ظاهرة بين القبول والرفض

زوجي أصغر مني

عربيات : القاهرة - ممدوح الصغير
صور وفيديو

عالمنا الشرقي تحكمه معايير محددة خاصة في مسألة تحديد شريك الحياة ... وتفر ض أحياناً التقاليد والأعراف شروط للاختيار بعضها يعتبر من المسلمات ويندرج بينها عمر الزوج الذي يجب أن يتجاوز عمر الزوجة ... إلا أن بعض حالات الزواج تمردت على هذه القاعدة بعضها لأسباب خاصة تحيط بظروف الإرتباط والبعض الآخر لقناعتهم بأن الفارق العمري لصالح أحد الأطراف لايشكل عائق أمام الزواج السعيد.
لكن يبقى المجتمع العربي محتفظاً بنظرته لمثل هذه الزيجات ... وهذا ما لمسناه من خلال التحقيق التالي الذي حاولنا فيه أن نعرف وجهة نظر الشباب... وبما أن حواء المعنية بالأمر غالباً في مثل هذه الحالات وجهنا لها سؤالنا:
هل تقبلين بالزواج من رجل يصغرك سناً؟ البعض وافق بشروط والبعض الأخر عارض وكان الصمت وسيلة بعضهن.

 

آراء

ـ ميرفت شلبى (محامية) تزوجت وهي فى سن صغيرة وكان زوجها الذي أحبته كثيرا مستشارا قانونيا وأستاذا لها بالجامعة، تقول: "لم أفكر بالارتباط بأحد زملائي في الكلية لأن المرأة بطبيعة الحال تبحث عن منبع الحنان والدفء وتضع في اعتبارها أن يكون الزوج هو الإنسان الذي تعتمد عليه في حياتها ويتمتع بالإتزان عاطفيا وعقلياً... ومن وجهة نظري لا يأتي هذا إلا من خلال الإرتباط بالرجل الأكبر سنا. لقد كان الفارق بيني وبين زوجي عشر سنوات لم أشعر بها ولازلت أحبه وأشعر بالسعادة معه بعد سنوات من الزواج".


ـ وتفضل شيرين عبد العزيز (طالبة بكلية التجارة جامعة القاهرة) أن لا يكون زوجها في المستقبل أكبر أو أصغر بفارق كبير ولكن تكون السن متقاربة، وتبرر ذلك قائلة: "حتى يستطيع أن يفهمني ويعيش معي حياة الشباب والنضج والكهولة يجب أن نكون من جيل واحد... أما لوكان أصغر مني سأشعر أنني أقوده وكذلك لو كان كبير في السن سيقيدني بغيرته من شبابي".

 


ـ أميره يوسف (كورال القاهرة) تقول: "أفضل السن المناسب وخاصة أو على الأقل أن يكون زوجي أكبر مني بسنتين لان المرأة بطبيعة الحال يظهر عليها السن قبل الرجل ولذلك يجب أن يكون هناك فارق فى السن بحيث عندما يصلوا لسن كبيرة يصبح الاثنين متكافئين ... ولا يحب الرجل أن يشعر بأن زوجتة قد بدت عليها بوادر الكبر قبله فيبدأ عندها بالبحث فتاة صغيرة وهذا ما يسمى بالمراهقة المتأخرة التي تولد في مثل هذه الظروف".

ـ وتؤكد أسماء علي (طالبة بكلية الإعلام) أنها تفضل أن يكون الشخص الذى ترتبط به أكبر سنا حتى يستطيع أن يتحمل المسؤولية ويتعامل مع أعباء الحياة المادية والعائلية بحكمة، وتضيف "الشباب اليوم بحاجة لوقت طويل بعد التخرج يعدوا فيه أنفسهم للزواج وتغطية متطلباته المادية والمعنوية ... ومنهم من لايستطيع الإنتظار فيبحث عن أمراه أكبر منه تدعمة ماديا في بداية حياته لكنها تمارس في مقابل ذلك السيادة عليه ويصبح الزواج غير متكافيء ... لذلك لا أؤيد هذا النوع من الزيجات".

ـ أما السيدة نيفين حلمى "30 سنة " صاحبة بوتيك فتقول: "عندما فكرت في الارتباط بزوجي -وهو أكبر مني بالطبع- كان أهم رابط جمع بيننا هو التفاهم وهذا هو المطلوب في الزواج الناجح والمتكافئ ... وأنا شخصيا أرفض فكرة ارتباط المرأة برجل يصغرها سناً لأنها ستجد نفسها تعامله كابن وليس زوج تعتمد عليه ويتحمل مسؤوليتها ومسؤولية بيتها".

