أعمالي تعبر عن تمردي

لقاء مع الفنانة التشكيلية / وفاء العقيل

مي إبراهيم كتبي -جدة
صور وفيديو

قاعة عرض الفنانة بمعرض عربيات

وفاء عبد الله العقيل اختارت رسم الخيل لتجسيد المرأة و نقل جميع انفعالاتها ومشاعرها و معاناتها ... وحاولت من خلال أعمالها أن تترجم ما بداخل الآخر برؤية الفنان ... وقد أعلنت مؤخراً عن تأسيس مجموعة (( تشكيليات جدة )) التي تعتبرها حلقة وصل بين المبدعات .
و إلى عالمها دعتنا ليكون لعربيات معها هذا اللقاء :

بداية تشبيهك للمرأة بالخيل أثار فضولي فما هو وجه الشبه ؟
أنا ساويت المرأة بالخيل و لم أشبهها به فقط ... جعلت المرأة هي الخيل و ليست الفارسة ، فالمرأة صبورة و عزيزة النفس مثله و هي قادرة على تخطي الصعاب ... و أيضا المرأة مخلوق جميل و الخيل اشتهر بجماله ... و الخيل يستحق لأصالته أن أشبهه بالمرأة و العكس صحيح.

في لوحاتك خيول متمردة و ثائرة فهل يعكس هذا رؤيتك للمرأة وصفاتها أيضاً ؟
هنالك العديد من الحالات التي تتطلب الثورة و التمرد في مجتمعاتنا ، هنالك ظروف تقهر الانسانية و يحق للمرأة أن تتمرد على الأمور التي تقهرها فالعيب أن تقف مكتوفة الأيدي في ظل ظروف تقلل من قيمتها الانسانية وللمرأة حقوق يجب أن تنالها و اذا لم يكن لها ذلك فلتثر دون تجاوز لدينها و لتطالب بما يحق لها ....
و تتابع: أنا متمردة جدا على كل الأمور التي تلجمني و تعيقني في حياتي و في داخلي تحد كبير لكثير من المعتقدات الخاطئة التي أرفضها و ثورتي و تمردي تعبر عنهما لوحاتي.

مع الجموح والتمرد كيف تصف الفنانة وفاء العقيل علاقتها بزوجها  كشريكة  وفنانة ؟
هذا سؤال طالما تمنيت أن يطرح علي ...أنا ولله الحمد محظوظة بزوجي لأنه يدعمني مادياً ومعنوياً و يقف إلى جانبي بكل الحب ، وأنا مدينة له بنجاحي فهو الذي يشجعني على العمل و اذا رآني متكاسلة يعيد لي الحماس بكلماته وإصراره على أن أكمل لوحاتي ... أما عن علاقتي به فأنا أترك له الساحة خالية ليكون دوماً سيد الموقف وزمام الأمور بيده عن استحقاق فهو يحترمني و يدعمني و أنا أقدره لذا التفاهم هو لغتنا الوحيدة .


البعض يرفض بروز وظهور المرأة في المجالات الإبداعية فكيف تواجهين ذلك ؟
من يرفضون ظهور المرأة هم أعداء لها و من يرى أن المرأة المبدعة لا يجب عليها المجاهرة بموهبتها أعتبره عدواً للنجاح و التقدم ... واجب المرأة إن كانت فنانة أو كاتبة أو عاملة في مجال يفرض عليها الظهور أن لا تلتفت الى الأصوات التي تريد أن تحبطها و طالما هي تخدم مجتمعها و تظهر بصورة لائقة وتراعي أصول دينها في تصرفاتها فلتتقدم في مجالها بكل ثقة.


سيدتي أريد أن أعود لنظرات الخيول في لوحاتك ، فتلك العيون تحمل في طياتها العديد من المعاني و المشاعر ، فهل هذه النظرات تملأ نفسك أم هي من خيال الفنان ؟
هذه مشاعري و مشاعرك و مشاعر كل انسان فأنا أحاول أن أجسد المشاعر التي تختلج في النفوس في عيون الخيل و كلها مشاعر عشتها ، فالحزن طالما رافقني و التمرد أيضا .
و أيضا أحاول أن أجسد مشاعر الخجل عند المرأة العربية، فالمرأة العربية خجولة بفطرتها و تخفي مشاعرها و ما يجول بخاطرها بدافع خجلها الأنثوي لذا أحب أن أعبر عن مشاعرها المغلفة بالخجل .


ما رأيك في الحركة التشكيلية في المملكة العربية السعودية ؟
لدينا العديد من الفنانين المتميزين لكن ينقصنا الكثير للتكتمل الحركة الفنية لدينا ، أولا: يجب أن تتكون لجنة مختصة من النقاد لنقد الأعمال الفنية بصورة موضوعية ...لأن النقد البناء و الموضوعي يقوّم الفنان و يصقله خاصة اذا كان من أصحاب الخبرات والعلم ... و النقد الموجود حاليا لا يخدم الحركة الفنية لأنه نقد عشوائي و غير كفيل بتطوير الصورة الفنية ... ثانيا: لابد من إنشاء مراكز تهتم بتعليم الفنون الجميلة لتتيح لأصحاب الهوايات صقل مواهبهم بالعلم و يجب على هذه المراكز أن تتمتع بشتى الوسائل العلمية المتاحة في مجال الفن التشكيلي لتكون على مستوى عال في تقديم الرسم و تدريسه.

و في الختام ما هي أمنيتك ؟
أمنيتي قد بدأت بتحقيقها من خلال تأسيسي لمجموعة (( تشكيليات جدة )) للتواصل فيما بيننا فنياً وثقافياً وإبراز الإبداعات النسائية محلياً وعربياً متأملة أن تكون هذه الخطوة نواة للنهوض بالحركة الفنية التشكيلية السعودية ... والمجموعة تتكون من 14 فنانة تشكيلية هن : وفاء العقيل ، فاطمة عمران ، علا حجازي ، حنان العقيل ، سلوى حجر ، ليلى الجوهر ، إيمان حبيب ، هدى توتونجي ، بركة الصبياني ، إيمان المنياوي ، ريم عجينة ، مها باعشن ، سامية الجيوبي ، فاطمة باعظيم ... وقد أقمنا معرضنا المشترك الأول في مركز المنتزه بجدة وشاركنا بـ 61 لوحة تمثل مختلف المدارس التشكيلية التي تنتمي إليها المشاركات .

قاعة عرض الفنانة بمعرض عربيات