تعليقات

تواصل وتعقيب

رانية سليمان سلامة

* تابعت باهتمام اللقاء الذي أجرته عكاظ مع الأستاذ تركي السديري رئيس تحرير صحيفة الرياض ورئيس هيئة الصحفيين السعوديين والذي تم من خلاله إلقاء الضوء على الهيئة وانجازاتها وخططها المستقبلية, إلا أنني كالمعتاد كنت أبحث بين ثنايا اللقاء وغيره من اللقاءات المتعلقة بالإعلام السعودي عن بصيص أمل يوقد مشعلاً من الضوء على طريق العاملين في مجال النشر الإلكتروني... فالإنترنت اليوم قد فرضت وجودها على حياتنا كأداة إعلامية تأخر كثيراً ضمها إلى دفتر العائلة الإعلامية لتحظى بشيء من الاعتراف والاهتمام والتنظيم الذي تناله وسائل الإعلام المطبوعة والمرئية وهذا التهميش نتيجته الطبيعية حالة من المعاناة المتواصلة التي نتابع فصولها يومياً مستائين من تجاوزات وأخطاء مهنية وأخلاقية ترتكب في ساحة تعج بالفوضى وتفتقد إلى آليات وتشريعات قد تسهم في تحفيز روادها على الارتقاء بمستوى الطرح والاتجاه للحرفية ومواكبة ما نعيشه من تطور في مجال الإعلام لتمارس الإنترنت دورها كأداة إعلامية شارفت على بلوغ سن الرشد فازدادت حاجتها إلى رعاية واهتمام وتخطيط وهوية ستضيع من بين أيدينا ونضيع معها ما لم نواكب خطواتها... وفي الواقع اعترفنا بها أم قمنا بتأجيل هذا الاعتراف يحسب علينا شئنا أم أبينا أمام العالم الخارجي صوت الانترنت كأحد أسرع الأصوات الإعلامية التي تصل إلى الآخرين حاملة توقيعاً يبدو في ظاهره أنه يمثلنا فيختلط الغث بالسمين دون تمايز ويلتصق بنا الكل دون أن تكون محاولات إعلان البراءة من غثها كافية لإنصاف سمينها, ويبدو مؤسفاً أن نقول للعالم إننا لا نعترف بالإنترنت كأداة إعلامية وبالتالي ليست لنا علاقة البتة بما يرد فيها ما لم يكن تابعاً لإحدى شقيقاتها الكبريات من وسائل مرئية أو مطبوعة... وأعلم حتماً أن خطوة الاعتراف والاهتمام بالإنترنت كأداة إعلامية هي من الخطوات التي نترقبها من وزارة الثقافة والإعلام إلا أنه بوسع هيئة الصحفيين أن توجد دافعاً لدى العاملين والمجتهدين في هذا المجال يتيح لهم فرصة التعريف بأنفسهم والمشاركة بأعمالهم الجيدة من تحقيقات أو لقاءات أو ملفات صحفية في مسابقات على المستوى العربي أو الدولي تتطلب المشاركة فيها وجود صبغة رسمية مثل الانتساب للهيئات الصحفية... وهو أمل أشعر بأنه قريب غير بعيد كون الأستاذ تركي السديري قد قدم لي بلغة الكبار في تواصلي اليتيم معه درساً عنوانه (هكذا يحرص الكبار على حفظ حقوق النشر) فلم يتوانَ عن المسارعة في حفظ حقوق نشر مادة إلكترونية يراها مع الأسف بعض صغار المنتسبين لعالم الصحافة حقوق مهدورة.

* رسالة كريمة تلقيتها وغيري من الكتاب من سعادة الدكتور سعود بن صالح المصيبيح مدير عام العلاقات والتوجيه بوزارة الداخلية توضح دور لجنة مناصحة الموقوفين ومساعيها لحماية المجتمع من الأفكار الهدّامة وإعادة العقول التي هاجرت من رؤوس أصحابها لتفتك بهم وتهدد أمن الآمنين إلى رشدها وعقيدتها ومجتمعها, وإن كنت سأتطرق إلى هذا الموضوع بشيء من التوسّع لاحقاً إلا أنني أسجّل هنا تحية لهذه المبادرة التي تعكس حرص وزارة الداخلية واللجان المختصة بمعالجة هذه القضية على توسعة نطاق المشورة والاستفادة, فالدعوة بالتفاعل والمشاركة لا أعتبرها دعوة شخصية بقدر ما أراها دعوة مفتوحة ليستشعر كل فرد من أفراد المجتمع واجبه ودوره في مساندة هذه الجهود بتسجيل رأيه أو إضافة مقترحاته أو الإسهام في توعية من حوله... وهي خطوة من خطوات الطريق المضيء الذي يتبنى لغة الحوار باعتبار أنها حجر الأساس لكافة الخطط الناجحة التي تهدف إلى الإصلاح والبناء والاستقرار.