 

الرأي الآخر

ـ يري محمد عبد الوهاب (صحافي) أن استمرارية هذه الزيجات أمر صعب جداً خاصة على الرجل، ويقول: "لو كانت العروس كبيرة وثرية سيقول الناس أن الرجل تزوجها من أجل المال وهذا سيوقعه في حرج اجتماعي مهما كانت بداخله دوافع أخرى واقتناع بهذا الإرتباط".

ـ أما محمد هاشم فيؤكد أن شرط السن بين العروس وعريسها لابد أن يتحطم بشي اسمه الحب، مبرراً "الحب يلغى كل الشروط والفوارق في العمر وأعتقد كذلك أن العروس لو كانت متعلمة وكذلك العريس سيتجاوزا كل هذه العقبات الوهمية... وبالنسبة لي لو كان لي نصيب مع عروس أكبر مني وتتوفر فيها جميع المواصفات التي أتمناها في زوجة المستقبل فلن أتراجع عن اتمام الزواج بسبب فارق السن لكن بشرط أن لا يزيد الفارق عن 5 سنوات".

 

حرية الاختيار

يقول اسأمه السيد (مدرس إنجليزي): "إننا في بعض الأحيان نتدخل في أمور ليست من شأننا فلو أن عروس وجدت أن أحلامها سوف تتحقق لو ارتبطت بهذا الشاب لماذا نحاول أن نخلق عراقيل بأنها اكبر منه في العمر أو اصغر منه... مطلوب منا أن نترك الفرصة لكل شاب وفتاة أن تختار كيف تعيش حياتها حسب ما تشاء بشرط ألا تخرج على التقاليد طالما أن ليس هناك مانع ديني و لنتذكر أن الرسول علية الصلاة والسلام القدوة الحسنة لنا في الدنيا وسيد الخلق جميعا تزوج من السيدة خديجة رضى الله عنها وهى أكبر منها بخمس عشرة عاما وحسب روايات الصحابة رضي الله عنهم كان يحب زوجته، بل كانت أقرب زوجاته إلى قلبه".. ويضيف أسامه "هناك عمر معين بعد سن العشرين تتلاشى فيه الفوارق ويصبح أهم شيء هو اتجاه العقل ومرونة التفكير، فأحيانا لا يكون الفارق الزمني في العمر مؤثر لأن الزواج بعد فترة وان تجرد من الرغبات والغرائز يتحول إلى مودة وعندما نتحدث عن الزواج فأننا لا نقول من يكبر من ولكن نحدث عن ذوبان لشخصين في قالب واحد... وربما هناك زيجات تمت في أوساط مختلفة ومنها وسط أهل الفن الكل يتحدث عنها ويقول الفنانة تبحث عن زوج يصغرها لأسباب معلومة للجميع... ولكن لماذا نأخذ أهل الفن قدوة لنا لماذا لانترك كل إنسان يقرر ما يريد؟! ... نحن لسنا قضاة على حياة غيرنا و علينا أن نعيش حياتنا الخاصة فقط دون".

 

مشهد طلاق درامي سببه اكتشاف العريس لعمر العروس يوم عقد القران

ويرفض (محمد حسن) بجامعة الأزهر أن تكون عروسة أكبر منه و يرى أن القوامة لابد أن تكون للرجل، فيقول: "المجتمع الشرقي تعود على أن الرجل هو الذي يكون أكبر في العمر، ونظرة المجتمع تتغير فيمن يكسر هذه القاعدة ... وغالباً نعتقد أنه لابد وأن يكون هناك عيب إما في الزوج أو الزوجة ... وأنا أوافق على أننا في المجتمعات الشرقية أحيانا نتدخل في أمور لاتعنينا .... لكن ان كنا أحد أفراد المجتمع فلماذا لا نسير على نهجه ولانشذ عنه؟!"

ويضيف محمد: "شهدت خلاف أسري وقع بسبب أن أهل العروس لم يخبروا العريس بعمر العروس ويوم عقد القران علم العريس أن عروسه تكبره بـ 5 سنوات فجن جنونه وشعر بأنه مخدوع وتم الإنفصال في مشهد درامي أليم تضررت منه جميع الأطراف".

 

الحب أهم

أما (حسام محمد) فيقول: "التكافؤ الفكري والإجتماعي والحب والصراحة أهم من أي شيء آخر أما فوارق العمر حتى لو تسببت بمشاكل في البداية سيعود المجتمع ويتقبلها مع مرور الوقت وينساها بعد فترة ... لكننا هنا نتحدث عن الفوارق البسيطة في العمر أما لو تجاوز الفارق عشرة أو عشرين سنة فيخرج عن المنطق وتكون نسبة نجاح الزواج ضئيلة جداً".