة وإخلاص مضاف إليه العلم والمعرفة، فلا يمكن للجزء الأول أن يسير دون الأخير ليكون العمل متكاملاً ومجدياً" .

عفت الفيصل 


بتلك الكلمات افتتحت الأميرة عفت مركز الخدمة العامة والتعليم المستمر (التدريب المهني) في عام 1408هـ، فكان معلماً حضارياً يعكس الجهد المتواصل والاهتمام الذي تولية (دار الحنان) للفتيات اللواتي لم تتح لهن الظروف مواصلة تعليمهن.. وقد تعاقدت المدرسة مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة قسم الخدمة العامة CACE لتقديم البرامج التعليمية في المجالات التالية: 

  • ـ التمريض.
  • ـ السكرتارية الطبية.
  • ـ اللغة الإنجليزية (العامة 10 مستويات، التخصصية في الطب والتمريض والأعمال الإدارية والتجارية، امتحانات Toefl، الترجمة).
  • ـ اللغة الفرنسية (ثلاثة مستويات تشرف عليها وزارة التربية الفرنسية).
  •  ـ اللغة العربية لغير الناطقين بها ( مستوى أول وثانٍ).
  • ـ الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية.
  • ـ الطباعة على الآلة الكاتبة (عربي ـ إنجليزي).
  • ـ الحاسب الآلي.
  • ـ دورات خاصة بالفنون والأشغال اليدوية والتصنيع المنزلي.
  • ـ دورات الطهي وإعداد المائدة، وتنسيق وتقديم أطباق الطعام.
  • ـ دورات الخياطة والتطريز، وتنسيق الزهور، والتصوير الفوتوغرافي.
  • ـ دورات تصفيف وقص الشعر والعناية بالبشرة.

 

كما شرع المركز بتقديم دورات في الأعمال الإدارية لتأهيل السيدات للعمل في إدارات المدارس والجامعات والمستشفيات والمصارف النسائية والمشاريع التجارية المختلفة.

وقد يبدو افتتاح المركز خطوة على طريق تحقيق الأميرة عفت لحلمها، بأن تستكمل الفتاة دراساتها المختلفة في (دار الحنان)، ولكن السيدة سيسيل رشدي توضح ذلك قائلة:

"لم يكن مركز التدريب المهني طريقاً أو بديلاً للأميرة عفت عن حلمها الكبير بافتتاح كلية أهلية للبنات، ولكنه كان مواكبة لاحتياجات سوق العمل، واستجابة لمطالب الحياة، فكانت دورات المركز تقدم التأهيل للمرأة في مجالات محددة وخلال فترات قصيرة".