أحد أسرار التفاؤل بالمستقبل

معرض شباب الأعمال.. رعاية، وعمل، وأمل

رانية سليمان سلامة

أفصح الأمير خالد الفيصل في حفل افتتاح معرض شباب الأعمال الأسبوع الماضي عن أحد أسرار تفاؤله بالمستقبل معتبراً أن ماشاهده من أعمال الشباب والشابات يعد إجابة على تساؤلات المتشائمين، والمؤكد أن تفاؤل أمير مكة بالشباب قد زادهم تفاؤلاً وحماساً وثقة وإحساسا بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم حتى يكونوا عند حسن ظن القيادة الذي ترى المستقبل مشرقاً من خلالهم.


لم تكن كلمة الأمير خالد الفيصل هي كل ماقدمه لهذا المعرض فقبيل انطلاقه شرف اللجنة بتوجيهاته الحكيمة وأوصاها بإشراك شباب وشابات الأعمال من جميع أنحاء منطقة مكة المكرمة في الأعوام القادمة، كما وعد وأوفى بالقيام بجولة في أنحاء المعرض نثر خلالها كلمات التشجيع وقدم تعريفا حقيقيا لمعنى الرعاية، امتد حتى لحظات اختتام المعرض لدورته الثانية بعد أن شهد في الأيام التالية مشاركة كل من وزير التجارية ووزير الشؤون الاجتماعية ونائب وزير العمل.


كان وعد وزير التجارة لأبنائه وبناته مبشراً وهو يؤكد على تقديم تسهيلات لإجراءات عديدة ويفتح أبواب وزارته أمامهم لتذليل العقبات التي تقف أمام منشآتهم. وكان ملفتاً أن يسأل وزير الشؤون الاجتماعية عن الدخل الذي يحققه كل مشروع ومدى استفادة صاحبه منه قبل أن يعلن عن إمكانية توسيع نطاق تجاربهم بتعاون الشؤون الاجتماعية مع الغرف التجارية لمساعدة الشباب على تأسيس مشاريع تنقلهم من حالة العوز إلى الإنتاج.

وكان من الحكمة أن يسأل نائب وزير العمل الشباب والشابات عن آلية تسويق كل منهم لمشروعه واحتياجاته في هذا المجال، وربما لم نستوعب إصراره على سؤال كل صاحبة عمل عن تخصصها الدراسي إلى أن أوضح في الجلسة التي تلت جولته أن عمل غالبية الشابات في مجالات تختلف عن مجالات تخصصهن الدراسي دليل على أنه لم تُتَح لهن فرص اكتشاف التوجهات منذ مراحل الدراسة المبكرة، غير أن المبشر هو أن الشابات كان بوسعهن تدارك ذلك بالاختيار والإقدام على تأسيس مشاريع توظف قدراتهن.


لقد تفاعل جميع المسؤولين مع مطلب جديد من شباب الأعمال الباحثين عن تنمية مؤسساتهم الصغيرة بواسطة عقود تنفيذ مشاريع في القطاع العام والخاص بدلاً من القروض ليحققوا أمل التنمية بالعمل لا بالدعم المادي الذي قد يكون مردوده قصير المدى.


كما أعلن الدكتور عبدالواحد الحميد عن اتفاقية جديدة تمت بين وزارة العمل وصندوق تنمية الموارد البشرية تهدف إلى دعم المؤسسات الصغيرة لتتمكن من توظيف الكفاءات المدربة، وقد جاء ذلك في معرض تعليقه على مداخلات أكدت على عدم استفادة المؤسسات الصغيرة من الدعم الذي تقدمه الوزارة للتكفل بجزء من مرتبات الموظفين السعوديين أثناء التدريب لعدم قدرتها على توفير برامج تدريب وعدم إمكانية تحقيق ربحية عالية خلال فترة التدريب التي قد تعجز بعدها عن التكفل وحدها بمرتب المتدرب.


خلف كواليس المعرض وجلساته كانت هناك خلية نحل مَلِكتها السيدة مضاوي الحسون عضو مجلس إدارة غرفة جدة التي تكفلت منذ مراحل التخطيط بتنسيق لقاءات لأعضاء اللجنة مع المسؤولين حتى يحظى شباب الأعمال بهذه الرعاية، كما ظلت خلال أيام المعرض تدفع بالشباب والشابات إلى دائرة الضوء وتَجبُر تقصيرهم وترفع من عزيمتهم ليكونوا أبطال إدارة، إنه حدث كانت تتفانى لإنجاحه، أما أفراد خلية النحل فقد اجتهدوا وعملوا بكل جد وإخلاص وعندما واجهوا معضلة عدم إيمان عدد كافٍ من الشركات التجارية بأهداف معرضهم كان إيمانهم أكبر بأنفسهم وبشباب وطنهم فبادر بعض أعضاء لجنة شباب الأعمال بسد العجز ودخلوا بشركاتهم رعاة وداعمين للمعرض مادياً ليرى النور بالمستوى المطلوب وليكونوا واجهة مشرفة للوطن الذي احتفى معهم بانجازات شبابه خلال أيام معدودة وسيجني بإذن الله ثمار عملهم لسنوات عديدة قادمة.

رئيسة تحرير مجلة عربيات الإلكترونية
[email protected]
المصدر: صحيفة عكاظ