مكونات الغذاء وراء انتشار السمنة

البدانة في السعودية،، أسباب وحلول

عربيات
صور وفيديو

تشير الدراسات الصحية التي أجريت في السعودية في السنوات الأخيرة إلى ارتفاع معدلات السمنة إلى مستويات كبيرة جعلت من الضروري الاهتمام بهذه الظاهرة المقلقة وغير الصحية. وساهمت عدة عوامل في انتشار هذه الظاهرة السلبية في الآونة الأخيرة، من أهمها إرتفاع القوة الشرائية بين شرائح المجتمع المختلفة وإنتشار مطاعم الوجبات السريعة وتغير العادات الغذائية مع تدني مستويات المجهود الحركي والنشاط البدني.

وبلغت معدلات زيادة الوزن بين النساء السعوديات نحو 66 في المائة من الاجمالي، كما أكدت الدراسات الصحية أن 52 في المائة من إجمالي تعداد البالغين في المملكة مصابين بالسمنة، في حين تصل هذه النسبة إلى 18 في المائة بين من هم في سن المراهقة و15 في المائة بين الأطفال قبل سن المدرسة، حتى الأطفال الرضع تفشت لديهم ظاهرة السمنة وذلك بنسبة 7 في المائة. ويؤكد مختصون في علم التغذية في السعودية على ظهور تغييرات في الأنماط الغذائية في المجتمع السعودي خلال الثلاثين سنة الماضية بشكليها الكمي والنوعي، الأمر الذي أدى بدوره إلى زيادة معدلات السمنة عند الفرد السعودي.

ويقول الدكتور خالد علي المدني استشاري التغذية والمشرف العام على إدارة التغذية التابعة لوزارة الصحة السعودية في منطقة مكة المكرمة، إن الغذاء المتوازن هو الذي يتمتع بثلاث مواصفات أساسية هي: أن يشتمل على جميع العناصر الغذائية الأساسية وهي: البروتينات والكربوهيدرات والدهنيات والفيتامينات والمعادن والماء، ويتحقق ذلك بتنويع مصادر الغذاء مع التركيز على زيادة الكمية المستهلكة من الخضروات والفواكه.

كما يجب أن يكون الغذاء كافياً ولكن دون إفراط، أي أن تكون الكمية المستهلكة من الطعام موازية للطاقة التي يبذلها الجسم أو على الأقل متناسبة معها. وأخيراً أن يكون الغذاء نظيفاً، إذ أن العديد من الأمراض يمكن ان تنتقل عن طريق الطعام الملوث.

وحسب الدراسات التي ركزت على موضوع صحة الجسم ومستوى البدانة عند الأفراد، فإن معدل السمنة بين السعوديين يبلغ نحو 65 في المائة وقد يصل في بعض الأحيان إلى 83 في المائة، وذلك استناداً على عدة عوامل من أهمها الفئة العمرية والجنس والمستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للفرد.
وفي دراسة مرجعية أجراها المدني، وجد أن جميع الدراسات التي طُبقت على سعوديين لمعرفة نسبة السمنة لديهم، توصلت أن تلك النسبة تبلغ نحو 65 في المائة في المتوسط، إلا أنها يمكن أن تراوح بين 95 و83 في المائة حسب الفئات المختلفة من الأفراد والمناطق التي ينتمون إليها.

وكانت دراسة أجراها الباحث عبد الله النعيم في العام 1996 وشملت أكثر من 13 ألف فرد من الجنسين فوق 14 عاماً في جميع أنحاء السعودية، توصلت إلى أن نسبة السمنة بين الرجال السعوديين بلغت 37 في المائة، فيما كانت 34 في المائة عند النساء.

وأكد المدني على أن صحة الفرد وتغذيته تؤثر تأثيراً مباشراً على إنتاجيته ونمط حياته، كما أنها تعد دليلاً غير مباشر على مدى التطور الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع.

وعادة ما ينصح خبراء التغذية الأفراد بتقليل تناول الأطعمة الغنية بالدهون والكوليسترول كوسيلة من وسائل الوقاية من سوء التغذية. إلا أن ذلك لا يعني الامتناع عن تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون، إذ يقول المدني إن نسبة تواجد الدهون في الطعام لا يجب أن تزيد عن نحو 30 في المائة من إجمالي السعرات الحرارية اليومية. ويؤكد المدني أيضاً على وجوب الإكثار من تناول الكربوهيدرات المركبة مثل النشويات المصحوبة بالألياف والمتواجدة في الحبوب الكاملة والبقوليات.

ويرى المدني أن المحافظة على الوزن المثالي بالنسبة إلى الطول عن طريق معادلة الطاقة المستهلكة أو المتناولة بالطاقة المصروفة أو المبذولة، هي من أهم العوامل التي تقي الفرد من السمنة ومن بقية الأمراض المرتبطة بسوء التغذية.
وهناك عوامل أخرى مفيدة مثل: الانتظام في ممارسة الرياضة، والفحص الطبي الشامل، والامتناع عن التدخين، وعدم تناول المشروبات الكحولية، كما يوضح المدني أيضاً على أنه لا توجد أطعمة جيدة وأخرى سيئة، بل هناك أنظمة غذائية جيدة وأخرى سيئة.

وبالرغم من اعتقاد الكثيرين أن مكافحة السمنة مسألة غاية في التعقيد، يجد خبراء التغذية أن الأمر سهل جداً، إذ أن التركيز في نظرهم يجب أن يكون على الاهتمام بالتوازن بين الكيف والكم في الغذاء. وهذا يقودنا إلى الحديث عن النظام الغذائي الأمثل الذي يجب اتباعه للوصول إلى تلك المعادلة الصحية.

وبالطبع، فإن من الضروري وجود تنويع في نوعيات الأطعمة التي يشملها هذا النظام، مع تخفيض الكميات من الأطعمة التي تحتوي على سعرات حرارية مرتفعة وزيادة تلك التي تحتوي على سعرات حرارية قليلة.

وأخيراً، فإنه بالرغم من ضرورة مراقبة غذاؤنا ومكوناته، يجب ألاّ ننسى أهمية الرياضة وهذا لا يعني ممارسة التمرينات الشاقة التي قد لا يتحملها البعض، بل تلك التمرينات الخفيفة مثل المشي واليوغا وركوب الدراجات، مع ضرورة أن يتم ذلك بصورة منتظمة.