* صورة أخرى من صور التواصل والتفاعل الصحي لمستها بتعقيب الأستاذ/ قحطان عبدالله بلخير مدير عام العلاقات العامة في الخطوط السعودية على ما ورد في مقال (وقفة مع رسائل القرّاء) من شكوى تقدم بها الكابتن فاروق الحسيني بخصوص خطة السعودة وحيث أن دور زاويتي الضيقة -في هذه الشكوى تحديداً- يقتصر على أن تكون حلقة وصل بين القارئ والمسؤول كوني لا أملك الكثير لأضيفه فسأترك القضية لأهل الخطوط الذين هم أدرى بشعابها... لقد تفضّل الأستاذ قحطان في تعقيبه الذي نشرته عكاظ في عدد 14332 بتاريخ 20/10/1426هـ بالتأكيد على أنه لا صحة لاستقدام طيارين أجانب مشيراً إلى أن (السعودية) قد حققت نسبة عالية في سعودة وظائف مساعدي قائد الطائرة وصلت إلى 99% كما وصلت في سعودة وظائف قائدي الطائرات إلى نسبة 90%... وأضاف أنه قد تم قبول 710 من الشباب السعودي الذين تكفلوا بتكاليف الدراسة والشهادات التي تؤهلهم لوضع أقدامهم في مؤسستهم الوطنية مع العلم -وفقاً للأستاذ قحطان- أن قيام المواطنين بدراسة الطيران في الخارج على نفقتهم الخاصة يعد مبادرة ذاتية لا علاقة لها بخطط وبرامج إعداد الطيارين بالخطوط السعودية التي تتم وفقاً لاحتياجاتها التشغيلية, كما أوضح أن هؤلاء المتدربين على حسابهم الخاص يحصلون على رخصة طيران تجاري بعد التدريب لمدة 320 ساعة على طائرات مروحية وهذه الرخصة لا تؤهلهم مطلقاً للعمل كطيارين على الطائرات النفاثة... الكابتن فاروق الحسيني (عقّب على التعقيب) مبدياً سعادته بوصول الرسالة للمسؤولين في الخطوط ومؤكداً أنه بما ورد في رسالته لم يكن يرغب بالإساءة لمؤسستنا الوطنية بل على العكس من ذلك يرغب بأن تكون مضرباً للمثال في خطوات التطوير والسعودة, كما أشار إلى أن مدة ساعات الطيران المبدئية (320 ساعة) تأخذ بها معظم الشركات الوطنية العالمية بالإضافة إلى أنها تبدأ مع الشباب من الصفر وتوفّر لهم الفرصة للالتحاق بها ثم تقوم بتدريبهم إلى أن يكتسبوا الخبرة والتأهيل المطلوبين.. ويختتم تعقيبه بما يعكس أن الشكوى كثيراً ما تكون من باب العشم والطموح المشروع لكل من يحلم بأن يجد فرصته في المجال الذي يستهويه أو يناسب تخصصه الدراسي... أما تعقيبي فهو تفهم لمساعي الخطوط السعودية وقدراتها الاستيعابية لعدد المتقدمين لهذه الوظائف فلا يبدو الأمر يسيراً خاصة أنها المؤسسة السعودية الوحيدة المعنية بهذا المجال وهذا بالتأكيد يثقل كاهلها مهما توسعت ذلك أن أعداد المتقدمين للوظائف كذلك في ازدياد وليس أمامهم خيار آخر سوى الانتظار أو الاتجاه للعمل في قطاعات أخرى مما قد يجعل مطلب وجود شركات طيران خاصة حتمياً لتخفيف هذه الضغوط... وأختتم هذه الرسالة بتحية تقدير للأستاذ قحطان بلخير الذي حرص على التعقيب ليضعني والقارئ أمام الحقيقة التي أعتبرها الغاية المنشودة, بينما توجد جهات أخرى نشرت لها رسائل في نفس المقال وغيره من المقالات كان سيسعدني أن أجد عليها التعقيب وإن كان ذلك التعقيب يؤكد خطأ ما ورد في الشكوى لتتضح الصورة لدى الكاتب والقارئ بدلاً من أن تظل مبتورة.

 

* رئيسة تحرير مجلة (عربيات) الإلكترونية [email protected]
المصدر: صحيفة عكاظ